يمكن فهم طبيعة الحياة في قطاع غزة قبل الحرب، الحالية، من خلال رصد يوميات الناس فيها، يوميات البسطاء الذين يعملون من أجل قوت يومهم، ويوميات الشباب الطامحين إلى التغيير، أو أولئك الراغبين في التحليق بعيدا عن القطاع لرؤية ماذا يجري في العالم.. يقدم الكاتب والمحلل السياسي عبدالهادي العجلة عبر اليوميات المنشورة في هذا العدد من «ملحق جريدة عمان الثقافي» نموذجا من نماذج الحياة هناك، حيث تبدو كل الآفاق مسدودة خلف الجدران التي تحيط بالقطاع؛ فالحصار، بكل ما تحمله الكلمة من دلالات، بطبق على السكان حد الموت.
وفي مقابل هذا الحصار الخانق هناك مقاومة بكل المستويات للقفز فوق كل تلك الجدران التي تسد الأفق. فيكتب إبراهيم فرغلي عن أدب المقاومة الذي يعتبر أهم سردية فلسطينية يحلق بها الفلسطينيون عاليا بعيدا عن سرديات الاحتلال التي صُدّرت للعالم منذ أربعينيات القرن الماضي. واستطاعت السردية الفلسطينية عبر الأدب من دحض السردية الأخرى التي تقول إن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.. وكان واضحا أن ثراء الأدب الفلسطيني، سواء من التزام بالقضية أم تناول القضايا الإنسانية العامة التي كشفت ثراء المنجز الثقافي والحضاري والتاريخي في أرض فلسطيني طوال القرون الماضية.
ويكتب تحسين يقين عن مسار آخر من مسارات المقاومة في غزة عبر توظيف فن الجرافيك ليكون سلاحا من أسلحة المقاومة. ويرصد تحسين يقين اهتمامات فن الجرافيك خلال الحرب الحالية والدور الذي يقوم به في بناء وعي عالمي جديد حول القضية الفلسطينية.
وفي الملف نفسه الذي يتناول الحرب على غزة ينشر الملحق حوارا مترجما مع المفكر والفيلسوف الأمريكي مايكل والزار حول شروط الحرب العادلة.
وفي باب الحوارات تفتح هدى حمد حوارا حول خط حاسوبي عماني استلهم من المخطوطات العمانية القديمة.. والخط بهذا المعنى هو نتاج تفاعل ثقافي بين التراث العماني وأدوات العصر الحديث المتمثلة في الحواسيب.
وفي باب التحقيقات الصحفية في الملحق يجد القارئ نقاشا موسعا حول الترجمة المشتركة التي ينجزها أكثر من مترجم وما يمكن أن يطرح حولها من سؤال حول التعاون والعراك اللغوي.
كما يجد القارئ الكثير من المواضيع التي تناقش قضايا الثقافة والفكر وتراجع الإصدارات الأدبية الجديدة وتتابع النصوص الإبداعية في المشهد الثقافي العماني والعربي والعالمي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الحرب الحالية.. هل ستكون آخر جولات المقاومة أم بداية التحرير؟
وتساءل مقدم البرنامج فيصل القاسم عمّا إذا كان الواقع يفضي إلى احتمال زوال تلك الحركات في ظل ما تعرضت له من ضربات قوية، وخذلان واسع من مختلف الأطراف، أم أن ارتباطها بوجود الاحتلال والظلم والطغيان متلازم؛ ما يجعل استمرارها حتميا وضروريا.
لكنه في المقابل، أشار إلى حديث البعض عن وجود شبه إجماع دولي وربما إقليمي على التخلص من هذه الحركات، وفقدها حواضنها الشعبية في فلسطين ولبنان واليمن، في ظل اتهامات يوجهها البعض لها بالتسبب "بخراب البلاد وهلاك العباد"، وتساؤلهم عما حققته تلك الحركات للشعوب على مدى عقود.
الإعلامي رامي نعيم لم يخف أماله بأن تكون هذه الجولة الأخيرة لحركات المقاومة في المنطقة، معتبرا أن الشعوب العربية لم تعد قادرة على تحمل ما سماه "الدمار والانتحار الجماعي" الذي تسببت به تلك الحركات.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هل سيوقف ترامب الحرب على غزة ولبنان؟list 2 of 4الاتجاه المعاكس يتساءل.. أين أصبحت القضية الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟list 3 of 4إيران وإسرائيل.. هل ينتقل الصراع من الظل إلى دائرة الحرب الشاملة؟list 4 of 4هل تكون قوات الاحتياط سببا في انهيار المجتمع الإسرائيلي؟end of listوذهب نعيم للتأكيد -من وجهة نظره- على أن المجتمعات العربية باتت تبحث عن شكل مختلف للمقاومة، مشددا على أن العلاقة مع إسرائيل اليوم تختلف جذريا عما كانت عليه قبل اتفاقيات التطبيع العربية معها، متهما حركات المقاومة بأنها "لم تقدم للشعوب سوى الموت والبؤس والجهل".
خيار آخر للمقاومةويرى أن الأجيال الصاعدة باتت تنظر إلى الدول الإسلامية المتطورة التي نجحت في بناء مجتمعات مزدهرة كخيار حقيقي للمقاومة، بدلا من الحركات التي استُنزفت شرعيتها بفعل ارتباطها بمشاريع سياسية وأيديولوجية، لا سيما المشروع الإيراني، على حد تعبيره.
وقال نعيم إن تلك الحركات فشلت في حماية شعوبها وأراضيها، وذهب للقول إلى أن المقاومة تحولت إلى أداة تخدم أجندات إقليمية بدلا من القضية الفلسطينية، محملا إياها مسؤولة قتل الأطفال وتدمير المجتمعات تحت ذريعة المقاومة.
كما ذهب لتحميل المقاومة مسؤولية تدمير غزة وتحويلها إلى "مدينة أشباح"، متسائلا كيف يمكن أن تبرر هذه الحركات أفعالها بينما تستمر إسرائيل في تحقيق مكاسب على الأرض.
وشدد على أن مشروع المقاومة الحالي بني على شعارات دينية وسياسية "ممجوجة"، داعيا إلى اعتماد إستراتيجية واقعية لتحرير فلسطين تقوم على بناء القوة الفعلية والابتعاد عن المشاريع الأيديولوجية.
النهاية عند التحرير
في المقابل، اعتبر الخبير في شؤون حركات المقاومة الدكتور حذيفة عبد الله عزام أن الجولة الأخيرة لحركات المقاومة ستكون فقط حين يتحقق التحرير الكامل للأرض الفلسطينية، مشيرا إلى أن المقاومة هي رد فعل طبيعي على الاحتلال.
وأوضح أن فلسطين تخضع للاحتلال منذ عام 1917، وأن نشوء حركات المقاومة كان نتيجة مباشرة وطبيعية لهذا الاحتلال، متسائلا عما قامت به الدول المتطورة التي يدعو البعض للاقتداء بها لتحرير فلسطين، رغم مرور" أكثر من 108 سنوات على الاحتلال".
وقال إنه إذا كانت هذه الدول قادرة على تحرير فلسطين، فإن المقاومة ستتوقف من تلقاء نفسها، لكن غياب الدور الفاعل للجيوش والدول العربية جعل المقاومة العفوية ضرورة لا مفر منها.
وأكد عزام أن مقاومة الاحتلال تمثل "جهاد دفع"، وهو مبدأ لا خلاف عليه في الأديان والأعراف والقوانين الدولية وحتى في القيم الإنسانية، مضيفا: "إذا دخل أحد بيتي فمن الطبيعي أن أقوم بدفعه، وهذا أمر يتفق عليه الجميع".
أين الجيوش العربية؟وأوضح عزام أن حركات المقاومة في المنطقة هي نتاج طبيعي لحالة الظلم والاستعمار الذي تعرضت له الدول العربية، مشيرا إلى أن الاحتلال البريطاني كان مقدمة لإنشاء دولة الاحتلال والسيطرة على فلسطين وأراضٍ عربية أخرى.
وتساءل: "أين كانت الجيوش العربية طوال هذه العقود؟ الشعوب لم تجد أمامها سوى خيار المقاومة".
وأضاف أن الجولة الحالية من المواجهة تمثل بداية الملحمة الأخيرة التي قد تطول لكنها ستنتهي بتحرير الأراضي العربية، واستند في ذلك إلى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية.
ولا يجد عزام مانعا في مشاركة ضيف الحلقة الآخر، في تمني أن تكون هذه الجولة هي الأخيرة للمقاومة، لكن بشرط أن تنتهي بتحرير كامل أرض فلسطين، مؤكدا أن غزة حين تحررت سابقا، كان ذلك بفضل التضحيات والدماء وليس بشيء آخر.
19/11/2024-|آخر تحديث: 19/11/202410:04 م (بتوقيت مكة المكرمة)