المفاوضات جهود أمريكية لانقاذ الامارات، ليست شفقة ولا عطفا على المواطن السوداني، فالامارات بالنسبة للعم سام حليف ثري، وبقرة حلوب، وقد صارت حرب السودان مثل الحبل الذي يلتف حول رقبة الامارات ليخنقها،

فهي حرب فاشلة، تلوث بسببها البديل المدني الذي صنعوه بالدماء، وتلطخ بالوحل في تحالفه مع المليشيا، وبدأت قيادات قحت تشعر بالعار المجتمعي، وطالت الاتهامات الطرف العسكري الأقرب للتعاون بالتخوين والشيطنة، وتسببت في طرد فولكر وانهاء اليونيتامس، والأدهى من ذلك، حسنت سمعة الاسلاميين واعادت الاستنفار الشعبي والذي يمضي في طريق الالتحام بالشعب، لذلك يجب أن تتوقف الحرب، بما يضمن الحفاظ على ما تبقى من أدوات الحليف الثري، وهم قادة المليشيا الطبقة العليا وحتى لا تضيع مربعات الذهب والممتلكات.

ولتستمر الحرب مجددا ولكن بعد تحييدهم ظاهريا واستمرار المخطط بواسطة امتداداتهم المتفلتة.

الجدير بالذكر، أن المؤتمر الوطني (نعم المؤتمر الوطني) بالاسم مطلوب في التسوية، وقد اجتمع به الاتحاد الافريقي في القاهرة وغيرها، وتم ابلاغهم رسميا أنهم مطلوبين للمشاركة في التسوية، وتكرر الأمر والتأكيد مما يعزز أنه مطلب خارجي. لماذا الكيزان مطلوبين في التسوية التي تعقب اتفاقية وقف ٱطلاق نار هشة؟ لانها اتفاقية قذرة فيها إضاعة للحقوق وتقنين للمنهوبات والتستر على الجرائم بصناديق تعويضات، ولجان اصلاح اجتماعي لضحايا الحرب ومعالجات نفسية للمغتصبات، ولذلك لا بد أن يتسخ المؤتمر الوطني مع الجميع ولا يكون خارج الاتفاقية فيحصد شعبية بسبب وقوفه ضد شرعنة الظلم، وبعد أن يتسخ سيتم التخلص منه لاحقا في أقرب محطة، بتجديد الاتهامات حوله.

طيب لو كنت الرئيس في محل البرهان ترفض الطلب الأمريكي لصالح انقاذ الامارات، ولا تقبل؟
هل تتنازل عن شرط الخروج من بيوت المواطنين؟ وتصافح قائد المليشيا أو نائبه؟

سأقول: هل عندما دخل الدعم السريع في بيوت المواطنين والمستشفيات والأعيان المدنية، دخلها بتفاوض؟ لماذا يحتاج إلى الخروج منها الى تفاوض؟ يطلع كما دخل، بعدين يشوفوا مشكلته مع الجيش شنو؟!

إذا قالت المليشيا نحتاج ضمانات لأن الجيش ما سيغدر بهم وسيقصفهم إذا خرجوا.
مافي مشكلة .. افاوضك بدون ما تطلع .. لكن اعترف أولا أنك دخلت البيوت والمرافق بغرض الاحتماء من القصف، قلها وسجلها أمام العالم والمواطنين الذين دخلت بيوتهم، في مؤتمر صحفي يقدمه قائد الدعم السريع شخصيا، ويتلقى فيه الاسئلة من الصحفيين الدوليين والسودانيين في الدولة المضيفة للاجتماعات .. قبل يوم من اللقاء، وبعد أثبات احتلال البيوت يجوز لقائد المليشيا أن يناقش مع الجيش ضمانات الخروج منها.

مكي المغربي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

السودان: قصة ناجٍ من الموت بين مطرقة الدعم السريع وسندان الجيش 

“تم تعذيبي من قبل الدعم السريع بالسياط بواقع 250 جلدة بحجة تعاوني مع الجيش، وكسروا أصابعي. وعند سيطرة الجيش على الكدرو، اتهمني أفراد القوات المسلحة السودانية بتبعيتي للمعسكر الآخر وكادوا أن يقوموا بتصفيتي، ونجوت بأعجوبة”. 

الخرطوم: التغيير

بهذه الكلمات، ابتدر أشرف محمد خير حديثه لـ (التغيير) بعد شهور من التعذيب والاتهامات التي قضاها في ضاحية الكدرو بالخرطوم بحري. أشرف، الذي ظهر في مقطع فيديو متداول قبل فترة، بدا هو وأفراد أسرته في حالة صحية حرجة، حيث برزت عظامهم من فرط الجوع.

يحكي محمد خير مأساته التي بدأت في 24 أبريل 2024، عقب دخول الدعم السريع منطقة الكدرو، كاشفًا أنه تم اتهامه بالتعاون مع الجيش وجرى تعذيبه حتى كُسرت أصابعه، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله.

إقامة جبرية

مكث أشرف في الإقامة الجبرية حتى دخول الجيش في سبتمبر 2024. وبعد سيطرة القوات المسلحة على المنطقة، تنفس أشرف الصعداء وجرى إسعافه بمستشفى أم درمان، حيث خضع لفحوصات عامة كشفت عن ضعف حاد وفقدان جزئي للنظر.

يقول أشرف محمد خير لـ (التغيير): “خلال الفترة الأولى من دخول الدعم السريع، انعدمت الخدمات. كنت أضطر للمشي لمدة ساعتين لأجد أقرب سوق أبتاع منه المستلزمات. في إحدى المرات، استيقظت عقب صلاة الفجر قاصدًا منطقة السامراب وأنا أحمل بعض القمح، لأتفاجأ بأن الطاحونة لا تعمل بسبب انقطاع الكهرباء. عدت بخفي حنين وقطعت ذات المسافة في ساعتين”.

وأضاف: “كان أفراد الدعم السريع يزورونني بين الحين والآخر برفقة أسرتي ويوزعون لنا بعض الزيت والدقيق والبصل”.

وتابع: “بعد دخول الجيش، كاد أفراده أن يقوموا بتصفيتي بعد اتهامي بأنني (دعم سريع)، وفي لحظة خاطفة سحب جندي سلاحه وصوّبه نحو رأسي، لكن القائد تدخل وأمر بالتحري أولًا”.

واردف: “مكثت ثلاث ساعات تحت رحمة الجنود حتى تأكدوا من هويتي، ونجوت بأعجوبة. بعض الأهل فقدوا الاتصال بي وبأسرتي واعتقدوا أننا في عداد الأموات. كانت تجربة قاسية ومريرة”.

انعدام العلاج

وأشار أشرف إلى أن والدته لم تتلقَّ علاجاتها خلال تلك الفترة، وهي تعاني من مشاكل في القلب، ولم تحصل على أدوية تنظيم ضربات القلب، أو أدوية الغدة، أو قطرات العيون لمدة خمسة أشهر، حتى تم إسعافها بالفيتامينات والمحاليل الوريدية.

وكشف محمد خير أنهم عاشوا بدون كهرباء أو ماء خلال تلك الفترة. وأضاف: “كنت أرتدي قميصًا واحدًا طوال هذه الفترة لأن أفراد الدعم السريع أمروني بعدم تبديله حتى يتسنى لهم التعرف عليّ”.

وتابع: “بعد جلدي 250 جلدة وتعذيبي، فقدت الوعي مما جعلهم يهربون ويتركونني مغمًى عليّ لمدة يومين. كنت مقيدًا من رجلي ومعصوب العينين”.

وختم حديثه بالقول: “لا زلنا في منطقة الكدرو ببحري، حيث توافدت بعض الأسر وبدأت الحياة تعود لطبيعتها تدريجيًا، لكن ما عايشته من آلام ومآسٍ لن يُمحى من ذاكرتي”.

الوسومآثار الحرب في السودان الكدرو انتهاكات الجيش السوداني انتهاكات الدعم السريع ولاية الخرطوم

مقالات مشابهة

  • عود العُشر !!الارض تتململ تحت اقدام الجيش !!
  • رقعة حرب واحدة استعاد فيها الجيش زمام المبادرة بشكل كامل بينما تنهار المليشيا
  • الخروج من صفوف المليشيا.. البرهان يلتقي وفد تنسيقية قبيلة السلامات
  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • جهل دبلوماسي!!
  • مقار الجيش أكبر من أن يدخلها كل انتهازي ولاعب ليدو وتحديات وجولات تيك توك
  • السودان؛ الحرب المشهودة
  • حزب الأمة القومي يجيز “مشروع الخلاص الوطني” لإنهاء الحرب
  • السودان.. حرب بلا معنى
  • السودان: قصة ناجٍ من الموت بين مطرقة الدعم السريع وسندان الجيش