استشهد أكثر من 240 فلسطينيا خلال 24 ساعة في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، مع تكثيف قوات الاحتلال لعملياتها، وسط مخاوف من توسع الصراع في جبهات أخرى، وتحذيرات دولية من تزايد أعداد الضحايا المدنيين.

وبينما حذر رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي من أن "أهداف الحرب ليس من السهل تحقيقها"، وأنها ستستمر "عدة أشهر أخرى"، لا يزال شبح توسع نطاق النزاع يلوح في الأفق، خاصة مع تبادل القصف على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، والهجمات التي يشنهاالحوثيون في اليمن على سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وبحر العرب.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجددا في مقال بصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أمس الأول، أنه "يجب تدمير حماس، ويجب نزع سلاح غزة، ويجب استئصال التطرف من المجتمع الفلسطيني" من أجل تحقيق السلام "مع الجيران الفلسطينيين".

ومع مرور نحو 3 أشهر على بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، لم تظهر أي علامات على التراجع في القتال البري، فضلا عن القصف الجوي الإسرائيلي المدمر، في حين لا يزال 129 أسيرا إسرائيليا لدى المقاومة.

وأصدرت قوات الاحتلال أمرا جديدا بإخلاء سكان مخيم البريج (وسط) ومحيطه. وفر عدد من سكان المناطق المعنية بالإجراء إلى رفح، حيث وصلوا مع أمتعتهم المكدسة على أسطح مركباتهم.

مخاوف وتحذيرات دولية

من جانبها، أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن "قلق بالغ حيال قصف القوات الإسرائيلية المتواصل لوسط غزة"، وأضافت أنه "على جميع الهجمات أن تمتثل بشكل صارم إلى مبادئ القانون الإنساني الدولي بما في ذلك التمييز والتناسب وأخذ الاحتياطات".

وفي مواجهة الظروف القاسية التي يعيشها السكان المدنيون في غزة، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس مرة أخرى إلى "وقف فوري لإطلاق النار".

وأضاف أن المساعدات لا تزال تصل بكميات غير كافية، وأن الجهود الإنسانية "لا تقترب من تلبية احتياجات سكان غزة".

ومساء الثلاثاء، أعلنت الأمم المتحدة تعيين الوزيرة الهولندية سيغريد كاغ منسقة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، على أن تبدأ مهامها في الثامن من يناير/ كانون الثاني، وذلك بعد قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو لزيادة المساعدات للقطاع.

وأعربت فرنسا عن "قلقها العميق من إعلان السلطات الإسرائيلية تكثيف القتال في غزة وإطالة أمده" وجددت "دعوتها إلى هدنة فورية تؤدي إلى وقف لإطلاق النار".

جبهات مشتعلة

وعلى جبهة المفاوضات، لم تسفر جهود الوسطاء، خاصة مصر وقطر، حتى الآن عن تحقيق هدنة إنسانية جديدة.

وتوجه وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى الولايات المتحدة، ليبحث مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ملفي الحرب والرهائن في غزة.

وفي الجبهة الجنوبية، قال الحوثيون مساء الثلاثاء إنهم استهدفوا سفينة "إم إس سي يونايتد بصواريخ بحرية" بعد "رفض طاقمها نداء القوات البحرية"، وكذلك إطلاق "عدد من الطائرات المسيرة" على مناطق في جنوب إسرائيل.

وأكد الجيش الإسرائيلي أن إحدى طائراته المقاتلة "اعترضت بنجاح في وقت سابق اليوم (الثلاثاء) في منطقة البحر الأحمر هدفا جويا معاديا كان في طريقه إلى الأراضي الإسرائيلية".

وسُمع دوي انفجارات قبالة سواحل جنوب شبه جزيرة سيناء المصرية الثلاثاء، في حين أفاد شهود عيان أنهم رأوا جسما يسقط في خليج العقبة.

وقالت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" في بيان إن القوات الأميركية أسقطت في غضون 10 ساعات ما مجموعه 12 طائرة مسيرة و3 صواريخ باليستية مضادة للسفن وصاروخي هجوم بري.

وعلى الجبهة مع لبنان، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء إصابة 9 جنود ومدني جراء صواريخ أطلقها حزب الله، كما أعلن شن غارات وقصف بنيران الدبابات والمدفعية أهدافا تابعة لحزب الله، الذينعى اثنين من عناصره قتلوا الثلاثاء بقصف إسرائيلي.

كما تزايدت الهجمات المنسوبة إلى فصائل موالية لإيران ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا المجاورة. ونفذت الولايات المتحدة ضربات ضد 3 مواقع تستخدمها تلك الفصائل في العراق، مما أدى إلى مقتل شخص واحد.

واتهمت إيران، الاثنين، إسرائيل بقتل المستشار في الحرس الثوري رضي موسوي، في غارة جوية في سوريا. واستنكر حزب الله "الاغتيال" في حين توعدت طهران بالانتقام لمقتله "في الوقت والمكان المناسبين وبالطريقة التي نراها ملائمة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يعقد اجتماعا لبحث استعدادات العودة للقتال بغزة

إسرائيل – أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية بأن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير سيعقد اجتماعا خاصا مع الجنرالات في القيادة الجنوبية لبحث الاستعداد للعودة إلى القتال في غزة.

وقالت الصحيفة: “في ظل رفض حركة الفصائل الفلسطينية للخطة والاستعداد للعودة إلى القتال في غزة: سيعقد رئيس الأركان القادم إيال زامير مناقشة في القيادة الجنوبية حول موضوع الاستعداد للقتال، هذا اللقاء للموافقة على الخطط التي سيحضرها كبار الجنرالات والعديد من قادة الفرق المعنية”.

أوضح المعلق العسكري في i24NEWS يوسي يهوشوا: “لا تزال إسرائيل تريد مواصلة المفاوضات، ولكن إذا انفجر الوضع – فإن الجيش الإسرائيلي جاهز للحرب”، مضيفا أن “الحكومة وافقت على تعبئة واسعة النطاق لنحو 400 ألف جندي احتياطي”.

هذا وشدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال جلسة الحكومة اليوم الأحد، على أن إسرائيل قررت منع دخول أي سلع وإمدادات إلى قطاع غزة، ردا على رفض حركة الفصائل لمقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لتمديد وقف إطلاق النار، مضيفا أنه “إذا واصلت حركة الفصائل تمسكها بموقفها ورفضت الإفراج عن أسرانا، فسيكون لذلك تبعات إضافية”.

وأوضح نتنياهو أنه عقد مساء السبت، اجتماعا أمنيا بحضور وزير الدفاع وقادة الأحزاب الائتلافية وكبار المسؤولين الأمنيين وفريق التفاوض، حيث “تقرر خلاله أن تتبنى إسرائيل مقترح ويتكوف لوقف إطلاق نار مؤقت خلال رمضان والفصح اليهودي”، مشددا على أن “إسرائيل تعمل بالتنسيق الكامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه”.

وأشار إلى أنه “بحسب المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل، تحتجز حركة الفصائل اليوم 59 أسيرا، بينهم نحو 24 على قيد الحياة، بينما 35 على الأقل قُتلوا”، وأضاف “وفقا لمقترح ويتكوف، سيتم الإفراج عن نصف الأسرى في اليوم الأول، وفي نهاية الاتفاق – إذا تم التوصل إلى تفاهم – سيتم إطلاق سراح الباقين دفعة واحدة”.

وقال إن “ويتكوف اقترح هذا المخطط في ظل انطباعه بعدم إمكانية تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحركة الفصائل بشأن المرحلة الثانية، وأن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت للمفاوضات”. وردا على الانتقادات الموجهة للحكومة، ادعى نتنياهو أنه “بعكس ما يدعيه البعض، إسرائيل لم تخرق الاتفاق، بينما انتهكت حركة الفصائل المرحلة الأولى مرارا”.

وشدد على أن “الاتفاق الأصلي يسمح لإسرائيل باستئناف القتال بعد اليوم الـ42 إذا رأت أن المفاوضات غير مجدية”، وكرر التأكيد على أن “هذا البند مدعوم برسالة جانبية من الإدارة الأميركية السابقة، وحظي بتأييد إدارة ترامب الحالية”.

وأضاف “رغم ذلك، قبلنا مقترح ويتكوف لأننا ملتزمون بإعادة أسرانا”، لكنه شدد على أن “حركة الفصائل رفضت المقترح حتى الآن، وإذا غيرت موقفها، ستدخل إسرائيل فورا في مفاوضات لتنفيذه”.

وزعم نتنياهو أن “حركة الفصائل تسيطر على كل الإمدادات التي تدخل غزة، وتمنع وصولها إلى السكان، وتستخدمها كميزانية لتمويل الإرهاب ضد إسرائيل”، وادعى أن “عناصر حركة الفصائل يعتدون على السكان الذين يحاولون الحصول على المساعدات، وهذا أمر غير مقبول إطلاقا”.

وفي ختام كلمته، قال نتنياهو “إذا واصلت حركة الفصائل تعنتها ورفضت الإفراج عن الأسرى، فسيكون لذلك تبعات أخرى، لن أفصح عنها الآن”. وأشار إلى أن “إسرائيل نجحت حتى الآن في استعادة 196 أسيرا، بينما كان هناك من يشكك في قدرتنا على استعادة أي منهم في بداية الحرب”.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • روسيا: رفع العقوبات الأميركية شرط لتطبيع العلاقات
  • أمين عام الأمم المتحدة يرحب بمبادرة برلين لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • القوات الإسرائيلية تقتحم مدنا وبلدات بالضفة الغربية
  • تصعيد عسكري وتزايد التوترات الدبلوماسية شرق الكونغو الديمقراطية
  • معارك شرق الخرطوم والجيش يكثف غاراته على الدعم السريع بمحيط الفاشر
  • إعلام عبري: رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يعقد اجتماعا لبحث استعدادات العودة للقتال بغزة
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: من الصعب استمرار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة خلال الوقت الراهن
  • "التعاون الإسلامي" تؤكد أهمية مواجهة الإجراءات الإسرائيلية تجاه الأونروا
  • حماس توجه رسالة للقمة العربية الطارئة وترفض القوات الأجنبية بغزة
  • نوفا: القوات الأميركية تجري مناورات جوية في ليبيا لتعزيز التكامل العسكري بين الشرق والغرب