انفجار افخاخ مبادرة الهدنة قبل أوانها
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
انفجار افخاخ مبادرة الهدنة قبل أوانها
المبادرة التي نسبت للجانب المصري حاولت خلط الاوراق على طاولة المفاوضات بترتيب يخدم الاحتلال الاسرائيلي واجندته.
رفض المبادرة من قبل المقاومة باعتبارها شروط استسلام؛ ستدفع الوسطاء وامريكا لتحميل فصائل المقاومة المسؤولية عن فشلها.
المقاومة تنبهت للمبادرة المفخخة فرفضتها جملة وتفصيلا؛ لتدعوا مقابل ذلك الى وقف شامل لاطلاق النار والذهاب لصفقة لإطلاق سراح الأسرى.
الهجمات العنيفة على مخيم المغازي وارتكاب مجازر كبرى ليلة الأحد-الاثنين، اتضح انها كانت للضغط على المقاومة الفلسطينية للقبول بالمبادرة البائسة.
المبادرة مفخخة فحكومة تكنوقراط التي يرضى بها الاحتلال وأمريكا ستكون على صورة حكومة التنسيق الامني بالضفة الغربية التي يسيطر عليها الاحتلال وأمريكا ماليا وامنيا.
رفض المقاومة ادى لانفجار افخاخ المبادرة بعيدا عنها و قبل الأوان المحدد فتح الباب لاعادة ترتيب اوراقها في المستقبل القريب لتناسب متطلبات شعب فلسطين والمقاومة وليس متطلبات الاحتلال وعدوانه.
* * *
قدمت مصر بحسب وكالة رويترز مبادرة للمقاومة الفلسطينية تتضمن ثلاث نقاط:
- الاولى تفضي الى هدنة واطلاق سراح ما يقارب الاربعين من اسرى الاحتلال مقابل هدنة لاسبوعيين،
- والثانية انشاء حكومة تكنوقراط تفضي لانتخابات مبكرة؛
- لتقود بدروها لتوقيع اتفاقا وقف اطلاق النار كخطوة ثالثة.
المبادرة مفخخة كما هو واضح؛ فحكومة التكنوقراط التي يرضى بها الاحتلال واميركا ستكون على صورة حكومة التنسيق الامني في الضفة الغربية التي تسيطر على مفاصلها حكومة الاحتلال وأمريكا ماليا وامنيا.
في المقابل فان رفض المبادرة من قبل المقاومة باعتبارها شروط للاستسلام؛ ستدفع الوسطاء واميركا لتحميل فصائل المقاومة المسؤولية عن فشلها؛ او على الاقل القاء فشلها على عاتق الانقسام الفلسطيني وعدم القدرة على التوافق على حكومة تكنوقراط؛ ليواصل الاحتلال الاسرائيلي مهمته في الحرب والعدوان على قطاع غزة بعد ان ياخذ قسط من الراحة واعادة التموضع خلال الاسبوعيين من الهدنة.
المقاومة الفلسطينية وعلى راسها حركة حماس والجهاد الاسلامي تنبهت للمبادرة المفخخة فرفضتها جملة وتفصيلا؛ لتدعوا مقابل ذلك الى وقف شامل لاطلاق النار والذهاب لصفقة لاطلاق سراح الاسرى.
الامر سيقود تلقائيا الى تشكيل حكومة تكنوقراط بشروط فلسطينية تستجيب لاحتياجات الشعب الفلسطيني لا احتياجات الاحتلال وداعيميه وبوجود قيادات وازنة كاحمد سعادات ومروان البرغوثي.
رفض المقاومة للمبادرة أربك الاحتلال الاسرائيلي وأمريكا التي بحثت عن هدنة قبيل اعياد الميلاد وراس السنة؛ والأهم قبيل انكشاف حالة الإجهاد السياسي والاقتصادي والعسكري التي يعاني منها الاحتلال الاسرائيلي.
رفض المقاومة للمبادرة اطلق صاعق انفجار أفخاخ المبادرة قبل اوانها؛ انفجار كان اشبه بفقاعة اعلامية اذ اطلق حملة اعلامية مصغرة ضد المقاومة تُحملها مسؤولية فشل المبادرة مسبقا دون النظر لامكانية تعديلها؛ بحجة تمسك حماس والجهاد بالسيطرة على قطاع غزة؛ انفجار ألحق ضرر اكبر بالساحة الاسرائيلية باشعال الجدل الداخلي والصراع حول جدوى الحرب واهدفها كما اشعل غضب عائلات الاسرى لدى المقاومة.
انفجار الافخاخ الاعلامية والسياسية في المبادرة لم يخف علامات القلق والتوتر في الجانب الإسرائيلي والأمريكي قبل رفض المقاومة للمبادرة؛ فالهجمات العنيفة على مخيم المغازي وارتكاب مجازر كبرى ليلة الاحد-الاثنين، اتضح انها كانت للضغط على المقاومة الفلسطينية للقبول بالمبادرة البائسة التي تمثل وثيقة استسلام في احد جوانبها وصيغة مناسبة لمواصلة الحرب في جانب اخر.
الفشل الاسرائيلي في تفعيل الوساطات لن يخلو من محاولات اسرائيلية للدفع نحو مواجهة بين الوسطاء وعلى راسهم مصر والمقاومة الفلسطينية، وهي الخطوة التالية المتوقعة؛ املا بخلق ازمة سياسية مع مصر تطلق ضغوط تسمح بانتاج هدنة مؤقته تعالج الازمة السياسية والاقتصادية والعسكرية الضاغطة على الاحتلال و الولايات المتحدة الامريكية.
ختاما .. المبادرة التي نسبت للجانب المصري بحسب وكالة رويترز، حاولت خلط الاوراق على طاولة المفاوضات وفق ترتيب يخدم الاحتلال الاسرائيلي واجندته، غير ان رفض المقاومة ادى لانفجار افخاخها بعيدا عنها و قبل الاوان المحدد لها، امر فتح الباب لاعادة ترتيب اوراقها في المستقبل القريب لتتناسب مع متطلبات الشعب الفلسطيني ومقاومته، لا مع متطلبات الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه.
*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: المقاومة الهدنة مصر الاحتلال أمريكا إسرائيل الوساطات حكومة تكنوقراط التنسيق الأمني الاحتلال الاسرائیلی المقاومة الفلسطینیة حکومة تکنوقراط رفض المقاومة
إقرأ أيضاً:
حماس: تهديدات ترامب “تشجع” إسرائيل على عدم تنفيذ بنود اتفاق الهدنة
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم في بيان الخميس، إن تهديدات الرئيس الأمريكي “تشجع” إسرائيل على “عدم تنفيذ بنود” اتفاق الهدنة في غزة، بعدما توعد دونالد ترامب سكان القطاع بـ”الموت” في حال عدم إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين فيه حالا.
وأضاف في تصريح صحافي أن هذه التهديدات “تعقد المسائل (المتعلقة) باتفاق وقف إطلاق النار وتشجع الاحتلال على عدم تنفيذ بنوده”.
وأضاف: “هناك اتفاق تم توقيعه، وكانت واشنطن وسيطة فيه، ويتضمن إطلاق سراح كل الأسرى على ثلاث مراحل، وحماس نفذت ما عليها بالمرحلة الأولى، بينما تتهرب إسرائيل من المرحلة الثانية”.
وأكد قاسم أن “ترامب إذا كان معنيا بالإفراج عن أسرى الاحتلال، فعليه الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة”.
وقال: “مطلوب من الإدارة الأمريكية الضغط على الاحتلال للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، حسب ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار”.
وحذر قاسم من أن “يستغل الاحتلال الإسرائيلي تصريحات ترامب لتصعيد حصار غزة وتشديد سياسة تجويع سكانها”.
وكان الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، أعلن اليوم أن “تهديد ترامب المتكرر ضد شعبنا يشكل دعما لنتنياهو للتنصل من الاتفاق وتشديد الحصار والتجويع بحق شعبنا”.
وقال القانوع إن “المسار الأمثل لتحرير باقي الأسرى الإسرائيليين هو دخول الاحتلال لمفاوضات المرحلة الثانية وإلزامه بالاتفاق الموقع برعاية الوسطاء”.
(أ ف ب)