عمان، الأردن (CNN)-- رجح الخبير والمحلل الاقتصادي عامر الشوبكي، ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية وأسعار النفط والغاز خلال الفترة المقبلة، في حال استمرار الأحداث في المنطقة، والاضطرابات في منطقة البحر الأحمر، وارتفاع معدلات التضخم عالميا.

واعتبر الشوبكي، أن الصدمات جاءت كبيرة على اقتصادات الأردن ولبنان ومصر في منطقة الشرق الأوسط في ظل الحرب الاسرائيلية على غزة، بعد أزمات جائحة كورونا والحرب الأوكرانية- الروسية.

وقال الشوبكي في حديث لموقع CNN بالعربية، إن الأضرار بدأت تظهر على كل من الأردن ولبنان ومصر، في قطاعات مختلفة بعد أن بدأت في القطاع السياحي بشكل أساسي خاصة في الأردن ومصر اللتين فقدتا نحو 50% من عوائد النشاط السياحي لهما، وأكثر من 70%-80% منه في لبنان، معربا في الوقت ذاته عن خشيته من حدوث اضطرابات "اجتماعية" لاحقا في هذه الدول، نتيجة ما قد يطرأ من ارتفاع على أسعار سلع مهمة مثل الغذاء والطاقة، بسبب احتمالات توسع الحرب في المنطقة، نتيجة اضطرابات البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مؤخرا.

وتطرق الشوبكي إلى المعضلة التي تواجهها اليوم قناة السويس، التي تعتبر أهم مصدر للإيرادات للحكومة المصرية والعملة الصعبة، وقال إنه في حال استمرار إحجام "شركات الشحن الكبرى في العالم" عن المرور من القناة والبحر الأحمر، فإنها ستتكبد الشهر القادم خسائر تشكل نصف قيمة رسوم المرور الشهرية، والمُقدرة بـ500 مليون دولار.

ونوه إلى أن إيرادات قناة السويس بلغت العام الماضي 2022، قرابة 9.5 مليار دولار.

وعن أسعار السلع والطاقة نتيجة الاضطرابات في البحر الأحمر، التي قال إنها تعتبر ارتدادا للحرب الاسرائيلية على غزة، وإحجام إحدى شركات النفط الكبرى عن المرور في قناة السويس.

وقال الشوبكي إن أسعار الطاقة تأثرت في أسبوع واحد نحو الارتفاع بنسبة تراوحت بين 3-4%، وبما يعادل نحو 3 دولارات أمريكية لبرميل النفط، أُضيفت بسبب هذه الأحداث.

وأشار إلى أن أسعار الغاز قد طرأ عليها زيادة أيضا في القارة الأوروبية خلال الأسبوع، بقرابة 7% بعد تقلصها من 15%.

وأكد الشوبكي أن أسعار البضائع التي تستوردها لبنان والأردن، ستتأثر بشكل واضح، بسبب ارتفاع قيم الشحن والوقود الإضافي، الذي ستستهلكه السفن نتيجة تغيير مسارها بسبب إضافة مسافة جديدة، من خلال "الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح" وإفريقيا بدلا من قناة السويس، متوقعا أنها ستختلف من بلد إلى آخر.

وقال: "هذا أضاف قيمة جديدة على البضائع من المتوقع أن تختلف من بلد إلى آخر، سواء العقبة، الميناء الأردني على البحر الأحمر أو الموانئ المصرية. والاستيراد من أوروبا أو من آسيا. أيضا لبنان التي تستورد معظم حاجتها من القارة الآسيوية سيكون لها التأثير الأكبر على الشحن، حيث ارتفعت قيمة الشحن للحاوية من 1000 دولار إلى قرابة 2500 دولار، وأُضيف أيضا على الحاويات التي تصل إلى ميناء العقبة الأردنية من 100 إلى 400 دولار على كل حاوية".

وقال الشوبكي إن ذلك كله ستكون له "آثارا صعبة" على أسعار السلع ارتفاعا خاصة وأسعار الطاقة ربما "لن نلمسه في الوقت الحالي، لكن امتداد هذه الأزمة سيعمقها بشكل أكبر على دول المنطقة منها الأردن ولبنان ومصر".

وأشار الشوبكي إلى أن ارتفاع أسعار سلع أساسية مثل الطاقة والغذاء ربما سيؤدي إلى "اضطرابات اجتماعية في هذه الدول"، بحسب تعبيره. وأكد أن هذه الآثار الاقتصادية سيكون لها ارتدادات صعبة أيضا على الاقتصاد العالمي".

وقال: "ستكبح الجهود العالمية في تخفيض معدلات التضخم، ارتفاع كلفة الشحن ما يعني مزيدا من التضخم، وهذا لمسناه في تقطع سلاسل الإمداد في جائحة كورونا... أعتقد أنه لن يقل عن 0.5% في معدلات التضخم العالمية ارتفاعا، وأيضا أسعار الطاقة التي ما لبثت العالم أن يشعر بانخفاضات بها منذ بداية العام. ربما في العام القادم، وحسب تطور الأوضاع واستمرار الأحداث والاضطرابات في البحر الأحمر، ستنعكس بشكل سلبي في أسعار النفط والغاز، المصادر المهمة للطاقة".

هديل غبونمراسلة CNN بالعربيةالأردنلبنانمصرنشر الأربعاء، 27 ديسمبر / كانون الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: البحر الأحمر قناة السویس

إقرأ أيضاً:

ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟

تسعى الولايات المتحدة إلى السيطرة على الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر، خاصة مضيق باب المندب، مع استئناف جماعة الحوثيين استهداف السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي. 

وقد بدأت القوات الأمريكية بشن عملية عسكرية جوية واسعة النطاق ضد الجماعة٬ قد تستمر لأيام أو أسابيع، في أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تصعد فيه واشنطن ضغوط العقوبات على طهران. ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، شن الحوثيون عشرات الهجمات على السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي أو السفن التابعة للدول التي تدعم الاحتلال، وتأتي هذه الحملة "دعماً للفلسطينيين في حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال على قطاع غزة".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وأفاد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بأن الحوثيين هاجموا السفن الحربية الأمريكية 174 مرة، بينما هاجموا السفن التجارية 145 مرة منذ عام 2023.


باب المندب
ويستهدف الحوثيون مناطق بحرية استراتيجية تربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وأبرزها مضيق باب المندب، الذي يعتبر نقطة عبور حيوية تربط بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس. 

ويقع المضيق بين اليمن في الشمال الغربي وجيبوتي وإريتريا في الجنوب الشرقي، ويفصل بين البحر الأحمر وخليج عدن. ويمر من خلاله نحو 15% من حجم التجارة العالمية، مما يجعله ذا أهمية قصوى لحركة الملاحة الدولية.

كما يستهدف الحوثيون السفن التي تمر في البحر الأحمر، الذي يربط مضيق باب المندب جنوباً وقناة السويس شمالاً. ويعتبر البحر الأحمر شرياناً حيوياً لنقل البضائع، حيث يمر عبره آلاف السفن التجارية سنوياً، ويوفر مساراً مختصراً للسفن المتجهة من المحيط الهندي إلى البحر المتوسط، بدلاً من الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

قناة السويس
كما تأثرت قناة السويس التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، بهجمات الحوثيين. وكان يمر عبر القناة قبل الهجمات حوالي 12% من التجارة العالمية، خاصة ناقلات النفط والغاز الطبيعي. 


وأجبرت الهجمات شركات الشحن على تحويل مسارات السفن من قناة السويس إلى مسار رأس الرجاء الصالح الأطول، مما أدى إلى تأخير عمليات التسليم وزيادة التكاليف.

وتسببت التوترات في منطقة البحر الأحمر في خسائر كبيرة لمصر، حيث بلغت خسائر إيرادات قناة السويس نحو 7 مليارات دولار خلال عام 2024، أي ما يعادل أكثر من 60% من إيراداتها مقارنة بالعام السابق، وفق تصريحات رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي. 

وأظهرت البيانات تراجع الإيرادات السنوية لقناة السويس بنحو الربع في السنة المالية المنتهية في حزيران/يونيو 2024، حيث سجلت 7.2 مليار دولار مقارنة بـ9.4 مليار دولار في 2022-2023.

خسائر اقتصادية وتجارية
منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، صعد الحوثيون من هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أدى إلى إغراق سفينتين، والاستيلاء على أخرى، ومقتل ما لا يقل عن أربعة بحارة. وأدت هذه الهجمات إلى انخفاض حاد في حركة الشحن البحري عبر البحر الأحمر، من 25 ألف سفينة سنوياً قبل الأزمة إلى نحو 10 آلاف سفينة فقط، بانخفاض قدره 60%، وفقاً للبيت الأبيض.

وأجبر الاستهداف حوالي 75% من السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة على إعادة توجيه مساراتها حول قارة أفريقيا، مما أضاف نحو 10 أيام لكل رحلة، وتكاليف وقود إضافية تقدر بنحو مليون دولار لكل رحلة. كما تسببت هذه الهجمات في زيادة معدلات التضخم العالمي للسلع الاستهلاكية بنسبة تتراوح بين 0.6 و0.7% عام 2024.


تأثيرات على الموانئ
تضررت التجارة بين أوروبا وآسيا بشكل خاص من هذه الأزمة، حيث كان نحو 95% من السفن المتجهة بين القارتين تمر عبر البحر الأحمر في الظروف الطبيعية. ومن بين أكبر 10 دول مستوردة من حيث القيمة للتجارة عبر البحر الأحمر، 5 دول من الاتحاد الأوروبي. كما تأثرت موانئ في المنطقة بشكل متفاوت جراء إعادة توجيه مسارات السفن؛ فقد شهدت الموانئ السعودية مثل جدة وميناء الملك عبدالله انخفاضاً حاداً في حركة الشحن.

تشكيل تحالفات دولية
ودفع هذا الاستهداف الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالفات دولية لتأمين الممرات البحرية. وفي كانون الأول/ديسمبر 2023، أطلقت الولايات المتحدة تحالفاً بحرياً دولياً أُطلق عليه اسم "عملية حارس الازدهار"، بهدف تسيير دوريات في البحر الأحمر وخليج عدن لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين. وضم التحالف عدة دول، بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا واليونان وكندا وأستراليا والبحرين، إضافة إلى دول أخرى ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في العمليات.

ونفذت سفن هذا التحالف عمليات اعتراض لصواريخ وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه السفن التجارية، مما أسهم في تقليل الخسائر البشرية والمادية. ومع ذلك، استمر الحوثيون في استهداف السفن، مما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا في كانون الثاني/يناير 2024 إلى شن ضربات جوية مباشرة على مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن.


وأكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن الولايات المتحدة ستشن ضربات "لا هوادة فيها" على الحوثيين في اليمن حتى وقف عملياتهم العسكرية التي تستهدف الأصول الأمريكية وحركة الشحن العالمي. 

مقالات مشابهة

  • في ندوة بالقاهرة: مجمل الخسائر السودانية 127 مليار دولار ومصر الأولى بإعادة الإعمار
  • ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • الشوبكي: الذهب سيصعد إلى 3200 دولار للأونصة قريبًا
  • أحمد موسى: أسعار الخضروات تنخفض.. ومصر في مرحلة التعافي الاقتصادي
  • أسعار النفط الخام ترتفع مع تصاعد التوترات في البحر الأحمر بعد الضربات الأمريكية
  • بينها السعودية ومصر.. تقرير يرصد أكبر دول العالم استيرادا للأسلحة من 2020- 2024
  • ارتفاع أسعار المنتجات الأميركية بسبب الحرب التجارية التي أطلقها ترمب
  • الفريق أسامة ربيع يبحث تأثير تطورات الأوضاع في منطقة البحر الأحمر مع الرئيس التنفيذي للخط الملاحي MSC
  • البيت الأبيض: حان الوقت لإنهاء تهديدات الحوثيين للأمن الاقتصادي