الرؤية- غرفة الأخبار

تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تكبيد جيش الاحتلال خسائر بشرية وعسكرية كبيرة خاصة في الأيام الخمسة الماضية، لتصل الحرب على قطاع غزة يومها الثاني والثمانين دون أن تحقق إسرائيل أي أهداف عسكرية تذكر سوى قصف المنازل والمستشفيات ومدارس اللاجئين والنازحين.

وتحاول حكومة الاحتلال أن تظهر أمام مواطنيها وكأنها الممسكة بزمام الأمور في هذه الحرب، إلا أن تصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقادة الجيش تشير إلى أنهم يواجهون أزمة عسكرية حقيقية داخل القطاع، وغير قادرين على الوصول إلى أماكن الأسرى في غزة أو وقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات والأراضي المحتلة، أو القضاء على حماس.

وقال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، إن الحرب في غزة ستستمر لأشهر أخرى وسيتم العمل بطرق مختلفة لتحقيق الأهداف العسكرية، واصفًا ما يواجهونه من مقاومة صلدة بأنهم يقاتلون "في ظل أوضاع هي الأكثر تعقيدا على الإطلاق".

وفي الداخل الإسرائيلي، فإن الإسرائيليين باتوا لا يثقون في الروايات المضللة التي تروجها الحكومة أو الجيش، وقد ظهر ذلك حين قاطعت عائلات الأسرى كلمة نتنياهو في الكنيست أثناء تأكيده أن الحرب مستمرة لحين تحقيق أهدافها وأن لكل حرب ثمنها- في إشارة لمقتل العشرات من جنود الاحتلال-، وطالبوه بقبول أي شروط لإعادة الأسرى لدى فصائل المقاومة.

أما ميدانيا، فقد اعترف أمس جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 6 ضباط وجنود في معارك قطاع غزة، من بينهم ضابطان برتبة نقيب أحدهما قائد سرية في لواء ناحل.

وأعلنت أمس كتائب القسام استهداف دبابتين ميركافا شرق مخيم البريج، وناقلة جند تحمل عددا من الجنود شمال شرق المخيم وإيقاعهم بين قتيل وجريح وهبوط مروحية لإخلائهم، بالإضافة إلى تفجير عين نفق مفخخة في قوة إسرائيلية مكونة من 8 جنود شرق المخيم، واستهداف قوة راجلة متوغلة في منطقة الشيخ زايد شمال القطاع، وكذلك استدراج قوات خاصة لأحد المنازل في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة وتدميره بـ3 عبوات أفراد وعبوة صدمية وعبوة شواظ، واستهداف دبابة وجرافة بقذائف "الياسين 105" شمال مدينة خانيونس جنوب القطاع.

ونشرت كتائب القسام مشاهد من استهداف آليات الاحتلال المتوغلة، وتوثيقا لعملية استدراج جنود الاحتلال إلى إحدى البنايات قبل تفجيرها، وكذلك مشاهد لتفجير جيب عسكري ودبابة في منطقة أبراج الندى.

وأيضا قالت سرايا القدس إنها استهدفت آليتين عسكريتين في حي الشيخ رضوان، ودك التجمعات العسكرية بوابل من قذائف الهاون في منطقة جحر الديك وسط القطاع، وقصف "سديروت" و"نير عام" و "عسقلان" برشقة صاروخية، واستهداف 5 آليات عسكرية في جباليا البلد في عمل مشترك مع كتائب القسام، والإجهاز على قوة إسرائيلية متحصنة في أحد المنازل بمنطقة جباليا البلد بالأسلحة الرشاشة والقذائف.

وفي ضربة نفسية مُوجعة، فضح اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك أكاذيب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والصورة الزائفة التي يرسمها المحللون العسكريون في القنوات التلفزيونية، حيث يتحدثون عن آلاف القتلى من حماس وعن القتال مع قواتهم وجهًا لوجه.

وقال بريك "وفقًا للمعلومات التي تلقيتُها من الجنود والضباط الذين يقاتلون في قطاع غزة منذ بدء الحرب، توصلت إلى هذه الاستنتاجات"، في إشارة إلى ما وصفها بـ"الصورة الزائفة" للعمليات القتالية. وبحسب ما نشرته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، فإن بريك طرح تحليلًا يوضح أن عدد من قتلهم جيش الاحتلال من كتائب القسام "أقل بكثير مما يُروَّج له"، وأن أغلب من قُتلوا من الجنود والضباط الإسرائيليين سقطوا نتيجةً لقنابل حماس وصواريخها المضادة للدبابات.

وأعرب بريك عن اعتقاده بأن الجيش الإسرائيلي لا يمتلك حاليًا وسيلة ناجعة وسريعة للقضاء على أعضاء حماس الذين يختبئ معظمهم في الأنفاق ولا يخرجون من فتحاتها إلا لزرع القنابل ونصب الأفخاخ المتفجرة وإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات على مركباتنا المدرعة، ثم يختفون مرة أخرى داخل الأنفاق.

وأوضح اللواء المتقاعد أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وكبار مسؤولي الدفاع يريدون تصوير الحرب على أنها "انتصار عظيم" وذلك قبل أن ينقشع غبار المعركة وتتضح الصورة الحقيقية. وقال إنه لتحقيق هذه الغاية، يقومون بإحضار مراسلين من القنوات التلفزيونية الرئيسية إلى غزة لعرض "صور النصر"، لتصبح هذه الحرب هي الأكثر تصويرا التي شنتها إسرائيل على الإطلاق، وربما أي حرب شنت حتى في العالم أجمع، وفقا للجنرال المتقاعد.

وأضاف: "لكن مثل هذا التبجح بعرض صور النصر، حتى قبل أن نقترب من تحقيق أهدافنا، قد يكون مُدمرًا للغاية.. وكان الأفضل أن نظل أكثر تواضعًا". ويمضي يقول للصحيفة الإسرائيلية إن هذا يُذكِّره بما كان قادة عسكريون متقاعدون وغيرهم، يكررونه قبيل عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي بأن جيشهم هو الأقوى بالشرق الأوسط وأن أعداء إسرائيل قد تم ردعهم. وتابع: "لسوء الحظ، فإن هؤلاء المراسلين والمحللين والجنرالات المتقاعدين أنفسهم يواصلون تزوير صور من هذا النوع، وكأنهم لم يتعلموا شيئًا".

وأكد بريك أن تدمير الأنفاق في غزة "سيستغرق سنوات عديدة"، وسيكُبد إسرائيل خسائر فادحة، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي نفسه يعترف الآن بوجود مئات الكيلومترات من الأنفاق في أعماق الأرض وهي تربط طول غزة وعرضها.

وشدد اللواء المتقاعد على أن "وهم ردع حماس هو الذي جعل إسرائيل تُهمل توجيه خبرائها لدراسة وتخطيط وتصنيع المعدات المناسبة للحرب تحت الأرض، وهو ما جعلها اليوم تحاول ارتجال الحلول"، حسب قوله.

ونقل في هذا الصدد عن العديد من الضباط الذين يقاتلون في غزة قولهم إنه "سيكون من الصعب للغاية، إن لم يكن مستحيلا، منع حماس من إعادة بناء نفسها، حتى بعد كل الدمار الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بقواعدها".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی جیش الاحتلال کتائب القسام قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تكذب مزاعم إسرائيل بوجود مقاومين بمدرسة الجاعوني

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ادعاءات الجيش الإسرائيلي بوجود عناصر للمقاومة الفلسطينية في مدرسة الجاعوني، التابعة لوكالة (الأونروا) والتي قصفها طيرانه مخلفا عشرات الشهداء والجرحى هي "محض كذب وتضليل".

وفي وقت سابق السبت، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه مسلحين فلسطينيين داخل مدرسة الجاعوني التي تأوي نازحين بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد 16 فلسطينيا وإصابة 50 آخرين.

وادعى الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته هاجمت عناصر للمقاومة كانوا داخل مجمع المدرسة التي استخدمت كمقر قيادة لمسلحي حركة حماس حسب زعمهم.

وردا على هذه المزاعم، أوضحت الحركة، في بيانها، أن الجيش الإسرائيلي "يحاول من خلال ادعائه تمرير وتسويق جرائمه للرأي العام، وإخفاء أهدافه الواضحة التي يسعى لتنفيذها، بإبادة الشعب الفلسطيني وتدمير جميع مقومات الحياة في قطاع غزة.

وأضاف بيان الحركة أن مراكز إيواء النازحين ومدارس ومنشآت الأونروا تعرضت لعمليات استهداف وتدمير ممنهج، وارتقى داخلها مئات الشهداء من النازحين، من أطفال ونساء وشيوخ.

وقالت الحركة إن الاعتداءات المتكررة تستدعي موقفا واضحا من المجتمع الدولي، بإدانتها، والعمل على وقفها، ومحاسبة مرتكبيها من قادة الاحتلال على جرائمهم.

وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي 17 مدرسة ومركزًا لإيواء النازحين داخل مخيم النصيرات للاجئين، منذ بداية العدوان على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولجأ الفلسطينيون إلى المدارس كمراكز إيواء بعد أن دمر الاحتلال منازلهم ومناطق سكنهم خلال عدوانه المستمر على القطاع.

والثلاثاء الماضي قالت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاخ، في إحاطة قدمتها أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في الشرق الأوسط، إن هناك 1.9 مليون نازح، في مختلف أنحاء القطاع الذي يشهد حربا إسرائيلية مدمرة منذ نحو 9 أشهر.

مقالات مشابهة

  • تقرير يكشف تقديرات الجيش الإسرائيلي بشأن أنفاق حماس بعد 9 أشهر من الحرب
  • جنرال في جيش الاحتلال يحذر: رفض نتنياهو لصفقة التبادل بمثابة إسقاط قنبلة نووية على “إسرائيل” وقد يجرها إلى حرب إقليمية مدمرة
  • جنرال متقاعد: رفض نتنياهو لصفقة التبادل بمثابة إسقاط قنبلة نووية على إسرائيل
  • قصف إسرائيلي عنيف على أحياء في مدينة غزة وفرار آلاف السكان  
  • جنرالات إسرائيل الكبار يعانون نقص الذخيرة ويريدون إنهاء الحرب
  • كارثة من لبنان.. هذا آخر اعتراف إسرائيليّ!
  • لابيد يحدد نقطة ضعف الجيش الإسرائيلي
  • صفارات الإنذار تدوي شمال إسرائيل للمرة الأولى منذ بداية الحرب
  • حماس تكذب مزاعم إسرائيل بوجود مقاومين بمدرسة الجاعوني
  • حماس تكذب مزاعم إسرائيل وجود مقاومين بمدرسة الجاعوني