قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في أول لقاء متلفز منذ العدوان الإسرائيلي على غزة، إن ما يجري في غزة، "أكثر من كارثة وأكثر من حرب إبادة"، منتقدا فشل المجتمع الدولي في وقف العدوان، تحت غطاء أمريكي، ومقدما في الوقت نفسه  شروط السلطة لتولي المسؤولية في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، كاشفا عن اجتماع دولي قريب.



وأضاف عباس في لقاء مع الإعلامية المصري، لميس الحديدي، إن "الشعب الفلسطيني لم يشهد مثل هذه الحرب حتى في نكبة 1948"، لافتا إلى أن هناك جريمة كبرى ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، ليس فقط في غزة وإنما في الضفة الغربية والقدس.

وأضاف عباس أن ما يجري في غزة بأنه "لم يحصل في أي مكان في العالم، أكبر من نكبة 1948 وأفظع من 48"، مضيفا أن غزة "تحتاج عشرات مليارات الدولارات لتعود على الأقل تعيش حياة جديدة".


"الفيتو الأمريكي"
وأشار عباس إلى أن ما يجري في غزة يحدث أمام أعين دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة، لافتا إلى أنه كلما حاول العالم ومجلس الأمن والجمعية العامة أن يوقفوا هذه الحرب تتصدى الولايات المتحدة بـ"الفيتو" وترفض وقف القتال.

وزاد بأن "أمريكا هي التي تدعم إسرائيل، وبإشارة واحدة منها يمكنها أن توقفها الحرب".

وتطرق عباس إلى ما يجري في الضفة الغربية،اعتداءات يومية على مدن وقرى الضفة الغربية من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، مشددا على أن "إسرائيل تريد تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة كما فعلت عام 1948"، مؤكدا أن "مخطط إسرائيل ونتنياهو وحكومته الحالية هو التخلص من الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية".



ثلاثة شروط
وأعلن عباس ثلاثة شروط لتتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية في غزة، معتبرا في الوقت نفسه أن السلطة "لم تغادر القطاع حتى تعود إليه".

وقال عباس: "نريد وقف القتال وقفا شاملا، وفتح الأبواب للمساعدات الإنسانية، ومنع هجرة الفلسطيني خارج وطنه".

وتابع: "هذه النقاط الثلاث طلبناها، نحن جاهزون لتحمل مسوؤلياتنا التي نتحملها الآن، نكمل تحمل مسؤوليات السلطة الفلسطينية في كل من غزة والضفة والقدس كدولة فلسطينية واحدة". مضيفا: "لدينا كل شيء والكوادر موجودة هناك (...) نحن لم نخرج من غزة كي نعود إليها".

وتابع عباس: "نحن موجودون في غزة ولنا مؤسساتنا وكوادرنا وشبابنا، ندفع لغزة، للشعب والمؤسسات 140 مليون دولار شهريا.. نحن موجودون في غزة، اليوم عندنا من الوزراء 5 من غزة، 3 مقيمون فيها".

وشدد على أن "السلطة موجودة في غزة،  (..)ونحن جاهزون لدراسة الوضع على أساس الشرعية الدولية وتطبيق الشرعية الدولية ودولة فلسطينية تشمل غزة والضفة والقدس".


اجتماع دولي
وبينما ترغب إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أن تتحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية في غزة بعد الحرب، يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الخيار، ويريد الاحتفاظ بسيطرة أمنية على القطاع.

وقال عباس إن "إسرائيل" لا تريد السلطة الفلسطينية في غزة، بل "تريد أن تبقى وتستقطع أجزاء أخرى، لكن العالم لا يوافق، ونظريا أمريكا لا توافقها".

ومضى قائلا إن الاتصالات مستمرة مع مصر والأردن ضمن جهود وقف العدوان، مضيفا أن "اجتماعات قريبة ستعقد وتجمع دولا أكثر مثل الإمارات وقطر للعمل على وقف العدوان، وللحديث عن ماذا بعد الحرب".

وقال عباس إن"أمريكا هي التي تدعم إسرائيل، وبإشارة واحدة يمكنها أن توقف الحرب".

وتابع أنه قال ذلك للأمريكيين، "لكنهم يجيبون بالنفي وبأن إسرائيل لا تستمع إليهم"، مضيفا: "نحن لا نصدق الأمريكيين، يعطوهم تعليمات ونرى هل تسمع لهم أم لا".

ومنذ اندلاع الحرب، قدمت الولايات المتحدة لدولة الاحتلال أقوى دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى بات منتقدون يعتبرون واشنطن "شريكة" في "جرائم الحرب" الإسرائيلية بغزة.


وقال عباس إن "إسرائيل" تشن حربا على الفلسطينيين، وتفرض حصارا شديدا على السلطة، "وتحتجز حوالي مليار دولار، في وقت لا يوجد فيه دعم أو مساعدة".

لكنه عباس قال إن "الأمل قادم، غزة ستعود كما كانت وأحسن، وستكون دولة فلسطينية، وعلى العالم أن يفهم أننا شعب نستحق الحياة والاستقلال، ولا يوجد مبرر لأن نبقى تحت الاحتلال".

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى نحو 21 ألف شهيد، جلهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ54 ألف مصاب بجروح مختلفة، بحسب مصادر فلسطينية.

وتشير السلطات في غزة إلى وجود آلاف الشهداء والجرحى العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث يتعذر انتشالهم بسبب القصف المتواصل ومنع الاحتلال طواقم الإسعاف من ذلك.

من جانب آخر، تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لجيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة على كافة محاور القتال في قطاع غزة، مكبدة إياه خسائر كبيرة في الآليات الأرواح.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطينية عباس غزة شروط فلسطين عباس غزة شروط الفيتو الأمريكي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة المسؤولیة فی ما یجری فی وقال عباس فی غزة

إقرأ أيضاً:

أستاذ قانون دولي: المعارضة الإسرائيلية ضعيفة أمام حكومة نتنياهو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور منير نسيبة، أستاذ القانون الدولي، أن المعارضة الإسرائيلية تعاني من التشرذم أمام حكومة بنيامين نتنياهو، موضحًا أنه لا يستطيع القول بوجود صوت معارض قوي ضد حكومة نتنياهو.

وأشار خلال مداخلة عبر الإنترنت مع الإعلامية مارينا المصري في برنامج "مطروح للنقاش"، عبر شاشة "القاهرة الإخبارية" إلى أن هذا الوضع ربما يكون طبيعيًا في ظل الحرب والإبادة الجماعية التي يشهدها قطاع غزة.

وأكد أن الإسرائيليين يتوحدون عادةً في مواجهة عدو مشترك، وأن نتنياهو يطيل أمد الحرب لأسباب عديدة، معظمها تتعلق بالجانب الاستراتيجي للاحتلال ومسيرته الاستعمارية، موضحًا أن نتنياهو يعمل على استغلال الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والظروف الحالية في الضفة الغربية، بما فيها القدس، في توسيع الحروب إلى مساحات غير مبررة.

وشدد على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في سوريا ويحتل الأراضي السورية بدون أي مبرر أو مسوغ قانوني في الوقت الراهن.

مقالات مشابهة

  • السلطة الفلسطينية وخيار سموتريتش الثالث
  • حركة فتح: إسرائيل تواصل عدوانها على الفلسطينيين وسط صمت دولي من العالم
  • أستاذ قانون دولي: المعارضة الإسرائيلية ضعيفة أمام حكومة نتنياهو
  • المقاومة تحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن محاصرة مخيم جنين
  • حماس: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة
  • فصائل فلسطينية: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة
  • منظمة حقوقية تدعو إلى موقف دولي حازم إزاء العدوان الإسرائيلي على المنشآت الحيوية في اليمن
  • كرموس: توحيد السلطة التنفيذية تصدر أجندة اجتماع بوزنيقة التشاوري
  • ما الذي يريده محمود عباس من مطاردته لرجال المقاومة بعد كل تلك الملاحم؟!
  • استمرار الاشتباكات بين عناصر السلطة الفلسطينية وكتيبة جنين.. عباس مطية للعدو الصهيوني