الجزيرة:
2024-11-18@10:43:27 GMT

المجاهدون والزاحفون على البطون!

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

المجاهدون والزاحفون على البطون!

لقد نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالًا بقلم العقيد المتقاعد، من الجيش البريطاني، ريتشارد كيمب قالَ فيه- معلقًا على انسحاب لواء غولاني الإسرائيلي من أرض المعركة في غزة-:

"ما حدث لقوات لواء النخبة الإسرائيلي- لواء غولاني وانسحابه من غزة بعد أن خسر 45 في المئة من معداته، وقُتِلَ المئات من ضباطه وأفراده، أمام كتيبة من كتائب حماس في حي الشجاعية بغزة- يعد معجزة كبيرة.

فمن غير المعقول أن يواجه أفراد ومجاميع يمتلكون أسلحة بدائية لا تقارن مع ما يمتلكه أقوى جيش في الشرق الأوسط برًا وبحرًا وجوًا، ويقف خلف هذا الجيش أقوى حلف عسكري، وهو حلف الناتو، وبمساندة قوات على الأرض من دول حلف الناتو.

خروج لواء غولاني من المعركة وانسحابه من غزة، إن لم يكن فرارًا فماذا يكون؟، إذ تشير التقارير إلى أن أفراد وضباط اللواء يفرون من أرض المعركة، إذًا ما الذي يمتلكه مقاتلو حماس؟  وما هذا الصمود المذهل؟ ومن أين تأتيهم الشجاعة ورباطة الجأش؟

الجنون الإسرائيلي

إسرائيل في حالة جنون ومن يقف خلفها في حالة من الحَيرة، إذ لم يبقَ في مخزونهم ومستودعاتهم غير الأسلحة النووية لضرب مجموعة صغيرة ضربت أروع البطولات التي لا يمكن أن تقاس حسب الموسوعة العسكرية المعروفة.

إسرائيل لم تعد تدري ماذا تفعل، وأميركا وأوروبا وأصدقاؤهما من العرب يبحثون عن طرق جديدة للتخلص من ورطة حماس. وحتى وإن انتهت حماس وغزة- (لا سمح الله، وهذه من صاحب المقال)- فإنني أرفع قبعتي تحية لمثل هؤلاء الأبطال الذين رفضوا كل الإغراءات والعيش الرغيد مقابل بيع مبادئهم."

لقد أجاب العقيد كيمب بنفسه عن أسئلته السابقة في الجملة الأخيرة مما كتب: "إنني أرفع قبعتي تحية لمثل هؤلاء الأبطال الذين رفضوا كل الإغراءات والعيش الرغيد مقابل بيع مبادئهم".

هذا هو السر، أيها السادة من جيران غزة، وفي دنيا العرب، يكشفه لنا غريب بعيد عاش في ميادين القتال وأصبح عالمًا بمعادن الرجال وجواهرهم.

هذا هو البيع الرابح دومًا أيها السادة! فأولئك الأبطال الذين يتحدث عنهم ذاك الغريب لا يبيعون إلا لله " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ..". هذا هو بيعهم الرابح وفوزهم العظيم.

هؤلاء قوم ثامَنهم الله، فأغلى لهم الثمن، كما قال قتادة- رضي الله عنه- حين قرأ الآية.

وهذه هي الآية الوحيدة في كتاب الله التي سبقت فيها الإشارة إلى الأنفس قبل الأموال في سياق الحضّ على الجهاد، وهل هناك وقت أنسب وأفضل من مبايعة مع الله اليوم نصرةً لغزة؟!

هذا هو القول الفصل- أيها السادة- بين نفوس تستمرئ الملذات وتقبل المذلات، وبين نفوس تأبى المذلات وتضحي في سبيل الله بالأرواح والمهج والذوات. وتأملوا معي، إن شئتم، المآلات.

أنا ابن فلسطين

ولن أذهب بعيدًا، وأنا ابن فلسطين، ما خرجت يومًا من أعماق روحي وما أخرجتها. تأملوا مصير من آثروا العيش الرغيد والسجاد الأحمر والفنادق على الخنادق، ها هم اليوم يتواروْن في مخابئ عيشهم الرغيد، ولا يحركون ساكنًا في مواجهة من يعيثون قتلًا وترويعًا في كل أنحاء ما استبقاه أبطال أوسلو من فلسطين، وإن أطل أحدهم خُلسة برأسه- من وراء درع المذلة الذي يتلبّسه- توعّد بالمحاسبة، ثم ينزوي.

وتأملوا معي مآل كل من آثروا قبل عقود خلت إغراءات الصلح وأوهامه! كلهم غارقون في أوحال الديون ولا يمتلك أحدهم حق السيادة على حدوده فيخرج شربة ماء لغزة. هم يرفلون في أثواب فشلهم ويستعرضون خيباتهم، والعالم يهزأ بهم. ما نجحوا في سِلم ولا في حرب، ولا في تعليم أو صحة أو حكم، فحتى الفشل غدا يستحيي منهم، ولا يريد أن يفتح لهم سجلات جديدة، وهذا هو عزاء مَن بايعوا الله على أنفسهم، أن خذل كل من أغراهم العيش الرغيد، كما قال ذلك الغريب.

وتأملوا معي حال من يرون اليوم في الصلح درع حماية، فلا يجدون من حاخام إلا نَعْتَهم بأقذع الأوصاف؛ إذ هم في نظره البغيض كالأنعام أو أقل.

هؤلاء جميعًا- قديمًا وحديثًا- هم من قال ذلك الغريب عنهم: إنهم أصبحوا في "ورطة حماس"، ويتلاهثون لعلهم يجدون مخرجًا، ولو زحفًا على البطون المتخمة بالعيش الرغيد. ولكن ألا ليت قومنا يعلمون أن أولئك الأبطال، الذين يجاهدون، هم المخرج والأمل للأمة، وهم الورطة والكابوس لأعدائها. وإن من الزاحفين على بطونهم وانتمائهم من يريدون أن يخرج المجاهدون من غزة ويرحلوا، ألا إنهم هم الراحلون حتمًا، وإن غدًا لناظره قريب.

لن يخرج المجاهدون، ولن ترحل غزة، ولن تُبايع فلسطينُ إلا اللهَ! ورحم الله أبا الطيب إذ قال:

وإذا تَرَحَّلْتَ عن قوم وقد قدروا.. ألا تفارقهم فالراحلون هم!

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: هذا هو

إقرأ أيضاً:

تقرير لـThe Atlantic: إسرائيل تخوض حربًا من نوع آخر الآن

ذكرت صحيفة "The Atlantic" الأميركية أنه "على مدى العام الماضي، وبعد أن عانت إسرائيل من مفاجأة مدمرة وخسائر فادحة، حققت نجاحات عسكرية ملحوظة. فقد تمكنت من اغتيال يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم حماس في السابع من تشرين الأول من العام الماضي. وفي الشمال، لم تكن النجاحات أقل دراماتيكية، فقد تمكنت إسرائيل من اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وخليفته، كما ومعظم القيادات العليا في الحزب".
وبحسب الصحيفة، "لقد تم تدمير معظم مخزون حزب الله من الصواريخ والقذائف والذي يبلغ 150 ألف صاروخ وقذيفة، كما أصبحت قدرة الحزب على التنسيق مجزأة إلى الحد الذي جعله يكافح لإطلاق 50 أو 100 صاروخ بدلاً من إطلاق ألف صاروخ يومياً. لقد تم تطهير المنطقة الواقعة على طول الحدود الإسرائيلية، والتي زعم الجنود الإسرائيليون أنهم عثروا فيها على مخزونات من الصواريخ المضادة للدبابات وغيرها من الأسلحة في العديد من المنازل. وعلى الرغم من تصدي عناصره لقوات الجيش الإسرائيلي، إلا أن حزب الله لم يعد قادراً على حشد التشكيلات العسكرية الكبيرة والمعقدة التي كانت في السابق. زد على ذلك، أن إيران وجهت لإسرائيل ضربتين تم صدهما بواسطة الدفاعات الأميركية والإسرائيلية. وفي المقابل، دمرت إسرائيل نظام الدفاع الجوي الرئيسي الإيراني الأمر الذي جعلها عُرضة لضربات مستقبلية".
وتابعت الصحيفة، "ترى القيادة العليا الإسرائيلية الآن أن كل هذه الصراعات تشكل عناصر من حرب واحدة متعددة الجبهات مع إيران، وهي تعتقد أن التحضير للهجوم على حماس كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بحزب الله، الذي يعمل بدوره وكيلاً لإيران. كما وتعتقد أيضاً أن الغرض من هذه الهجمات، على مدى السنوات القليلة التالية، لم يكن إلحاق الضرر بإسرائيل، بل تدميرها. وكان هجوم حزب الله ليتبع نفس النمط الذي اتبعته حماس في هجومها، ولو حدث الهجومان في وقت واحد، لكان موقف إسرائيل قد أصبح أشد خطورة مما كان عليه في السابع من تشرين الأول. ولكن لماذا شن السنوار هجومه قبل أن يشعر حزب الله بأنه مستعد؟ ربما كان ذلك بسبب نفاد صبره. ولكن الروابط كانت أعمق بكثير مما أدركه الإسرائيليون".
وأضافت الصحيفة، "كان صالح العاروري، أحد كبار القادة العسكريين في حماس، يعيش في محيط القيادة العليا لحزب الله في لبنان عندما اغتالته قنبلة إسرائيلية في كانون الثاني. وكان هو وأعداء إسرائيل الآخرون واضحين تمامًا بشأن نيتهم في تدمير البلاد بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه المدنيون. إن إسرائيل تخوض الآن حرباً من نوع مختلف، الأمر الذي أثار عقلية إسرائيلية مختلف، وهذا تغيير جوهري عن إسرائيل في السادس من تشرين الأول 2023. إن إسرائيل تستعد لاحتمالات الحرب الطويلة ضد إيران، حتى في حين لا يمكن إنهاء صراعاتها المباشرة مع حماس وحزب الله بسرعة وحسم، بغض النظر عما قد يرغب فيه القادة الأميركيون والأوروبيون".
وبحسب الصحيفة، "لقد كان الجيش الإسرائيلي دوماً يركز على الحلول القصيرة الأجل، والابتكار التكتيكي والتقني، والمرونة والقدرة على التكيف، وسوف يشكل هذا مشكلة في المرحلة التالية من هذه الحرب. إن إسرائيل لا ترغب في وضع غزة تحت الحكم العسكري أثناء إعادة إعمارها، ولكنها فشلت أيضاً في ابتكار أي بديل معقول، على الرغم من الأفكار المتداولة مثل قوة شرطة دولية أو عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة. وما زال حزب الله يعاني من الضربات التي تعرض لها على مدى الشهرين الماضيين، ولكنه ما زال على قيد الحياة، ولقد أثبتت الآمال الإسرائيلية والأميركية في أن يتمكن الجيش اللبناني من احتواء الحزب أنها كانت مجرد أحلام بعيدة المنال، ومن المؤكد أن الضربات البعيدة المدى التي تشنها إيران ضد إسرائيل سوف تستمر".
وتابعت الصحيفة، "في كل الأحوال، يعتقد الإسرائيليون اعتقادا قاتما أنهم لا يملكون خيارا سوى مواصلة القتال. ولكن التغييرات التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي ملحوظة، فقد أصبح جيش الاحتياط الذي خاض هذه الحروب منهكاً، كما وأمضى العديد من الجنود والطيارين معظم العام الماضي في المعارك، وشعرت أسرهم بالضغوط. وكان المكون القومي الديني في المجتمع الإسرائيلي هو الذي تحمل العبء على نحو خاص. وبسبب نظام الاحتياط في إسرائيل، فإن العديد من القتلى هم من الرجال في منتصف العمر". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • معركة متوقعة.. هل أنهى حزب الله حماس في لبنان؟
  • لواء صهيوني متقاعد: الجيش لم يهزم حماس حتى اللحظة
  • حماس تنعى محمد عفيف وتؤكد أن اغتياله لن يسكت صوت المقاومة
  • حماس: اغتيال محمد عفيف لن يسكت صوت المقاومة
  • عادل حمودة يكتب: أسوأ ما كتب «بوب وود ورد»
  • الجزيرة مخزون الشجاعة والفراسة: دعونا من أغاني (النياصة)
  • تقرير لـThe Atlantic: إسرائيل تخوض حربًا من نوع آخر الآن
  • فلسطين واسرائيل| مفكر: حل الدولتين يمثل الخيار الأفضل لتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة
  • ‏احتلال أرض فلسطين وصمةُ عار في جبين الإنسانية
  • حزب الله يستهدف قاعدة “شراغا” ولواء غولاني شمالي فلسطين المحتلة بالصواريخ والمسيرات الانقضاضية