منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، عانت سفينة الإنزال الروسية نوفوتشيركاسك من مشاكل عدة، قبل أن تستهدفها القوات الأوكرانية بصواريخ ستورم شادو البريطانية، في 26 ديسمبر (كانون الأول) 2023.

تهدف هذه الهجمات إلى إغضاب الكرملين فحسب

كتب الخبير في الشؤون الروسية مارك غاليوتي في مجلة "سبكتيتور" أنه في مارس (آذار) 2022، تعرضت السفينة لأضرار بسبب قصف أوكراني حين كانت راسية في برديانسك جنوبي أوكرانيا.

في وقت لاحق من السنة، أفادت تقارير أن نوفوتشيركاسك وشقيقتها تسيزار كونيكوف توقفتا عن الحركة، بسبب نقص في قطع الغيار بفعل العقوبات.
في 26 ديسمبر، وبينما كانت راسية في ميناء فيودوسيا التابع لشبه جزيرة القرم، بدا أن نوفوتشيركاسك تعرضت لواحد من عدة صواريخ ستورم شادو البريطانية التي أطلقتها قاذفتان أوكرانيتان من طراز سو-24. زعمت روسيا أنها أسقطتهما في وقت لاحق. أكدت موسكو أن نوفوتشيركاسك تعرضت لأضرار، لكن كييف تزعم أنها دمرتها. تظهر فيديوهات من فيودوسيا انفجارات وحرائق كبيرة. أهداف سهلة

أضاف الكاتب أنه من المشروع التساؤل عما إذا كان الهجوم أمراً مهماً. ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الميناء للقصف، كما أن خسارة سفينة إنزال عسكرية ليست جوهرية بالنظر إلى أن الأيام التي يمكن لروسيا أن تشن بشكل معقول هجمات برمائية ضد أهداف أوكرانية قد ولت منذ زمن بعيد.
لا تزال هذه السفن الكبيرة تتمتع بنوع من الأدوار كناقلات، وقد زعمت كييف أن نوفوتشيركاسك كانت تحمل طائرات إيرانية بلا طيار من طراز شاهد، لكن تصعب رؤية سبب ذلك بما أنها لم تزر موانئ أخرى وستكون مكاناً غير منطقي للتخزين الطويل المدى. وهذه السفن هي أهداف سهلة نسبية. شقيقة نوفوتشيركاسك، سفينة ميسك، تعرضت لهجوم مماثل، حين كانت راسية قبالة ميناء سيفاستوبول في سبتمبر (أيلول) مثلاً، ومع ذلك، فإن الهجوم الأخير جدير بالملاحظة لثلاثة أسباب رئيسية.

 

 

Why Ukraine’s attack on the Novocherkassk warship matters

✍️ Mark Galeotti: These attacks are not just intended to unnerve the Kremlinhttps://t.co/PkG0cMc3Q8

— The Spectator (@spectator) December 26, 2023 نسخة متطورة أولاً، كانت هناك اقتراحات بأنه تم تزويد أوكرانيا بصواريخ ستورم شادو ذات مدى أقصر بما يتوافق مع نظام مراقبة تكنولوجيا الصواريخ الذي يحد من صادرات الصواريخ الذي يتجاوز مداها 190 ميلاً (305 كيلومترات). لكن هذا الهجوم يؤكد على ما يبدو أن لدى أوكرانيا النسخة الأكثر قدرة من الصواريخ ذات المدى البالغ 547 كيلومتراً. وبالرغم من أنه ليس واضحاً العدد المتبقي لدى أوكرانيا من هذه الصواريخ البالغة قيمتها 2.5 مليون دولار، يبقى أنها ستواصل منح كييف إمكانات قوية وبعيدة المدى. ما استراتيجيتها؟

ثانياً، يظهر الهجوم أن كييف ملتزمة باستراتيجية جعل احتلال القرم أمراً غير مستدام بمقدار ما أمكن بالنسبة إلى روسيا. حتى لو تم اختراق أو كسر الخطوط الدفاعية الروسية، سيكون هجوم بري مباشر على شبه الجزيرة دموياً وصعباً. عوضاً عن ذلك، إن النموذج هو تحرير خيرسون في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022. بعدما فشل هجوم هناك، ركز الأوكرانيون على عزل المدينة وضرب خطوط إمدادها حتى تمكن جنرالات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إقناعه بأنهم لا يملكون خياراً إلا الانسحاب.

 

❗️???????????????? Highlights of Russian Military Operation in Ukraine on December 25-26

▪️Several Ukrainian Su-24M launched Storm Shadow cruise missiles at the port of Feodosia in the east of the Crimean Peninsula. The large landing ship Novocherkassk sustained significant damage,… pic.twitter.com/N3dwnmYAHf

— Rybar Force (@rybar_force) December 27, 2023


يؤكد الكاتب أن شبه جزيرة القرم ليست خيرسون، وأنه سيلزم الأمر وضعاً قاتماً بالفعل لطرد روسيا منها، لأسباب ليس أقلها أن بوتين يعتبر القرم على الأرجح معركة وجودية على المستوى السياسية. مع ذلك، في الوقت الراهن على الأقل، يبدو أن أفضل فرصة لكييف كي تستعيد القرم هو جعل احتفاظ روسيا بها أمراً صعباً جداً ومكلفاً جداً. لم يكن هجوم فيودوسيا مبنياً فقط على حسابات الإضرار بأصول عسكرية محددة بل أيضاً على توجيه رسالة مفادها أنه ما من مكان آمن من التحرك الأوكراني على شبه الجزيرة.

حاجة إلى الأنباء المفرحة الحروب في نهاية المطاف هي عمليات سياسية وفق غاليوتي. لا تهدف هذه الهجمات إلى إغضاب الكرملين فحسب، بل تهدف أيضاً إلى طمأنة أوكرانيا وحلفائها الغربيين بأنهم لا يزالون يتمتعون بالزخم. وفي الوقت الذي تدعي موسكو سيطرتها على بلدة مارينكا المتنازع عليها؛ وعندما يقترح وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف خفض سن التعبئة القتالية من 27 إلى 25 سنة؛ وعندما تتزايد الضغوط المفروضة على الأوكرانيين في الخارج للاستجابة للتعبئة، (وربما تكون إستونيا على استعداد لترحيل المتهربين من الخدمة العسكرية)، من الواضح أن هناك حاجة إلى بعض الأخبار الطيبة.
إلى جانب ادعاءات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأخيرة بإسقاط 3 قاذفات مقاتلة روسية جديدة من طراز سو-34 (والتي لم يتم تأكيدها بعد)، تمثل نوفوتشيركاسك أيضاً محاولة لتشجيع الأوكرانيين، وطمأنة الحلفاء المتذبذبين بأن الحرب لا تزال تستحق عناء خوضها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية

إقرأ أيضاً:

القوات الروسية تعلن السيطرة على قرية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، اليوم الخميس، سيطرتها على قرية قرب كوراخوفي في شرق أوكرانيا، وهي أحد خطوط الجبهة حيث تتقدم قواتها في مواجهة الجيش الأوكراني الذي يتراجع منذ أشهر.

وتعلن روسيا سيطرتها على قرى في شرق أوكرانيا بشكل منتظم منذ هذا الصيف، فيما تواصل هجوها.

Recent reports from reliable sources suggest that Russian forces likely continue to close their pincers around the Ukrainian cauldron southeast of Kurakhove.

Russia likely advanced from positions near Maksymivka for over 6km up the highway to Kurakhove and are approaching… pic.twitter.com/niEqPihag0

— AMK Mapping ???????????????? (@AMK_Mapping_) November 14, 2024

وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي بشأن المعارك إن القوات الروسية "واصلت التقدم في عمق دفاعات العدو وحرّرت بلدة فوزنيسينكا" الواقعة غرب مدينة دونيتسك والتي كان يبلغ عدد سكانها حوالى 20 ألف نسمة قبل أن تشن موسكو هجومها عام 2022.

وتسيطر القوات الروسية الآن على الأراضي الواقعة إلى الشمال كوراخوفي وشرقها وجنوبها.

وأوضح بيان الوزار الروسية أن "وحدات من قوات مجموعة "الغرب" الروسية قامت بتحسين الوضع على طول خط المواجهة، واستهدفت القوى البشرية والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق عدة في مقاطعة خاركوف وجمهورية دونيتسك الشعبية، وتم صد هجوميين مضادين وفقدت القوات المسلحة الأوكرانية أكثر من 570عسكريا، وعددا من المدافغ، ومركبة مشاة قتالية، وناقلة جنود مدرع و7 مركبات قتالية، وأربع محطات للحرب الإلكترونية، كما تم تدمير 3 مستودعات ذخيرة ميدانية".

وقالت الوزارة الروسية أيضاً: "تمكنت وحدات من مجموعة "الجنوب" بتحسين الوضع على طول خط المواجهة، واستهدفت القوى البشرية والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق عدة في جمهورية دونيتسك، وبلغت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية ما يصل إلى 655 عسكرياً وعدداً من المدافع الميدانية، وثلاث دبابات ومركبة مشاة قتالية وناقلة جند مدرعة، وتم تدمير محطتين للحرب الإلكترونية ومستودعين للذخيرة الميدانية".

???????? losses in #Kurakhove battle, #Donetsk region pic.twitter.com/HaT3gjEmpV

— C4H10FO2P ☠️ (@markito0171) November 14, 2024

وبحسب بيان الوزارة، فإن "الطيران العملياتي التكتيكي والطائرات الهجومية المسيرة والقوات الصاروخية والمدفعية الروسية، استهدفت البنية التحتية المطارات العسكرية ومواقع تخزين الطائرات المسيرة الهجومية، ومرافق البنية التحتية للطاقة والوقود المستخدمة لدعم القوات المسلحة الأوكرانية وكذلك تجمعات القوى البشرية والمعدات العسكرية للعدو في 142منطقة".

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تدمر أهدافاً جوية وبحرية بمقاطعة بيلغورود وقرب شبه جزيرة القرم
  • الدفاعات الروسية تدمر طائرات وزوارق أوكرانية مسيرة حاولت استهداف مقاطعة بيلغورود وشبه جزيرة القرم
  • زيلينسكي: الحرب الروسية في أوكرانيا يجب أن تنتهي العام المقبل
  • وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا
  • روسيا تعلن إسقاط 34 مُسيرة أوكرانية في هجمات ليلية
  • روسيا تسقط 34 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • أوكرانيا تهاجم كورسك الروسية بالمسيّرات
  • الحكومة الألمانية: شولتس طالب بوتين بسحب القوات الروسية من أوكرانيا
  • ‏الجيش الروسي يعلن سيطرة قواته على بلدة جديدة في شرق أوكرانيا
  • القوات الروسية تعلن السيطرة على قرية في شرق أوكرانيا