واشنطن- (د ب أ)- بعد شهور من المماطلات الدبلوماسية، بإمكان السويد الآن الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما يمثل انتصارا حقيقيا لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، حسبما يرى الإعلامي ورجل الأعمال المغربي أحمد الشرعي عضو مجلس إدارة المجلس الأطلسي، في تقرير نشرته مجلة “ناشونال انتريست” الأمريكية، والذي يقول إن لهذا التطور تداعيات جيواستراتيجية هائلة بالنسبة للحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا.

ويضيف الشرعي، وهو أيضا عضو مجلس إدارة مجموعة الأزمات الدولية، ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومعهد أبحاث السياسة الخارجية، ومركز ناشونال إنتريست أن أحد هذه التداعيات هو التقليص المباشر في قدرة روسيا على استعراض قوتها البحرية. وحيث أن السويد هي الحلقة الأخيرة في السلسلة، أصبح الساحل الشمالي لبحر البلطيق بأكمله داخل الناتو. كما أن كل الساحل الجنوبي للبلطيق في أيدي الناتو ، فيما عدا مقاطعة كالينينجراد الخاضعة للحكم الروسي وقطعة من الأراضي الروسية بالقرب من سان بطرسبرج. ولأول مرة، يتعين على الاسطول الروسي المرور عبر جيب ضيق من المياه فوق أكثر من ألف ميل من المياه الإقليمية للناتو ليصل إلى المحيط المفتوح. كما يعني أن أسطول القطب الشمالي الروسي سيضطر للمرور أمام السواحل الشمالية لفنلندا والنرويج- وهما الآن أعضاء في الناتو. وللوصول إلى البحر المتوسط وقناة السويس، ينبغي على أسطول البحر الأسود الروسي المرور أولا عبر المياه التي تتحكم فيها تركيا، وهي أيضا عضو في الناتو. ولم يعد باستطاعة كل الأساطيل الغربية الروسية الثلاثة التحرك بدون مراقبة من دول الناتو ، ويمكن نظريا توقيفها. ومن التداعيات الأخرى هناك ما يتعلق بالقوة البشرية والتكنولوجيا . فالسويد توفر بنية تحتية عسكرية متقدمة، خاصة طائرتها الهجومية وإمكانياتها المضادة للغواصات. وتمتلك فنلندا التي تجاور مباشرة روسيا على حدود يبلغ طولها ألف ميل تقريبا، دفاعات مكثفة وجيش فائق التدريب. وبمجرد أن تصبح قدرات السويد وفنلندا الكبيرة مشاركة في عمليات الناتو، سوف يكون الحلف أقوى كثيرا مما كان عليه يوم حاولت الدبابات الروسية الاستيلاء على كييف في شباط/ فبراير .2022 لقد أصبحت الدول الغربية الآن أكثر اتحادا مع دول البلطيق مما كانت عليه من قبل. وحتى أثناء الحرب العالمية الثانية، التزمت السويد الحياد، وتحالفت فنلندا لبعض الوقت، مع ألمانيا النازية ضد روسيا. ويقول الشرعي إن التداعيات تقلق بدون شك صانعي السياسات في موسكو. لقد أصبح الناتو أكثر تركيزا مما كان عليه من قبل. ورسخ ينس ستولتنبرج أمين عام الناتو اتجاها استراتيجيا واضحا للحلف وهو: انتصار أوكرانيا وقال” …إذا لم نضمن انتصار أوكرانيا في الحرب، وما لم نضمن انتصار أوكرانيا كدولة مستقلة وذات سيادة، لن تتم مناقشة مسألة العضوية”. ويوضح الشرعي أنه من غير المعتاد تماما أن يتحدث مسؤولو الناتو بمثل هذا الوضوح، الذي يدل على الاجماع بين الدول الأعضاء. فلوقت طويل كان قادة الناتو يخشون من فكرة أن السماح بضم أوكرانيا للناتو سيؤدي إلى حرب مباشرة مع روسيا. ومن الحكمة أن تتجنب أوروبا حربا مفتوحة مع روسيا بدلا من حرب بالوكالة. ورغم أن القادة الأوروبيين بدأوا يدركون أن أسنان ومخالب الدب الروسي لم تعد حادة كما كانوا يخافون منها، سيكون من الخطأ الاعتقاد بأنه لم يعد باستطاعة روسيا أن تلحق أضرارا جسيمة في أنحاء أوروبا، حتى بدون اللجوء للأسلحة النووية. والآن حان وقت الواقعية بالنسبة لروسيا، وليس الإفراط في الثقة. ورغم كل ذلك، فإن ضعف روسيا العسكري أصبح واضحا. إذ تواجه موسكو متاعب بالنسبة لتزويد جنودها في الميدان بالذخيرة، والوقود، والأدوية، وقطع الغيار- فمعظم سلاسل إمداداتها العسكرية تعتمد على السكك الحديدية والقوافل المعرضة للقصف وهجمات الطائرات المسيرة. والقوة البشرية هي نقطة ضعف روسية ثانية. فقواتها تضم مجندين لم يحصلوا على التدريب المناسب أو مساجين تم اطلاق سراحهم حديثا. لقد مر أكثر من 500 يوم على الحرب في أوكرانيا، وبلغت خسائر روسيا ما بين 100 الف و200 الف قتيل حسب التقديرات التي يصدقها كل شخص على حدة. ويقول الشرعي إن التمرد الأخير الذي قام به يفجيني بريجوجن قائد مجموعة فاجنر يوضح أن نظام بوتين يزداد هشاشة. ومع ذلك، تبقى الصين هي المجهول الكبير للغاية بالنسبة لبوتين. فالرئيس الصيني شي جين بينج يتبنى نفس معتقدات بوتين وهي إقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب ليس مركزه الغرب.ولكن علاقاته مع روسيا هي نتاج المصالح وليس القيم الراسخة. فالصين تحتاج روسيا من أجل المياه والمعدات العسكرية.؛ وروسيا تحتاج الصين كسوق للهيدروكربونات والمواد الخام الأخرى. ويشير الشرعي إلى أن بقاء الصين معزولة عن الغرب أمر غير محبب لها، في ضوء آمالها في تحقيق انتعاش اقتصادي قوي بعد سنوات من سياسات مواجهة جائحة كورونا . ومع تدهور علاقات الصين مع الولايات المتحدة، يريد قادة الصين تجنب إغضاب الاتحاد الأوروبي، الذي هو أيضا أحد أكبر الشركاء التجاريين مع الصين. وبالتالي، يحرص شي والدبلوماسيون الصينيون على عدم تبني كل مواقف روسيا بشكل كامل. ويختتم الشرعي تقريره بالقول إن كل هذا يضع بوتين في مأزق. فهو لا يستطيع الخروج من أوكرانيا دون فقدان هيبته وربما قوته نفسها. ومن ناحية أخرى، فإن ظهور ناتو موحد وموسع حديثا يمثل لروسيا أقوى عدو منذ جنكيز خان في القرن الثالث عشر، وفي الوقت نفسه يتقلص حجم الاقتصاد والسكان في روسيا كما أنه لا يستطيع الاحتفاظ بالأراضي في أوكرانيا في الشهور الأكثر حرارة، كما اوضحت المكاسب المتواضعة للهجمات الأوكرانية المضادة. إن بوتين، لاعب الشطرنج الكبير، لا يمكنه ترك اللعب ولا يمكنه العثور على حركة تحقق له الفوز. إن أخبار توسيع الناتو هذا الأسبوع تواصل تقليص خياراته.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس الدوما الروسي: مؤامرة اغتيال بوتين بداية للحرب النووية

بوتين.. قال فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس الدوما (مجلس النواب في روسيا)، إن مؤامرة اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمناقشات حول هذا الموضوع تشكل جريمة وتهديدًا خطيرًا للأمن العالمي.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية "تاس"، كتب فولودين على تطبيق التواصل الاجتماعي "تليجرام": "مؤامرة اغتيال بوتين، ومجرد مناقشتها هي جريمة، وتهديد خطير للأمن العالمي، ومسار مباشر إلى حرب نووية، ويجب على جميع المؤسسات الدولية أن تنظر إليها كأساس للتحقيق".
وقال إن مؤامرة اغتيال بوتين ومحاولات أخرى أخيرة لاغتيال سياسيين، بما في ذلك المؤامرة التي تم إحباطها لاغتيال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو ومحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، كلها "حلقات في نفس السلسلة".
وأضاف رئيس مجلس الدوما الروسي :"أن الجميع يظلون صامتين بشأن هذا الموضوع بعد يوم تقريبًا من نشر التقرير، ولم ينكر بايدن ولا بلينكن التقارير".

صحفي امريكي..إدارة جو بايدن فكرت في اغتيال بوتين

وبحسب الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون، فإن إدارة جو بايدن فكرت في اغتيال بوتين، وقال إن السلطات الأمريكية كانت تنوي بشكل عام الدخول في مواجهة انتحارية مع موسكو، على وجه الخصوص، كان وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكين "يدفع بقوة نحو حرب حقيقية" بين الولايات المتحدة وروسيا في آخر شهرين له في منصبه.

وزارة الطوارئ الروسية تبدأ تدريباتها اليوم

وفي سياق آخر أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أنها تبدأ اليوم الأربعاء الموافق 29 يناير، تدريباتها التي تستمر ثلاثة أيام في عشر مناطق في القطب الشمالي الروسي، بحضور مراقبين أجانب، ومن المقرر أنه بين 20 و31 يناير، ستجري وزارة حالات الطوارئ الروسية تجربة وتدريبا بحثيا واسع النطاق بين الإدارات بناء على تعليمات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، حسبما ذكرت الخدمة الصحفية للوزارة.
وستشمل التدريبات، التي ستقام في عشر مناطق في القطب الشمالي وعلى طريق بحر الشمال، 2200 شخص ونحو 460 قطعة من المعدات.
وبالإضافة إلى رجال الإنقاذ، سيشارك في التدريبات 25 هيئة تنفيذية اتحادية وشركتان حكوميتان و17 شركة كبيرة، كما سيشرف مراقبون من 25 دولة أجنبية على التدريبات.
وتشمل السيناريوهات "تعرض سفينة لأزمة على طريق بحر الشمال، أو انهيار جليدي في منتجع للتزلج على جبال الألب، أو حادث سكة حديد، أو حريق في مبنى شاهق الارتفاع في درجات حرارة منخفضة للغاية، أو جهود البحث والإنقاذ بعد سقوط مركبة تحت الجليد".
وستبدأ المناورات في مدينة أرخانجيلسك شمال غربي روسيا، ومن المقرر أيضًا عقد حوالي 22 مؤتمرًا كجزء من الحدث.

مقالات مشابهة

  • بطلة أوكرانيا في التجديف ترغب بالانضمام إلى المنتخب الروسي
  • رينجرز الإسكتلندي يعلن تعيين المغربي عصام الشرعي مدرباً مساعداً للنادي
  • بوتين: المحادثات مع أوكرانيا ممكنة باستثناء زيلنسكي
  • بوتين: مستعدون للتفاوض مع أوكرانيا
  • أوكرانيا تكشف عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي منذ بداية الحرب
  • محاولة اغتيال بوتين .. تصريح خطير من رئيس مجلس الدوما الروسي
  • رئيس مجلس الدوما الروسي: مؤامرة اغتيال بوتين بداية للحرب النووية
  • بوتين: سنحقق ما فيه مصلحتنا خلال المفاوضات المحتملة مع أوكرانيا
  • باتروشيف: خطط الناتو لتفتيش السفن في المياه الدولية انتهاك صارخ لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن البحار
  • ‏الجيش الروسي يعلن السيطرة على بلدة في شرق أوكرانيا