اليوم 24:
2024-07-07@07:46:42 GMT

 2023 سنة التضامن بامتياز

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

يستعد العالم لتوديع سنة 2023 في غضون الأيام القليلة المقبلة، والاحتفال بقدوم السنة الجديدة 2024. وفي مثل هذه المناسبة، نتبادل المتمنيات بالتأكيد، ولكننا نقيِّم أيضًا السنة الماضية من خلال إلقاء نظرة على كل ما تم القيام به وكيفية إنجازه، وتحديد أوجه القصور بهدف التغلب عليها في المستقبل، وتسليط الضوء على الإنجازات لتعزيزها بشكل أفضل في وقت لاحق.

وهذا النهج صالح على مستوى الدولة والمقاولات والأفراد. إذ أن التقييم والتقييم الذاتي ضروريان للغاية، ويجب أن يوجها عملنا بدلا من المضي قدما بشكل أعمى ونجد أنفسنا في مأزق لا يمكننا الخروج منه.

يهدف هذا المقال إلى التذكير بأهم الأحداث التي شهدها المغرب خلال هذه السنة، وهي العملية التي سنقوم بها للضرورة بشكل انتقائي. لذا، فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان هو الزلزال القاتل والمدمر الذي ضرب منطقة الحوز والأطلس الكبير ليلة 8 إلى 9 شتنبر الماضي. حيث تسبب هذا الزلزال في مقتل ما يقرب من 3000 شخص، وإصابة أكثر من 6000 آخرين، وتدمير كلي أو جزئي لآلاف المنازل، وخسائر فادحة في الممتلكات. وأمام هذه الكارثة، لم يتأخر رد فعل المغرب بكل مكوناته، وفي طليعتها ملك البلاد. منذ الساعات الأولى، تم إطلاق عمليات إغاثة المتضررين لإنقاذ الأرواح البشرية، ثم بعد ذلك، تمت الاستجابة للاحتياجات الأكثر إلحاحًا من خلال تقديم المساعدة للناجين. كل ذلك في موجة منقطعة النظير من التضامن والتعبئة الشعبية. وقد تمكنت بلادنا من تحويل هذه الأزمة إلى فرصة لتنفيذ مخطط إعادة إعمار هذه المناطق بقيمة 120 مليار درهم، واستخلاص الدروس لتنمية المناطق الجبلية التي تعاني من مستوى عال من الهشاشة، وظروف معيشية قاسية للغاية. وهو جزء من تاريخنا يجب أن يدون في قصة مكتوبة ويدرس للأجيال القادمة حتى يوقد شعلة الوطنية في نفوسهم.

وفي نفس السياق المتعلق بموضوع التضامن، تجدر الإشارة إلى إطلاق المساعدة الاجتماعية المباشرة التي ستصبح واقعا ملموسا اعتبارا من نهاية هذه السنة. ويندرج هذا الإجراء، الذي يتطلب مبالغ كبيرة (ما بين 25 و29 مليار درهم) في إطار المشروع الضخم لتعميم الحماية الاجتماعية، الذي يتوخى مكافحة الفقر المدقع وتمكين الأطفال من مواصلة تمدرسهم. وبطبيعة الحال، يجب بذل كل ما في وسعنا لضمان تمكين هؤلاء السكان في المستقبل من خلال ضمان وظائف لائقة لهم في الأنشطة التي تخلق الثروة وتصون الكرامة الإنسانية.

وعلى مستوى التشغيل بالتحديد، تتواصل الصعوبات، ويمكن اعتبار سنة 2023 هي الأسوأ خلال العقدين الماضيين. فالتناقض صارخ بين النمو الاقتصادي المقدر بـ 2.7% سنة 2023 مقابل 1.3% سنة 2022، وتفاقم البطالة التي يرتفع معدلها على التوالي من 11.4% إلى 13.5% (17% في الوسط الحضري)! مما يجعل البطالة تشكل نقطة ضعف حقيقية للسياسات العمومية. لأن تفاقم البطالة يعني المزيد من الفقر والهشاشة وضعف الاستقرار الاجتماعي. ومع ذلك، يجب ألا تتحمل الدولة والاستثمار العمومي وحدهما هذا الجهد الذي لا يؤدي بطبيعته إلى خلق فرص الشغل بوفرة. والأمر متروك للقطاع الخاص لإظهار المزيد من الوطنية وروح المبادرة بدلاً من الاكتفاء بالاستحواذ على المساعدات والإعانات العمومية من أجل “الاستثمار” في نهاية المطاف في الأنشطة المضارباتية والريعية. وفي هذا الصدد، يمكن اعتبار 2023 سنة بيضاء على صعيد الإصلاحات الهيكلية ومكافحة الاقتصاد الريعي وضعف الحكامة. ونرجو أن تشكل القضايا المعروضة حاليا على أنظار العدالة في قضية ما بات يسمى ب “إسكوبار الصحراء” مدخلا لمخطط كبير لتخليق الحياة السياسية والاقتصادية لوضع حد نهائي لتضارب المصالح واختلاس الأموال العمومية. إن بلادنا، التي تهدف إلى أن تصبح قوة إقليمية، وتطالب بشكل مشروع بمقعد دائم في مجلس الأمن نيابة عن إفريقيا، لديها كل المصلحة في المثابرة في هذا الاتجاه الذي سيكسبها مزيدا من المصداقية والسمعة الطيبة.

وفي هذا الإطار ينبغي قراءة لقاء القمة بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وأمير دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يوم 4 دجنبر الجاري. إذ يعد الإعلان الذي وقعه رئيسا الدولتين بشأن إقامة “شراكة مبتكرة ومتجددة ومتجذرة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة” نصا غير مسبوق. وتعكس هذه الشراكة التي تتعلق بسلسلة من المشاريع الكبرى التي سيتم تنفيذها ضمن آجال محددة وبترتيبات مالية محددة بدقة، مستوى نضج العلاقات بين البلدين ومستوى الثقة بين الزعيمين. ويشكل مثالا ينبغي أن يحتذي به شركاء المغرب الآخرون الذين يرغبون في بناء عالم ينعم بالسلام والرخاء المشترك. والقطع مع الرؤية النيواستعمارية التي لا تؤدي إلا إلى إدامة التبادل غير المتكافئ. وعلى إيقاع هذا التفاؤل، أقول لكن ولكم أيها القراء الأعزاء، سنة سعيدة وكل عام وأنتم بخير.

ترجمه للعربية عبد العزيز بودرة

المصدر: اليوم 24

إقرأ أيضاً:

ماذا تعني تحية "الذئاب الرمادية" التي سبّبت أزمة بين تركيا وألمانيا؟

تشهد العلاقات التركية الألمانية توتراً، بعد استدعاء السفير التركي لدى برلين رداً على استدعاء نظيره الألماني في أنقرة.

يأتي ذلك على خلفية رفع المدافع التركي مريح ديميرال إشارة "الذئاب الرمادية" احتفالاً بأحد هدفيه في مرمى النمسا، خلال ربع نهائي كأس أوروبا 2024 لكرة القدم.

رغم ذلك، أعلنت الرئاسة التركية أن رجب طيب إردوغان سيحضر مباراة منتخب بلاده وهولندا السبت في برلين، ضمن ربع النهائي.

ونقلت وكالة رويترز عن صحف ألمانية قولها إن ديميرال مُنع من اللعب لمباريتين متتاليتين، إثر تحقيق فتحه "الاتحاد الأوروبي لكرة القدم" (يويفا) الأربعاء.

وعلّقت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر على حركة ديميرال بمنشور على موقع "أكس"، قائلة إن "رمز المتطرفين اليمينيين الأتراك ليس له مكان في ملاعبنا"، مضيفة "استخدام كرة القدم الأوروبية كمنصة للعنصرية أمر غير مقبول على الإطلاق".

ووصفت الخارجية التركية رد فعل السلطات الألمانية تجاه ديميريل تحت خانة "معاداة الأجانب".

وقالت: "ندين ردود الفعل ذات الدوافع السياسية على استخدام رمز تاريخي وثقافي، بشكل لا يستهدف أحداً، خلال احتفالات فرحة في حدث رياضي".

وكان ديميرال، الذي يلعب في صفوف "الأهلي" السعودي، قد قال في تصريحات عقب المباراة إن احتفاله "بهذه الطريقة لا يحمل أي رسالة (سياسية)، أردت فقط أن أظهر مدى فخري وسعادتي".

وتزامن احتفال ديميرال مع بدء محاكمة 22 شخصاً في تركيا بتهمة اغتيال زعيم "الذئاب الرمادية" السابق سنان أتيس، بالرصاص في أنقرة أواخر عام 2022.

جدال قديم يتجدّد

ترتبط الإشارة التي لوّح بها اللاعب التركي بتنظيم تركي يوصف بأنه يميني متطرف يدعى "الذئاب الرمادية"، وتصنفه فرنسا على أنه "تنظيم إرهابي" منذ العام 2020، بينما تمنع النمسا رسم الإشارة الخاصة به منذ العام 2019. ويرسم أتباع هذا التنظيم بأيديهم شارة الذئب للدلالة على انتمائهم إليه.

ونددت تركيا بفتح "يويفا" تحقيقاً بحق لاعب منتخبها الوطني. وأشار بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية إلى تقرير للجنة حماية الدستور الفيدرالي الألماني، نشر في سبتمبر/أيلول 2023، خلص إلى أنه "لا يمكن تصنيف كل من يرفع شارة الذئاب الرمادية على أنه يميني متطرف".

ويعتبر التنظيم على أنه "فرع الشباب" والجناح العسكري لـ"حزب الحركة القومية التركي" وهو حليف "حزب العدالة والتنمية" الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبحسب وكالة فرانس برس، دعا التنظيم إلى أفكار متطرفة واستخدم العنف خلال ثمانينيات القرن الماضي ضد الناشطين اليساريين والأقليات العرقية في تركيا.

ومن جهتها، أوردت وكالة رويترز أن التنظيم شارك في أعمال عنف سياسية بين اليساريين والقوميين، أدت إلى مقتل نحو 5 آلاف شخص قبل انقلاب عام 1980 في البلاد.

كما يُتهم التنظيم بتنفيذ أعمال عنف أخرى منذ تاريخ تأسيسه.

وكانت المرة الأخيرة التي شغلت فيها هذه التحية ألمانيا الى هذا الحد، عام 2018، بعدما قال مشرعون ألمان تابعين للحزب الديمقراطي المسيحي، إنهم يعتزمون وضع تشريع يحظر رموز منظمة "الذئاب الرمادية" وعلى وجه التحديد، تحية اليد التابعة لها لأنها "تذكر بالتحية النازية".

وقال السياسي الديمقراطي المسيحي كريستوف دي فريس لصحيفة "بيلد" الألمانية حينها، إن "أي شكل من أشكال الفاشية هو أمر غير إنساني ويشكل تهديداً لمجتمعنا الليبرالي".

ماذا تعني إشارة الذئب في تركيا؟

اعتبرت وكالة الأناضول التركية في خبر نشرته عن الحادثة، أن الذئب الرمادي "هو موروث تاريخي وثقافي قديم لدى الأتراك"، ملمحةً بذلك على أن الإشارة ليس لها أن ترتبط بالضرورة بتنظيم "الذئاب الرمادية" الذي تأسس عام 1968 على يد أحمد يغيت يلدريم.

وفي دراسة نشرت عن "معهد الشرق الأوسط"، عام 2009، للمحاضر في العلوم السياسية أكين أونفير، تحدث الباحث عن معنى "الذئاب الرمادية" في الثقافة التركية، وقال إن الحركات القومية التركية تستخدم الشعار انطلاقاً من أسطورة قديمة.

وبحسب أونفير ترتبط الأقصوصة بوادٍ أسطوري خصب في جبال ألتاي، في آسيا الوسطى، يتمتع بقدسية روحية رمزية لدى الأتراك. وتحكي وتحكي الأسطورة التركية "ارغينكون" قصة ذئبة تدعى أسينا (مصورة على شكل ذئب رمادي)، تساعد العشائر التركية التي تقطعت بها السبل في جبال ألتاي إلى سهول أرغينكون الخصبة، حيث تمكنوا من العيش والاستمرار كمجموعة عرقية.

ووفق مصادر أخرى، يرمز الذئب الرمادي إلى الشرف في الأساطير التركية القديمة. تدور الأسطورة حول فتى صغير نجا من هجوم على قريته، حيث عثرت أنثى ذئب عليه ورعته حتى شُفي. بعد ذلك، أنجبت الذئبة عشرة أولاد، نصفهم ذئب ونصفهم بشر، ومن بينهم أشينا الذي أسس عشيرة آشينا التي ينحدر منها الترك الرحّل.

أما أسطورة إرغنيكون، فتحكي عن أزمة كبرى للترك القدماء بعد هزيمة عسكرية، حيث استراحوا في وادي إرغنيكون الأسطوري مُحاصرين لمدة أربعة قرون. تمكنوا أخيرًا من الخروج بفضل حداد صهر الجبل ليفتح ممراً، مما سمح للذئب الرمادي بقيادتهم إلى الحرية.

وتستخدم مجموعات تركية يمينية متطرفة كثيرة صورة الذئب في شاراتها كرمز.

كيف تتصرف الاتحادات الرياضية في حالات مماثلة؟

اتخذ "يويفا" إجراءات صارمة ضد سوء السلوك خلال بطولة "يورو 2024"، كما في بطولات سابقة نظمتها.

وأوقفت خلال البطولة الحالية، لاعب ألبانيا ميرليند داكو، لمباراتين، بعدما قاد المشجعين لإطلاق هتافات مسيئة ضد صربيا ومقدونيا الشمالية، عقب مباراة بلاده ضد كرواتيا.

وقال "يويفا" في بيانه: "تم إيقاف اللاعب بسبب عدم التزامه بالمبادئ العامة للسلوك وانتهاكه القواعد الأساسية للسلوك اللائق واستخدام الأحداث الرياضية لمظاهر ذات طبيعة غير رياضية/ تشوه سمعة رياضة كرة القدم".

وغرّم "يويفا" الاتحاد الألباني بمبلغ وصل إلى حوالى 47 ألف و200 يورو بسبب هتافات جماهيره ضد صربيا والتي تضمّنت شعار: "اقتلوا الصرب".

كما قام بالتحقيق بسلوك اللاعب الإنجليزي جود بيلينغهام بسبب إيماءة غير سياسية مسيئة قام بها.

كذلك مع "يويفا" صحافياً من كوسوفو يدعى أرنيلد ساديكو من تغطية المباريات المتبقية من اليورو، بعد أن ردّ على جماهير صربيا الذين كانوا يهتفون "كوسوفو هي قلب صربيا"، برسمه النسر الألباني بيديه.

ولا تعترف صربيا باستقلال كوسوفو.

ووقعت حادثة مماثلة في كأس العالم 2018 الذي ينظمه "الاتحاد الدولي لكرة القدم" (فيفا) وكانت تستضيفه روسيا، حيث بادر لاعبان سويسريان من أصل ألباني، هما غرانيت تشاكا وشيردان شاكيري، إلى رسم علامة "النسر" في مباراة بلادهم ضد صربيا.

وفرض "فيفا" حينها غرامة على اللاعبين بسبب هذا السلوك.

مقالات مشابهة

  • «معلومات الوزراء»: توزيع 2.5 مليون سلة غذاء و1000 طن لحوم خلال عام
  • إيدي ميرفي يكشف عن أمنية يتمنى تحقيقها بعد وفاته
  • أشغال الشارقة تصدر تقريرها السنوي لعام 2023
  • ماذا تعني تحية "الذئاب الرمادية" التي سبّبت أزمة بين تركيا وألمانيا؟
  • تحديات ومآلات مؤتمر القاهرة
  • اعتقل بسبب منشور على فيسبوك.. منظمة أممية تطالب الأردن الإفراج عن كاتب ساخر
  • حقيقة إغلاق مدارس السودانيين في محافظة الجيزة (تفاصيل)
  • عضوات منتدى الخمسين سيدة يهنئن الدكتورة مايا مرسي بمنصب وزيرة التضامن الاجتماعي
  • رئيس جامعة أسيوط يستعرض أبرز الأنشطة لخلق فرص عمل للشباب والتدريب والتأهيل خلال عام 2024/2023
  • ضربة موجعة لاتصالات أحيزون.. الغرامة التي أقرتها المحكمة تتجاوز أرباح الشركة خلال عام كامل