تطورات إيجابية كبيرة حدثت هذا العام رغم كثرة الأخبار السيئة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
من المناسب القول إن 2023 كانت سنة صعبة من نواح كثيرة. فبالإضافة إلى الحروب المدمرة، كما في قطاع غزة والسودان، وأوكرانيا، كانت هذه السنة أيضا الأشد حرا على الأرض في تاريخ البشرية، حيث تحطم العديد من الأرقام القياسية المناخية. وشهدت الولايات المتحدة في هذه السنة أيضا عددا من عمليات القتل الجماعي أكبر من أي سنة منذ 2006 على الأقل.
ومع ذلك، كما ذكر تقرير لصحيفة واشنطن بوست اليوم، شهد عام 2023 أيضا تطورات إيجابية كبيرة، كما في مجال البحث العلمي والطب. وعلى مدار العام تألقت لحظات من التواصل والإنسانية الحقيقية من خلال الأخبار السيئة. فقد أشارت الأبحاث إلى أن الأخبار المفرحة يمكن أن تقيم حاجزا عاطفيا ضد الأخبار المؤلمة ومشاعر اليأس؛ بل وتشجع على التفاؤل أو العمل. ومن هذا المنطلق أورد التقرير بعض التطورات الأكثر تحفيزا التي ربما فاتتنا هذا العام، ومنها:
موافقة منظمة الصحة العالمية على لقاح جيد للملاريا وبأسعار معقولة في أكتوبر/تشرين الأول. وهي المرة الثانية فقط التي يُنتج فيها لقاح ضد هذا المرض الفتاك.
ويتوقع أن تبلغ تكلفة الجرعة الواحدة من 2 إلى 4 دولارات. وقد ثبت أنه يقلل الأعراض بنسبة 75% بعد 3 جرعات في غضون عام، وسيكون متاحا بحلول منتصف عام 2024.
موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على حبة منع الحمل مبتكرة هي الأولى من نوعها لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة الذي يؤثر على نحو واحدة من كل 5 نساء، ويمكن أن تتسبب هذه الحالة الشديدة والموهنة في إصابة الأمهات الحوامل والجدد باليأس الشديد؛ وفي حالات نادرة بالذهان، ويمكن أن تستمر لسنوات.
موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية على اثنين من علاجات مرض الخلايا المنجلية (فقر الدم المنجلي) في ديسمبر/كانون الأول. وهي حالة نادرة ومنهكة تؤثر في نحو 100 ألف أميركي، جلهم من السود. ويسبب المرض ألما شديدا ومستمرا ويمكن أن يخفض بشكل كبير من عمر المصابين.
معرفة المزيد عن الخرف وفقدان الذاكرة، وطريقة الوقاية منهما. فقد أحرز العلماء تقدما في فهم واحدة من أكبر المخاوف الصحية في البلدان التي تعاني من شيخوخة السكان (الخرف) الذي يمكن أن يكون له تأثيرا مدمرا، حيث يحرم الناس من القدرة على المشاركة في المهام اليومية. كما منحت إدارة الغذاء والدواء موافقة كاملة، للمرة الأولى، لعقار يبطئ المرض.
موافقة أكثر من 190 دولة في مايو/أيار على اتفاقية لحماية المحيطات، بعد 20 عاما من المباحثات. فبعد أن كانت صحة الإنسان هي المجال الوحيد المراد تحسينه هذا العام، التفت العلماء إلى الحالة الصحية للأرض وأثمرت جهودهم هذه المعاهدة التي ستتيح للدول البدء في إنشاء مناطق حماية بحرية جديدة في أعالي البحار لأول مرة.
ولقيت الاتفاقية ترحيبا كبيرا باعتبارها بداية ملحة على طريق حماية 30% من يابسة الكوكب وبحره بحلول عام 2030، وهو هدف أعلن عنه في قمة التنوع البيولوجي الأممي في أواخر عام 2022.
تراجع إزالة غابات البرازيل بعد وصولها إلى أعلى مستوى لها منذ 15 عاما. ويرجع الفضل في ذلك إلى لولا دا سيلفا، الذي عاد لرئاسة البلاد في يناير/كانون الثاني من هذا العام، حيث أظهرت الأشهر الستة الأولى لولايته علامات إيجابية، وقالت الحكومة إن إزالة الغابات انخفضت بنسبة 50%.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذا العام
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: التنوع قوة إيجابية في مجتمعاتنا
إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، في كلمته خلال افتتاح أعمال المائدة المستديرة التي انطلقت أمس في ختام أعمال المؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية، أن المحاور الثلاثة للمؤتمر تمثل سمات المجتمع المتحضر والسلمي والمتقدم، كما تعكس النموذج الذي نطمح إليه في العلاقات الدولية، لذا فإن احتضان التنوع والنظر إلى جميع البشر على أنهم إخوة وأخوات يمكن الناس في كل مكان من العيش بكرامة، والمساهمة في الازدهار الاقتصادي لمجتمعاتهم، والعيش في عالم يسوده السلام والتقدم.
وأضاف: «بصفتي وزير التسامح في دولة الإمارات، فإن أملي أن يتمكن الجميع في كل مكان من تقدير التنوع كقوة إيجابية في مجتمعاتنا، وأن يلتزم الجميع في كل مكان، بقيم التفهم والتعاطف والتسامح والأخوة والاحترام والعمل المشترك من أجل الخير للجميع، وهذه هي الآمال والتطلعات التي تجسدها وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي، وبينما نحتفل بهذه الوثيقة التاريخية، يجب أن نحرص على أن يعم السلام والازدهار مستقبل الجميع، وليس فئة قليلة فقط، كما يجب علينا الاستمرار في تعزيز الأفكار والسياسات الجديدة لمساعدة مواطني العالم على تحقيق حياة أكثر صحة وإنتاجية، وأن نركز على بناء قدرات عالمية تساعدنا جميعاً في مواجهة تحديات القرن 21».
وجدد معاليه دعوته للجميع لكي يتأملوا النموذج الناجح الذي تمثله الإمارات في بناء مجتمع متنوع وناجح، مؤكداً أن السلام والتقدم في الإمارات قد ترسخا بفضل مشاركة الجميع، وأن مبدأ المسؤولية الجماعية لا يزال يشكل أساس نجاحنا في الحاضر والمستقبل، منبهاً إلى أن هذا الوطن محظوظ بأن يكون لدينا قادة حكماء ذوو رؤية ثاقبة، كما هو الحال مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وحكومتنا الرشيدة.
وأوضح معاليه، «إن إعلان رئيس الدولة هذا العام على أنه عام المجتمع اعتراف بنجاحنا وتقدمنا، وبأن تراثنا الوطني لا يستند فقط إلى القيم الإسلامية الراسخة والتقاليد العربية العريقة، بل أيضاً إلى الطاقة الإبداعية لشعبنا، الملتزم بالتقدم الاقتصادي والتكنولوجي، حيث تعلمنا أن الجهود والأفكار الإبداعية تسهم في بناء اقتصاد قوي ومستدام، وأن التنمية لا يمكن استيرادها، بل يجب أن تنبع من خلال شعب متعلم ومتفانٍ لمستقبل وطنه، وقادر على المنافسة في السوق العالمية، وأن التعاون الإقليمي والدولي ضروري لنمو المعرفة ولمعالجة التحديات الوطنية والعالمية».
النداء العالمي
في ختام أعمال المائدة المستديرة، أشاد المشاركون بالمؤتمر، وأعمال المائدة المستديرة بالنداء العالمي للعمل المشترك للتحالف الدولي للتسامح من أبوظبي، ومطالبين بأهمية التذكير به والتأكيد على أهميته.
ويطالب النداء كافة المشاركين بالتحالف العالمي للتسامح إلى الالتزام بعدة قواعد مهمة أهمها، الاحتفاء بما تحقق بالفعل في مجال تعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك، في حدود مجال نفوذنا، ودعوة قادة الأديان العالمية إلى تأكيد معتقداتهم المميزة وفي الوقت نفسه السعي إلى الأخوة والمصالحة من خلال مباركة ومشاركة الحياة مع بعضهم بعضاً وتعزيز الروح الحقيقية «لوثيقة الأخوة الإنسانية».
كما طالب النداء الجميع بالنظر إلى أرضيتنا المشتركة، التي نتقاسمها جميعاً ونعيش عليها، ويجب أن تتضمن كل خطة واستراتيجية وتعهد مكوناً بيئياً يحافظ على نظامنا البيئي الثمين ويخدمه ويعززه، ودعا النداء كذلك إلى دعم الابتكار من خلال رعاية وتعزيز البرامج العملية القائمة على وضع حلول ناجعة للقضايا المحلية والعالمية، واستغلال القدرات الإبداعية والحماسية لجيل الشباب بهدف سماع صوتهم، والاستفادة من فطنتهم، ودعم وتأييد ما يضعونه من حلول واقعية، و تكريم ذوي القدرات العقلية والبدنية المختلفة، وتشجيعهم، وتنمية قدراتهم، وتحفيزها من خلال الأنشطة، والتوظيف وإدماجهم في المجتمع، قدر استطاعتهم، من خلال الرياضة والتعليم والفنون. فالحكمة تبدأ بآيات التنوع.
وأكدت القيادات الدينية والفكرية الدولية والحائزون على جائزة نويل، المشاركين في أعمال المائدة المستديرة التي انطلقت أمس في ختام أعمال المؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية، أهمية بلورة رؤية شاملة يشارك فيها الجميع من مختلف الأديان والطوائف إلى جانب القيادات الفكرية لتضع منهجاً شاملاً يستند إلى المبادئ التي قامت عليها وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، لتشكل منطلقاً يكرس قيم التسامح والأخوة الإنسانية في الخطاب الديني والمجتمعي حول العالم، ويضع معالم واضحة لما يمكن أن يكون أرضية فكرية، تسع الجميع وتؤسس لعالم أفضل، مشيدين بكلمة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش التي طرحت رؤية ملهمة يمكن من خلالها تجسيد القيم السامية للتسامح والأخوة الإنسانية واقعاً يواجه التحديات ويحمي مستقبل البشرية.
جاء ذلك خلال أنشطة وفعاليات اليوم الثاني من الدورة الخامسة للمؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية التي اختتمت أعمالها أمس بأبوظبي، والتي نظمتها وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين وجائزة زايد للأخوة الإنسانية، برعاية وحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وبحضور عدد كبير من القيادات الدولية والإقليمية، والتي تضمنت عدة جلسات مفتوحة ومناقشات موسعة تحت عنوان «أفكار حول الأخوة الإنسانية» إضافة إلى المائدة المستديرة النداء العالمي للعمل المشترك للتحالف الدولي للتسامح من أبوظبي.
ترسيخ التسامح
وأكد مقصود كروز، رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، إن الإمارات تمثل نموذجاً عالمياً رائداً في ترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي؛ إذ تنطلق رؤيتنا من إرثٍ حضاري وإنساني يعزز من ثقافة الحوار والانفتاح واحترام التنوع، وتأتي مشاركتنا في المؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية في إطار التزامنا الراسخ بدعم المبادرات التي تعزز أسس التعايش المشترك، وتترجم مبادئ حقوق الإنسان إلى واقع ملموس، كما أننا نؤمن بأن التسامح هو نهج حياة متكامل تبنّته الإمارات قيادةً وشعباً، ليشكل ركيزة أساسية في بناء مجتمعات تنعم بالسلام والكرامة الإنسانية.
الحوار الإيجابي
عبرت عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش عن تقديرها لكافة المشاركين بالمؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية بأبوظبي، والذين أسهمت خبراتهم وقدراتهم المتميزة في إثراء كافة جلسات المؤتمر إضافة على المائدة المستديرة، لتعزيز قيم التسامح والأخوة الإنسانية إقليمياً وعالمياً.
وأكدت الصابري أن الحوار الإيجابي الذي بدا واضحاً على مدى جلسات المؤتمر كشف عن تفاهمات مشتركة حول طريقة تطوير موقف موحد بشأن مختلف القضايا واتخاذ إجراءات ومبادرات مؤثرة، وهو ما يثبت أن كافة المشاركين هم قادة ومواطنون عالميون بمعنى الكلمة، ولديهم القدرة والمسؤولية على إحداث التغيير والتقدم الضروريين، حيث أكدوا جميعاً على أهمية التعاون الإقليمي والدولي باعتبارهما ضروريين لنمو المعرفة وإيجاد الحلول لمختلف المشاكل والتحديات، يدعو إلى الفخر.