موقع 24:
2025-02-04@17:10:40 GMT

غطرسة القوة الأمريكية

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

غطرسة القوة الأمريكية

استمرار التدمير الإسرائيلى فى غزة مشهد ليس جديداً على مواطنى الدول العربية.

فمنذ عقود طويلة ساند الاستعمار زرع الكيان الصهيونى ليكون طليعة استعمارية ثابتة ومتوسعة تغنى الغرب عن شن الحملات المتواصلة للسيطرة على المنطقة وثرواتها. تدمير غزة وغيرها من دول المنطقة يتم بأسلحة أمريكية. تجرب الترسانة الأمريكية أسلحتها فى قتل شعوبنا.

وتطبق أمريكا علينا سياسة الإذعان. لم ترَ الشعوب العربية خاصة وشعوب الشرق الأوسط عامة أى خير من أمريكا. بل وجدت منها القتل والتدمير وخلقت عداء دائماً بينها وبين المسلمين الذين ينتظرون الفرصة للانتقام مما فعلته ببلادهم.
تتعامل أمريكا مع السياسة الدولية بمنطق الغطرسة واستخدام القوة المفرطة لتحقيق أهدافها ومصالحها. بعض الأخيار من الأمريكان من أصحاب الرؤية الواضحة يعرفون أن إداراتهم المتعاقبة فى الحكم تكرر الأخطاء مما يفقد هذه القوة العظمى التى كان يمكن لها أن تصلح العالم بنسبة كبيرة، الكثير من المكاسب الإيجابية.
يقول وليم فولبرايت، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ فى ستينات القرن العشرين فى كتاب له بعنوان «غطرسة القوة»: «إن الكثير من الإمبراطوريات الكبرى فى الماضى انهارت لأن زعماءها لم يمتلكوا الحكمة ولا الحصافة لاستخدام قدرات بلادهم على النحو الصحيح. وقد وصلنا اليوم -ستينات القرن العشرين- إلى نقطة تاريخية تواجه فيها الدولة الكبرى خطر فقدان الرؤية بشأن ما يدخل فى نطاق قدراتها وما لا يدخل. وفى القرون الماضية شرعت الأمم التى واجهت نفس اللحظة التاريخية الحرجة فى القيام بما يفوق قدراتها، وبسبب التوسع المبالغ فيه انحسرت قوتها وانهارت». يتحدث «فولبرايت» منذ ما يقرب من ستين عاماً وكأنه يراقب مشهد السياسة العالمية حالياً وتصرفات الإدارة الأمريكية.
شهدت أمريكا تراجعاً فى أدائها وفى تعاملها فى ملفات المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الماضية وخسرت نقاطاً كثيرة سياسية، توجت بالمصالحة التى عقدتها الصين بين إيران والسعودية وهى بمثابة ضربة عنيفة لأمريكا من اثنين من الأطراف تعدهما فى خانة الخصوم إن لم يكن الأعداء، بينما تعد السعودية من أقرب حلفائها. ومن قبل فشلت أمريكا فى إحياء الاتفاق النووى مع إيران، كما أنها انسحبت من أفغانستان انسحاباً مخزياً. وعلى الصعيد العربى فشلت فى تنفيذ وتفعيل ما سمى بالاتفاق الإبراهيمى أو الديانات الإبراهيمية، حيث رفضت الشعوب العربية وبقية الدول هذا التوجه مدركين أنه ستار مكشوف للتطبيع مع إسرائيل.
أشعلت أمريكا الحرب فى أوكرانيا لتحقيق مكاسب اقتصادية فى الأساس وربما تصل إلى استنزاف روسيا لكنها لم تحقق أهدافها السياسية والاستراتيجية، كما أنها تعادى الصين بشأن تايوان التى اشترت منها أسلحة فى الفترة الماضية بمليارات الدولارات، ورغم ذلك قال الرئيس الصينى علانية وبحزم خلال لقائه مؤخراً بالرئيس الأمريكى إن الصين ستسترد تايوان وتضمها للصين الأم فى كل الأحوال، فمن الأفضل أن تنضم سلمياً بدلاً من استردادها عسكرياً.
ركزت السياسة الأمريكية على مدى عقود على ما يجب منعه.. لا ما يجب دعمه، سعت بكل قواها لمنع التغلغل السوفيتى وأشعلت الحرب بين إيران والعراق وبين العراق والكويت لاستنزاف الجميع وخصصت اعتمادات مالية ضخمة لمحاربة ما أطلقت عليه مسمى الإرهاب.
اتبع صناع القرار فى أمريكا مبدأ القوة الغاشمة والمفرطة فى تطبيق سياساتهم الخارجية خاصة مع شعوب المنطقة العربية والشرق الأوسط، فى الوقت الذى لا يملكون فيه معرفة حقيقية بالمنطقة ولا يملكون بصيرة منطقية استراتيجية لتحقيق الأهداف بدون إيذاء الدول والشعوب بهذا الشكل.
إن أمريكا تطبق سياسات مثيرة للعداء فى الوقت الذى تتمتع كل من الصين وروسيا فى هذه المناطق بعلاقات دافئة وتستعدان إن لم يكن لإزاحة أمريكا ذات المقعد القطبى الواحد، فعلى الأقل لاحتلال مقعديهما فى قمة النظام العالمى، وهو ما يعيد رسم السياسات والخرائط من جديد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي: الصين هى الطرف المستفاد من الحرب التجارية بين أمريكا وأوروبا

قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إنه لا فائز في الحروب التجارية، وذلك تعليقًا على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته فرض تعريفات جمركية على الاتحاد الأوروبي.

 

وأضافت كالاس، فى تصرحيات صحفية: إذا بدأت الولايات المتحدة وأوروبا حربا تجارية، فإن الطرف الذي سيضحك على الجانب الآخر سيكون الصين، مؤكدة: نحن مترابطان، نحتاج إلى أمريكا، وأمريكا تحتاج إلينا أيضَا.

 

الدنمارك ردًا على ترامب: جرينلاند ليست للبيع


أكدت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن، الإثنين، أن جرينلاند ليست للبيع، بعد أن قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي إن اهتمام الرئيس دونالد ترامب بشراء الجزيرة "ليس مزحة".

                    

وتابعت قائلة قبل اجتماع غير رسمي لزعماء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل: " جرينلاند اليوم جزء من مملكة الدنمارك. جزء من أراضينا وليست للبيع".

 

وقال ترامب إنه سيجعل جرينلاند جزءا من الولايات المتحدة ولم يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لإقناع الدنمارك بتسليمها.

 

ترامب: بريطانيا قد تتمكن من تجنب الرسوم الجمركية


 صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلًا إنه على الرغم من أن بريطانيا "خارج الإطار المقبول" فيما يتعلق بالتجارة فإنه يتوقع أنها قد تتمكن من تجنب فرض رسوم جمركية عليها، وأضاف أن هذا الخلل "يمكن التوصل فيه إلى حل".

 

 وفرض ترامب رسومًا جمركية بنسب مرتفعة على المكسيك وكندا والصين، مطلع الأسبوع، وقال إن الأمر "سيحدث قطعًا" مع الاتحاد الأوروبي، مما أثار مخاوف من تصاعد حرب تجارية تخرج نمو الاقتصاد العالمي عن مساره وترفع التكلفة على المستهلكين.

 

 ولدى سؤاله عن بريطانيا، وإن كانت هي التالية في فرض الرسوم الجمركية، قال ترامب: "سنرى كيف تتكشف الأمور. قد يحدث الأمر معهم، لكن بالتأكيد سيحدث مع الاتحاد الأوروبي، أستطيع أن أقول لكم ذلك".

 

 

 من ناحية أخرى، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن هناك تقدمًا في المحادثات حول الشرق الأوسط مع إسرائيل ودول أخرى.

  وأشار ترامب - حسبما أوردت قناة (الحرة) الأمريكية، اليوم الإثنين - إلى أنه سيعقد اجتماعات موسعة عندما يلتقي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في (واشنطن).

 

 يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بدأ زيارة إلى الولايات المتحدة؛ للقاء الرئيس الأمريكي ومسؤولين في الإدارة الأمريكية.

 

الأردن: الملك عبدالله الثاني سيلتقي ترامب 11 فبراير الجاري:

  أعلن الديوان الملكي الأردني، اليوم الأحد، أن الملك عبدالله الثاني، سيلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في 11 فبراير الجاري.

 

  وأكدت قناة المملكة، أن العاهل الأردني تلقى دعوة من الرئيس دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، وأنه بناءً عليها سيغادر العاصمة عمان، قريبًا لمقابلة الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض يوم الثلاثاء الحادي عشر من الشهر الجاري.

 والجمعة الماضية، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مجددًا على أن "الأردن ومصر سيستقبلان سكان قطاع غزة"، على حد قوله، وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين، بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض.

 وكان ترامب صرح، الخميس الماضي، بأن "الأردن ومصر سيقبلان (ترحيل) الفلسطينيين من غزة"، مشيرًا إلى إمكان ممارسة ضغوط عليهما للقيام بذلك، على حد قوله.

مقالات مشابهة

  • وزير خارجية تركيا: تطهير سوريا من الإرهاب شرط أولي لتحقيق استقرارها
  • برلمان: مصر تسعى جاهدة لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة
  • الصين تعلن فرض رسوم جديدة على واردات أمريكا
  • الجامعة العربية: حظر إسرائيل أونروا يهدف إلى تقويض أسس حل الدولتين
  • الاتحاد الأوروبي: الصين هى الطرف المستفاد من الحرب التجارية بين أمريكا وأوروبا
  • سلامي: اليمنيون أحبطوا مخططات أمريكا وبريطانيا
  • الانسحاب الرسمي في يناير 2026.. أمريكا تهدد مناخ العالم وإفريقيا الخاسر الأكبر
  • مستقبل وقف إطلاق النار في غزة بين رهانات السياسة وتحديات الميدان
  • أمريكا ترسل ٢٤ ألف بندقية لإسرائيل
  • السياسة الأمريكية الجديدة