وجّه أكثر من مئة شخصية عربية وإسلامية، نداء إلى قادة فصائل العمل الوطني والشعب الفلسطيني، دعت فيه إلى التقاط الفرصة التاريخية التي وفرها "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر للشعب الفلسطيني.

وأكد البيان على ضرورة التلاقي حول استراتيجية وطنية جديدة ترقى إلى مستوى "الكارثة والبطولة" في قطاع غزة، والعمل صفا واحدا، في مواجهة ما يُحاك من خطط ومؤامرات، تهدف إلى تحويل النصر إلى هزيمة، والفرصة إلى تهديد، ودائماً من أجل إلحاق "نكبة جديدة" بالشعب الفلسطيني، وتهجيره عن أرضه ووطنه.



وحدد البيان المبادرة، ثلاث مهام، تتصدر أجندة العمل الوطني الفلسطيني والقومي العربي والأممي الإنساني، تبدأ بوقف حرب التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال مدعوما من دوائر استعمارية معروفة، تتمركز في غزة، وتطال الضفة والقدس أيضا، مرورا برفع الحصار وفتح المعابر وإدخال الإغاثة والمساعدات من دون قيد أو شرط، وسحب قوات الاحتلال الغازية، وليس انتهاء بإسناد المقاومة الفلسطينية في إتمام صفقة شاملة لتبادل الأسرى والمحتجزين، تنتهي بتبييض السجون الإسرائيلية من ألوف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.



وأولى البيان أهمية خاصة، لرص الصفوف الفلسطينية والعربية والدولية، لمواجهة مؤامرة التهجير القسري، التي تحاول إسرائيل فرضها على الشعب الفلسطيني، بتحويل مدنه وبلداته، إلى أماكن غير صالحة للعيش البشرية، وهي المؤامرة التي لم يخف قادة إسرائيل إصرارهم على تنفيذها، بأشكال وأدوات مختلفة، ترجمة لحلمهم الأسود بإقامة دولة يهودية "نقيّة" من النهر إلى البحر، بعد طرد سكان البلاد الأصليين.

ونبّه الموقعون، إلى المخاطر الشديدة الكامنة في مؤامرة "تخليق" قيادة مطواعة، تفرض على الشعب الفلسطيني من دون إرادته، فقد دعوا قادة الفصائل والشخصيات الوطنية الفلسطينية، إلى المبادرة من دون إبطاء، لتشكيل "مرجعية وطنية فلسطينية شاملة"، مؤقتة وانتقالية، تضم جميع القوى والفصائل والشخصيات الوطنية داخل الوطن المحتل وخارجه، وفي مقدمتها حركتي فتح وحماس، وكافة فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطينية الأخرى، تقوم على قاعدة الشراكة التامة، بلا إقصاء أو تهميش أو استبعاد، تتولى قيادة دفة الاتصالات والمفاوضات، في كل ما يتعلق بشأن غزة وأهلها ومقاومتها وفلسطين وقضيتها، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ومن أجل إحيائها وتفعيل مؤسساتها، لتصبح قادرة على تجسيد دورها كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، قولاً وفعلاً، وتخليصها من حالة الركود والتهميش التي تعيشها منذ سنوات طوال.



كما دعا الموقعون على البيان/المبادرة، إلى تحرير السلطة والمنظمة، من قيود أوسلو الثقيلة، التي ركلها الاحتلال بأقدامه، وداستها جنازير دباباته في غزة والضفة، وتعزيز خيار المقاومة بكافة أشكالها، بعد أن أثبت هذا العدو بأنه لا يفهم سوى لغة القوة، والعمل لإعادة بناء المنظومة السياسية على أساس المزج الخلاق والمبدع، بين مختلف أشكال المقاومة، والمقاومة المسلحة في طليعتها، طالما أنها حق مشروع لشعب رازح تحت نير الاحتلال والاستيطان والعنصرية، وفقاً لمختلف الشرائع الدينية والدنيوية.

وحث الموقعون على النداء، القيادات الفلسطينية إلى المسارعة في تشكيل حكومة كفاءات تكنوقراطية، تتولى إعادة توحيد المؤسسات في غزة والضفة الغربية، وتسريع إدخال الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى مختلف مناطق القطاع، وفتح مسار سريع لإعادة إعمار القطاع، بوصفها مهمة لا تحتمل الإبطاء والتسويف لمواجهة مشاريع التهجير، توطئة لتمهيد الطريق لإجراء انتخابات عامة في أقرب فرصة.



وختمت الشخصيات العربية والإسلامية نداءها، بدعوة القادة العرب والمسلمين وقادة الدول الصديقة، للعمل على تأمين شبكة أمان لشعب فلسطين وقضيته ومقاومته الباسلة، والمبادرة إلى الاعتراف بفصائلها، بوصفها مكونات أساسية في حركة التحرر الوطني الفلسطينية، ومواجهة محاولات "الشيطنة" و"الدعشنة" التي تشنها إسرائيل على حركتي حماس والجهاد بخاصة، وفصائل المقاومة والشعب الفلسطيني بعامة، وإقامة أفضل العلاقات والشراكات معها، من ضمن استراتيجية قومية، تنهض على اعتبار أن كفاح الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه غير القابلة للتصرف، هو خط دفاع أول، عن الأمن القومي العربي، وترجمةً لأرفع قيم الإنسانية.

والجدير بالذكر، أن التوقيع على البيان/ المبادرة، سيكون متاحاً ومفتوحا الكترونيا، لكل الشخصيات الفلسطينية والأردنية والعربية والإسلامية والأممية، وستنبثق عن الشخصيات الموقعة على البيان، لجان متابعة واتصال لشرح مضامينه لفصائل العمل الوطني الفلسطينية، وممثلي الدول الشقيقة والصديقة، ومختلف العواصم الإقليمية والدولية ذات الصلة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المقاومة الفلسطينية أوسلو أوسلو المقاومة الفلسطينية 7 اكتوبر قادة فلسطين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العمل الوطنی

إقرأ أيضاً:

عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد

عبدالله علي صبري

لأن المشروع الصهيوني يمتد إلى عقود طويلة، فقد كانت المقاومة العربية والفلسطينية هي الأخرى ذات امتداد تاريخي، ارتبط بمجابهة الاحتلال البريطاني، الفرنسي، والإيطالي، واستمرت بذات العنفوان في مواجهة الصهيونية وكيانها المؤقت في فلسطين المحتلة.
ومنذ عشرينيات القرن الماضي شهدت فلسطين ثورات متلاحقة في مواجهة الصهيونية والاحتلال البريطاني، مثل ثورة البراق 1929، والثورة الكبرى 1936 – 1939، وما بين الثورتين ظهرت “العُصبة القسامية”، نسبة لمؤسسها عزالدين القسام، الذي عمل خلال هذه الفترة على التوعية بخطر المشروع الصهيوني، وتثوير الناس في مواجهة الاحتلال البريطاني، ودعوتهم إلى اقتناء السلاح، والجهاد في سبيل الله. وقاد بنفسه مجموعات قتالية اشتبكت مع قوات الاحتلال البريطاني والعصابات اليهودية في ريف جنين، قبل أن تتمكن قوات الاحتلال البريطاني من اغتياله عام 1935، وكان لاستشهاده الأثر الكبير في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى 1936.
ولد القسام في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية السورية عام 1882، وقد درس العلوم الدينية والشرعية منذ الصغر، وأرسله والده وهو في الرابعة عشر من عمره إلى مصر للدراسة في الأزهر، حيث مكث في القاهرة 8 سنوات، شهد خلالها الثورة العرابية ضد الانجليز، وتأثر أيضا بالحركة الإصلاحية والشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده.
ولما عاد إلى جبلة عام 1904، افتتح مدرسة لتعليم الحديث والتفسير، واشتهر كخطيب في جامع المنصوري، وحين سمع أهالي الشام بالحصار الذي فرضته إيطاليا على طرابلس والشيخ عمر المختار في ليبيا، دعا القسام إلى مناصرة الثورة الليبية بالمال والسلاح.
بعد الحرب العالمية الأولى تعرضت سوريا للاحتلال الفرنسي، ما دفع القسام إلى التحرك للجهاد والمقاومة، ولم يقبل أو يخضع للإغراءات، واستمر على نهج المقاومة، حتى أصدرت سلطات الاحتلال بحقه حكما غيابيا بالإعدام، فحاول أن ينجو بنفسه بالهروب إلى حيفا في فلسطين المحتلة 1921، ومن هناك اضطلع القسام بدور تاريخي في الجهاد والمقاومة.
لم يتأثر القسام بأساليب الخداع البريطانية، وتطميناتها الزائفة للعرب بشأن الهجرة اليهودية إلى فلسطين وإقامة “الوطن القومي” كما جاء في وعد بلفور، فكان على الدوام في تحذير للناس من السياسات البريطانية، وفي تحريض على حكومة الاحتلال، وكما اشتهر بخطاباته في سوريا، أصبح الخطيب المفوه في حيفا، وخاصة على منبر جامع الاستقلال.
لم يتوقف القسام عند التحريض بالكلمة، بل أقدم عام 1930 على تشكيل خلايا عسكرية تولت مهمات فدائية لمواجهة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، من خلال كمائن موجعة للمستوطنين الصهاينة. وبرغم الفارق الكبير بين إمكانات العدو الصهيوني/ البريطاني، وما يتوافر للمقاومة الفلسطينية، إلا أن القسام حسم أمره وأعلن الجهاد تحت شعار “نصر أو استشهاد”. وفي 1935 وبعد أن شددت السلطات الرقابة عليه، اضطر للانتقال إلى جنين، وقاد بنفسه الثورة المسلحة، لكن سرعان ما كشفت قوات الاحتلال عن مكانه، فهاجمته وأنصاره حتى استشهد في 19 نوفمبر 1935.
بعد أكثر من نصف قرن على استشهاد القسام، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن جهازها العسكري الذي يحمل مسمى كتائب عزالدين القسام. ومن غزة بدأت كتائب القسام عملها المسلح بتصنيع مسدس من طراز “غولدستار”، أعلنت عنه عام 1992، ثم تدرجت في إنتاج واستخدام الأسلحة من الأحزمة الناسفة والعبوات، إلى القنابل والصواريخ، وانتهاء بالطائرات المسيرة. والتحمت كتائب القسام وبقية فصائل المقاومة في مواجهات عسكرية بطولية مع العدو الصهيوني، خلال أكثر من حرب على غزة في 2008، و2012، و2014، وإلى “سيف القدس”2021، ومعركة طوفان الأقصى التي زلزلت كيان العدو الصهيوني في 7 أكتوبر 2023.
30

مقالات مشابهة

  • عـــزالدين القسام رمـــز للثورة والجهاد
  • الاعيسر: نأمل من شعبنا الكريم تفهُّم الحيثيات التي أدت إلى تأخر البيان
  • البرازيل تدعو إلى انسحاب كامل لقوات الاحتلال من غزة
  • المقاومة الفلسطينية تكشف: فككنا عدد من أجهزة تنصت زرعها العدو بغزة
  • وزير البلديات: أكثر من 500 ألف فرصة وظيفية في الأنشطة التي تشرف عليها الوزارة
  • منذ أكتوبر 2023.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 51.243
  • حماس: “الحرب الشاملة محاولة إسرائيلية يائسة لكسر المقاومة الفلسطينية
  • حماس: الاحتلال يُحاول يائسا كسر المقاومة الفلسطينية
  • عاجل. المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: باريس تدعو تل أبيب إلى وقف "المذبحة" التي تجري اليوم في غزة
  • عاجل - المقاومة الفلسطينية تستهدف جنود الاحتلال شرقي حي التفاح بمدينة غزة