اليمن 2023… وضع اقتصادي منهار أثر على حياة ملايين المواطنين! (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
يمن مونيتور/ إفتخار عبده
لم يكن عام 2023 عام خيرا على اليمنيين فقد شهد وضعا اقتصاديا قاسيا أثر على حياة ملايين المواطنين وزاد من حدة الفقر والمجاعة بين الأوساط.
توقف تصدير النفط من الموانئ اليمنية، وتذبذب سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وختام ذلك بتوقف المساعدات الإنسانية، كل هذا الانهيار الاقتصادي دفع ثمنه المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة.
توقف تصدير النفط
منذ انتهاء الهدنة الأممية مطلع أكتوبر العام الماضي، صعدت ميليشيا الحوثي هجماتها على موانئ النفط، ضمن حرب اقتصادية شنتها على روافد الاقتصاد في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية.
وهاجمت مسيرات حوثية ميناء الضبة النفطي في حضرموت، وميناء قنا الجنوبي وميناء النشيمة في شبوة، الأمر الذي استهدف اقتصاد البلاد بشكل مباشر.
توقف تصدير النفط من الموانئ جعل الحكومة اليمنية تخسر أهم موردا كان يأتي لها بالعملة الصعبة، في الوقت الذي تدنت فيه الإيرادات من القطاعات الأخرى؛ الأمر الذي أدى إلى انهيار الاقتصاد اليمني.
انهيار العملة المحلية
كما أن توقف تصدير النفط أدى إلى نفاد الاحتياطي من النقد الأجنبي من البنك المركزي؛ الأمر الذي أدى إلى توقف المركزي عن بيع العملات الأجنبية عن طريق المزاد الذي كان يعلن عنه أسبوعيا؛ ما أدى إلى انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية بشكل كبير.
تراجع عائدات ميناء عدن
في العاشر من يناير/ كانون الثاني، أصدرت اللجنة الاقتصادية العليا التابعة للحكومة الشرعية ثلاثة قرارات تنص على رفع سعر صرف الدولار الجمركي وأسعار الوقود والكهرباء والمياه، وبموجب القرار الأول، فقد تم رفع سعر صرف الدولار الجمركي للبضائع المستوردة بنسبة 50 % في جميع المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
ومن المعروف أنه في نهاية العام الماضي 2022م قام مجلس القيادة الرئاسي بإصدار القرار رقم 30 لسنة 2022، والذي يوجه الحكومة والمجلس الاقتصادي الأعلى باتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من وطأة الأزمة.
وعلى ضوء هذا القرار فقد تم تشكيل خلية أزمة برئاسة رئيس الوزراء معين عبد الملك، في 16 يناير، حاولت هذه الخلية تهدئة المخاوف الناجمة عن رفع سعر صرف الدولار الجمركي، مشيرة إلى أن القرار لن يؤثر على أسعار السلع الأساسية المعفاة من الرسوم الجمركية كالقمح والأرز، وزيت الطهو، وحليب الأطفال، والأدوية؛ لأن القرار يستهدف السلع الكمالية في المقام الأول، إلا أن هذا الأمر قوبل بالنقد من قبل أطراف داخل الحكومة وخارجها.
واستغلت مليشيا الحوثي هذا الموقف فعرضت حزمة من الإغراءات الاقتصادية لإعادة توجيه الواردات إلى ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرتها؛ فقامت بمنع وصول شحنات البضائع الواردة من ميناء عدن إلى الأسواق في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وفي فبراير 2023 تحفظت مليشيا الحوثي على مئات الشحنات التجارية التي تحمل آلاف الأطنان من مختلف البضائع في مراكز التخليص الجمركي التي تديرها عند مداخل محافظتي صنعاء وذمار .
إضافة إلى ذلك فقد قامت المليشيا بالضغط على التجار المستوردين؛ لتقديم ضمانات خطية بعدم استيراد البضائع عبر الموانئ التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية كما جرت العادة؛ وتوجيهها بدلا عن ذلك إلى ميناء الحديدة.
من ناحية أخرى وتحديدا في 22 فبراير، بعثت مؤسسة موانئ خليج عدن التي تديرها الحكومة الشرعية بمذكرة إلى شركة الحديدة للملاحة والنقل، تحذر من إعادة توجيه البضائع المستوردة إلى ميناء الحديدة، وتهدد بإدراج شركات الشحن التي تمتثل لمطالب الحوثيين في القائمة السوداء.
هذا التخبط بين طرفي النزاع دفع ثمنه المواطن اليمني الذي لا يكاد يحصل على قوت يومه؛ الأمر الذي أدى إلى رفع أسعار السلع الغذائية، وزاد من حدة الفقر والمجاعة بين كثير من الأوساط اليمنية.
ولم تقف الحرب الاقتصادية في اليمن عام 2023 عند هذا الحد؛ لكنها أزادت بنسبة كبيرة عند إعلان توقف المساعدات الإنسانية.
ففي الثامن عشر من أغسطس، قال برنامج الأغذية العالمي إنه مضطر لإجراء مزيد من التخفيضات في برامج المساعدة الغذائية التي يقدمها للملايين في جميع أنحاء اليمن خلال الأشهر المقبلة، بدءا من نهاية سبتمبر.
كما حذر البرنامج من أن نحو 3 ملايين شخص في الشمال و1.4 مليون مستفيد في الجنوب سيتأثرون في حال عدم الحصول عل تمويل جديد.
وفي الخامس من ديسمبر، أعلن برنامج الأغذية العالمي، عن إيقاف برنامج مساعداته الغذائية العامة في المناطق الخاضعة لسلطات صنعاء، بسبب محدودية التمويل، وعدم التوصل إلى اتفاق مع السلطات من أجل تنفيذ برنامج أصغر يتناسب مع الموارد المتاحة للأسر الأشد ضعفا واحتياجا.
هذا الانهيار الاقتصادي الذي شهده عام 2023 كان كفيلا في أن يدخل ملايين اليمنيين في دوامة الفقر والمجاعة، وأن يعيش بسببه الآلاف من الناس في قلق دائم وتخوف كبير من المستقبل المجهول.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الاقتصاد اليمن توقف تصدیر النفط الأمر الذی أدى إلى
إقرأ أيضاً:
«الإحصائي الخليجي»: دول مجلس التعاون الأولى عالمياً في إنتاج وتصدير واحتياطي النفط الخام
قال المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إن دول المجلس جاءت في المراتب الأولى بمؤشرات الطاقة العالمية من حيث احتياطي وصادرات وإنتاج النفط الخام واحتياطي الغاز الطبيعي وبالمرتبة الثانية عالميا من حيث صادرات الغاز الطبيعي والثالثة عالميا في إنتاج الغاز الطبيعي المسوق.
وأوضح تقرير صادر عن المركز اليوم السبت أن إنتاج دول المجلس من النفط الخام بلغ في عام 2023 نحو 17 مليون برميل يوميا وهو ما يمثل ما نسبته 2ر23 بالمئة من إجمالي الإنتاج العالمي للنفط الخام وبانخفاض بلغت نسبته 8ر6 بالمئة مقارنة بعام 2022.
وأضاف أن احتياطي دول مجلس التعاون من النفط الخام في عام 2023 بلغ نحو 9ر511 مليار برميل وهو ما يمثل ما نسبته 6ر32 بالمئة من إجمالي الاحتياطي العالمي للنفط الخام مسجلا متوسط معدل نمو سنوي بلغ 3ر0 بالمئة خلال الفترة من 2014 إلى 2023.
وبين أن تصدير دول المجلس من النفط الخام في عام 2023 سجل نحو 4ر12 مليون برميل يوميا وهو ما يمثل نسبة 2ر28 بالمئة من إجمالي التصدير العالمي للنفط الخام وبانخفاض بلغ ما نسبته 2ر8 بالمئة مقارنة بعام 2022.
ولفت المركز إلى أن صادرات المشتقات النفطية في دول المجلس في عام 2023 بلغت نحو 6ر1518 مليون برميل مستحوذة على ما نسبته 4ر13 بالمئة من صادرات المشتقات النفطية العالمية وبارتفاع نسبته 1ر7 بالمئة مقارنة بعام 2022.
وذكر أن واردات المشتقات النفطية بلغت 3ر212 مليون برميل بمتوسط معدل نمو سنوي نسبته 1ر0 بالمئة وسجل إنتاج زيت الغاز/الديزل أعلى معدل بين المشتقات النفطية في عام 2023 بكمية قدرها 4ر660 مليون برميل تلاه البنزين 2ر336 مليون برميل ثم الكيروسين ووقود الطائرات ب4ر319 مليون برميل فيما سجل إنتاج زيت الوقود والنافتا والغازات البترولية 1ر263 و6ر221 و3ر103 مليون برميل على التوالي.
وأشار المركز إلى أن استهلاك البنزين في دول مجلس التعاون في عام 2023 بلغ نحو 6ر336 مليون برميل فيما بلغ استهلاك زيت الغاز/الديزل 7ر299 مليون برميل في حين شهدت باقي المشتقات كميات متفاوتة بين 8ر34 و3ر268 مليون برميل.
وقال إنه فيما يخص الغاز الطبيعي بلغ احتياطي دول مجلس التعاون في عام 2023 نحو 195ر44 مليار متر مكعب وهو ما يمثل نسبة 4ر21 بالمئة من إجمالي احتياطي العالم للغاز الطبيعي وفي ارتفاع بالاحتياطي بلغت نسبته 2ر0 بالمئة مقارنة بعام 2022.
وأضاف أن تصدير دول مجلس التعاون للغاز الطبيعي في عام 2023 سجل نحو 9ر180 مليار متر مكعب وهو ما يمثل نسبة 1ر13 بالمئة من إجمالي التصدير العالمي للغاز الطبيعي وبمتوسط معدل نمو سنوي في الصادرات بلغ 5ر2 بالمئة خلال الفترة من 2014 إلى 2023.
كما بلغ إنتاج دول مجلس التعاون من الغاز الطبيعي المسوق في عام 2023 نحو 2ر464 مليار متر مكعب وهو ما يمثل نسبة 8ر10 بالمئة من إجمالي الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي المسوق مسجلا ارتفاعا بنسبة 4ر1 بالمئة مقارنة بعام 2022.
وفي مؤشرات الطاقة المتجددة بلغت سعة محطات الطاقة المتجددة في دول المجلس نحو 10742 ميجاواط في عام 2023 مسجلة ارتفاعا قدره 7ر74 بالمئة مقارنة بعام 2022 حيث ارتفعت السعة خاصة في السنوات الأخيرة في ظل ما يشهده المجلس من تطبيق السياسات المتعلقة باستخدام الطاقة المتجددة بدل الطاقة الأحفورية.
وبلغت الطاقة المنتجة من المحطات في عام 2023 نحو 14403 جيجاواط في الساعة بارتفاع نسبته 4ر72 بالمئة مقارنة بعام 2022 وبلغ إنتاج دول مجلس التعاون من الكهرباء في عام 2023 نحو 9ر794 ألف جيجاواط في الساعة بمتوسط بلغ نحو 7ر4 بالمئة خلال الفترة من 2019 إلى 2023 وبنسبة ارتفاع قدرها 2ر1 بالمئة مقارنة بعام 2022 في حين سجل الاستهلاك كمية قدرها 5ر732 جيجاواط في الساعة بارتفاع نسبته 3ر1 بالمئة مقارنة بعام 2022.
ويمثل المركز الاحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومقره في سلطنة عمان الجهة الرسمية المعتمدة للبيانات والمعلومات والإحصاءات المتعلقة بدول المجلس.
وأنشئ المركز في عام 2011 ليكون المصدر الرسمي للإحصاءات بالاضافة إلى تعزيز العمل الاحصائي والمعلوماتي لمراكز الإحصاء الوطنية واجهزة التخطيط في دول المجلس.