ذكرى ميلاد مصطفى محمود.. الفيلسوف الذي ترك الطب من أجل الأدب
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
تحل اليوم الأربعاء الذكرى الـ102 على ميلاد واحدًا من أشهر المفكرين في مصر والوطن العربي كتابةً، والذي كان له رحلة طويلة مع العلم والإيمان وترك إرثًا أدبيًا وإجتماعيًا ودينيًا وفلسفيًا على مدار التاريخ ألا وهو الدكتور الراحل مصطفى محمود.
منى الشاذلي تستضيف ابنة العالم الكبير مصطفى محمود انطلاق الأسبوع الثقافي من مسجد مصطفى محمود بالمهندسينوترصد"بوابة الوفد"، خلال التقرير التالي أهم المعلومات عن الراحل مصطفى محمود:
وُلد مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ المعروف يوم 25 ديسمبر 1921م في شبين الكوم بالمنوفية في مصر لأسرة متوسطة الحال، والده موظف وقد كان كثيرًا ما يمرض في طفولته مما أدى لرسوبه ثلاث سنوات في الابتدائية، وعدم قدرته على اللعب كباقي الأطفال.
كان الراحل منذ صغره مولعًا للعلوم فكان يمتلك معملًا صغيرًا في المنزل، وبدأ يصنع "مبيدات" يقتل بها الصراصير، ثم يقوم بتشريحها، فقد كان علم التشريح يستهويه بشدة في تلك الفترة المبكرة من حياته.
وعندما مرض والده وأصيب بالشلل عدة سنوات وتوفي عام 1939، استكمل دراسته الثانوية ودخل كلية طب قصر العينى جامعة القاهرة وتخصص في جراحة المخ والأعصاب، ولكن انقطع عن الدراسة سنتين بسبب مرضه، أمضاهما في المطالعة والتفكير في موضوعات أدبية، فامتهن الكتابة في سنوات دراسته الأخيرة وكانت تنشر له القصص القصيرة في مجلة "روز اليوسف"، وقد عمل بها لفترة عقب تخرجه عام 1953، مما دفعه لاحتراف الكتابة.
كان يجمع محمود بين عضوية نقابتي الصحفيين والاطباء، ولكن عندما أصدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قرارًا بعدم الجمع بين وظيفتين، استغنى عن ممارسة الطب وعمل كأديب ومفكر.
حياته
تزوج الراحل مرتين الأولى كانت في عام 1961 وقد أنجب من هذا الزواج طفلين ولد يدعى أدهم وبنت تسمى أمل ولكن استمر هذا الزواج لمدة 12 عامًا فقط، وانفصل عن زوجته وتم الطلاق في عام 1973م.
وبعد مرور عشرة أعوام تزوج للمرة الثانية من سيدة تدعى "زينب حمدي" وكان ذلك في عام 1983 ولكن لم تطل فترة هذا الزواج وفي عام 1987 انفصل عن زوجته ولم ينجب منها أطفال.
وعندما برع محمود في الكتابة، ألف 89 كتابًا، متعدد الموضوعات والمجالات فمنها علمية ومنها فلسفية وأدبية، سياسية، اجتماعية، ودينية وأتقن أيضًا كتابة المسرحيات والحكايات من بينها:-لغز الموت" في 1959- وفي عام 1961 كتب "أينشتاين والنسبية- القرآن محاولة لفهم عصري في عام 1969-عام 1970 كتب كتابه الشهير رحلتي من الشك إلى الإيمان.
كما نشر العديد من المقالات ومنها: (ألعاب السيرك السياسي، الإسلام في خندق، زيارة للجنة والنار، عظماء الدنيا وعظماء، علم نفس قرآني جديد، الإسلام السياسي والمعركة القادمة، على حافة الانتحار، عالم الأسرار، المؤامرة الكبرى، الله والإنسان، أكل العيش، عنبر 7، شلة الأنس، رائحة الدم، إبليس، لغز الحياة، الأحلام، في الحب والحياة).
قام بإنشاء مسجد في القاهرة باسمه هو "مسجد مصطفى محمود" عام 1976م ويتبع له "جمعية مسجد محمود" والتي تضم "مستشفى محمود" و"مركز محمود للعيون" ومراكز طبية أخرى إضافة إلى مكتبة ومتحف للجيولوجيا وآخر للأحياء المائية ومركز فلكي.
برنامج العلم والايمان
في عام 1971 بدأ بتقديم برنامجه "العلم والإيمان" هو برنامج تلفزيوني قام بتقديمه لثماني وعشرين سنة في التلفزيون المصري، وكان يهدف إلى تناول العلم علي الأسس الإيمانية، البرنامج وصل إلى درجة كبيرة من الشهرة وقدم أكثر من 400 حلقة على مدار ثمانية وعشرين سنة.
أشهر مقولاته
"لن تكون متدينًا إلا بالعلم فالله لا يعبد بالجهل، وكلما أمسكت بحالة من حالاتي وقلت هذا هو أنا ماتلبث هذه الحالة أن تفلت من أصابعي وتحل محلها حالة أخرى، الكراهية تكلف أكثر من الحب لأنها إحساس غير طبيعي إحساس عكسي مثل حركة الاجسام ضد جاذبية الأرض تحتاج إلى قوة وتستهلك وقود أكثر".
وفاته
وقد توفى الدكتور مصطفى محمود يوم 31 أكتوبر عام 2009 بعد رحلة علاج استمرت عدة شهور عن عمر ناهز 88 عامًا، وقد تم تشييع الجنازة من مسجده بالمهندسين، بعدما ترك إرثًا كبيرًا من العلم والإيمان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور الراحل مصطفى محمود الراحل مصطفى محمود المفكرين مصر مصطفى محمود فی عام
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. طه حسين عميد الأدب العربي صاحب مسيرة أدبية وصلت للعالمية
تحل اليوم ذكرى ميلاد عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، الأديب والكاتب الكبير الذي ترك بصمة قوية على الحركة القوية الأدبية الحديثة في الوطن العربي.
وعرض برنامج «صباح الخير يا مصر»، الذي يقدمه الإعلاميان محمد عبده وبسنت الحسيني، عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، تقريرا بعنوان «في ذكرى ميلاده.. طه حسين عميد الأدب العربي صاحب مسيرة أدبية وصلت للعالمية رغم التحديات»، إذ يعد من أبرز رموز الفكر والأدب، وتميز بعلمه الواسع وتأثيره العميق وكان ملما بالفكر الغربي، وبخاصة في مجالات الفلسفة والأدب.
وُلد طه حسين في نوفمبر عام 1889 في محافظة المنيا، وفقد بصره في الرابعة من عمره بعد إصابته بالرمد، وكانت نقطة التحول في حياته، التحاقه بكتاب القرية، حيث أذهل شيخه محمد جاد الرب ذاكرته القوية وذكائه الفريد وتعلم هناك اللغة والحساب والقرآن الكريم، ثم التحق بالتعليم الأزهري، ليكون لاحقا أول من يلتحق بالجامعة المصرية وحصل على درجة الدكتوراة.
وبدأت معاركه الفكرية منذ أطروحته "ذكرى أبي العلاء" التي أثارت جدلا واسعا، ثم أرسل إلى فرنسا من الجامعة المصرية، وهناك أنجز أطروحته الثانية حول الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني.