???? حرب السودان صارت مثل الحبل الذي يلتف حول رقبة الامارات ليخنقها
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
المفاوضات جهود أمريكية لانقاذ الامارات، ليست شفقة ولا عطفا على المواطن السوداني، فالامارات بالنسبة للعم سام حليف ثري، وبقرة حلوب، وقد صارت حرب السودان مثل الحبل الذي يلتف حول رقبة الامارات ليخنقها،
فهي حرب فاشلة، تلوث بسببها البديل المدني الذي صنعوه بالدماء، وتلطخ بالوحل في تحالفه مع المليشيا، وبدأت قيادات قحت تشعر بالعار المجتمعي، وطالت الاتهامات الطرف العسكري الأقرب للتعاون بالتخوين والشيطنة، وتسببت في طرد فولكر وانهاء اليونيتامس، والأدهى من ذلك، حسنت سمعة الاسلاميين واعادت الاستنفار الشعبي والذي يمضي في طريق الالتحام بالشعب، لذلك يجب أن تتوقف الحرب، بما يضمن الحفاظ على ما تبقى من أدوات الحليف الثري، وهم قادة المليشيا الطبقة العليا وحتى لا تضيع مربعات الذهب والممتلكات.
الجدير بالذكر، أن المؤتمر الوطني (نعم المؤتمر الوطني) بالاسم مطلوب في التسوية، وقد اجتمع به الاتحاد الافريقي في القاهرة وغيرها، وتم ابلاغهم رسميا أنهم مطلوبين للمشاركة في التسوية، وتكرر الأمر والتأكيد مما يعزز أنه مطلب خارجي. لماذا الكيزان مطلوبين في التسوية التي تعقب اتفاقية وقف ٱطلاق نار هشة؟ لانها اتفاقية قذرة فيها إضاعة للحقوق وتقنين للمنهوبات والتستر على الجرائم بصناديق تعويضات، ولجان اصلاح اجتماعي لضحايا الحرب ومعالجات نفسية للمغتصبات، ولذلك لا بد أن يتسخ المؤتمر الوطني مع الجميع ولا يكون خارج الاتفاقية فيحصد شعبية بسبب وقوفه ضد شرعنة الظلم، وبعد أن يتسخ سيتم التخلص منه لاحقا في أقرب محطة، بتجديد الاتهامات حوله.
طيب لو كنت الرئيس في محل البرهان ترفض الطلب الأمريكي لصالح انقاذ الامارات، ولا تقبل؟
هل تتنازل عن شرط الخروج من بيوت المواطنين؟ وتصافح قائد المليشيا أو نائبه؟
سأقول: هل عندما دخل الدعم السريع في بيوت المواطنين والمستشفيات والأعيان المدنية، دخلها بتفاوض؟ لماذا يحتاج إلى الخروج منها الى تفاوض؟ يطلع كما دخل، بعدين يشوفوا مشكلته مع الجيش شنو؟!
إذا قالت المليشيا نحتاج ضمانات لأن الجيش ما سيغدر بهم وسيقصفهم إذا خرجوا.
مافي مشكلة .. افاوضك بدون ما تطلع .. لكن اعترف أولا أنك دخلت البيوت والمرافق بغرض الاحتماء من القصف، قلها وسجلها أمام العالم والمواطنين الذين دخلت بيوتهم، في مؤتمر صحفي يقدمه قائد الدعم السريع شخصيا، ويتلقى فيه الاسئلة من الصحفيين الدوليين والسودانيين في الدولة المضيفة للاجتماعات .. قبل يوم من اللقاء، وبعد أثبات احتلال البيوت يجوز لقائد المليشيا أن يناقش مع الجيش ضمانات الخروج منها.
مكي المغربي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (1)
1 واهمٌ من يظن أن الحرب ستنتهي بتحرير الخرطوم أو دارفور. هذه الحرب قرر الذين أشعلوها ألَّا تنتهي أبدًا إلا بتحقيق أهدافهم، وهيهات. وبسبب هذه “الهيهات”، يسعون إلى استدامة الحرب، لأنهم يعلمون أن هزيمة الشعب السوداني مستحيلة، كما أنهم لن يستسلموا ، فغايتهم ليست تقسيم السودان، بل الاستيلاء عليه بالكامل، ليصبح نهبًا لأطماع الإمبراطورية الإماراتية.
2
الحرب الجارية الآن ليست حرب الجنجويد، فقد انتهت قوتهم وتبددت، لكن الذين استخدموهم لا يزالون في الميدان، يغيرون خططهم وتكتيكاتهم باستمرار، متنقلين من خطة فاشلة إلى اخرى افشلمنها ، حتى انتهوا الان إلى خطة “التطويق الشامل” طويلة الأمد وستشفل باذن الله..
3
ما هي خطة التطويق الشاملة ؟ وكيف جاءت؟
تقضي الخطة بتطويق السودان ووضعه داخل دائرة عداء مع كل دول الجوار والدول القريبة منها، واستخدام تلك الدول وحدودها ومطاراتها وقواعدها لدعم حرب الإمارات. بدأت الإمارات تنفيذ خطة التطويق عبر الإغراء، والشراء، والاستثمار. وبما أن الرشاوى لا تظهر إلى العلن، ظهر الاستثمار، وهو في جوهره استثمار في تجنيد دول الطوق (تشاد، جمهورية إفريقيا الوسطى، جنوب السودان، إثيوبيا، ، ليبيا “حفتر”، أوغندا، كينيا) لصالح أجندة المشروع الإماراتي في السودان، الهادف إلى ابتلاع موارده بالكامل.
4
متى بدأ التحول إلى خطة التطويق؟
عندما فشلت خطة الانقلاب في 15 أبريل 2023، تحوَّلوا إلى الحرب. وعندما فشلت الحرب في تحقيق أهدافهم، لجأوا إلى نشر الفوضى، ولم يتركوا مرتزقًا إلا استعانوا به، من كولومبيا إلى تشاد! ثم، بعد أن تكسرت قواتهم وتبعثرت، انتقلوا إلى حرب الطائرات المسيّرة التي تُدار من داخل السودان وخارجه. لكن هذا النمط من الحرب لم يحقق أهدافهم، بينما تمكنت الحكومة من إحراز تقدم ملحوظ في التصدي له، عبر تطوير أساليب مكافحته، وإسقاط الطائرات، وتأمين الأهداف الحيوية. ولا تزال الجهود مستمرة للحصول على أنظمة وقاية تحمي جميع المناطق الاستراتيجية في البلاد.
5
الفخاخ الإنسانية والسياسة كأداة مساندة
عندما فشلت خطط الانقلاب ثم الحرب، لجأوا إلى نصب الفخاخ عبر القضايا الإنسانية كمدخل لوقف الحرب والدخول في متاهات تقاسم السلطة، كما جرى في جنيف. وتزامن ذلك مع تحركات دبلوماسية مكثفة للإمارات في دول الطوق، ثم الاستدارة نحو السياسة عبر مؤتمر “تأسيس” في نيروبي، في محاولة لإسناد المجهود العسكري للمليشيا وإنقاذ وضعها المتدهور، بعدما فقدت أغلب الأراضي التي كانت تسيطر عليها في وسط السودان، ولم يتبقَّ لها سوى جيوب محدودة، وهي في طريقها للخروج التام من العاصمة.
ظن كفيل المليشيا أن التحول إلى السياسة، إلى جانب دعمه للميدان العسكري، سيسهم في إبعاد الأنظار عن الإمدادات المستمرة للمليشيا التي لا تزال ترتكب جرائمها. لذلك، تم حشد مجموعة من الفصائل تحت ما عُرف بـ”تحالف تأسيس” في كينيا، حيث صيغ البيان الأساسي، ثم جرى التوقيع على دستور علماني على هوى “الحلو”. وتبقى الخطوة الأخيرة، وهي إعلان حكومة الجنجويد وحليفهم الحلو.
لكن، قبل اتخاذ هذه الخطوة، فوجئوا برفض إقليمي ودولي قاطع لأي حكومة موازية في السودان، بدءا من الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي ودول الخليج، مرورًا بالعالم العربي، وصولًا إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة والولايات المتحدة. وهكذا، تعطلت خطة الحكومة الموازية، وأصبح إعلانها يُؤجَّل يومًا بعد يوم إلى أجل غير مسمى.
6
ما هي خطة التطويق؟ وماذا فعلت الإمارات مع دول الطوق؟كيف جرى استقطاب دول الطوق الإفريقية؟
تُظهر الاستثمارات الإماراتية في إفريقيا نموًا ملحوظًا، حيث أصبحت الإمارات أكبر مستثمر في القارة بين عامي 2019 و2023، بإجمالي استثمارات بلغ 110 مليارات دولار، بحسب صحيفة “الغارديان”. غير أن هذه الاستثمارات، التي تهدف إلى بناء إمبراطورية إماراتية في إفريقيا، أُعيد توجيهها لخدمة أهداف الحرب في السودان.
7
بدأت الإمارات ببناء “طوق” في دول جوار السودان، عبر الاستثمار والشراء المباشر للمتنفذين عبر الرشاوى ، مستغلة ضعف هذه الدول وحاجتها إلى الدعم المالي، فماذا فعلت لبناء ذلك الطوق؟.نواصل
عادل الباز
إنضم لقناة النيلين على واتساب