حرب غزة.. وحرب فرض الهيمنة الإيرانية
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
آخر تحديث: 27 دجنبر 2023 - 9:32 صبقلم:خيرالله خيرالله كانت 2023 سنة حرب غزة. سيظل العالم منشغلا لفترة طويلة بتلك الحرب المرشحة لأن تستمر أشهرا عدة في ضوء فشل إسرائيل في تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على حركة “حماس”. اتخذت الدولة العبرية قرارا في غاية الوضوح يتمثل في القضاء على غزة وإزالتها من الوجود كبديل من القضاء على “حماس”.
بكلام أوضح، لن تكون مساحة غزة البالغة نحو 365 كيلومترا مربعا مكانا قابلا للحياة في المستقبل المنظور. ثمة جانب يتجاهله عامة الناس في الوقت الحاضر ويتحدث عنه كبار المسؤولين في الأمم المتحدة همسا. يتمثل هذا الجانب في التأثير البيئي لحرب غزة ومدى انعكاس ذلك على الحياة البشرية في القطاع مستقبلا. ألقت إسرائيل، إلى الآن، كمية من المواد المتفجرة تزيد ثلاث مرّات ونصف المرّة عن حجم قنبلة هيروشيما. سيؤدي ذلك إلى تغيير طبيعة البيئة في غزة لسنوات طويلة، خصوصا أنه ليس معروفا تماما نوع المتفجرات التي ألقتها إسرائيل في حربها على “حماس” التي تحولت إلى حرب على غزة. ليس في العالم من يبدو قادرا على وضع حد لحرب غزة. وحدها الولايات المتحدة كانت تستطيع ممارسة ضغط على إسرائيل من أجل وقف المأساة ومباشرة البحث في مخرج سياسي. لكن الواضح أن ذلك ليس واردا لأسباب عدة. بين هذه الأسباب وجود أحد عشر شهرا تفصل عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية. لا يستطيع رئيس مثل جو بايدن، يسعى إلى الفوز بولاية جديدة، تحدي إسرائيل في هذا التوقيت بالذات، خصوصا أن الجمهوريين مستعدون للاستفادة من أيّ خطوة يتخذها في هذا الاتجاه عبر المزايدة عليه. ستستمر حرب غزة وستستمر معها المأساة التي تسببت بها هذه الحرب التي بدأت في السابع من تشرين الأول – أكتوبر الماضي. بعد أيام قليلة، تدخل حرب غزة شهرها الرابع من دون أن يلوح في الأفق أيّ أمل بوقفها. يبدو العالم مستعدا ليكون شاهدا على جريمة لا سابق لها ترتكبها إسرائيل في حق شعب بكامله مستغلة هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته “حماس” التي ليس معروفا بعد ما دقة حساباتها السياسية وكيف يمكن الإقدام على مثل هذه المغامرة من دون الأخذ في الاعتبار لرد الفعل الإسرائيلي. ما لا مفر من الاعتراف به أن إسرائيل في مأزق لم يسبق لها أن مرت بمثيل له منذ قيامها في العام 1948. تعاني الدولة العبرية من أزمة وجودية لن ينهيها تحويل غزة إلى أرض طاردة لأهلها. في أساس المأزق الإسرائيلي العجز عن استيعاب أنّ لا مجال لتصفية القضية الفلسطينية مهما بلغت درجة العنف المستخدمة. يعود ذلك إلى أن القضية الفلسطينية، التي أعادتها حرب غزة إلى الواجهة عالميا وإقليميا، قضية شعب لا يمكن قهره مهما مرّت السنوات ومهما بلغت كمية المتفجرات التي ألقيت وستلقى على غزة… ومهما بلغت درجة القمع التي تمارسها إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة. تخفي حرب غزة أسئلة ستطرح نفسها في سنة 2024. في مقدم هذه الأسئلة ما مصير الدور الإيراني في المنطقة، خصوصا بعدما تبين أن “الجمهورية الإسلامية” تتحكم بقرار توسيع هذه الحرب أو بقاء الحرب محصورة بغزة، وإن نسبيا. تظهر إيران قدرتها على توسيع حرب غزة في كل يوم. هناك نصف حرب تشنها إيران على إسرائيل، عن طريق جنوب لبنان. هناك في الوقت ذاته توسيع لمدى قدرة الحوثيين في اليمن على تعطيل الملاحة في البحر الأحمر. معنى ذلك بكل وضوح عرقلة خط الملاحة الذي يؤدي إلى قناة السويس. ما نشهده على هامش حرب غزة تعزيز للدور الإيراني في المنطقة على كل المستويات، بما في ذلك ممارسة ضغوط على الأردن واستخدام الحدود الأردنية – العراقية لحشد قوات تابعة لـ”الحشد الشعبي” عند نقاط معينة. أكثر من ذلك، هناك زيادة في وتيرة التهريب من جنوب سوريا في اتجاه الأردن. توجد جماعات إرهابية تسعى إلى تهريب المخدرات إلى دول الخليج وأسلحة إلى الأردن. الأهم من ذلك كله، كشفت إيران أنها استطاعت السيطرة سيطرة كاملة على العراق وأن الدولة الوحيدة التي يجب أن يحسب لها حساب في العراق، من الآن فصاعدا، هي “دولة الحشد الشعبي”. حال العراق مثل حال لبنان الواقع تحت السيطرة الإيرانية وذلك بعدما انتصر “حزب الله” على الدولة اللبنانية وصار صاحب قرار الحرب والسلم في البلد. نعم، هناك حرب تدور في غزة. تشن إسرائيل حربا على الشعب الفلسطيني مستغلة “طوفان الأقصى” وما قامت به “حماس” التي استطاعت، شئنا أم أبينا، إدخال الدولة العبرية في مأزق وجودي جعل مستقبلها على كف عفريت. هذا لا يعني أن في الإمكان إخفاء الجانب الآخر لحرب غزة، أي جانب الاستغلال الإيراني لهذه الحرب في وقت تمر فيه الإدارة الأميركية بحال ضياع لا يعبّر عنها أكثر من مواقفها المتناقضة من الحوثيين في اليمن. ذهبت في مسايرة هؤلاء إلى أبعد حدود منذ دخول جو بايدن البيت الأبيض قبل نحو ثلاث سنوات. لا تزال تتصرف بحذر مع هؤلاء غير مدركة أنهم أداة إيرانية ولا شيء آخر غير ذلك. تبقى المصيبة الكبرى في تجاهل السيطرة الإيرانية على العراق، وهي سيطرة تزداد يوما بعد يوم منذ استطاعت الميليشيات العراقية التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني تحويل انتخابات 2021، التي خسرتها بلغة الأرقام، لمصلحتها. جاءت هذه الميليشيات بحكومة برئاسة محمد شياع السوداني وقضت على كل هامش يعبر عن نزعة استقلالية عراقيا. قضت على كل رغبة عراقية في التخلص من الهيمنة الإيرانية فيما الإدارة الأميركية تتفرج.هناك حربان تدوران في المنطقة. تخفي حرب غزة حربا أخرى. هناك حرب غزة وهناك حرب فرض الهيمنة الإيرانية على المنطقة. يجمع بين الحربين الموقف الأميركي المتسم بالميوعة. تنسحب الميوعة على أوكرانيا التي باتت متروكة لمصيرها ولقدرة شعبها على الصمود في وجه الوحش الروسي.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: إسرائیل فی هناک حرب حرب غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية: “حرب الإرث” اندلعت في “إسرائيل”
#سواليف
قالت صحيفة ” #معاريف ” العبرية إن حربًا دائرة في #دولة_الاحتلال تتصاعد هذا الأسبوع بشكل أكثر حدة منذ أشهر عديدة، وبدون اجتماع للمجلس الوزاري السياسي الأمني وبدون إعلان من مسؤول كبير في مكتب رئيس الوزراء.
ووصفت الصحيفة بأن هذه الحرب ليست حرب سيوف حديدية،، يشك بنيامين #نتنياهو في إمكانية تجديدها ولم يتخذ قراره بعد، بل حرب أخرى يتعامل معها نتنياهو: ” #حرب_الإرث ” دون الحاجة إلى عقد لجنة تسمية حكومية لها، في إشارة إلى #الصراعات_الداخلية_الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة، اندلعت هذه الحرب أيضًا في نهاية عام 2023، بعد وقت قصير من السابع من أكتوبر، ومنذ ذلك الحين، تم إجراء هذه الحرب على عدة جبهات: بين المستويين السياسي والأمني؛ بين الحكومة والمستشار القانوني للحكومة؛ وأيضاً داخل المستوى السياسي – بين رئيس الوزراء ومن تم تعريفهم في حينه بـ “معسكر #غالانت”، أي يوآف غالانت نفسه وشركائه في #مجلس_الحرب الراحل، بيني #غانتس وغادي #آيزنكوت.
مقالات ذات صلةوبينما قرر وزير العدل في دولة الاحتلال الشروع بإجراءات إقالة المستشارة القضائية للحكومة، فإن الصحيفة ترى أنه إذا أبطل قضاة المحكمة العليا فصلها، فإن سيناريو الأزمة الدستورية والصدام الأمامي بين السلطات هو احتمال واقعي.
وتوضح الصحيفة ذلك بالقول إنه في اليمين الإسرائيلي، وخاصة في الليكود، هناك معسكر واسع وقوي يطالب الحكومة بتجاهل قرار المحكمة العليا إذا أبطل فصل المستشار القضائي، تحت عنوان “امنعوها من دخول وزارة العدل ومكتب رئيس الوزراء”.
ورأت الصحيفة أن المعارضة في دولة الاحتلال تتجه إلى الاستفادة من هذا الخيار كخطوات إضافية إلى الأمام، كما يزعم كبار شخصيات المعارضة بصوت عالٍ أن هذا ليس مجرد أحد السيناريوهات المحتملة، بل هو خطة عمل ليفين ونتنياهو.
وتشير تقديرات مصادر المعارضة ذاتها إلى أن نتنياهو قرر تقديم موعد انتخابات الكنيست إلى أوائل عام 2026. وبحسب المصادر ذاتها، فإن الذهاب إلى الانتخابات في ظل الأزمة الدستورية قد يؤدي إلى تقوية وتوحيد معسكر اليمين حول الليكود وزعيمه.
صراع نتنياهو وبار
في الأثناء، لفتت الصحيفة إلى صراعٍ آخر بين نتنياهو ورونين بار رئيس جهاز الشاباك، مشيرةً إلى أن أن نتنياهو يرى برونين بار كمنافس سياسي وليس مجرد مسؤول كبير ناقد.
وتعلق الصحيفة: “من وجهة نظر نتنياهو، من حيث المبدأ، تم بالفعل فصل رئيس الشاباك منذ فترة طويلة، وقبل وقت طويل من نشر التحقيق في فشل السابع من أكتوبر، وقبل وقت طويل من الشرط غير الواضح الذي وضعه في تصريحاته لموظفي الجهاز، والذي بموجبه سيستقيل من منصبه بعد إنشاء لجنة تحقيق حكومية”.
وعلى النقيض من العملية المعقدة، التي تعتمد على عدد من الأشخاص والجهات، لإقالة المستشارة القضائية، فإن القرار بشأن رئيس جهاز الشاباك يقع حصريا على عاتق نتنياهو فقط.
وتنقل الصحيفة عن مقربين من نتنياهو إلى أن العداء بينه وبين بار كان موجودا منذ اليوم الأول تقريبا، وأن مستوى العداء ارتفع خلال الحرب بشكل يومي تقريبا.
وتتساءل: لماذا لم يحقق بنيامين نتنياهو حتى الآن رغبته في استبدال رونين بار كرئيس لجهاز الشاباك بشخصية أخرى، على الرغم من العلاقات السيئة وانعدام الثقة الواضح؟
لكنها سرعات ما تجيب: إن الإجابات على هذا السؤال لابد وأن نجدها في العام الأول من ولاية الحكومة الحالية، في أحداث التعديلات القانوني. صحيح أن التعديلات توقفت قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وكادت أن يُنسى بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولكن الندبة التي خلفها والصدمة التي أحدثها ما زالت حية وتؤثر على المسار المستقبلي للحكومة وزعيمها
نتنياهو ليس في عجلة من أمره للتخلص من رونين بار، رغم أنه يريد ذلك، إلا أنه يخشى من القيام بخطوات حادة قد تؤدي إلى ضجة عامة يكون لها تأثير معاكس، والسؤال بالنسبة له ليس “إذا”، بل “متى”، التوقيت والسبب، هذان هما اسما اللعبة. من المحتمل أن يتم العثور على كلاهما في المستقبل القريب.
أزمة المتحدث باسم الجيش
في الأثناء، قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إن إيال زامير، الذي سارع جميع المعلقين العسكريين إلى وصفه أنه “ليس تابعاً للمستوى السياسي”، فعل بالضبط ما كان رئيس الوزراء ووزير الحرب يتوقعانه منه، وسيتخلص من المتحدث باسم الجيش دانيال هاجاري
وقالت في الأمر الأول الذي أصدره رئيس الأركان الجديد أيال زامير تعهد للقادة والجنود بأن يقف بحزم إلى جانب كل واحد منهم، لكن في اختباره الأول أثبت زامير أن الكلام المنمق شيء والسكاكين في الظهر شيء آخر، مشيرةً إلى أن هاجاري يخلط في بعض الأحيان بين دوره كمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وكونه المتحدث باسم رئيس الأركان وحارسه المخلص.