فرضيات لمعارك البحار والمحيطات المقبلة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
بقلم _ الخبير عباس الزيدي ..
تم نشر البحث قبل سنة في صحيفة المسيرة اليمنية ولمقتضى الضرورة تمت اعادة النشر
(الحلقة السادسة )
المضائق والجزر ……
هناك عوامل عديدة جعلت من منطقة الخليج الفارسي ذو اهمية قصوى منها ….. بالاضافة الى النفط ياتي الموقع الاستراتيجي بالدرجة الاولى( التاريخ مع الجغرافيا ) سواء في حركة النقل والتجارة او اتصال الشرق مع الغرب مما اكسبه أهمية وقيمة عليا جيوسياسية وجيوأستراتيجية باعتباره أحد العناصر الرئيسية في التوازن الاستراتيجي الدولي وبالتالي توظيف ذلك في نطاق الاستراتيجيات الكلية الشاملة للقوى الدولية الكبرى، وصراعات القوى الإقليمية للسيطرة عليه
ولعبت هذه الاعتبارات دور كبير في تحديد العلاقات مابين دول الاقليم تارة ومابينها وبين الدول خارج نطاق الاقليم تارة اخرى وفقا لاهدافها ومصالحها ومشاريعها بمعنى ان كل السياسات هي انعكاس لمتطلبات واقع جغرافي وسياسي واقتصادي (المكان والزمان ) يفرض على جميع أطراف هذه العلاقة طبيعة السلوك السياسي المتبع في علاقاتها مع الأطراف الأخرى، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي تتقاطع او تتفق تلك السياسات كلا بحسب مصالحه ومشاريعه تبدوا على شكل تحالفات او معاهدات •
وبقدر ما للطرق والممرات البحرية من اهمية يكون هناك تركيز على المضائق التي تقع في عقد مفصلية حساسة تربط البحار بالخلجان او البحار مع البحار اوتلك التي لها إطلالة على المحيطات •
ومن اهم المضائق في المنطقة والعالم هما مضيق هرمز ومضيق باب المندب
1_ مضيق هرمز …….
من أهم عشرة مضائق وأكثرها اهتماماً من قِبل دول العالم الذي يحتوي على 120 مضيقاً
ويضمّ المضيق عدداً من الجزر ويبلغ عرضه 50 كم (34 كم عند أضيق نقطة) وعمقه 60م فقط، ويبلغ عرض ممرّي الدخول والخروج فيه ميلين بحريّين (أي 10,5كم
ويقع “المضيق” فى منطقة الخليج فاصلاً ما بين مياه الخليج الفارسي من جهة ومياه خليج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، وتطل عليه من الشمال إيران ومن الجنوب سلطنة عمان
ويعتبر المنفذ البحرى الوحيد لعدة دول وهى “العراق – الكويت – البحرين- قطر- الإمارات العربية •
يضم المضيق عدد من الجزر غير المهولة و
يعتبر أهم ممر عالمي للنفط، حيث يعبره ما بين عشرين وثلاثين ناقلة نفط يوميا وهو ما يشكل 40% من تجارة النفط العالمية ولا يقتصر الامر على النفط فقط بل يشمل جميع واردات وصادرات تلك الدول من سلع وغيرها•
المضيق يفصل بين إيران وسلطنة عُمان، ويربط الخليجَ الفارسي بخليج عُمان وبحر العرب.
يعتبر في نظر القانون الدولي جزءا من أعالي البحار، ولكل السفن الحق والحرية في المرور فيه ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يمس نظامها أو أمنها.
تخضع الملاحة فيه بالتالي لنظام الترانزيت الذي لا يفرض شروطاً على السفن طالما أن مرورها يكون سريعاً ولا يشكل تهديدا للدول الواقعة عليه.
شهد المضيق حوادث جمة وخطيرة عبر التاريخ في عصرنا الراهن منها جريمة اسقاط طائرة الركاب المدنية الايرانية من قبل امريكا التي راح ضحيتها اكثر من 250 شهيد وايضا شهد ابان الحرب التي فرضها نظام صدام المدعومة امريكيا وخليجيا على الجمهورية الاسلامية الايرانية شهد حرب الناقلات وهناك حوادث اخرى •
مضيق هرمز _ سلاح خطير اذا ماتم استخدامه وان الضرر يقع على جميع دول المنطقة ودول العالم على مستوى الطاقة والحركة التجارية (الصادرات والواردات )
وحاولت امريكا في مناسبات كثيرة فرض هيمنتها وسيطرتها على المضيق وحرمان ايران واخراجها من المعادلة تحت ذرائع شتى منها حماية حرية الملاحة وحركة الناقلات علما ان اساطيلها الحربية تمخر عباب الخليج لاغراض التجسس والعدوان وهي من تعيق حركة الملاحة وقد شهد الخليج حوادث تصادم وقرصنة من قبلها •
هناك اكثر من مسؤول امريكي رفيع المستوى صرح بالاستيلاء على مضيق هرمز من ريغان الى ترامب وفي تصريح سابق لسنوات خلت – لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد صرح أن بلاده بصدد تشيكل تحالفا عسكريا لحماية الملاحة في مضيقي هرمز وباب المندب وهذا يكشف عن حجم الأطماع والعدوان على جمهورية ايران •
ان حدوث اي نزاع عسكري او عدوان على ايران سوف يتسبب بأزمة طاقة حادة وخطيرة بالاضافة الى ما يشهده العالم الان من ازمات حادة في ظل الحرب في اوكرانيا وتوقف الغاز الروسي الى اوربا كذلك ينعكس الامر على مستوى التبادل التجاري والاقتصاد العالمي •
قي ظل هذه الظروف لايمكن تكرار سيناريوهات سابقة مثل حرب الناقلات وسوف يعمد الى اغلاق المضيق التام في حال حدوث طارئ لانها مسالة مصير وجودي •
مضيق هرمز يعتبر احد اهم الاسلحة الدفاعية و الردعية لجمهورية ايران ولولاه ( المضيق ) مع عوامل واسباب اخرى لما تاخر الاستكبار والصهيونية العالمية بقيادة امريكا على ارتكاب حماقة وعدوان مباشر على الجمهورية الاسلامية في ايران علماوفي ظل ما يعيشه العالم من مقدمات لحرب عالمية ثالثة … ربما تقدم امريكا وحلفائها على عمل عدواني على ايران يقع ضمن حسابات تامين النفط والغاز كخطوة استباقية قبل المواجهة المباشرة مع الصين وروسيا •
ان ما تواجهه ايران الاسلام من حرب مركبة ربما يكون مقدمة واضحة لعدوان مباشر يلوح في الافق •
مضيق هرمز ذو اهمية استراتيجية في الحرب والسلم ومهما فكرت دول المنطقة بإيجاد بديل ووسائل اخرى عن ذلك المضيق فانها لم تحقق الإنجاز والنتائج الذي تحققها من خلال ذلك المضيق
ولايمكن باي شكل من الاشكال ان تتم عملية تامين المضيق وحركة الملاحة فيه من دول او تكتلات خارج الاقليم والمنطقة بل ذلك يزيد الامر سوءا وخطرا وان تفاهم و تعاون بلدان المنطقة هو السبيل الوحيد لتامين حركة الملاحة وعموم مياه المنطقة بما فيها مضيق هرمز ولابد من الاشارة هنا الى قضية في غاية الاهمية تتلخص في وحدة الممرات والطرق البحرية من خلجان وبحار ومضائق كمنظومة متكاملة يؤثر بعضها على البعض الاخر في السياق العام تتوزع مهامها وتتعدد ادوارها لتحقيق جملة من الأهداف ومع وجود البديل قي حالة الطوارئ الا انه لايرتقي في الاداء الى المستوى المتعارف عليه خصوصا للدول ذات العلاقة بمقظار مصالحها وأمنها القومي
…. يتبع لطفا ……
عباس الزيدي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات مضیق هرمز
إقرأ أيضاً:
اليمن.. المجلس السياسي الأعلى يؤكد جهوزيته لتنفيذ عمليات عسكرية بحرية ضد الملاحة الإسرائيلية
#سواليف
أعلن #المجلس_السياسي_الأعلى التابع للحوثيين في #اليمن جهوزيته لتنفيذ #العمليات_العسكرية_البحرية ضد #الملاحة_الإسرائيلية بعد انتهاء “مهلة الأيام الأربعة” التي منحتها صنعاء للوسطاء.
وأكد المجلس السياسي الأعلى في اليمن الجهوزية الكاملة للقوات المسلحة وكل الأجهزة المعنية لتنفيذ توجيهات عبد الملك الحوثي في حال انتهاء مهلة الأيام الأربعة التي منحها اليمن للوسطاء لإدخال المساعدات إلى غزة ومماطلة إسرائيل تجاه التزاماتها وفشل الوسطاء في منع التجويع الذي يراد فرضه على أبناء غزة الذين أفشلوا التهجير وأسقطوا أهداف الكيان الصهيوني وكل من يدعمه.
وقال المجلس السياسي في بيان “إن هذا الموقف ينطلق من الواجب الديني والإنساني والمبدئي، كما أنه ترجمة لما سبق وأعلنته الجمهورية اليمنية بأنها ستظل تراقب التزام الكيان الصهيوني بتنفيذ التزاماته حسب الاتفاق المبرم مع فصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس”.
مقالات ذات صلة بعد 17 ساعة من التحدي.. نزول رجل يحمل علم فلسطين من برج إليزابيث في لندن (فيديو) 2025/03/09وذكر المجلس في البيان أن “العمليات البحرية ضد إسرائيل هدفها فرض الحصار عليها ومنعها من ممارسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني خصوصا في ظل ضعف المواقف العربية التي لم ترتق إلى مستوى المسؤولية تجاه القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية بينما الأمريكي والبريطاني ودول الغرب يتعاونون بكل صفاقة مع الكيان المحتل الغاصب لأرض فلسطين والمستمر في نقض المواثيق والعهود”.
وشدد المجلس على أن إسرائيل وكل من تواطأ معها يتحمل المسؤولية الكاملة عن استئناف العمليات البحرية اليمنية وما سينجم عنها.
والجمعة، أمهل زعيم أنصار الله في اليمن عبد الملك الحوثي الوسطاء 4 أيام قبل استئناف العمليات العسكرية البحرية ضد إسرائيل إذا لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأكد عبد الملك بدر الدين الحوثي في كلمة مصورة مساء الجمعة، أنهم سيستأنفون العمليات البحرية ضد العدو إذا استمر بعد المهلة في منع دخول المساعدات إلى غزة والإغلاق التام للمعابر.
وشدد على أنه “لا يمكن أن نتفرج على ما يحصل من تصعيد ومنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة والعودة إلى التجويع من جديد”.
وأفاد بأن “العدو الإسرائيلي انتقص من التزاماته كثيرا على مستوى الكم وعلى مستوى النوع وأن هناك انتقاص كبير في مقابل ما تم الاتفاق عليه بخصوص خروج المرضى والجرحى للعلاج وفيما يتعلق بالانسحاب من محوري رفح”.
وصرح بأن إسرائيل تريد العودة إلى الإبادة الجماعية من خلال التجويع وهذه الخطوة لا يمكن السكوت عليها.
وأوضح في كلمته أن التوجه الإسرائيلي والأمريكي هو التصعيد على مستوى الضفة والقدس وهذا يعني أنهم بعيدون عن مسار السلام.