الاحتلال يزيّف الحقائق لتصدير "النصر الزائف".. والمقاومة تواصل حصد الأرواح والآليات العسكرية
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
الرؤية- غرفة الأخبار
تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تكبيد جيش الاحتلال خسائر بشرية وعسكرية كبيرة خاصة في الأيام الخمسة الماضية، لتصل الحرب على قطاع غزة يومها الثاني والثمانين دون أن تحقق إسرائيل أي أهداف عسكرية تذكر سوى قصف المنازل والمستشفيات ومدارس اللاجئين والنازحين.
وتحاول حكومة الاحتلال أن تظهر أمام مواطنيها وكأنها الممسكة بزمام الأمور في هذه الحرب، إلا أن تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقادة الجيش تشير إلى أنهم يواجهون أزمة عسكرية حقيقية داخل القطاع، وغير قادرين على الوصول إلى أماكن الأسرى في غزة أو وقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات والأراضي المحتلة، أو القضاء على حماس.
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن الحرب في غزة ستستمر لأشهر أخرى وسيتم العمل بطرق مختلفة لتحقيق الأهداف العسكرية، واصفًا ما يواجهونه من مقاومة صلدة بأنهم يقاتلون "في ظل أوضاع هي الأكثر تعقيدا على الإطلاق".
وفي الداخل الإسرائيلي، فإن الإسرائيليين باتوا لا يثقون في الروايات المضللة التي تروجها الحكومة أو الجيش، وقد ظهر ذلك حين قاطعت عائلات الأسرى كلمة نتنياهو في الكنيست أثناء تأكيده أن الحرب مستمرة لحين تحقيق أهدافها وأن لكل حرب ثمنها- في إشارة لمقتل العشرات من جنود الاحتلال-، وطالبوه بقبول أي شروط لإعادة الأسرى لدى فصائل المقاومة.
أما ميدانيا، فقد اعترف أمس جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 6 ضباط وجنود في معارك قطاع غزة، من بينهم ضابطان برتبة نقيب أحدهما قائد سرية في لواء ناحل.
وأعلنت أمس كتائب القسام استهداف دبابتين ميركافا شرق مخيم البريج، وناقلة جند تحمل عددا من الجنود شمال شرق المخيم وإيقاعهم بين قتيل وجريح وهبوط مروحية لإخلائهم، بالإضافة إلى تفجير عين نفق مفخخة في قوة إسرائيلية مكونة من 8 جنود شرق المخيم، واستهداف قوة راجلة متوغلة في منطقة الشيخ زايد شمال القطاع، وكذلك استدراج قوات خاصة لأحد المنازل في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة وتدميره بـ3 عبوات أفراد وعبوة صدمية وعبوة شواظ، واستهداف دبابة وجرافة بقذائف "الياسين 105" شمال مدينة خانيونس جنوب القطاع.
ونشرت كتائب القسام مشاهد من استهداف آليات الاحتلال المتوغلة، وتوثيقا لعملية استدراج جنود الاحتلال إلى إحدى البنايات قبل تفجيرها، وكذلك مشاهد لتفجير جيب عسكري ودبابة في منطقة أبراج الندى.
وأيضا قالت سرايا القدس إنها استهدفت آليتين عسكريتين في حي الشيخ رضوان، ودك التجمعات العسكرية بوابل من قذائف الهاون في منطقة جحر الديك وسط القطاع، وقصف "سديروت" و"نير عام" و "عسقلان" برشقة صاروخية، واستهداف 5 آليات عسكرية في جباليا البلد في عمل مشترك مع كتائب القسام، والإجهاز على قوة إسرائيلية متحصنة في أحد المنازل بمنطقة جباليا البلد بالأسلحة الرشاشة والقذائف.
وفي ضربة نفسية مُوجعة، فضح اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك أكاذيب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والصورة الزائفة التي يرسمها المحللون العسكريون في القنوات التلفزيونية، حيث يتحدثون عن آلاف القتلى من حماس وعن القتال مع قواتهم وجهًا لوجه.
وقال بريك "وفقًا للمعلومات التي تلقيتُها من الجنود والضباط الذين يقاتلون في قطاع غزة منذ بدء الحرب، توصلت إلى هذه الاستنتاجات"، في إشارة إلى ما وصفها بـ"الصورة الزائفة" للعمليات القتالية. وبحسب ما نشرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، فإن بريك طرح تحليلًا يوضح أن عدد من قتلهم جيش الاحتلال من كتائب القسام "أقل بكثير مما يُروَّج له"، وأن أغلب من قُتلوا من الجنود والضباط الإسرائيليين سقطوا نتيجةً لقنابل حماس وصواريخها المضادة للدبابات.
وأعرب بريك عن اعتقاده بأن الجيش الإسرائيلي لا يمتلك حاليًا وسيلة ناجعة وسريعة للقضاء على أعضاء حماس الذين يختبئ معظمهم في الأنفاق ولا يخرجون من فتحاتها إلا لزرع القنابل ونصب الأفخاخ المتفجرة وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات على مركباتنا المدرعة، ثم يختفون مرة أخرى داخل الأنفاق.
وأوضح اللواء المتقاعد أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وكبار مسؤولي الدفاع يريدون تصوير الحرب على أنها "انتصار عظيم" وذلك قبل أن ينقشع غبار المعركة وتتضح الصورة الحقيقية. وقال إنه لتحقيق هذه الغاية، يقومون بإحضار مراسلين من القنوات التلفزيونية الرئيسية إلى غزة لعرض "صور النصر"، لتصبح هذه الحرب هي الأكثر تصويرا التي شنتها إسرائيل على الإطلاق، وربما أي حرب شنت حتى في العالم أجمع، وفقا للجنرال المتقاعد.
وأضاف: "لكن مثل هذا التبجح بعرض صور النصر، حتى قبل أن نقترب من تحقيق أهدافنا، قد يكون مُدمرًا للغاية.. وكان الأفضل أن نظل أكثر تواضعًا". ويمضي يقول للصحيفة الإسرائيلية إن هذا يُذكِّره بما كان قادة عسكريون متقاعدون وغيرهم، يكررونه قبيل عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي بأن جيشهم هو الأقوى بالشرق الأوسط وأن أعداء إسرائيل قد تم ردعهم. وتابع: "لسوء الحظ، فإن هؤلاء المراسلين والمحللين والجنرالات المتقاعدين أنفسهم يواصلون تزوير صور من هذا النوع، وكأنهم لم يتعلموا شيئًا".
وأكد بريك أن تدمير الأنفاق في غزة "سيستغرق سنوات عديدة"، وسيكُبد إسرائيل خسائر فادحة، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي نفسه يعترف الآن بوجود مئات الكيلومترات من الأنفاق في أعماق الأرض وهي تربط طول غزة وعرضها.
وشدد اللواء المتقاعد على أن "وهم ردع حماس هو الذي جعل إسرائيل تُهمل توجيه خبرائها لدراسة وتخطيط وتصنيع المعدات المناسبة للحرب تحت الأرض، وهو ما جعلها اليوم تحاول ارتجال الحلول"، حسب قوله.
ونقل في هذا الصدد عن العديد من الضباط الذين يقاتلون في غزة قولهم إنه "سيكون من الصعب للغاية، إن لم يكن مستحيلا، منع حماس من إعادة بناء نفسها، حتى بعد كل الدمار الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بقواعدها".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی جیش الاحتلال کتائب القسام قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
عرض عسكري يهز “إسرائيل”
يمانيون../
احتفالات واستقبالات بالأحضان والزغاريد لـ200 أسير فلسطيني أُطلق سراحهم من سجون “إسرائيل”، وترديد الأسرى وحشود المستقبلين هتافات التحرير في كل سماء فلسطين: “الشعب يريد كتائب القـسام.. التحية لكتائب عز الدين القسام”.
سبقها ترتيبات أمنية منظمة على مِنصة مؤقتة، نُصبت على أنقاض غزة في ميدان فلسطين، كُتب عليها “الصهيونية لن تنتصر”، بحراسة كتيبة عسكرية مدججة بأسلحة “إسرائيلية” من غنائم سبعة أكتوبر 2023، وقّع مقاوم فلسطيني أوراق تسليم الأسيرات.
مشهد أسطوري
ومع أصوات التكبيرات والتهاليل وتصفيقات الجماهير، وتحايا الأسيرات الأربع (للكيان) لكل الحضور، تمت عمليات التسليم للصليب الأحمر، عقب إتمام مراسيم صفقة تبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى، في مشهد أسطوري يجسّد معادلة القوة والندية، لا ذلك المشهد الاستسلامي الذي أرادته “إسرائيل” للمقاومة.
رغماً عن أنف الكيان وحلفائه ومطبعيه، وقَّع نتنياهو على اتفاق صفقة الأسرى وأخذ أسراه، كما خططت المقاومة، وأراد القائد الشهيد يحيى السنوار، في مشهد أسطوري يحمل معاني العزة والكرامة.
وعد الملثم (أبو عبيدة) وصدق بوعده، وتم الإفراج عن الأسرى من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية بعد 471 يوما من حرب الإبادة والتدمير في غزة، وأصبحوا أحراراً بقرار من المقاومة، وتضحيات الشعب الفلسطيني، بعد سنوات وعقود في معتقلات “إسرائيل”.
صورة النصر المطلق
من أبرز ردود أفعال المنصات الإعلامية العبرية الصادمة على مشاهد عملية تبادل الأسيرات في غزة، الذي اعتبرها موقع “والأ” الصهيوني عرضا عسكريا صادما هزَّ كل “إسرائيل”.
وعبَّر موقع “أخبار إسرائيل” العبري عن بإندهاش: “يا إلهي، ما هذا الفشل الفادح!!.. فيديوهات جديدة صادمة من حماس أثناء وبعد 7 أكتوبر، لقد عرفوا كل شيء عنا قبل 7 أكتوبر، كان لديهم عناوين وخرائط.. أمر لا يصدَّق”.
وفي حين اعتبرت “قناة 12” العبرية مشهد تلويح المجندات بزيهن العسكري في ميدان فلسطين عرضا ساخرا من حماس، علق مراسل قناة “كان”، روعي كاس، ساخراً من نتنياهو، بقول: “هذه صورة النصر المُطلق”.
.. والثمن الباهظ
وقال الصحفي والمراسل العسكري الصهيوني، يهوشع يوسي، وهو يشاهد صور تسليم الأسيرات الصهيونيات في غزة: “لم يتم النصر على حماس، على الرغم من الأسلحة التي تلقاها الجيش “الإسرائيلي” من الولايات المتحدة، إلا أنه لم يحقق النصر على حماس”.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “دفعنا ثمناً باهظاً، اليوم، بالإفراج عن 200 أسير فلسطيني في إطار صفقة التبادل، بينهم 120 بأحكام المؤبد”.
الإهانات الثلاث
وبينما الصهاينة يندبون حظ الهزيمة، ردد لسان حال الفلسطينيين قائلاً: “حماس أهانت “إسرائيل” مرة بالطوفان، وثانية بالصمود، وثالثة بتسليم الأسرى.. كل خطوة محسوبة، أماكن التسليم، زي الأسيرات، مظهر المقاتلين، كل شيء مصمم لغرس نصل إضافي في قلب المجتمع “الإسرائيلي”.. حماس انتصرت في معركة الميدان، ومعركة الأخلاق، ومعركة الصورة، وستنتصر في معركة تحرير الأرض”.
الخلاصة، قالها الأكاديمي الفلسطيني الثائر، الدكتور رفيق عبدالسلام، على حسابه بمنصة “X”: ” كل شيء في مشهد تبادل الأسرى يقول إن غزة انتصرت سياسيا وعسكريا وأخلاقيا، إلا العربان يريدون إقناع العرب والعالم بأن الفلسطيني انهزم؛ لأنهم مهزومون نفسيا وذهنيا، ويرون كل ما حولهم هزائم وانكسارات”.
السياســـية – صادق سريع