فرنسا: الحوثيون لازالوا ثابتين رغم التحذيرات الأمريكية
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
(عدن الغد)متابعات.
الحوثيون ثابتون ولا يتزعزعون على الرغم من التحذيرات الأمريكية”. في الأسابيع الأخيرة، ركزت الصحافة العالمية على مشكلة الحوثيين في اليمن، الذين وقفوا في وجه العمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضدهم منذ ما يقرب من ثماني سنوات.
في الواقع، في حين يبدو أنه من الوارد تجنب اندلاع حريق إقليمي- حتى الآن- على الرغم من عنف القتال في قطاع غزة بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس، وعلى جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية بين جيش الدفاع الإسرائيلي وحزب الله في اتجاه خطاب الانتظار والترقب النسبي لزعيم الجماعة اللبنانية شبه العسكرية حسن نصر الله، ظهر الحوثيون في وقت مبكر من الصراع من خلال شن عدة هجمات ضد أهداف إسرائيلية أو تم تحديدها على أنها حليفة لإسرائيل.
شهدت هذه الهجمات تكثيفا خاصا منذ بداية ديسمبر الجاري، حيث جعلت هذه المرة أهدافا عسكرية ومدنية على حد سواء في مرمى نيرانها.
وبالتالي، أثارت هذه العمليات موجة من الذعر بين مُلاك السفن وشركات الخدمات اللوجستية الدولية، مما دفع بعضهم إلى وقف عملياتهم في منطقة البحر الأحمر، الذي يربط بين المنفذين الاستراتيجيين الحيويين للتجارة الدولية: مضيق باب المندب وقناة السويس.
ومن أجل عرض ملامح الأزمة في البحر الأحمر بشكل أفضل، سوف نلخص من خلال هذا المقال الطبيعة والدور الجيوسياسي الذي تلعبه حركة الحوثي في منطقة الشرق الأوسط، ومن ثم الوصول إلى تاريخ الحقائق وتداعيات وآفاق هجمات الحوثيين.
منذ بداية العمليات القتالية بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر، أكد قادة الحركة الحوثية دعمهم للحركة الفلسطينية وأشادوا بنجاح الهجوم الذي رأوا فيه “المجد الذي يعانق عنان السماء” على حد تعبيرهم.
ومع ذلك، لم يعلن الحوثيون بصورة رسمية عن نيتهم الانخراط في الصراع إلى جانب حركة حماس من خلال شن ضربات صاروخية وطائرات بدون طيار وغيرها من الأسلحة إلا في 10 أكتوبر، بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن إرسال عدة سفن حربية قبالة سواحل بلاد الشام، فهذا كان أحد الخيارات العسكرية في حال التدخل الأمريكي.
إذا تم أخذ هذا التهديد، في البداية، على محمل الجد بشكل معتدل فقط بالنظر إلى المسافة الجغرافية الكبيرة (أكثر من 2000 كيلومتر) التي تفصل اليمن عن إسرائيل، وقبل كل شيء، التهديد الأكثر إلحاحا من حزب الله على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، فإنه ومع ذلك، سوف ينفذ الحوثيون تهديدهم في 19 أكتوبر:
سوف تعلن المدمرة الأمريكية الراسية في البحر الأحمر، يو إس إس كارني، في ذلك اليوم أنها أسقطت عدة موجات من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز تم اطلاقها من اليمن باتجاه إسرائيل.
إجمالاً، خلال تسع ساعات من العمليات، تم اعتراض خمسة صواريخ وخمسة عشر طائرة بدون طيار، بما في ذلك صاروخ واحد دمرته بطارية دفاع أرض جو تابعة لسلاح الملكي السعودي.
لقد مر هذا الهجوم دون أن يلاحظه أحد نسبيا وسط سيل المعلومات المصاحب للحرب في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، خاصة وأن الجيش الإسرائيلي كان يستعد آنذاك لشن غزو بري في قطاع غزة، وكانت الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا تقصف بانتظام القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط.
واصل الحوثيون هجماتهم رغم كل شيء: على سبيل المثال، تم إطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ باتجاه إسرائيل في 27 أكتوبر وفي 31 أكتوبر وفي 1 نوفمبر وفي 9 نوفمبر، ولكن ولم يصيب أي من هذه الهجمات هدفه.
ففي الواقع، تحطمت جميعها بعيدا عن هدفها (مثل تلك التي ضربت المباني القريبة من مستشفى في مدينة طابا بمصر، في 27 أكتوبر)، أو اعترضتها البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، إما عن طريق الدفاع الجوي الأرضي أو عن طريق سلاح الجو الإسرائيلي، الذي استخدم لأول مرة نظامه الدفاعي المضاد للصواريخ الباليستية “سهم- Arrow ” لاعتراض الصواريخ التي أطلقت باتجاه إيلات، جنوب البلد.
ومن جانبها، سوف تأخذ الولايات المتحدة الأمريكية التهديد الذي يشكله الحوثيون هذه المرة على محمل الجد، حيث سوف تقوم بعد ذلك بعمليات استطلاع قبالة سواحل اليمن.
في 8 نوفمبر، أسقطت الدفاعات الحوثية المضادة للطائرات طائرة أمريكية بدون طيار من طراز ” أم كيو-٩ ريبير MQ-9 Reaper – ” في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
وفي مواجهة فشل محاولاتهم لضرب الأراضي الإسرائيلية بشكل مباشر، غير الحوثيون تكتيكاتهم وأعادوا توجيههم نحو البحر الأحمر:
في 15 نوفمبر، أسقطت المدمرة الأمريكية توماس هودنر طائرة بدون طيار قادمة من اليمن كانت حينها متجهة نحوها.
وفي 19 نوفمبر، سوف تقوم القوات التابعة للحركة الحوثية بالاستيلاء على السفينة “جالاكسي ليدر” واختطافها خلال هجوم بطائرة هليكوبتر، بسبب ملكيتها لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أونجار.
تم الترويج للعملية بمهارة من قبل الحركة الحوثية، وذلك بفضل الكاميرات الأمامية التي كان يرتديها أفراد الكوماندوز وقت الاستيلاء على السفينة التجارية أو المثبتة على الهيكل السفلي للمروحية التي أقلت المقاتلين على متنها.
سوف يتركز اهتمام وسائل الإعلام هذه المرة على الحوثيين الذين، بفضل نجاحهم، سوف يضاعفون تصريحاتهم:
المتحدث باسمهم، يحيى سريع، سوف ينشر العديد من البيانات الصحفية على شبكات التواصل الاجتماعي محذرا القوى “المرتبطة بالكيان الصهيوني” (على حسب تعبيرهم) من المخاطر التي تواجهها سفنهم التي تعبر البحر الأحمر الآن.
في الواقع، لم يعد الإسرائيليون والأمريكيون الأهداف الوحيدة للحوثيين: ففي 10 ديسمبر، أسقطت الفرقاطة الفرنسية لانغدوك طائرتين مسيرتين كانتا متجهتين نحوها.
وبعد يومين، نجحت في حماية ناقلة النفط النرويجية ستريندا، التي تضررت بالفعل بسبب صاروخ مضاد للسفن، ووابل من الطائرات بدون طيار.
في 16 ديسمبر، بينما أسقطت سفينة حربية أمريكية 14 طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون من اليمن إلى البحر الأحمر، أسقطت مدمرة بريطانية، من طراز ” HMS Diamond” طائرة أخرى استهدفت سفينة تجارية.
وبعد يومين، تم أيضا استهداف سفينتين تجاريتين كانتا تعبران مضيق باب المندب، عند مدخل البحر الأحمر، وأصيبتا جراء استهدافها من قبل الحوثيون.
إذا كان تأثير الهجمات التي نفذها الحوثيون في البحر الأحمر على إسرائيل يبدو طفيفا بصورة نسبية من وجهة نظر عسكرية، فإن الاضطرابات التي سببتها التجارة البحرية الدولية تبدو كبيرة.
في الواقع، يمثل مضيق باب المندب، الذي وقعت فيه معظم الهجمات في البحر الأحمر أو بالقرب منه، عنق الزجاجة الاقتصادي الحقيقي، الذي عبرته من خلاله أكثر من 40٪ من التجارة العالمية في العام 2022.
بالإضافة إلى 12٪ من النفط و8% من الغاز السائل بحراً في العالم.
وقد أجبرت العمليات التي نفذها الحوثيون في المنطقة بالفعل العديد من شركات النقل الدولية بتعليق أنشطتها هناك، مثل:
– شركة ” ميرسك- “Maersk الدنماركية
– شركة” هاباغ لويد- Hapag-Lloyd ” الألمانية
– الشركة العملاقة الفرنسية” سي إم ايه سي جي أم- CMA CGM ”
– شركة البحر الأبيض المتوسط – MSC” للملاحة وهي خط شحن دولي سويسري إيطالي.
– شركة يانغ مينغ- Yang Ming للنقل البحري هي شركة شحن تايوانية.
حيث قررت عدم استخدام المضيق حتى إشعار آخر وقررت عبور الطريق البحري الأفريقي من الجنوب للوصول إلى / أو المغادرة من القارة الأوروبية، وهي رحلة ملاحية أطول تستغرق حوالي سبعة إلى ثمانية أيام.
وإذا لم تبدو هذه المدة كبيرة، فإن تداعياتها على تكلفة المنتجات والمواد الأولية يمكن أن تصبح ملحوظة بسرعة، كما ظهر ذلك من خلال على سبيل المثال عندما جنحت سفينة الشحن “إيفر جيفن-Ever Given ” في قناة السويس مما ادى الى توقف حركة الملاحة البحرية لمدة أسبوع تقريبا، في ربيع 2021.
في المجمل، قُدرت الخسائر التجارية الناجمة عن توقف العمل في القناة بحوالي 54 مليار دولار للبضائع وحدها على متن السفن التي تم إيقافها أو تأخيرها.
بناءً على هذه الملاحظة، وقلقا من عواقب الأزمة الدائمة في البحر الأحمر، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في 10 ديسمبر عن إنشاء قوة متعددة الجنسيات تهدف إلى حماية حركة المرور البحرية في المنطقة.
إذ اخذت هذه القوة المتعددة الجنسيات على عاتقها مهمة استهداف أي عملية تقوم بها الحركة الحوثية في اليمن واعتراض أي صاروخ أو طائرة مسيرة يطلقها الحوثيون ضد السفن التي تعبر البحر الأحمر.
تتجمع هذه القوة تحت راية عملية “حارس الازدهار”، حيث تضم هذه القوة المنضوية تحت القيادة الأمريكية: المملكة المتحدة وأستراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليونان وهولندا والنرويج وإسبانيا وسيشيل ومملكة البحرين.
وباستثناء الأخيرة، فإن الدول العربية، أو على الأقل الدول المطلة على البحر الأحمر مثل مصر والمملكة العربية السعودية، من أبرز الغائبين عن هذا التحالف البحري، مما يشهد على عزوف دول المنطقة عن المشاركة في العمليات العسكرية الأمريكية ضد حليف إيران.
علاوة على ذلك في سياق الاشتباكات التي اندلعت في البداية ردا على العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة.
لا بد أن المملكة العربية السعودية كانت مترددة في الانضمام الى هذا التحالف كي لا تفسد الأشهر التي قضتها في نسج المفاوضات الحساسة والصعبة مع الحوثيين وإيران.
حتى سبتمبر 2023، أظهرت المناقشات ما يكفي من الوعد لاستقبال وفد من الحركة الحوثية في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة شروط وقف دائم لإطلاق النار.
ولا يزال من المحتمل جداً، في الوضع الراهن، أن يواصل الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر على الأقل على المدى القصير؛ فهي لا تمثل سوى تكلفة عسكرية ضئيلة بصورة نسبية بالنسبة لهم، ولكنها تلحق أضرارا اقتصادية وسياسية فادحة بخصومهم.
تبلغ تكلفة الطائرات بدون طيار التي يستخدمها الحوثيون حوالي 10 آلاف دولار (أي ما يعادل حوالي 9000 يورو)، مقارنة بـ 1.4 مليون يورو لكل صواريخ أستر يتم أطلقته من الفرقاطة لانغدوك لاعتراض هذه الطائرات بدون طيار.
وبالتالي فإن الهجمات التي نفذها الحوثيون كلفتهم ما يقرب من 150 مرة أقل من التدابير الدفاعية المتخذة ضدهم، ناهيك عن التكلفة التي لا تقدر بثمن في الوقت الحالي، للاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن هذه الهجمات داخل مضيق باب المندب.
إن فعالية التحالف البحري تحت القيادة الأمريكية وقدرته على البقاء في وضع دفاعي بحت سوف تكون حاسمة في نجاحه وفي نزع فتيل التصعيد الأمني الإقليمي المحتمل.
وبالتالي فإن الهجمات التي نفذها الحوثيون كلفتهم ما يقرب من 150 مرة أقل من التدابير الدفاعية المتخذة ضدهم، ناهيك عن التكلفة التي لا تقدر بثمن في الوقت الحالي، للاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن هذه الهجمات داخل مضيق باب المندب.
لا ينقاد الحوثيين، الذين يعتبرون وكلاء لطهران وراء النظام الإيراني بشكل أعمى.
ولكنهم مع ذلك يظلون منتبهين لتوجيهات النظام الإيراني، لذا لن يخاطروا بتصعيد أمني غير منضبط في البحر الأحمر، وهو ما سوف يخاطر حتماً بالتوسع إلى اليمن، على الأقل من خلال ضربات مستهدفة ضد مواقعهم.
كما لم تتردد الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة في القيام بفعل قرب العاصمة العراقية بغداد ضد (الميليشيات) الشيعية المسؤولة عن إطلاق النار على القواعد الأمريكية.
إن فعالية التحالف البحري تحت القيادة الأمريكية وقدرته على البقاء في وضع دفاعي بحت سوف تكون حاسمة في نجاحه وفي نزع فتيل التصعيد الأمني الإقليمي المحتمل.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة الطائرات بدون طیار فی البحر الأحمر مضیق باب المندب الحرکة الحوثیة هذه الهجمات فی الواقع من خلال
إقرأ أيضاً:
التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية
أشارت الباحثة أيمن امتياز في تقريرها على موقع الدبلوماسية الحديثة إلى أن البحر الأحمر يعد من أهم الممرات البحرية على مستوى العالم، حيث يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي عبر قناة السويس. ويمثل هذا الممر الحيوي نقطة اختناق رئيسية، إذ يسهل مرور حوالي 12% من التجارة العالمية.
ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والصراعات، أصبح البحر الأحمر منطقة غير مستقرة، حيث حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق زبيغنيو بريجنسكي من أن أوراسيا تشهد صراعًا مستمرًا على السيادة العالمية، ويقع البحر الأحمر في مركز هذه الديناميكيات.
وقد بدأت آثار الأزمة الحالية في التأثير على التجارة والأمن الدوليين، مما غير حسابات القوى العالمية.
تاريخيًا، كان البحر الأحمر مركزًا للتجارة والصراعات الإمبراطورية، فطوال العصور تنافست دول مثل مصر والرومان والعثمانيين للسيطرة على موانئه. ومع افتتاح قناة السويس عام 1869، أصبح البحر الأحمر أهم طريق بحري مختصر. وبحلول القرن الحادي والعشرين، كانت نسبة كبيرة من التجارة العالمية وحركة الحاويات تمر عبر مياهه. ومع ذلك، تعاني الدول الساحلية من تحديات كبيرة في تأمين هذا الشريان المائي.
ويعتبر البحر الأحمر ممرًا جيوستراتيجيًا له أهمية اقتصادية وعسكرية، حيث تتنافس الدول المطلة عليه مثل مصر والسعودية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة والصين. يُعتبر مضيق باب المندب أحد أهم المعابر البحرية، وأي اضطراب في المنطقة قد ينعكس سلبًا على الأسواق العالمية.
وتتعدد نقاط التوتر الجيوسياسية في البحر الأحمر، منها الصراع في اليمن حيث تهاجم الحوثيون المدعومون من إيران السفن، مما يزيد من المخاطر على التجارة العالمية. وقد ردت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها بزيادة العمليات الأمنية البحرية، لكن التهديدات المستمرة من الحوثيين تبقى قائمة.
أيضًا، هناك التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين، حيث أثار توسع الصين في البحر الأحمر من خلال قاعدتها في جيبوتي مخاوف الغرب. فالصين تُعتبر تحديًا للهيمنة الأمريكية في المنطقة، مما أدى إلى عسكرة البحر الأحمر وزيادة الدورية البحرية الأمريكية.
في سياق آخر، تلعب المملكة العربية السعودية ومصر دورًا محوريًا في تأمين البحر الأحمر، إذ تعتمد السعودية على مشاريعها المستقبلية على الاستقرار البحري، بينما تعتمد مصر على إيرادات قناة السويس.
وتشير التطورات الراهنة إلى أن التجارة العالمية تواجه تحديات بسبب التهديدات الأمنية، حيث ارتفعت أقساط التأمين على السفن بشكل كبير. كما أن العديد من شركات الشحن تُفكر في مسارات بديلة، مما يزيد من تكاليف النقل ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع.
ويعتبر البحر الأحمر نقطة حيوية لنقل شحنات النفط والغاز الطبيعي، وأي انقطاع قد يسبب تقلبات حادة في أسعار الطاقة. ومع وجود قوات عسكرية متعددة، فإن خطر التصعيد أو المواجهة العرضية مرتفع، مما يزيد من زعزعة استقرار التجارة العالمية.
ويتوقع أن يستمر المشهد الجيوسياسي في البحر الأحمر بالتطور، متأثرًا بصراعات القوى العالمية والإقليمية.
وقد تكون جهود الوساطة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والحوثيين مفتاحًا لتحقيق الاستقرار، إلا أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى تفاقم الوضع.
وتتطلب أزمة البحر الأحمر اهتمامًا دوليًا عاجلًا، سواء من خلال الدبلوماسية أو الاستراتيجيات العسكرية أو الحلول التكنولوجية، لضمان أمن هذا الممر المائي الحيوي.