اجتماع البرهان وحميدتي.. ما العقبات والرهانات؟
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
قالت مجلة لوبوان إن السودانيين رأوا بارقة أمل خلال الفوضى التي يعيشونها منذ ثمانية أشهر، في بيان للهيئة الإقليمية الحكومية للتنمية (إيغاد) أعلنت فيه عن موافقة الطرفين المتحاربين في السودان على التحدث وجها لوجه، وأن يكون اللقاء بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس القوات المسلحة السودانية، والفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب (حميدتي) رئيس قوات الدعم السريع، خلال أسبوعين.
غير أن هذا اللقاء -كما تقول المجلة في تقرير بقلم أوغستين باسيللي من أديس أبابا- أصبح غير مؤكد الآن، لأن البرهان -حسب مهدي برير عضو الجبهة المدنية المناهضة للحرب- "سيحاول تأخير هذا اللقاء لأطول فترة ممكنة، لأن حضوره يعني الاعتراف بهزيمة الجيش السوداني، وهذا الاعتراف سيؤثر على منصبه كزعيم" لا يزال يمثل السودان على الساحة الدولية.
وتبدو العلاقة بين الجيش الوطني وقوات الدعم السريع غامضة، رغم أن الجيش كان مهندس مليشيات الجنجويد هذه في عهد الرئيس السابق عمر البشير لمواجهة التمرد في دارفور، وقد تم إضفاء الطابع الرسمي عليها تحت اسم "قوات الدعم السريع" عام 2013، وانتسب لخدمتها نحو 400 جنرال.
طريق مسدود
وبعد سقوط البشير، أصبح حميدتي الرجل الثاني بعد البرهان في مجلس السيادة، وقاما بمناورات مشتركة لمنع زملائهم من المجتمع المدني والأحزاب السياسية من تنفيذ التحول الديمقراطي -حسب المجلة- وانتهى الأمر باستيلائهما على السلطة معا في انقلاب 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، الذي كشف تدريجيا خلافاتهما، خاصة فيما يتعلق بدمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش النظامي.
ولا يزال هذا الطريق المسدود قائما بعد مقتل أكثر من 12 ألف شخص ونزوح 6.7 ملايين شخص. ويقول مهدي برير "كلاهما متفقان على تشكيل حكومة مدنية ولكن بشروطه الخاصة، حيث يريد الجيش دمج قوات الدعم السريع في صفوفه، في حين ترغب قوات الدعم السريع في عقد مؤتمر وطني كبير، وهم يرفضون الانضمام إلى الجيش الذي هزموه"، حسب برير.
ألكسيس محمد: "كما هو الحال في أي صراع مسلح عليك أن تتوقع أي شيء"، وبالتالي فإن بارقة الأمل التي طال انتظارها من قبل السودانيين، لا تزال خجولة للغاية في الوقت الراهن
ويسيطر رجال حميدتي حاليا على نحو 90% من الخرطوم مع 4 من عواصم دارفور الخمس، وقد استولوا على مدينة ود مدني وسط البلاد مؤخرا، ويرى مصدر دبلوماسي غربي أن هذا الانتصار الجديد سيجبر البرهان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، رغم مقاومة الجناح الإسلامي من أنصاره لذلك.
دول الجوار
وتأمل المحللة السياسية داليا عبد المنعم أن تجبر الدول الحدودية في نهاية المطاف أمراء الحرب على التفاوض، لأن عبء الصراع يقع على عاتق تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا، التي تستضيف أكثر من 1.2 مليون لاجئ، كما يمكن أن تؤدي التوترات الدبلوماسية أيضا إلى تسريع التقدم نحو اتفاق سلام.
وفي مواجهة خطر اندلاع حريق إقليمي، تلاحظ داليا عبد المنعم تراجعا طفيفا في جدلية المعسكرين، وتقول "الوضع مائع للغاية. لا نعرف ما الذي يجري خلف الكواليس، لكني أتوقع إعلانات مستقبلية"، ويقول ألكسيس محمد، مستشار الرئيس الجيبوتي "كما هو الحال في أي صراع مسلح عليك أن تتوقع أي شيء"، وبالتالي فإن بارقة الأمل التي طال انتظارها من قبل السودانيين، لا تزال خجولة للغاية في الوقت الراهن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
في مناطق سيطرتها .. الدعم السريع تُرتب للعمل مع حكومة جديدة تضم «3» أعضاء سابقين بالمجلس السيادي
قال مقاتلو قوات الدعم السريع السودانية إنهم سيعملون مع حكومة جديدة مزمعة للإشراف على الأراضي التي يسيطرون عليها، في أقوى خطوة يتخذونها نحو تقسيم البلاد بعد 20 شهرا من النزاع. حرب أهلية.
التغيير ــ وكالات
ووفقاً لـ “رويترز” قالت قوات الدعم السريع إنها ستتعاون مع حكومة جديدة مقرر تشكيلها للإشراف على مناطق تخضع لسيطرتها، ومن بين الشخصيات التي أكدت مشاركتها ثلاثة من أعضاء المجلس السيادي السابق هم “محمد التعايشي، الهادي إدريس والطاهر حجرا”.
وتقاتل قوات الدعم السريع الجيش الوطني منذ أبريل من العام الماضي وتسيطر الآن على مساحات واسعة من وسط وغرب السودان بما في ذلك معظم العاصمة الخرطوم ومنطقة دارفور، قاعدتها التقليدية.
يذكر أن إدارة جديدة تحكم تلك المنطقة ستمثل تحديا للحكومة الوطنية المعترف بها دوليا والتي يقودها الجيش والتي أجبرت على الخروج من الخرطوم العام الماضي وتعمل الآن على ساحل البحر الأحمر في بورتسودان.
وقال أعضاء في المجموعة لـ “رويترز” هذا الأسبوع إن مجموعة من الساسة المدنيين وقادة الجماعات المسلحة اتفقوا على تشكيل ما وصفوها بحكومة سلام.
وقالوا إنها ستكون بقيادة مدنية وستكون مستقلة عن قوات الدعم السريع وستشكل لتحل محل الحكومة في بورتسودان التي اتهموها بإطالة أمد الحرب.
وقالت ثلاثة مصادر سياسية سودانية بارزة لـ “رويترز” هذا الأسبوع إن قوات الدعم السريع عملت مع السياسيين لتشكيل الحكومة. وقالت قوات الدعم السريع إنها ليس لها صلات حالية بالحكومة وستعمل مع الإدارة المزمع إنشاؤها لكنها لن تسيطر عليها.
وأضافت في بيان لـ “رويترز” يوم الأحد “نحن في قوات الدعم السريع لن نقوم إلا بالدور العسكري والأمني أما الحكم فستتولىه قوات مدنية بشكل مستقل”.
ولم ترد تفاصيل بشأن الموعد الذي قد تبدأ فيه أي إدارة من هذا القبيل وكيف ستختار ممثليها أو تحكم أو تجمع الأموال. وقال أعضاء المجموعة إن مقرها سيكون في الخرطوم.
ولم ترد الحكومة في بورتسودان والجيش – الذي يسيطر على شمال وشرق البلاد ويستعيد السيطرة على الأرض في الوسط – على الرسائل التي تطلب التعليق. وفي الماضي، قال كلاهما إنهما القوة الوطنية الوحيدة واتهما قوات الدعم السريع ومؤيديها بالسعي إلى تدمير البلاد.
الوسومالتعايشي الدعم السريع الطاهر حجر الهادي إدريس حكومة مدنية