لامبالاة دولية أثيمة.. لوموند: حرب نتنياهو التي لا تنتهي في غزة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
قالت صحيفة لوموند إن لامبالاة المسؤولين الدوليين في مواجهة المذبحة المستمرة في غزة سمحت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بفرض حالة حرب دائمة وتجاهل المصير الذي ينتظر القطاع الفلسطيني بعد الصراع، ولا أدل على ذلك من الصمت العالمي الذي أعقب الهجوم المميت على مخيم للاجئين في 24 ديسمبر/كانون الأول.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحية لها أنه لم يعد أحد يناقش حجم الخسائر البشرية الناجمة عن هذه المذبحة المستمرة، وبالتالي فإن هذه اللامبالاة المذنبة، إن لم نقل الدعم الأعمى للتدمير الجاري، هي التي تساعد نتنياهو، ليعلن تكثيف القتال ويعد بأنها "ستكون حربا طويلة ليست قريبة النهاية".
ويمكن أن يستمر هذا الأمر -كما تقول الصحيفة- ما دامت الولايات المتحدة مكتفية بوصول القليل من المساعدات للفلسطينيين الغارقين في الفقر المدقع والمعرضين للموت في أي لحظة بالقنابل التي تزود بها إسرائيل، كما تقول رسالتها عبر القرار الأخير لمجلس الأمن.
ويبدو للوموند أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم يعتبر أن حالة الحرب الدائمة، التي يحاول إرساءها من خلال اللعب على تعطش رأيه العام للانتقام، يمكن أن توفر له طوق النجاة، لأن استمرار العمليات يؤجل وقت الحساب وعمل لجنة تحقيق محتملة تهدف إلى تحديد المسؤوليات في سلسلة القيادة الإسرائيلية والمسؤولية عن الفشل في توقع عملية طوفان الأقصى.
وخلصت الصحيفة إلى أن إطالة أمد القتال يوفر الصمت عن المصير الذي ينتظر غزة بعد انتهاء الحرب، ويسمح لنتنياهو بتفادي ما يكرهه من عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع لأن ذلك سيكون موجبا لإعادة إطلاق عملية دبلوماسية.
غير أن المذابح الإسرائيلية والقصف العشوائي الذي قتل الآلاف من الفلسطينيين أظهرا الضرورة الملحة لإطلاق تلك العملية، وبالتالي لا ينبغي لواشنطن وباريس أن تتوسلا حل الدولتين من خلال قبول هذه الحرب التي لا نهاية لها والتي لا يرى نتنياهو لبلاده أفقا غيرها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
منظمة دولية: غزة تعيش أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الحرب
قالت منظمة “أكشن إيد” أن قطاع غزة يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، مع استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء، للأسبوع الثامن على التوالي.
وأكد موظفو المنظمة في بيان اليوم الثلاثاء أن أسعار المواد الغذائية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغ سعر كيس الدقيق في مدينة دير البلح 300 دولار، فيما ارتفع في شمال القطاع إلى 500 دولار.
وأشارت المنظمة إلى أن الأسواق في غزة خالية تقريبًا من المواد الأساسية مثل اللحوم، والخضروات، والبيض، ومنتجات الألبان، في حين لجأت العائلات إلى طحن المعكرونة المجففة لصنع الدقيق.
وأوضحت “أكشن إيد” أن إنتاج الغذاء داخل القطاع أصبح شبه مستحيل نتيجة الدمار الواسع الذي لحق بالأراضي الزراعية والبنية التحتية بفعل القصف، أو بسبب السيطرة الإسرائيلية على المناطق الزراعية.
وأضافت المنظمة أن السكان يعيشون على وجبة واحدة يوميًا تتكون غالبًا من المعكرونة أو الأطعمة المعلبة، محذّرة من تداعيات صحية كارثية، لا سيما على الأطفال والنساء.
ووفقًا لتقارير أممية، فإن أكثر من 3700 طفل أُدخلوا لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد خلال شهر مارس الماضي، بزيادة وصلت إلى 80% مقارنة بالشهر السابق.
وأشارت المنظمة إلى أن مستشفى العودة، يسجّل تزايدًا في حالات سوء التغذية المتوسطة والحادة بين النساء الحوامل والمرضعات، وأن معظم الأطفال يُولدون حاليًا بوزن ناقص.
وقالت تسنيم، وهي موظفة لدى شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية (PNGO) الشريكة لأكشن إيد: “لم يُسمح بدخول شاحنة واحدة من الغذاء أو الدواء منذ أكثر من 50 يومًا، والوضع الإنساني أصبح لا يُطاق. لم نرَ طعامًا طازجًا منذ شهور، المخابز أُغلقت لعدم توفر الدقيق، ولا يوجد خضار، ولا لحوم، ولا بيض، ولا حليب”.
وأضافت: “نحن نعيش واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية قسوة في التاريخ الحديث. المجاعة لم تعد مجرد تحذير، بل واقع نعيشه يوميًا. الناس يموتون بصمت، سواء من الجوع أو من نقص الدواء، ولا سيما الفئات الأكثر ضعفًا كالأطفال والنساء وكبار السن والمرضى”.