ذكر صندوق النقد الدولي أن تمكين المرأة اقتصاديًا في أسواق العمل هو محرك أساسي للنمو الاحتوائي، ويعد أحد الإصلاحات المهمة التي يمكن أن يقوم بها صناع السياسات لإنعاش الاقتصادات وسط توقعات بتراجع النمو العالمي إلى مستوى لا يتجاوز 3% على مدى السنوات الخمس المقبلة.
جاء ذلك في إطار اهتمام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، برصد وتحليل كل ما هو متعلق بالتقارير العالمية التي تهم الشأن المصري، حيث سلَّط المركز الضوء على عدد من التقارير الدولية حول مشاركة الإناث في أسواق العمل.


وأوضح الصندوق أن العديد من الاقتصادات تضيع الفرصة بسبب عدم استغلال إمكانات المرأة اقتصاديًا؛ وقد أظهرت التقديرات أن الاقتصادات الناشئة والنامية يمكنها تعزيز الناتج المحلي الإجمالي بنحو 8% على مدى السنوات القليلة المقبلة من خلال رفع معدل مشاركة الإناث في أسواق العمل بمقدار 5.9 نقطة مئوية وهو متوسط مقدار خفض تلك الفجوة الذي حققته أعلى 5% من البلدان الناشئة والنامية خلال الفترة (2014 - 2019).
وأفاد بأن صناع السياسات قادرون على رفع النمو من خلال عدة طرق، منها على سبيل المثال، إجراء إصلاحات إدارية، وتعزيز المؤسسات، بجانب إصلاحات مالية لفتح رأس المال للاستثمار، ومن شأن استكمال هذه الإصلاحات بتدابير لتضييق الفجوات بين الجنسين أن يؤدي إلى مكاسب إضافية في نمو الناتج المحلي الإجمالي.
وأشار الصندوق إلى أنه على الرغم من تحقيق جميع الاقتصادات تقدمًا في زيادة مشاركة المرأة اقتصاديًا، إلا أن الأمر شهد أيضًا عدة انتكاسات نتيجة الصدمات والأزمات التي مر بها العالم، فعلى سبيل المثال، أدت جائحة كوفيد-19 إلى التأخر في سد الفجوات بين الجنسين، وخاصة بالنسبة للنساء اللاتي لديهن أطفال صغار، ونتيجة لذلك، فإن هناك حاجة لتضييق الفجوات بين الجنسين من خلال العمل على كسر الحواجز التي تحول دون مشاركة المرأة في سوق العمل، مثل محدودية فرص الحصول على التعليم والصحة والأصول والتمويل والأراضي والحقوق القانونية وخدمات الرعاية، كما ينبغي الأخذ في الاعتبار كيفية تأثير حزم السياسات الاقتصادية الكلية والهيكلية والمالية على النساء.
من ناحية أخرى، سلَّط المركز الضوء على تقرير منظمة العمل الدولية بعنوان "فوائد الاستثمار في حزم سياسات رعاية الطفل التحويلية نحو المساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية" الصادر في أكتوبر 2023، وغطى 82 دولة حيث أشار إلى أن كل دولار يتم استثماره في سد فجوة سياسات رعاية الطفل يمكن أن يؤدي إلى زيادة متوسطها 3.76 دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2035.
ولفت التقرير إلى أنه لا تقتصر فوائد الاستثمار، على العائد المحتمل على الاستثمار، بل تشمل أيضًا الفوائد المتعلقة بالمساواة بين الجنسين، حيث يمكن للاستثمار في الأجازات المتعلقة برعاية الأطفال وخدمات الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة أن يزيد معدل توظيف النساء من المتوسط العالمي البالغ 46.2% في عام 2019 إلى 56.5% في عام 2035، وتقليص الفجوة العالمية بين الجنسين في الدخل الشهري من 20.1% في عام 2019 إلى 8.0% في عام 2035. 
ونوه بأن مثل هذا الاستثمار لديه أيضًا القدرة على خلق حوالي 300 مليون فرصة عمل بحلول عام 2035، بما في ذلك 96 مليون وظيفة مباشرة في رعاية الأطفال، و1.36 مليون وظيفة مباشرة في الرعاية طويلة الأجل، و67 مليون وظيفة غير مباشرة في القطاعات غير المتعلقة بالرعاية.
وبالنسبة للتحليلات الإقليمية ومجموعات الدخل، أظهرت أنه إلى جانب فوائد تلبية احتياجات الرعاية وتعزيز العمل اللائق والحد من أوجه عدم المساواة على مستوى العالم، يمكن لمعظم الحكومات والمجتمعات، أن تتوقع جني فوائد اقتصادية من الاستثمار في حزم سياسات رعاية الطفل.
وذكر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن التقديرات لمنطقة إفريقيا جاءت بأن كل دولار يتم إنفاقه على الأجازات المتعلقة برعاية الطفل وخدمات رعاية الطفولة المبكرة بحلول عام 2035 سوف يتضاعف تقريبًا (متوسط عائد على الاستثمار يبلغ 2.22 دولار أمريكي)، وفي بعض البلدان، مثل مصر والمغرب، قد يكون عائد الاستثمار أكبر من 3 دولارات، وفي الأمريكتين، يبلغ المتوسط المرجح لعائد الاستثمار 2.56 دولار أمريكي، بينما يبلغ عائد الاستثمار في الأرجنتين وشيلي 3.89 و2.87 دولار أمريكي على التوالي.
وأبرز التقرير أنه بحلول عام 2035، ستعرض الدول العربية وأوروبا وآسيا الوسطى عائد استثمار أعلى من 3 دولارات أمريكي، وستكون المنطقة التي تحقق أكبر الفوائد هي آسيا والمحيط الهادئ بمتوسط مرجح لعائد الاستثمار يبلغ 4.82 دولار أمريكي، ويمكن للعديد من البلدان في آسيا والمحيط الهادئ أن تتوقع عائد استثمار أعلى من 5 دولارات أمريكي، مثل أستراليا واليابان وجمهورية كوريا وسريلانكا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: صندوق النقد الدولي أسواق العمل فی أسواق العمل دولار أمریکی بحلول عام 2035 بین الجنسین رعایة الطفل فی عام

إقرأ أيضاً:

المكاسب مستمرة.. 820 مليون دولار قادمة في الطريق إلى مصر

قال السيد خضرالخبير الاقتصادي في تصريح خاص  لـ«الوطن»، إن اقتراب مصر من  الحصول على الشريحة الثالثة من صندوق النقد البالغ قيمتها نحو 820 مليون دولار، يسهم في دعم الموازنة العامة للدولة بالإضافة إلى الاستثمارات والتعاون الأخير مع الاتحاد الأوروبي، والذي نتج عنه اتفاقيات بقيمة 49 مليار يورو، وكسب الاقتصاد المصري ثقة العالم.

تمويل العجز في الموازنة العامة

وأوضح «خضر» أن هذه الأموال ستساعد في تمويل العجز في الموازنة العامة للدولة، وتقليل الاعتماد على الاقتراض الداخلي والخارجي، وتوجيه تلك الموارد لتوفير الاحتياجات الضرورية من أجل تحقيق التوازن في مستوى الأسعار، وكذلك تمويل الإصلاحات الهيكلية.

وكشفت بيانات حديثة صادرة عن صندوق النقد الدولي، عن إدراج مصر على جدول اجتماعات مجلس إدارته في 10 يوليو المقبل، ويأتي إدراج مجلس إدارة صندوق النقد الدولى لمصر على جدول اجتماعاته لمناقشة صرف الشريحة الثالثة من القرض  والتي بلغت قيمتة 820 مليون دولار.

صندوق النقد الدولي

من الجدير بالذكر أن بعثة صندوق النقد الدولى، برئاسة إيفانا فلادكوفا هولار، أجرت مناقشات شخصية مع السلطات خلال الفترة من 12 إلى 26 مايو 2024 في القاهرة، والتي نتج عنها توصل خبراء الصندوق، والسلطات المصرية إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن مجموعة من السياسات والإصلاحات الشاملة اللازمة لاستكمال المراجعة الثالثة في إطار اتفاق «تسهيل الصندوق الممدد».

وبعد موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، سيكون بإمكان مصر الحصول على نحو 820 مليون دولار.

المراجعة الثالثة لترتيبات تسهيل الصندوق الممدد

وأعلنت بعثة صندوق النقد الدولي، بقيادة إيفانا فلادكوفا هولار، مطلع الشهر الجاري في بيان لها، توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن السياسات الاقتصادية اللازمة لاستكمال المراجعة الثالثة لترتيبات تسهيل الصندوق الممدد.

مقالات مشابهة

  • المكاسب مستمرة.. 820 مليون دولار قادمة في الطريق إلى مصر
  • الخارجية: مسيرة تمكين المرأة في المملكة شهدت خطوات فعّالة وملموسة
  • بعد المراجعة الثانية.. صندوق النقد يوافق على 360 مليون دولار لغانا
  • صندوق النقد يدرج مصر على جدول اجتماعه 10يوليو لمناقشة صرف 820 مليون دولار
  • "قومي المرأة" بالمنيا ينظم ندوة حول أثر المساواة بين الجنسين على تنمية المجتمع
  • قرار لصندوق النقد الدولي يثير الغضب في كييف
  • صندوق النقد يمنح أوكرانيا 2.2 مليار دولار لتعزيز موازنتها
  • «العمل» تناقش "أثر المساواة بين الجنسين على التنمية" في أحد مصانع المنيا
  • العمل: برامج تدريبية مجانية لسيدات جنوب سيناء فى الخياطة والحاسب الآلي
  • وزارة العمل تنظم ندوة بعنوان "أثر المساواة بين الجنسين على تنمية المجتمع" بالمنيا