تناولت صحيفة هآرتس -في افتتاحيتها- الحديث المتزايد بين السياسيين الإسرائيليين عن تسهيل "مغادرة" سكان غزة إلى بلدان أخرى، حيث يواصل المشرعون الإسرائيليون الضغط من أجل القيام بذلك تحت ستار المساعدات الإنسانية، وحذرت من أن تك فكرة مشوهة وغير مقبولة.

وقد عرض عضو الكنيست داني دانون من الليكود ما اعتبره حلا لمشكلة غزة، قائلا إنه تلقى اتصالات من "دول في أميركا اللاتينية وأفريقيا ترغب في استيعاب اللاجئين من قطاع غزة"، موضحا أن هذا "سيسهل الأمر على سكان غزة الذين سيبقون في القطاع، فضلا عن جهود إعادة بناء القطاع".

وقدم دانون، الذي شغل منصب سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة من 2015 إلى 2020، مثال سوريا على فكرته المشوهة وغير الأخلاقية التي عبّرت عن تفاهة حله وفقدانه الوعي الذاتي، حسب الصحيفة. وقال "هذا يحدث في كل حرب. انظر إلى ما حدث في سوريا. انتقل 1.5 مليون شخص إلى الأردن، و3 ملايين إلى تركيا، وبضعة ملايين أخرى إلى أوروبا".

واستغربت الصحيفة إصرار دانون على أن ما يقترحه من نقل السكان سيكون "طوعيا"، ورأت أن محاولة إظهاره فرار سكان غزة للنجاة بأرواحهم كما لو كان مغادرة "طوعية"، "مزحة سمجة"، في الوقت الذي يتم فيه قصف غزة بلا هوادة، حيث تجاوز عدد القتلى 20 ألف شخص، وتم محو أحياء بأكملها، وهي تعاني من أزمة إنسانية، حيث لا يوجد ماء ولا طعام، وحيث تنتشر الأمراض.

أما الرغبة الوحيدة التي تلعب دورا هنا -حسب الصحيفة- فهي رغبة دانون وشركائه الأيديولوجيين، في طرد سكان غزة والعودة إلى المستوطنات اليهودية التي تم إخلاؤها من غزة عام 2005.

وليس دانون من يدفع بفكرة النقل "الطوعي" وحده، إذ نشر عضو الكنيست رام بن باراك من حزب "يش عتيد" مقالا افتتاحيا حول هذه القضية في صحيفة وول ستريت جورنال، وهو ما يدل على أن فكرة "الترانسفير" وجدت موطئ آذان صاغية لدى المعارضة أيضا، كما نشرت وزيرة الاستخبارات جيلا غمليئيل مقالا حولها في صحيفة "جيروزاليم بوست"، وهو ما اضطر السفارة الإسرائيلية في واشنطن إلى توضيح أن هذا لا يعكس سياسة الحكومة.

غير أن الأكثر إثارة للقلق -حسب هآرتس- هو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه يناقش هذه القضية، وقال ردا على تصريح دانون إن إسرائيل يجب أن تشكل فريق عمل للتعامل مع هذه القضية، إن "مشكلتنا هي الدول التي ترغب في استيعابهم، ونحن نعمل على هذا الأمر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: سکان غزة

إقرأ أيضاً:

مصر وتونس ترفضان تهجير الفلسطينيين من أرضهم

تلقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم اتصالًا هاتفيًا ، من الرئيس التونسي قيس سعيد.
وجرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسُبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصةً في قطاع غزة، والجهود المبذولة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية.
وأكد الرئيسان رفضهما التام والمطلق لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وتصفية القضية الفلسطينية، مشددين على أن إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تُعَدّ الضامن الأوحد للتوصل إلى السلام الدائم في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • حسين فهمي.. حين يصبح التشجيع بطولة في ألعاب تورين 2025
  • إعلام عبري: نتنياهو يعاقب سكان غزة بعد فشله في الحرب.. وسياساته تهدد حياة المحتجزين
  • هآرتس: لا يلومن نتنياهو إلا نفسه في تفاوض أميركا مباشرة مع حماس
  • السعودية ترد على تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين
  • الرئيس السيسي: حل القضية الفلسطينية بإقامة دولتهم دون تهجير الشعب
  • مصر وتونس ترفضان تهجير الفلسطينيين من أرضهم
  • بالموعد.. 4 أيام إجازة عيد الفطر المبارك لـ "الخاص وغير الربحي"
  • مفتي الجمهورية: العزوف عن الزواج أزمة أخلاقية تهدد المجتمع
  • حكايات المؤسسين (4): حكاية جيش التأسيس – الحلم الذي اقترب من أن يصبح حقيقة
  • طريقة عمل كب الكنافة بالمكسرات.. جديدة وغير تقليدية