صراع الفصائل والأمريكان.. رؤية من كردستان عن النتائج: لا هدنة قريبة وبغداد محرجة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
بغداد اليوم - أربيل
وصف الخبير في الشأن العسكري جبار ياور، الأربعاء، الصراع بين القوات الأمريكية والفصائل العراقية المسلحة بالمتشدد، فيما اشار الى أن السفارة الأميركية ببغداد كان لها بيانا يشير إلى توسع الصراع.
وقال ياور في حديث لـ "بغداد اليوم" إن "الصراع بدأ منذ اندلاع أحداث غزة ومنذ ذلك الحين بدأت الفصائل بإلقاء الصواريخ والمسيرات على مقرات القوات الأمريكية في عين الأسد وأربيل وأخرها استهداف السفارة الأمريكية ببغداد".
وأضاف أن "الحكومة العراقية لم تتمكن من إيقاف عمليات الفصائل ضد القوات الأمريكية بالرغم من الإجراءات التي اتخذتها، وحتى بعد إلقاء القبض على مجموعة كانت ضالعة بإلقاء الصواريخ على السفارة".
وأشار ياور إلى أن "الرد الأمريكي باستهداف الحشد في محافظة بابل، جاء على أثر القصف الذي استهدف القاعدة العسكرية في مطار أربيل الذي أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين".
وبين أن "العمل الأخير أدى لاشتداد الصراع وتوسعته، وليس هنالك أي دليل يشير إلى وجود هدنة، لآن السفارة الأمريكية كان لها بيانا يشير إلى توسع الصراع، والبيان فيه إحراج للحكومة العراقية".
ولفت ياور إلى أن "الصراع في العراق، هو جزء من الصراع الدولي، وخاصة بين الولايات المتحدة وإيران، والمنطقة برمتها ملتهبة من ناحية التصارع المسلح، وأصبح هنالك تهديد حقيقي حتى على الحركة التجارية".
ومنذ 17 تشرين الثاني الماضي، صعّدت الفصائل العراقية من هجماتها على القوات الأمريكية التي تتمركز في قواعد عراقية بمدينة اربيل وعين الأسد فضلا عن مواقع بالعاصمة بغداد ومنها السفارة الأمريكية التي تعرضت إلى هجوم بصواريخ تم اطلاقها من مكان قريب".
وأعلنت الحكومة العراقية يوم امس الثلاثاء (26 كانون الأول 2023)، استشهاد عنصر وإصابة 18 آخرين بينهم مدنيون في قوات الحشد الشعبي بغارة جوية أمريكية على مقرهم في مدينة الحلة وسط محافظة بابل.
ونددت الحكومة العراقية في بيان لها بـ"استهداف مواقع عسكرية عراقية من قبل الجانب الأمريكي"، معتبرة أنه "فعل عدائي واضح وغير بناء".
من جهتها قالت مصادر أمنية، إن" قصفا استهدف أحد مقرات الحشد في منطقة "الجزائر" التابعة لمدينة الحلة وسط بابل، كما سمع دوي انفجارات قوية قرب مطار أربيل الدولي فجر اليوم الثلاثاء.
وصرّح مصدر عسكري، أن الانفجارات وقعت في الساعة 4:00 فجر الثلاثاء وأعمدة الدخان تصاعدت في مكان القصف، حيث تعرض معسكر لحركة النجباء لقصف جوي مجهول، في حين أعلن البنتاغون تنفيذ ضربات استهدفت 3 منشآت لكتائب حزب الله في العراق.
وبحسب المصدر، فأن" القصف طال معسكرا للنجباء في منطقة "الفتح المبين" بناحية تاج الدين شمالي واسط، ويعتقد أنه نفذ بطائرة مسيرة، حيث سمع دوي 3 انفجارات تبعها إطلاق نار كثيف".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: القوات الأمریکیة
إقرأ أيضاً:
كردستان في معركة التوازن السياسي.. راقص بين عتمة الخلافات ونور المصالح
بغداد اليوم - كردستان
أكد الباحث في الشأن السياسي، شيرزاد مصطفى، اليوم السبت (8 آذار 2025)، أن إقليم كردستان يمكن أن يستفيد من أي توتر في العلاقة بين الحكومة العراقية والإدارة الأميركية، مشيرا إلى أن ضعف بغداد في السنوات الماضية كان يصب في مصلحة الإقليم.
وأوضح مصطفى، في حديث لـ”بغداد اليوم”، أنه “كلما كانت الدولة العراقية قوية بمؤسساتها، التفتت إلى إقليم كردستان لمعالجة المشكلات العالقة هناك”، لافتا إلى أن "التوتر السابق بين بغداد وواشنطن خلال عهد ترامب كان بمثابة فرصة استثمرها الإقليم لتعزيز موقفه".
وأضاف، أن “الكرد فقدوا الكثير من ثقلهم الدولي بعد الاستفتاء، لكنهم قد يتمكنون من استعادة قوتهم عبر استغلال أي توتر جديد في العلاقة بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة، خصوصا في ظل التهديدات التي تواجهها الفصائل المسلحة”.
وأشار مصطفى إلى "وجود لوبيات كردية مؤثرة في واشنطن، يمكن أن تلعب دورا مهما لصالح الإقليم في المرحلة المقبلة”، لكنه شدد في الوقت ذاته على "ضرورة أن يحافظ الكرد على توازنهم السياسي"، مستشهدا بتخلي الولايات المتحدة عنهم بعد الاستفتاء، مما يثبت أن “أميركا لا تمتلك أصدقاء دائمين”.
ولطالما اتسمت العلاقة بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان بالتعقيد والتذبذب، حيث تتأرجح بين التعاون والتوتر وفقا للمتغيرات السياسية والأمنية في العراق والمنطقة. ومنذ عام 2003، شكلت الملفات العالقة بين الطرفين مثل النفط والموازنة ورواتب الموظفين والمناطق المتنازع عليها عوامل دائمة للخلاف، مما جعل العلاقة بين بغداد وأربيل متأثرة إلى حد كبير بالتحولات الداخلية والخارجية.
بعد استفتاء استقلال إقليم كردستان في 2017، تعرضت أربيل لانتكاسة كبيرة على المستوى السياسي والدبلوماسي، حيث فقدت دعم العديد من الحلفاء، بمن فيهم الولايات المتحدة.
وفي عهد الولاية الاولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، شهدت العلاقة بين واشنطن وبغداد توترا ملحوظا، خاصة بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ورفيقه ابو مهدي المهندس في بغداد عام 2020، مما أدى إلى تصاعد الهجمات على المصالح الأميركية في العراق.
وفي هذا السياق، رأى بعض المراقبين أن إقليم كردستان قد يستفيد من التوتر الحاصل لتعزيز موقعه، سواء من خلال تعزيز علاقاته مع واشنطن أو باستخدام هذا الضغط للحصول على مكاسب من بغداد.