أثير – ريما الشيخ

تمكنت رغم الظروف الصعبة التي تحيط بها من أن تشق طريقها بنفسها، عبر الالتزام والتفاني، والإحاطة بالأمل بالرغم من كل العثرات؛ حيث تعكس تجربتها المهنية والتعليمية الكثير من الإصرار، بعد أن بدأت مسارها المهني في مجال الرعاية الصحية كمضمدة، نتحدث هنا عن امرأة قدمت الكثير وما تزال حتى يومنا هذا؛ حيث دام عطاؤها أكثر من ٢٧ عامًا.

إنها شمسة بنت سالم الرحبية، اختصاصية تعقيم مركزي في المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، حيث تروي حكايتها لـ “أثير” ابتداءً من عملها بمستشفى إبراء في عام 1996م براتب محدود، وإظهارها إصرارًا كبيرًا لهذا العمل، وعملها التطوعي في تعليم النساء والكبار.

واجهت شمسة تحديات كبيرة عند بدء مسيرتها في العمل الصحي؛ حيث كانت غير ملمة بطبيعة العمل والمناوبات المختلفة، وكان معظم زملائها في العمل من الكوادر الطبية الأجنبية، فسعت إلى تطوير ذاتها بتعلم اللغة الإنجليزية، وعملت بجد في جميع الأقسام واكتسبت خبرة كبيرة.

اختارت شمسة تخصص التعقيم الطبي والجراحي بعد ثلاث سنوات من العمل والاجتهاد، وحصلت على فرصة للعمل بعد طرح وزارة الصحة برنامجا تدريبيا للمضمدين الذين لديهم شهادة الثانوية العامة للدراسة في مستشفى جامعة السلطان قابوس لمدة سنة في هذا التخصص، فنجحت في اجتياز الامتحان والمقابلة وبدأت مرحلة التغيير والفرصة التي كانت تبحث عنها، وحصلت على دعم وتشجيع من عائلتها لتحقيق شغفها بالتغيير، وأكملت تخصص التعقيم الطبي والجراحي بنجاح في عام 2001م.

نجحت في تحقيق توازن ممتاز بين حياتها الشخصية والأسرية والتزاماتها المهنية، وتؤكد في حديثها لـ “أثير” أهمية الأسرة كأساس لحياتها وتحقيق التوازن بينها والعمل عبر تطوير مهاراتها والتفاعل الإيجابي مع أفراد عائلتها.

بالإضافة إلى تخصص التعقيم الطبي، تخصصت شمسة في مكافحة العدوى وإدارة المخاطر في الرعاية الصحية، ولديها شهادات دولية تُظهر تفانيها في تطوير مهاراتها المهنية وسعيها إلى تحقيق التميز، بالإضافة إلى القيمة التي تضيفها في حياة عائلتها وتشجيعها لأولادها على التعلم والنجاح.

أما بالنسبة لتطوراتها المهنية، فقالت في حديثها مع “أثير”: تطوراتي المهنية مرتبطة ارتباطا وثيقا بتطور تخصص التعقيم، فقد كنت مسؤولة عن قسم التعقيم في مستشفى إبراء، وقمتُ بتنظيم مؤتمرات علمية وتدريبات للكوادر الوطنية، ثم انتقلت إلى العمل في وزارة الصحة وعملت على تطوير الكوادر ومتابعة جودة الخدمات بالمستشفيات، بالإضافة إلى مشاركتي في إعداد منهج دبلوم التعقيم وتدريب الفنيين الراغبين في تحسين مهاراتهم، وحصلت ولله الحمد على الشهادة الدولية في التعقيم الطبي، وكذلك شهادة البورد الأمريكي في التعقيم.

من خلال تخصصها في التعقيم تسعى الرحبية إلى تقديم دور مهم في تحسين جودة الرعاية الصحية، حيث تعمل بكل جد وإخلاص لمكافحة العدوى، وتسهم في توفير بيئة جراحية آمنة للمرضى، مما يقلل من مخاطر العدوى ويحسن من جودة الرعاية، تقول عن ذلك: دورنا نحن في الصحة يشمل داخل المؤسسات الصحية ولا يكتمل إلا بوجود الوعي في المجتمع؛ لذا فنحن نركز على توعية المجتمع بأهمية غسل اليدين وتعقيم الأسطح والأسلوب الصحي عند السعال أو العطس وعند زيارة المرضى في المستشفيات.

وأضافت: في هذه الفترة من شهر أكتوبر سيكون الأسبوع العالمي للتعقيم ولدينا برامج تدريبية للكوادر الصحية في وحدات التعقيم الجراحي ووحدات المناظير الطبية وكذلك للمجتمع من أجل التوعية بمكافحة العدوى والتعقيم.

وفي ختام حديثها مع “أثير” قالت الرحبية : أرجو من كل النساء أن يتطلعن إلى تطوير أنفسهن في أي مجال يرغبن به، ولا يقفن في نقطة واحدة، والتفاهم مع شريك الحياة بطريقة منطقية وإيجابية وغير أنانية لتكملة الحياة معًا، والحمد لله من خلال مسيرتي العملية التي تجاوزت ٢٧ عامًا لم أواجه أي صعوبة بفضل من الله أولًا وأخيرًا، ثم من خلال مساندة عائلتي، فالحياة ليست خالية من العوائق والتحديات لكن تتم تجاوزها بالتفاهم والتحاور والأسلوب الراقي واحترام وجهات النظر. والشغف يأتي حينما تكون صادقًا مع نفسك ومتوافقًا مع طبيعتك حيث ستزهر بعطائك.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: فی التعقیم

إقرأ أيضاً:

المعهد الوطني للتخصصات الصحية يطلق 3 برامج تخصصية للتمريض

أطلق المعهد الوطني للتخصصات الصحية ثلاثة برامج تخصصية للتمريض هي “برنامج الإقامة لخريجي التمريض الجدد” و”برنامج الإقامة في الرعاية التمريضية الحرجة للبالغين” و”برنامج الإقامة في الرعاية التمريضية للصحة النفسية” وذلك لأول مرة في الدولة بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع وبمشاركة العديد من الجهات الصحية والأكاديمية في الدولة من خلال اللجنة الاستشارية للتمريض والقبالة واللجان العلمية التمريضية التابعة للمعهد.

ويتطلع المعهد الوطني للتخصصات الصحية إلى أن تبدأ المستشفيات خلال العام الجاري في التقديم لهذه البرامج التي تأتي في إطار تأسيس منظومة الاختصاص في مهنة التمريض وتمكين الكادر التمريضي خاصة المواطنين من تعزيز مسيرتهم المهنية والتوجه نحو الاختصاص الإكلينيكي دعماً لتوجيهات القيادة الرشيدة في إرساء مجتمع أكثر صحة ورفاهية وسعادة والمساهمة في تحقيق المستهدفات الوطنية في مجال الرعاية الصحية الرائدة.

ويتوافق هذا الاعتماد مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية لمهنتي التمريض والقبالة “خارطة الطريق 2022-2026” التي أطلقتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالتعاون مع الشركاء لتعزيز حوكمة المهنتين من خلال السياســات والممارسات التنظيمية المهنية والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المسـتدامة وسلامة المرضى وتخطيط وإدارة القــوى العاملة من الكوادر التمريضية والقبالة من حيث الاســتقطاب والاســتبقاء ودعم الدراسات البحثية والممارسات المبنية على الأدلة اســتجابة للاحتياجات والأولويات الصحية بالدولة.

وأكد سعادة الدكتور محمد سليم العلماء وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع أهمية مهنة التمريض ودورها الرئيسي في استدامة القطاع الصحي بما يسهم في تقديم مقومات الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة والمستدامة التي ترتكز على الرؤية المستقبلية للدولة مع وجود كفاءات إماراتية مما يعزز جودة الحياة للمجتمع ويوفر رعاية صحية متميزة.

وأشار إلى أهمية الاستثمار الأمثل في بناء منظومة الاختصاص في التمريض وتوفير البنية التعليمية التي تؤهل لتخريج الكفاءات الوطنية المتمكنة لتقديم خدمات رعاية عالية الجودة وتتماشي مع أفضل الممارسات العالمية.. وفي إطار استراتيجية الوزارة لحوكمة منظومة صحية رائدة عالمياً تعتمد على الابتكار والاستباقية والمرونة والمواءمة مع توجهات وأولويات الدولة للعقود القادمة.

من جانبها ذكرت الدكتورة سمية محمد البلوشي رئيسة اللجنة الوطنية للتمريض والقبالة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع رئيسة اللجنة الاستشارية للتمريض والقبالة التابعة للبورد الإماراتي مديرة إدارة التمريض في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية أن هذا الإنجاز يعكس التزام الدولة بالاستثمار الأمثل في الكوادر التمريضية المواطنة وتمهيد الطريق لهم للارتقاء في أدائهم المهني وتعزيز كفاءاتهم بما يمكنهم من تقديم خدمات الرعاية التمريضية الاختصاصية بناء على أفضل المعايير والممارسات العالمية لتحقيق جودة الرعاية وسلامة المرضى وشمولية النظام الصحي.

وقالت إن هذا الإنجاز الريادي يمثل خطوة أساسية نحو بناء منظومة متكاملة ومستدامة تدعم الاختصاص في مهنة التمريض والذي أثبتت الدراسات فعاليته في تمكين النظام الصحي من خلال الاستغلال الأمثل للموارد وخفض تأثيرها على البيئة والمناخ في المجال الصحي والمساهمة في تحقيق التغطية الصحية الشاملة.

وأشارت البلوشي إلى أن هذا الإنجاز يتماشي مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للتمريض والقبالة “2022 –2026” داعية كافة فئات التمريض وبالأخص الشباب إلى الاستفادة من هذه البرامج والمشاركة الفعالة نحو تعزيز هذا التوجه الاستراتيجي.

ولفت سعادة الدكتور محمد الحوقاني أمين عام المعهد الوطني للتخصصات الصحية إلى التعاون المثمر بين المعهد واللجنة الوطنية للتمريض والقبالة في صياغة معايير الاعتماد وفقًا لأفضل الممارسات الدولية موضحاً أهمية التدريب التخصصي في إيجاد فرص تدريبية للعاملين في قطاع التمريض بما يضمن مساراً وظيفياً مهنياً للممرضين ما يسهم في الارتقاء بالرعاية الصحية.

وأكد دور المعهد كمؤسسة وطنية مكلفة بقيادة وتنظيم التطوير المهني للقوى العاملة الصحية مع التركيز بشكل محدد على التدريب المتخصص.وام


مقالات مشابهة

  • المعهد الوطني للتخصصات الصحية يطلق 3 برامج تخصصية للتمريض
  • المعهد الوطني للتخصصات الصحية: يُطلق لأول مرة على مستوى الدولة معايير برامج الإقامة في التمريض -البورد الإماراتي
  • مدير الرعاية الإسماعيلية: تلبية احتياجات وتطلعات المواطنين من الخدمات والرعاية الصحية
  • من هو محمد جبران وزير العمل الجديد؟.. كفاح عمالي عمره 30 عاما
  • التخصصات الصحية: 71% ارتفاعا في القبول بـ"البورد السعودي"
  • بنسبة 71%.. «التخصصات الصحية» تكشف عن ارتفاع القبول في «البورد السعودي»
  • غرفة «الرعاية الصحية»: برنامج ضخم للتنمية المستدامة من أجل العاملين في القطاع
  • الرعاية الصحية: التواصل مع كل الفئات ذات الصلة بصناعة القرار لحل مشاكل القطاع الصحي
  • الرعاية الصحية: برنامج ضخم للتنمية المستدامة لكل العاملين في القطاع
  • بدء تطبيق التأمين الصحي الإلزامي على العمالة المنزلية