الجزيرة:
2024-11-23@00:13:06 GMT

هل يلتقي البرهان وحميدتي وجها لوجه في جيبوتي؟

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

هل يلتقي البرهان وحميدتي وجها لوجه في جيبوتي؟

الخرطوم- تترقب الأنظار في السودان باهتمام بالغ لقاء محتملا بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" في خطوة من شأنها التمهيد لوقف القتال الشرس الدائر بينهما منذ نحو 8 أشهر.

وتتنافس مبادرتان لجمع القائدين العسكريين، تتبنى إحداهما الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" لإيجاد حل أفريقي للأزمة السودانية، في حين يقود الثانية رئيس الوزراء الأسبق عبد الله حمدوك الذي أعلن -الاثنين الماضي- إرساله خطابين للجنرالين يدعوهما إلى اجتماع عاجل لبحث سبل وقف الحرب.

ووفق تقارير إخبارية نُشرت أمس الثلاثاء، فإن البرهان تسلم خطابا من "إيغاد" للقاء "حميدتي" في جيبوتي غدا الخميس، وإن المسؤول السوداني نقل للهيئة الأفريقية موافقة مشروطة على الاجتماع، في حين لم تصدر الرئاسة في السودان تصريحات بشأن الاجتماع المرتقب وأجندته، وهو ما يعزز حالة الغموض التي تحيط به.

تلقيت خطابًا من رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم، د. @SudanPMHamdok دعانا من خلاله لاجتماع عاجل لمناقشة قضايا وقف الحرب ومعالجة آثارها.
أؤكد ترحيبي التام بعقد هذا اللقاء فورًا ، وسنشرع مباشرة في نقاش ترتيبات الاجتماع، فنحن نمد أيادينا مرحبين بكل جهد وطني يجلب السلام…

— Mohamed Hamdan Daglo (@GeneralDagllo) December 26, 2023

شروط

ولم تعلق الدعم السريع رسميا على تحركات "إيغاد"، ويؤكد مصدر موثوق -للجزيرة نت- عدم تسلمهم حتى مساء الثلاثاء دعوة للاجتماع بالبرهان وأنها سبق أن وضعت شروطا محددة ينبغي تحققها قبل الجلوس معه على طاولة واحدة.

ومن بين هذه الشروط أن يكون البرهان ممثلا للمنظومة العسكرية وليس مجلس السيادة الذي قال المصدر إنه بات منزوع الشرعية، وإن تجاهل قادة الجيش القبض على قادة النظام السابق من شأنه عرقلة الاجتماع المرتقب.

غير أن "حميدتي" أعلن في منشور على منصة "إكس" -مساء الثلاثاء- موافقة غير مشروطة على لقاء البرهان بناء على مبادرة حمدوك، بدون أن يشير إلى دعوة "إيغاد"، وقال "أؤكد ترحيبي التام بعقد هذا اللقاء فورا، وسنشرع مباشرة في نقاش ترتيبات الاجتماع، فنحن نمد أيادينا مرحبين بكل جهد وطني يجلب السلام وينهي المعاناة التي خلّفتها الحرب".

وتشير تقارير دولية إلى مقتل ما لا يقل عن 12 ألف سوداني وجرح الآلاف ونزوح نحو 5 ملايين آخرين بسبب القتال الدائر منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي في العاصمة الخرطوم ودارفور وشمال كردفان (غرب) والذي تمدد خلال الأسبوعين الأخيرين إلى ولايتي الجزيرة وسنار وسط البلاد.

وأفادت منظمة الهجرة الدولية في تقرير -تزامن إصداره مع اجتياح قوات الدعم السريع لولاية الجزيرة في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري- بأن قرابة 300 ألف شخص هربوا من المواجهات في الولاية التي تؤوي آلاف الفارين من معارك الخرطوم.

وكانت "إيغاد" دعت إلى اجتماع طارئ في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري بجيبوتي أعلنت بعده تمكنها من الحصول على التزام قادة الجيش والدعم السريع باللقاء خلال 15 يوما والاتفاق على وقف الأعمال العدائية.

غير أن وزارة الخارجية السودانية عارضت بيان "إيغاد" وقتها وقالت إن البرهان اشترط للقاء حميدتي إقرار وقف دائم لإطلاق النار وخروج قوات الدعم السريع من العاصمة وتجميعها في مناطق خارجها، وهو ما لم تشر إليه سكرتارية "إيغاد" في بيانها.

 

 

عوائق

ويؤكد دبلوماسي رفيع في الوزارة -للجزيرة نت- أن الاجتماع كان عقدُه مقترحا في جيبوتي الخميس المقبل، لكن التطورات على الأرض وتمدد قوات الدعم لولايات الجزيرة وسنّار؛ أمور قد تعيق التئامه في الموعد المحدد.

وأضاف: "اشترط البرهان انسحاب المليشيا من الجزيرة لأن موافقته على الاجتماع كانت سابقة لاجتياح ود مدني، وكان اللقاء سيبحث مسألتين فقط انسحاب المليشيا من المدن ووقف إطلاق النار"، لكن "المليشيا اجتاحت مدني وما حولها، ولا يبدو واضحا حتى الآن كيف يمكن تجاوز هذه العقبة".

والمؤكد أن القادة العسكريين في السودان يتعرضون لضغط كبير من الولايات المتحدة وعديد الدول الحليفة لإنهاء الحرب والجلوس على طاولة تفاوض.

وكشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي- عن التوصل إلى اتفاق يقضي باجتماع الجنرالين والتزامهما بوقف إطلاق النار.

وقال بلينكن "شاركنا بنشاط خلال الفترة الماضية في محاولة لإنهاء رعب الحرب الأهلية الفعلية بين المجموعتين وساعدنا في التوصل إلى اتفاق يقضي بأن يجتمع الجنرالان البرهان وحميدتي ويلتزمان بوقف إطلاق النار".

وأضاف: "الآن، يجب أن يحدث هذا اللقاء، ونحن نضغط بقوة من أجل حدوثه، هذا نتاج جهد وعمل يومي يقوم به دبلوماسيونا، فضلا عن العديد من الآخرين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي وإيغاد، وشركاء آخرون".

ويكتسب لقاء الرجلين تحت أي من المبادرتين المطروحتين أهمية بالغة باعتباره سيكون الأول من نوعه بينهما منذ اشتعال الصراع المسلح، كما أن ظهور قائد الدعم السريع بشكل علني من شأنه وضع حد للأنباء المتداولة عن مقتله أو تعرضه لإصابة بالغة؛ حيث يسجل "حميدتي" غيابا عن الوسائط المرئية منذ عدة أشهر مكتفيا بمنشورات متباعدة على حساباته.

وبحسب مصادر عسكرية تحدثت للجزيرة نت، فإن البرهان أبلغ وسطاء أفارقة بأنه لن يجلس بنحو مباشر إلا مع "حميدتي" وأن تمثيل شخص آخر للدعم السريع في الاجتماع المرتقب لن يكون مقبولا.

وتشير إلى أن الاجتماع حال اكتماله سيثمر نتائج مقدرة قد تدفع باتجاه الترتيب لإعلان وقف إطلاق نار دائم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بإزالة العوائق الحالية، كما أنه يبث تطمينات لملايين السودانيين بإمكانية إنهاء القتال وبدء عودة الفارين.

#KeepEyesonSudan
لقاء برهان وحميدتي إن صدقت الاخبار عنه هذه المرة ينبغي ان يناقش اولويات حياة الناس وحمايتهم وتحديد مناطق خضراء امنة لحياة المدنيين سواء في العاصمة او في الولايات التي امتدت اليها الحرب، وكيفية حمايتها من تغول قواتهم، وهذا يتطلب مشاركة طرف ثالث محايد وقبولهم به.… pic.twitter.com/fG7TumlWnh

— Amgad (@Amjedfarid) December 23, 2023

تنازلات مطلوبة

ومن وجهة نظر عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير علاء الدين نقد، فإن لقاء البرهان وحميدتي تأخر كثيرا والتنسيق المحكم بين منبري "إيغاد" وجدة يرجح إمكانية عقده، ويقول -للجزيرة نت- إن هناك أسبابا عديدة للتعجيل باللقاء؛ بينها الوضع الميداني وتمدد الحرب لولايات جديدة.

ويربط "نقد" نجاح الاجتماع بتخلي قائد الجيش عن أنصار النظام السابق وكتائبه الموجودة داخل الجيش، ويضيف أنه في "حال عدم تحييد تلك المجموعات لن يجني السودان فائدة من هذا اللقاء".

من جهته، يعتقد الخبير العسكري عمر أرباب أن القضية ليست لقاء البرهان وحميدتي إنما قدرتهما على وقف الحرب والسيطرة التامة على القوات وفرض إرادة السلام في ظل التحشيد السائد حاليا، ولا يبدي -في حديثه للجزيرة نت- تفاؤلا باللقاء والعملية التفاوضية خلال هذه المرحلة.

ويؤكد أرباب أن الوضع بحاجة إلى تنازلات كبيرة من الأطراف السياسية والعسكرية والمجتمعية باعتبار أن هذه المعركة اتخذت أبعادا مختلفة كالبعد العسكري بين الجيش والدعم السريع، والبعد السياسي بين الإسلاميين وقوى الحرية والتغيير، والبعد الإثني الذي ربما يتحول لتحالفات أخرى تنزلق معه البلاد في أتون حرب أهلية.

ويمثل اللقاء المنتظر بين البرهان وحميدتي سلاحا ذا حدين وفق رؤية المحلل السياسي عثمان فضل الله، فحال نجاح الرجلين في الجلوس تتعاظم فرص التوصل لوقف إطلاق نار والاتجاه بعدها للحل السياسي، لكن فشل اللقاء من شأنه إحراق جميع المراكب المؤدية للسلام باعتبار أن الرجلين هما قمة الهرم ولا ملجأ بعدهما في حال أخفقا.

ويقول فضل الله للجزيرة نت إن مجريات القتال على الأرض تنبئ بأن القوتين باتتا في حالة من الضعف تجبرهما على البحث عن سلام.

واستدرك أن للطرفين تحالفات لا ترغب في وقف الحرب، فالجيش -كما يقول- له تحالف مع إسلاميين لا يؤيدون إنهاء القتال، بينما يتحالف الدعم السريع مع مليشيات وعصابات ترغب بقوة في استمرار الحرب لتجني الأموال وتغنم من عمليات النهب والسلب؛ وهو ما يصعّب التوقيع على اتفاق يوقف الحرب نهائيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البرهان وحمیدتی الدعم السریع إطلاق النار هذا اللقاء للجزیرة نت قوات الدعم وقف الحرب وقف إطلاق

إقرأ أيضاً:

البرهان يؤكد لمبعوث النرويج الحرص على تسهيل إيصال المساعدات

عبد الفتاح البرهان بحث مع مبعوث مملكة النرويج القضايا المتعلقة بالمساعدات الإنسانية ومسار العملية السياسية الجارية الآن.

بورتسودان: التغيير

أكد رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لمبعوث مملكة النرويج الخاص للسودان أندريا أستايسن، الحرص على تقديم التسهيلات للمنظمات والدول التي تقدم المساعدات الإنسانية، ووجه بتفعيل وتسهيل الإجراءات.

والتقى البرهان بالمبعوث النرويجي في بورتسودان اليوم، بحضور وكيل وزارة الخارجية بالإنابة السفير عمر عيسى.

وقال عمر عيسى في تصريح صحفي بحسب إعلام مجلس السيادة، إن اللقاء كان إيجابياً، حيث تمت مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالمساعدات الإنسانية وعملية تسهيل إيصالها للسودان بجانب تطورات العملية السياسية.

وأضاف “أن رئيس مجلس السيادة أكد بوضوح خلال اللقاء حرص الحكومة على تقديم التسهيلات لكافة المنظمات وكل الدول التي تقدم المساعدات الإنسانية للسودان، كما وجه كافة الجهات المختصة بتفعيل وتسهيل الإجراءات اللازمة في هذا الصدد”.

وأشار  وكيل الخارجية إلى أن اللقاء تطرق إلى مجريات العملية السياسية، وذكر أنه طرحت بعض الأفكار خلال اللقاء.

ولفت إلى أن زيارة المبعوث تعد الثانية له إلى السودان وأنه سيجري عدداً من اللقاءات مع الجانب السوداني.

من جانبه، وصف مبعوث مملكة النرويج الخاص للسودان، اللقاء بأنه كان إيجابياً ومثمراً وتناول العديد من القضايا المتعلقة بالمساعدات الإنسانية ومسار العملية السياسية الجارية الآن.

وأكد اهتمام بلاده بالأوضاع الإنسانية ودعم وتقديم المساعدات للشعب السوداني، وقال: “قدمنا مقترحات يمكنها الدفع والمساهمة في تقديم المساعدات الإنسانية”.

وعبر المبعوث النرويجي عن تقديره لحكومة السودان وحرصها على فتح معبر أدري الحدودي لإيصال المساعدات الإنسانية، ووصف الخطوة بأنها مهمة.

وندد المبعوث بالجرائم والفظائع التي ارتكبت في ولاية الجزيرة وغيرها من المناطق، وقال: “ندين بصفة خاصة الانتهاكات ضد النساء والأطفال”.

وأكد أن قتل المدنيين الأبرياء يمثل خرقاً واضحاً للقانون الدولي وقانون حقوق الإنسان، مطالباً بمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم- بحسب بيان مجلس السيادة.

الوسومأندريا أستايسن الجزيرة السفير عمر عيسى السودان بورتسودان حقوق الإنسان عبد الفتاح البرهان مملكة النرويج وزارة الخارجية

مقالات مشابهة

  • مواجهات في الفاشر تتزامن مع قطع إمدادات للدعم السريع
  • عمليات قتل تطال العشرات في ود عشيب السودانية.. واتهامات للدعم السريع بالوقوف وراءها
  • عشرات القتلى في ود عشيب السودانية.. واتهامات لـالدعم السريع بالوقوف وراءها
  • مبعوث بايدن يلتقي نتنياهو اليوم لبحث وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله
  • عمرو دياب فى مواجهة الشاب سعد أسامة وجها لوجه أمام محكمة الجنح.. السبت
  • البرهان يؤكد لمبعوث النرويج الحرص على تسهيل إيصال المساعدات
  • قناة القاهرة الإخبارية: ميليشيا الدعم السريع تقصف الفاشر غربي السودان
  • البرهان يلتقي مبعوث مملكة النرويج الخاص للسودان
  • السودان.. قوات الدعم السريع تهاجم قرية وتقتل 40 مدنياً
  • تقدم ملحوظ للجيش السوداني.. والبرهان: لا وقف لإطلاق النار إلا بانسحاب الدعم السريع