الجزيرة:
2024-07-09@19:21:58 GMT

هل يلتقي البرهان وحميدتي وجها لوجه في جيبوتي؟

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

هل يلتقي البرهان وحميدتي وجها لوجه في جيبوتي؟

الخرطوم- تترقب الأنظار في السودان باهتمام بالغ لقاء محتملا بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" في خطوة من شأنها التمهيد لوقف القتال الشرس الدائر بينهما منذ نحو 8 أشهر.

وتتنافس مبادرتان لجمع القائدين العسكريين، تتبنى إحداهما الهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد" لإيجاد حل أفريقي للأزمة السودانية، في حين يقود الثانية رئيس الوزراء الأسبق عبد الله حمدوك الذي أعلن -الاثنين الماضي- إرساله خطابين للجنرالين يدعوهما إلى اجتماع عاجل لبحث سبل وقف الحرب.

ووفق تقارير إخبارية نُشرت أمس الثلاثاء، فإن البرهان تسلم خطابا من "إيغاد" للقاء "حميدتي" في جيبوتي غدا الخميس، وإن المسؤول السوداني نقل للهيئة الأفريقية موافقة مشروطة على الاجتماع، في حين لم تصدر الرئاسة في السودان تصريحات بشأن الاجتماع المرتقب وأجندته، وهو ما يعزز حالة الغموض التي تحيط به.

تلقيت خطابًا من رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية- تقدم، د. @SudanPMHamdok دعانا من خلاله لاجتماع عاجل لمناقشة قضايا وقف الحرب ومعالجة آثارها.
أؤكد ترحيبي التام بعقد هذا اللقاء فورًا ، وسنشرع مباشرة في نقاش ترتيبات الاجتماع، فنحن نمد أيادينا مرحبين بكل جهد وطني يجلب السلام…

— Mohamed Hamdan Daglo (@GeneralDagllo) December 26, 2023

شروط

ولم تعلق الدعم السريع رسميا على تحركات "إيغاد"، ويؤكد مصدر موثوق -للجزيرة نت- عدم تسلمهم حتى مساء الثلاثاء دعوة للاجتماع بالبرهان وأنها سبق أن وضعت شروطا محددة ينبغي تحققها قبل الجلوس معه على طاولة واحدة.

ومن بين هذه الشروط أن يكون البرهان ممثلا للمنظومة العسكرية وليس مجلس السيادة الذي قال المصدر إنه بات منزوع الشرعية، وإن تجاهل قادة الجيش القبض على قادة النظام السابق من شأنه عرقلة الاجتماع المرتقب.

غير أن "حميدتي" أعلن في منشور على منصة "إكس" -مساء الثلاثاء- موافقة غير مشروطة على لقاء البرهان بناء على مبادرة حمدوك، بدون أن يشير إلى دعوة "إيغاد"، وقال "أؤكد ترحيبي التام بعقد هذا اللقاء فورا، وسنشرع مباشرة في نقاش ترتيبات الاجتماع، فنحن نمد أيادينا مرحبين بكل جهد وطني يجلب السلام وينهي المعاناة التي خلّفتها الحرب".

وتشير تقارير دولية إلى مقتل ما لا يقل عن 12 ألف سوداني وجرح الآلاف ونزوح نحو 5 ملايين آخرين بسبب القتال الدائر منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي في العاصمة الخرطوم ودارفور وشمال كردفان (غرب) والذي تمدد خلال الأسبوعين الأخيرين إلى ولايتي الجزيرة وسنار وسط البلاد.

وأفادت منظمة الهجرة الدولية في تقرير -تزامن إصداره مع اجتياح قوات الدعم السريع لولاية الجزيرة في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري- بأن قرابة 300 ألف شخص هربوا من المواجهات في الولاية التي تؤوي آلاف الفارين من معارك الخرطوم.

وكانت "إيغاد" دعت إلى اجتماع طارئ في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري بجيبوتي أعلنت بعده تمكنها من الحصول على التزام قادة الجيش والدعم السريع باللقاء خلال 15 يوما والاتفاق على وقف الأعمال العدائية.

غير أن وزارة الخارجية السودانية عارضت بيان "إيغاد" وقتها وقالت إن البرهان اشترط للقاء حميدتي إقرار وقف دائم لإطلاق النار وخروج قوات الدعم السريع من العاصمة وتجميعها في مناطق خارجها، وهو ما لم تشر إليه سكرتارية "إيغاد" في بيانها.

 

 

عوائق

ويؤكد دبلوماسي رفيع في الوزارة -للجزيرة نت- أن الاجتماع كان عقدُه مقترحا في جيبوتي الخميس المقبل، لكن التطورات على الأرض وتمدد قوات الدعم لولايات الجزيرة وسنّار؛ أمور قد تعيق التئامه في الموعد المحدد.

وأضاف: "اشترط البرهان انسحاب المليشيا من الجزيرة لأن موافقته على الاجتماع كانت سابقة لاجتياح ود مدني، وكان اللقاء سيبحث مسألتين فقط انسحاب المليشيا من المدن ووقف إطلاق النار"، لكن "المليشيا اجتاحت مدني وما حولها، ولا يبدو واضحا حتى الآن كيف يمكن تجاوز هذه العقبة".

والمؤكد أن القادة العسكريين في السودان يتعرضون لضغط كبير من الولايات المتحدة وعديد الدول الحليفة لإنهاء الحرب والجلوس على طاولة تفاوض.

وكشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي- عن التوصل إلى اتفاق يقضي باجتماع الجنرالين والتزامهما بوقف إطلاق النار.

وقال بلينكن "شاركنا بنشاط خلال الفترة الماضية في محاولة لإنهاء رعب الحرب الأهلية الفعلية بين المجموعتين وساعدنا في التوصل إلى اتفاق يقضي بأن يجتمع الجنرالان البرهان وحميدتي ويلتزمان بوقف إطلاق النار".

وأضاف: "الآن، يجب أن يحدث هذا اللقاء، ونحن نضغط بقوة من أجل حدوثه، هذا نتاج جهد وعمل يومي يقوم به دبلوماسيونا، فضلا عن العديد من الآخرين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي وإيغاد، وشركاء آخرون".

ويكتسب لقاء الرجلين تحت أي من المبادرتين المطروحتين أهمية بالغة باعتباره سيكون الأول من نوعه بينهما منذ اشتعال الصراع المسلح، كما أن ظهور قائد الدعم السريع بشكل علني من شأنه وضع حد للأنباء المتداولة عن مقتله أو تعرضه لإصابة بالغة؛ حيث يسجل "حميدتي" غيابا عن الوسائط المرئية منذ عدة أشهر مكتفيا بمنشورات متباعدة على حساباته.

وبحسب مصادر عسكرية تحدثت للجزيرة نت، فإن البرهان أبلغ وسطاء أفارقة بأنه لن يجلس بنحو مباشر إلا مع "حميدتي" وأن تمثيل شخص آخر للدعم السريع في الاجتماع المرتقب لن يكون مقبولا.

وتشير إلى أن الاجتماع حال اكتماله سيثمر نتائج مقدرة قد تدفع باتجاه الترتيب لإعلان وقف إطلاق نار دائم وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بإزالة العوائق الحالية، كما أنه يبث تطمينات لملايين السودانيين بإمكانية إنهاء القتال وبدء عودة الفارين.

#KeepEyesonSudan
لقاء برهان وحميدتي إن صدقت الاخبار عنه هذه المرة ينبغي ان يناقش اولويات حياة الناس وحمايتهم وتحديد مناطق خضراء امنة لحياة المدنيين سواء في العاصمة او في الولايات التي امتدت اليها الحرب، وكيفية حمايتها من تغول قواتهم، وهذا يتطلب مشاركة طرف ثالث محايد وقبولهم به.… pic.twitter.com/fG7TumlWnh

— Amgad (@Amjedfarid) December 23, 2023

تنازلات مطلوبة

ومن وجهة نظر عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير علاء الدين نقد، فإن لقاء البرهان وحميدتي تأخر كثيرا والتنسيق المحكم بين منبري "إيغاد" وجدة يرجح إمكانية عقده، ويقول -للجزيرة نت- إن هناك أسبابا عديدة للتعجيل باللقاء؛ بينها الوضع الميداني وتمدد الحرب لولايات جديدة.

ويربط "نقد" نجاح الاجتماع بتخلي قائد الجيش عن أنصار النظام السابق وكتائبه الموجودة داخل الجيش، ويضيف أنه في "حال عدم تحييد تلك المجموعات لن يجني السودان فائدة من هذا اللقاء".

من جهته، يعتقد الخبير العسكري عمر أرباب أن القضية ليست لقاء البرهان وحميدتي إنما قدرتهما على وقف الحرب والسيطرة التامة على القوات وفرض إرادة السلام في ظل التحشيد السائد حاليا، ولا يبدي -في حديثه للجزيرة نت- تفاؤلا باللقاء والعملية التفاوضية خلال هذه المرحلة.

ويؤكد أرباب أن الوضع بحاجة إلى تنازلات كبيرة من الأطراف السياسية والعسكرية والمجتمعية باعتبار أن هذه المعركة اتخذت أبعادا مختلفة كالبعد العسكري بين الجيش والدعم السريع، والبعد السياسي بين الإسلاميين وقوى الحرية والتغيير، والبعد الإثني الذي ربما يتحول لتحالفات أخرى تنزلق معه البلاد في أتون حرب أهلية.

ويمثل اللقاء المنتظر بين البرهان وحميدتي سلاحا ذا حدين وفق رؤية المحلل السياسي عثمان فضل الله، فحال نجاح الرجلين في الجلوس تتعاظم فرص التوصل لوقف إطلاق نار والاتجاه بعدها للحل السياسي، لكن فشل اللقاء من شأنه إحراق جميع المراكب المؤدية للسلام باعتبار أن الرجلين هما قمة الهرم ولا ملجأ بعدهما في حال أخفقا.

ويقول فضل الله للجزيرة نت إن مجريات القتال على الأرض تنبئ بأن القوتين باتتا في حالة من الضعف تجبرهما على البحث عن سلام.

واستدرك أن للطرفين تحالفات لا ترغب في وقف الحرب، فالجيش -كما يقول- له تحالف مع إسلاميين لا يؤيدون إنهاء القتال، بينما يتحالف الدعم السريع مع مليشيات وعصابات ترغب بقوة في استمرار الحرب لتجني الأموال وتغنم من عمليات النهب والسلب؛ وهو ما يصعّب التوقيع على اتفاق يوقف الحرب نهائيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: البرهان وحمیدتی الدعم السریع إطلاق النار هذا اللقاء للجزیرة نت قوات الدعم وقف الحرب وقف إطلاق

إقرأ أيضاً:

مع من يجب أن نبحث وقف الحرب؟ و لماذا

الحرب المدمرة و الإجرامية الماثلة بين الدعم السريع الذي ينظم وجوده قانون الدعم السريع الذي أجازه برلمان الحركة الإسلامية في عام 2017م و الجيش الذي خربته الحركة الإسلامية و جعلته مليشيا تابعة لها بمجموعة إجراءات معروفة منذ عام 1989م. ببساطة يمكننا القول أن هذه الحرب الإجرامية هي نزاع حول الإنفراد بالسلطة لإحكام السيطرة علي موارد السودان و الإستفادة من تصديرها علي المستوي الشخصي بالنسبة لكبار ضباط الجيش و الدعم السريع. و يمكننا أيضا القول أن هذه الحرب ناتج مباشر لحكم الإخوان المسلمين منذ إنقلابهم المشؤوم في 30 يونيو 1989م. التلاعب بالمسميات يجب ألا يفوت علي أحد فتنظيم الأخوان المسلمين بقادة الترابي إتخذ عدة أسماء و هي الجبهة القومية الإسلامية و الحركة الإسللامية و حزب المؤتمر الوطني. يجب ألا ننسي أيضا أن الأخوان المسلمين هم التعبير السياسي لرأس المال الطفيلي الذي بدأ و ترعرع في حقبة الحكم المايو البغيض بعد قطيعته الدامية مع اليسار و المقصود مفصولي الحزب الشيوعي و جيوب القوميين العرب المرتبطة بإنقلاب مايو في 1969م.
يحدث الآن في القاهر سعي من أجل وقف الحرب و هذا السعي مرتبط بمجهودات الإيغاد و الإتحاد الأفريقي من جهة و مرتبط بالإجتماع المزمع في سويسرا بإشراف الأمم المتحدة بين قيادات عليا في الجيش و الدعم السريع وصفه رمطان لعمامرة بأنه إجتماع غير مباشر. هذه المساعي مجتمعة و من بها من قوي سياسية مدنية و مسلحة تهدف لوقف الحرب بما يضمن لطرفيها الإفلات من الماحاسبة و ربما تكافئهم بفترة حكم قادمة,. هذه المساعي لن تقدم معالجة لا لأسباب الحرب و لا معالجة لقضاياها الملحة الآن مثل إيصال العون الإنساني و الدفاع عن المواطن السوداني الأعزل الذي رمته تجربة حكم الأخوان المسلمين تحت هذه الأقدار و المصائر المفزعة. قسم من الشعب السوداني يعيش تحت رحمة الدعم السريع الذي لا يعرف غير الإعتداء علي حقوق المواطنين و علي رأسها الحق في الحياة و قسم آخر تحت رحمة الخراب المسمي بالجيش السوداني تحت رحمة الأخوان المسلمين مباشرة من أعتقال و تعذيب و قتل بالمدفعية و القصف بالطيران. القوي المجتمعة الآن في القاهرة معروفة لدينا ظاهر و باطن و الجديد في الأمر أن حمدوك و جماعته صاروا في رداء جديد يشبه التوم هجو و مالك عقار و جبريل ابراهيم برعاية مصرية و مباركة إقليمية و دولية.
يجب البحث عن وقف الحرب حقيقة مع القوي السياسية الفاعلة الآن داخل الوطن في لجان المتطوعين الذين يخدمون بموارد محدودة القطاعات الكبري من بنات و أبناء شعبنا الذين يعانون من من مأساة الحرب في مدن و قري السودان.
تقول الخارجية المصرية أنها دعت لمؤتمر القاهرة القوي الساسية الفاعلة علي حسب وصفهم الدبلوماسي و الإعلامي ، نعم هم فاعلون سياسيا و سودانيون و لكن ليس بما يخدم مصالح الشعب السوداني بل هي مشغولة في الحقيقة لتوفير الملاذات الآمنة لمجرمي الحرب و توفير فرصة واسعة لهم للإفالات من العقاب. القوي السياسية الفاعلة موجودة في مناطق النزوح و في الملاجيء خارج حدود الوطن و العالقين في مناطق العمليات و هذا نوع من الإدراك و المعرفة لا تعرفه أنظمة علي شاكلة نظام السيسي الإنقلابي. و نقول للحكومة المصرية أننا نعرف أردول و التوم هجدو و جبريل إبراهيم و مالك عقار أكثر مما تعرفون و نعرف أنهم يخدمون أسيادهم في الخفاء أمثال علي كرتي و صلاح و قوش و صلاح عبد الله و عبد الباسط حمزة. أما النطيحة و المتردية من جبال الفترة الإنتقالية في الفرقة المصاحبة لحمدوك نعرفهم أكثر في لا جدواهم في خدمة شعارات ثورة ديسمبر المجديدة.
يحتاج السودانيون الآن لصوت مختلف عن هذا الخبوب السياسي غير النافع يخاطب المجتمع الدولي و يكشف له حقيقة معلومة لدي الجميع أن هذه الحرب هي حرب ضد الثورة السودانية و ضد المواطن السوداني تقودها الحركة الإسلامية من جهة و صنيعتهم الدعم السريع من جهة أخري و أننا كشعب سوداني نريد حماية المجتمع الدولي من هؤلاء القتَلَة المجرمون و اتباعهم مما أكل سبع الأخوان المسلمين و المتردية و النطيحة في تقدم.

طه جعفر الخليفة
هاملتون – اونتاريو – كندا
6 يوليو 2024م

taha.e.taha@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • لا للحرب -لازم تقيف!!
  • رئيس الوزراء الإثيوبي يزور السودان ويبحث مع البرهان تعزيز التعاون
  • أكد انقطاع الاتصالات مع البرهان .. حمدوك: ظللنا ندين انتهاكات الدعم السريع بصورة مستمرة
  • مجلة «لوبوان» الفرنسية: البرهان وحميدتي أغرقا السودان في حرب أهلية لا ترحم
  • ⭕️البرهان يلتقي نائب وزير الخارجية السعودي ويتحفظ على وجود أي طرف يدعم مليشيا التمرد في منبر جدة
  • الأرجنتين وكندا وجها لوجه مجددا في نصف نهائي كوبا أمريكا
  • حمدوك: متفائل بلقاء قريب يجمع البرهان وحميدتي وهناك فرصة لاستئناف «منبر جدة» لوقف الحرب بالسودان
  • وزير الداخلية السوداني يتهم "الدعم السريع" بالإفراج عن إرهابيين مسجونين
  • مع من يجب أن نبحث وقف الحرب؟ و لماذا
  • وجها لوجه.. وزير الكهرباء يلتقى رؤساء وقيادات شركات التوزيع للمرة الأولى