التقلزم في بحر القلزم
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
صدق من أطلق على البحر الأحمر تسمية (بحر القلزم)، فسوف تتقلزم فيه السفن الحربية التي جاءت لتأمين سلاسل التوريد الاسرائيلية وحمايتها من هجمات الحوثيين. .
التقلزم في اللغة العربية هو: الموت والاضمحلال والتلاشي، وسوف يكون مصير المدمرات والفرقاطات، التي جاءت لنصرة تل ابيب، هو التقلزم في بحر القلزم.
كان من المفترض ان تختار الولايات المتحدة اللون الأخضر لتلبية مناشدات الشعوب والأمم، وهي نفسها مطالب الحوثيين. فتتخذ قرارها الإنساني بإيقاف الحرب على غزة. وتسمح بوصول المساعدات الغذائية والدوائية إلى المحاصرين هناك. ويا دار ما دخلك شر. عندئذ تنتهي أزمة باب المندب. ولن تتعرض السفن التجارية للهجمات حتى لو كانت ترفع العلم الاسرائيلي. لكنها اختارت اللون الأحمر الملطخ بدماء الأبرياء. .
اما الآن وبعد ان ازدحمت السفن الحربية في مياه البحر الأحمر وفي مياه البحر الأبيض المتوسط، واقتربت من فوهتي قناة السويس، وحاصرتها من الشمال والجنوب، فان القناة نفسها أصبحت مهددة بالموت خنقاً بداء التقلزم. آخذين بعين الاعتبار ان السفن التجارية غير مضطرة للسير في قوافل تشق طريقها بصعوبة وسط الحاملات والغواصات والمدمرات، ولا تريد المجازفة بالمرور تحت وابل الصواريخ والراجمات. ولا تنخدع أبدا بالصورة السريالية التي رسمها الفريق (مهاب مميش). وشتان بين الملاحة في المساحات الآمنة وبين الملاحة في المساحات الساخنة. ويا روح ما بعدك روح. .
لقد أعلنت أكثر من 20 دولة موافقتها على المشاركة في الشوط الثاني من المعركة التي أطلقت عليها الولايات المتحدة أسم : (حارس الازدهار) وهي اقرب في حقيقتها إلى الانهيار. في حين لم تؤكد بعض الدول مشاركتها، بينما قالت دول أخرى إن جهودها تقتصر بحماية الحركة التجارية في البحر الأحمر، وستكون جزءا من الاتفاقيات البحرية الحالية ولا تريد الانخراط بالعملية الجديدة التي يقودها البنتاغون. وقد أدى الافتقار إلى التفاصيل والوضوح بشأن ما ستفعله الدول إلى إرباك حسابات شركات الشحن، والتي قامت بعضها بتغيير مسارات سفنها بعيداً عن المنطقة بعد ارتفاع وتيرة الهجمات، .
يقول الحوثيون إن هجماتهم جاءت للرد على الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة. .
اما البلدان التي أعلنت المشاركة بسفنها الحربية في العملية حتى الآن، فهي: الولايات المتحدة وبريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا واليونان وأستراليا. واغلب الظن ان حكومة العسكر في مصر ومعها حكومة الوصاية سوف تشترك مع سفن القراصنة ولكن على استحياء (من بعيد لبعيد)، ولا تريد نشر الخبر الآن حتى لا تغضب شعوبها. .
تمتلك فرنسا قاعدة بحرية في الخليج العربي، ولديها قاعدة أخرى في جيبوتي. وفرقاطتها لانغدوك (Languedoc) موجودة الآن في البحر الأحمر. وسوف ترسل ايطاليا الفرقاطة فيرجينيو فاسان (Virginio Fasan) الى المنطقة. وارسلت بريطانيا المدمرة HMS Diamond. وارسلت اليونان فرقاطة واحدة لم تعلن عن اسمها. .
وهكذا توافدت السفن الحربية من معظم البلدان الأوروبية لتزيد الطين بلة، وتضيف الرياح القوية للكارثة، وتضع موانئ البحر الأحمر تحت الوصايا الأوروبية من دون ان تحتج جامعة ابو الغيط، ومن دون ان تغضب حكومة السيسي التي ستخسر قناة السويس برمتها، فالذي تغافل عن سد النهضة سوف يتغافل عن مصير قناة السويس، اما ميناء العقبة فهو مرشح الآن للموت بالسكتة الدماغية حاله حال ميناء إيلات الذي لفظ انفاسه الأخيرة منذ مدة. . .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
مفاوضات غزة – تفاصيل الملفات التي تم الاتفاق عليها حتى الآن
نشرت قناة الغد الفضائية ، مساء اليوم الأحد 22 ديسمبر 2024 ، التفاصيل الدقيقة للملفات التي تم الاتفاق عليها في مفاوضات غزة بين حركة حماس وإسرائيل.
وفيما يلي عرض للملفات التي تم الاتفاق عليها في مفاوضات غزة
معبر رفح :إعادة تشغيل معبر رفح جنوب قطاع غزة ، وفقًا لاتفاقية المعابر لعام 2005، التي وُقّعت بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وتنص على وجود مراقبين دوليين من الاتحاد الأوروبي في المعبر دون أي تواجد إسرائيلي، وذلك بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من غالبية محور فيلادلفيا إلى ما بعد شرق معبر رفح حتى كرم أبو سالم. سيدير المعبر من الجانب الفلسطيني موظفون فلسطينيون دون أي إشارة إلى أنهم يتبعون السلطة الفلسطينية.
محور نتساريم:ستنسحب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم حتى مفترق الشهداء (شارع صلاح الدين)، وسيُسمح بعودة النازحين دون قيود. سيتم فحص المركبات للتأكد من خلوها من أسلحة أو معدات قتالية، وسيكون الفحص من قِبل جهة عربية، سيتم الفحص باستخدام جهاز فحص X-ray للمركبات.
الأسرى:الصفقة الإنسانية التي يجري التفاوض حولها تقضي بإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين من المرضى وكبار السن والنساء، بما في ذلك المجندات الخمس، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية تنطبق عليهم المعايير ذاتها. لكن في هذه الجزئية، هناك خلاف بين الطرفين؛ إذ تريد إسرائيل إدراج 11 محتجزًا ليسوا ضمن هذه الفئات بحجة أنهم مرضى. حماس لا تعارض ذلك، لكنها تطلب ثمنًا يوازي قيمة كل مجندة من المجندات الخمس. من ناحية أخرى، تتحفظ إسرائيل على حوالي 60 أسيرًا فلسطينيًا ممن تنطبق عليهم المعايير، بحجة أنهم “أسرى خطيرون”. ومع ذلك، من المرجح أن يُحسم أمرهم في المرحلة الثانية.
خلال أيام الهدنة الـ45، وربما ستزيد عن ذلك، سيتم إدخال المساعدات الإنسانية والطبية.
المصدر : وكالة سوا