هل ستشن أميركا ضربات جوية انتقامًا من الحوثي في اليمن؟
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
حظيت اليمن خلال الأسابيع الماضية باهتمام إعلامي عالمي غير مسبوق؛ جراء الهجمات العسكرية الحوثية ضد أهداف تجارية في البحر الأحمر، كادت أن تسبب خسائر فادحةً للاحتلال الإسرائيلي، قامَ على إثرها عدد من شركات الشحن البحري العالمية بتغيير مسار رحلاتها التجارية لتمر عبر جنوب أفريقيا؛ مما يزيد من تكلفة الشحن البحري، وإطالة فترة وصول البضائع والسلع التجارية إلى موانئها ومحطاتها الأخيرة.
أثار تصاعد وتيرة هذه الهجمات الحوثية مخاوف حقيقية على حركة التجارة العالمية في ظل صراعات عالمية مشتعلة في أوكرانيا وغزة، وغيرهما من التوترات السياسية الأخرى.
كما جاءت هذه الضربات المؤلمة للحركة التجارية الإسرائيلية في البحر الأحمر في وقت خذلت فيه معظم الأنظمة العربية والإسلامية الفلسطينيين في غزة، عاجزةً عن تقديم أدنى أنواع الدعم العسكري؛ مما يساعد في وقف هذه الحرب.
أدت هذه الهجمات الحوثية إلى زيادة شعبية جماعة "أنصار الله" زيادةً كبيرةً ملحوظةً خارج اليمن، حيث تظل القضية الفلسطينية محل إجماع في أوساط الشارع العربي ومؤسساته الشعبية، رغم التذمر الشعبي اليمني الواسع ضد ممارسات الحكم الخاطئة للحوثيين في اليمن وحرمان موظفي الدولة اليمنية وأرباب المعاشات وأسرهم من أرامل وأيتام من مرتباتهم الشهرية لعدة سنوات، وكذلك حصارهم المرير مدينةَ تعز منذ بداية الحرب اليمنية في مارس 2015م.
وسواء كانت هذه الهجمات الحوثية نتيجةً بإيعاز وتوجيه إيراني مباشر، أم كانت بإرادة حوثية خالصة، فإنها بلا شك سوف تُحقِّق الكثير من المكاسب السياسية للحوثيين إذا أحْسنُوا توظيفها.
إدراك الحوثيين السياسة الأميركيّة في المنطقة
استغلّ الحوثيون في هجماتهم البحرية العسكرية تراجع دور الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، ورغبتها في السيطرة على الحرب الدائرة في غزة، والحيلولة دون توسعها في المنطقة؛ مما سيؤثر سلبًا على الاستقرار الإقليمي والعالمي.
لقد عملت الولايات على تعزيز وجودها البحري العسكري لطمأنة إسرائيل من جهة، وتوجيه رسالة خاصة إلى إيران وحلفائها في المنطقة من مغبة المشاركة في الحرب عسكريًا لصالح حركة حماس من جهة أخرى.
لقد كان الرد الحوثي العسكري المتمثِّل في اختطاف بعض السفن التجارية ذات العلاقة مع إسرائيل- مثل سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"- هو الرد العسكري القوي الوحيد من حلفاء إيران في المنطقة، مما أربك سياسة إدارة الرئيس الأميركي بايدن في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بالصراع والأزمة الإنسانية في اليمن.
أمن البحر الأحمر
شكلت الولايات المتحدة تحالفًا عسكريًا بحريًا باسم "حارس الازدهار"؛ لحماية حركة الملاحة في منطقة البحر الأحمر؛ تلبيةً للضغوط الإسرائيلية التي هددت بالتدخل المباشر في منطقة البحر الأحمر، وتوجيه ضربات للحوثيين حال استمرار تعرُّض الجماعة الحوثية للسفن التجارية الإسرائيلية.
ومن المثير للانتباه غياب كل الدول المطلة على البحر الأحمر، عن هذا التحالف العسكري، مما يدل على رغبة الدول المطلة عليه في تهدئة الوضع الأمني في المنطقة، وتجنُّب الانزلاق لمواجهة عسكرية، قد تؤدي إلى توسع دائرة الصراع. كان غياب المملكة العربية السعودية- عن هذا التحالف- دلالةً واضحةً على رغبة المملكة في طي ملف الحرب في اليمن دون رجعة.
يعود الفضل إلى الرئيس اليمني الراحل المقدم إبراهيم الحمدي، في إدراك الأهمية الإستراتيجية للبحر الأحمر، وضرورة بذل الدول المطلة عليه قصارى جهدها للعمل على تأمينه وتأمين مصالحها الإستراتيجية فيه.
عقد الرئيس الحمدي قمة رباعية قبيل اغتياله في أكتوبر عام 1977م، احتضنتها مدينة تعز اليمنية، مع كل من رئيس جمهورية السودان المشير جعفر محمد النميري، ورئيس الصومال سياد بري، ورئيس الشطر الجنوبي من اليمن الرئيس سالم ربيع علي؛ لبحث تأمين البحر الأحمر من خلال الدول العربية المطلة عليه، والعمل على إبعاد النفوذ الإسرائيلي المعادي للعرب في هذا الممر المائي الإستراتيجي.
لكن أدّت عملية اغتيال الرئيس الحمدي المأساوية، إلى اغتيال الحُلم اليمني في تشكيل تحالف من الدول المطلة على البحر الأحمر؛ لتأمين هذا الممر المائي الهام في التجارة الدولية.
هل ستهاجم أميركا وحلفاؤها اليمن؟
على الرغم من تسارع الأحداث في منطقة البحر الأحمر، فإنه يبقى احتمال الهجوم الأميركي -عبر تحالف "حارس الازدهار" نحو أهداف يمنية عسكرية- احتمالًا بعيدًا؛ نسبةً للأسباب التالية:
أولًا: لا يرغب كل من الحوثيين والإيرانيين والأميركيين في مواجهة عسكرية ضد بعضهم بعضًا، إذ استفادت إيران كثيرًا من التدخل العسكري الأميركي في منطقة الشرق الأوسط – وخصوصًا في حربها ضد العراق- لتقوية نفوذها في المنطقة العربية، بدءًا من العراق، ثم سوريا، واليمن بعد الربيع العربي.
ثانيًا: تقتضي المصلحة السياسية الخاصة للرئيس بايدن، خفض وتيرة الحرب الدائرة في غزة، وتجنُّب تصعيد النزاع خارج فلسطين؛ نتيجةً لحدة الضغوط الدولية، والضغط الشعبي خاصةً في أوساط الناخبين الشباب في الحزب الديمقراطي الأميركي، مما يُهدِّد فرص إعادة انتخاب الرئيس الأميركي سنة 2024م.
ثالثًا: لن تستطيع الولايات المتحدة غزو بلد يشبه كثيرًا دولة أفغانستان في تضاريسه الجغرافية، وتركيبته الاجتماعية، وتاريخه السياسي، حيث ظلّ اليمن- خاصة الشطر الشمالي الذي تسيطر عليه جماعة الحوثيين- عصيًا على الدوام، على القوى الغربية الاستعمارية، ومحافظًا على هُويته الإسلامية الثقافية.
أخيرًا؛ سيخسر الحوثيون كثيرًا من المواجهة العسكرية المباشرة ضد الولايات المتحدة الأميركية، في وقت استفادوا فيه كثيرًا من الوضع الحالي، حيث يستطيعون الحصول على المزيد من التنازلات من الحكومة الشرعية بقيادة العليمي التي لا تستطيع التنديد علانيةً بهجمات الحوثيين ضد المصالح الإسرائيلية التجارية في البحر الأحمر، كما لا تستطيع أيضًا في الوقت نفسه أن تبارك للحوثيين جرأتهم العسكرية ومناصرتهم إخوانهم في غزة.
ولكن لن يجد الرئيس الأميركي بايدن خيارًا آخرَ غير توجيه ضربات جوية ضد مواقع عسكرية حوثية في اليمن في حال تعرُّض جنوده وبوارجه البحرية في البحر الأحمر لهجوم عسكري مباشر، الأمر الذي تدركه جيدًا كلٌّ من إيران وجماعة الحوثي، وتسعيان حثيثًا لتجنبه.
ولكن يظل حدوث خطأ عسكري- في خضم هذه الحرب في البحر الأحمر- أمرًا محتملًا مما قد يشعل فتيل الأزمة مجددًا في اليمن، الأمر الذي لا يرغب أي طرف حاليًا في إشعاله.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر الدول المطلة فی المنطقة فی الیمن فی منطقة عسکری ا فی غزة کثیر ا
إقرأ أيضاً:
هل وقع بوتين في الفخ الأميركي مجددًا؟
كتب الرئيس الأوكراني على مواقع التواصل الاجتماعي: "ثلاث سنوات من المقاومة، ثلاث سنوات من عرفان الجميل. ثلاث سنوات من البطولة المطلقة التي أظهرها الأوكرانيون"، شكرًا لكل الذين يدافعون عن أوكرانيا ويدعمونها".
يأتي ذلك في وقت وصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى كييف، صباح يوم الاثنين 24 فبراير/ شباط الجاري، لتأكيد دعمهم لأوكرانيا، حيث قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عبر شبكات التواصل الاجتماعي: "نحن في كييف اليوم لأن أوكرانيا هي أوروبا، في هذا الكفاح من أجل البقاء، ليس مصير أوكرانيا وحده على المحك، بل مصير أوروبا".
انسجام تام بين أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبي، وتأكيد على الاستمرار في الوقوف في وجه طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحالمة بإعادة مجد بلاده.
لكن الأمر لا يتوقف على مواجهة بوتين، بل على إيصال رسائل واضحة إلى الحليف الأميركي بأنه قد يخطئ إن ذهب بعيدًا في تقاربه مع موسكو، لكنّ السؤال هو: هل فعلًا دونالد ترامب يريد رفع يد بوتين في ساحة الحرب على حساب أوروبا، أم إنه ينصب فخًا مزدوجًا للحليف كما للعدو؟
ها هي العملية العسكرية الخاصة للجيش الروسي تدخل عامها الثالث، بعدما أمر الرئيس الروسي جيشه في 24 فبراير/ شباط من عام 2022، باختراق الحدود الأوكرانية من أجل ضمان أمن روسيا القومي، في ذريعة أطلق عبرها توجسه من أن تصبح أوكرانيا عضوًا في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الأمر الذي سيضع صواريخ "الناتو" على الحدود مع روسيا مباشرة.
إعلانكانت التقديرات العسكرية المقربة من الكرملين تشير إلى أنّ العملية العسكرية لن تأخذ أكثر من أيام لإنجاز المهمة الموكلة إليها، والتي تتعلق بضم بعض المقاطعات الأوكرانية إلى أراضي روسيا. لكنّ إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن كان لها رؤية مختلفة، حيث وجدت في الحرب الدائرة في شرق أوكرانيا أهدافها الجيوسياسية، لهذا لم تتوانَ في فتح جسور الدعم العسكري والاستخباراتي واللوجيستي لكييف في سبيل عرقلة الهجوم الروسي.
في الوقت الذي كان بوتين في مكتبه ينظر إلى ساعته، وينتظر اتصالًا يؤكد له إنجاز المهمة، كانت واشنطن تخطط لإطالة أمد الحرب من أجل استنزاف روسيا لتحييدها كقوة أساسية صاعدة مهددة للنفوذ الأميركي في العالم.
لهذا، رفعت إدارة بايدن سياسة "الاحتواء" للدول الصاعدة، وعلى رأسها القوتان الصينية والروسية، الأمر الذي جعل بوتين يدرك بعد أشهر من بدء العملية العسكرية أنه وقع في الفخ الأميركي، وانغمس أكثر في الوحول الأوكرانية، وأن الغرب كان يتحضر لمحاصرة روسيا عبر فرض عقوبات أممية عليها، وكان آخرها تعليق زيلينسكي في 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي العملَ باتفاقية نقل الغاز الروسي الطبيعي إلى أوروبا، مع "التصفير"، بعدما كانت دول الاتحاد الأوروبي تستورد أكثر من 40% من غازها الطبيعي من روسيا عام 2021.
ثلاث سنوات، ولم تزل الحرب قائمة في شرق أوكرانيا، ولم يزل جيش بوتين يواجه العقبات المستمرة، لا سيما بعدما توغل الجيش الأوكراني في 6 أغسطس/ آب الماضي عسكريًا في منطقة كورس الروسية واحتلها. الأمر الذي ضاعف من الضغط على بوتين، بعدما قدم زيلينسكي حلًا لإنهاء الصراع من خلال تبادل الأراضي التي احتلها طرفا النزاع.
ثلاث سنوات، ولم يستطع بوتين جذب حليفه الصيني إلى ساحة الحرب، كما لم تفتح بكين حربَ تشغيل الغرب في المقلب الآخر، لإضعافه وتشتيت قدراته على الاستمرار في تقديم الدعم العسكري.
إعلانلكنّ جلّ ما استطاع فعله بوتين بعد هذه الفترة الزمنية، أنّه حصل على لقاء على مستوى وزراء الخارجية من واشنطن، في الرياض بهدف إنهاء الحرب على قاعدة ما يفرضه الأقوياء، لهذا لم يكن زيلينسكي ممثلًا في اللقاء.
انفرجت أسارير بوتين بعد اللقاء الذي جمع وزير خارجيته سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، في الرياض الثلاثاء 18 فبراير/ شباط الجاري، حيث أكد الطرفان على أهمية اللقاء وجديته، واتفقا على تهيئة الظروف لعقد قمة بين رئيسي البلدين.
لقد منحت تلك المحادثات روسيا أملًا في تحقيق الانتصار في تلك الحرب على اعتبار أن الأميركي من خلالها أبدى تفهمه حول الهواجس الروسية، وأن اللقاء قد يترجم على مستوى الرئيسين، ما يفتح الباب لسلسلة من التفاهمات بين البلدين على قضايا كثيرة.
في الشكل رفعت المحادثات من معنويات الروسي، على اعتبار أنّ الطرف الأوكراني لم يشارك فيها. ولكن في المضمون، وبحسب بعض التقارير وقع الروسي في الفخّ الأميركي مجددًا، حيث إن هناك تسريبات من مصادر مقربة من الجانب الأميركي الذي شارك في الاجتماع، بأنه تمّ إلزام روسيا بإعادة إعمار أوكرانيا من الأصول الروسية المجمدة. ما يعني أن الغرب، تحديدًا الأميركي، قد وضع يده على هذه الأصول التي قدرت بحوالي 600 مليار دولار.
في المضمون أيضًا، تكون واشنطن قد حققت مسعاها القديم، وهو قطع خطوط أنابيب الغاز الروسية (نورد ستريم 1و2) عن أوروبا، الأمر الذي سهل دخول الغاز الأميركي وبأسعار مرتفعة. في المضمون، تكون واشنطن أعادت دورها التقليدي الذي لعبته بعد سقوط الاتحاد السوفياتي من خلال إبراز دورها كـ "حكم" في القضايا الدولية.
إن الفخ الأميركي الذي نصبه ترامب لبوتين، أعطى لواشنطن الحرية في ابتزاز كييف والاتحاد الأوروبي معًا، من خلال سعي ترامب للاستيلاء على المعادن النادرة الأوكرانية، كتعويض طبيعي عن المساعدات المالية والعسكرية التي قدمتها أميركا لكييف في حربها مع روسيا.
إعلانأما بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، لقد وجد ترامب في مفاوضاته مع بوتين فرصة بعدم السماح لأوروبا بالابتعاد عن فكرة "التبعية" التي اعتادت عليها منذ الحرب الباردة، لتبقى مفاتيح النظام الدولي مرتبطة بواشنطن حصريًا.
لا تتوقف الأهداف الأميركية عند أخذ روسيا إلى طاولة المفاوضات، بل أيضًا يجد ترامب أن التفاوض الأميركي مع روسيا، سيكون له انعكاس على التلاقي الروسي الإيراني، لزعزعة التعاون بين البلدين، لا سيما فيما يرتبط بالشأن العسكري. إذ تحتاج واشنطن إلى تبريد الجبهة الأوكرانية، لكي تستطيع محاكاة الخطر الداهم من إيران التي أصبحت قاب قوسين من امتلاكها القنبلة النووية، وهذا ما توعد ترامب بعدم حصوله مهما كلّفه الأمر، فكيف إن كان هناك رئيس وزراء إسرائيلي متهور وهو بنيامين نتنياهو يعمل على ضرب مفاعلات إيران النووية.
يراهن الروسي على المحادثات بأنها بداية لنهاية عمليته العسكرية الخاصة، وأنها تسجل إنجازًا لدبلوماسيته، ولكنّ الأمر قد يكون مختلفًا عند الجانب الأميركي الذي يقرأ المحادثات من منظار تحقيق مكاسب له على حساب أعدائه، كما على حساب حلفائه. لهذا يتساءل البعض هل بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا سيقع بوتين في الفخ الأميركي مرة ثانية؟
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline