موقع 24:
2025-01-01@06:47:09 GMT

مبدأ التفاوض ليس عورة!

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

مبدأ التفاوض ليس عورة!

في عالمنا العربي لدينا مفاهيم مغلوطة في فهمنا السياسي حول مبدأ التفاوض على أي شيء، مادي أو معنوي.

التفاوض في ثقافتنا الشعبية هو «عار كامل» و«تخلٍّ وتنازل» حتى لو أدى إلى مكاسب، و«عدم التفاوض» هو شرف عظيم ومكانة وقوة حتى لو أدى إلى خسائر مؤكدة.
يدخل التاريخ في الثقافة الأنجلو ساكسونية السياسي الذي يتمكن من الحفاظ على الأرض والأرواح والمكاسب المادية والحفاظ على السيادة الوطنية دون خسائر بشرية.


في عالمنا العربي، يدخل التاريخ من أوسع أبوابه من يقاتل حتى لو أدى ذلك إلى فقدان الأرض والسيادة.
تقييم البطولة ليس مرتهناً بالنتائج النهائية، ولكن بما يدفع مشاعر الناس شعبوياً.
الثقافة الشعوبية السياسية تقوم على مخاطبة انفعالات وجموح الجماهير الراجية في التنفيس السياسي عن إحباطها بمعارك طواحين الهواء.
هل هذا يعني أن كل من يعلن الحرب مغامر وشعبوي؟
بالتأكيد لا، هناك حرب مشروعة يكون فيها الحلال بيّناً والحرام بيّناً، ويكون فيها ظالم ومظلوم، ويكون خيار الحرب هو الخيار النهائي الأخير بعدما تكون كل أنواع الحوار العقلاني قد استنفدت ووصلت إلى مرحلة: «كتب عليكم القتال» لأنه لم يعد هناك أي وسيلة أخرى.
ويقول الجنرال الأمريكي، والرئيس الأسبق أيزنهاور «إن أكثر من يسعى إلى تجنب الحروب هم الجنرالات؛ لأنهم يدركون فداحة الثمن الذي يتوجب دفعه».
والتعريف السياسي للتفاوض هو: «عملية يمكن من خلالها حل النزاعات أو تسوية المعاملات بمختلف أنواعها أو إنشاء اتفاقيات بين الأفراد والجماعات».
ويمر أي تفاوض بعدة مراحل هي: التجهيزات ثم النقاش، ثم توضيح الأهداف، ثم البحث عن نتيجة مرضية للطرفين، ثم التوصل إلى اتفاقية مبادئ، ثم تنفيذ العمل حسب المسارات المقترحة.
وهناك مجموعة من المهارات يجب أن تتوفر لدى المفاوض، تبدأ من الإلمام الكامل بموضوع التفاوض، وتوفر المرونة في التكتيكات، مع الحفاظ على المبدأ الاستراتيجي، وإدارة تلك العملية بصدق ومهارة وإبداع.
وهناك دول برعت في قتل المفاوضات من خلال ما يعرف بـ«الصبر الاستراتيجي»، أي إطالة الأمد بشكل ضاغط يعتمد على الضغط والرفض اللانهائي.
الصبر الاستراتيجي صفة لدى المفاوض الإيراني مع الأمريكيين، والفيتنامي مع كسينجر، والإثيوبي مع مصر والسودان، والإسرائيلي في كامب ديفيد، والسوري في «واي ريفر».
أخطر ما في مسألة التفاوض هو إيمان أحد الأطراف بأن ثمن الوصول إلى طريق مسدود مهما كانت الكلفة هو أهون من إنجاز اتفاق مهما كانت المكاسب.
انظروا الآن إلى مفاوضات غزة، والحرب الأهلية في السودان، ومسألة الاتفاق على تسمية رئيس في لبنان، وتحديث الدستور في سوريا، والاتفاق على الإصلاح السياسي في تونس، أو التسوية النهائية بين شمال وجنوب اليمن.
كلها كوارث إنسانية تغلب فيها «جنون الرفض» على أي عقلانية سياسية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

لابيد: نتنياهو يضيع كل فرص التفاوض لتبادل الأسرى

هاجم زعيم المعارضة في الكيان الإسرائيلي المحتل سياسات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين وما يقوم به من عمليات تعطيل لتبادل الأسرى، وفق ما ذكرت صحف عبرية.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن يائير لابيد زعيم المعارضة قوله إن حكومة نتنياهو “تحاول إقناعنا بأن صفقة التبادل غير ممكنة لأنها لا تريدها ولا تريد أن تسير فيها”.

وذكر لابيد أن نتنياهو يخشى إضاعة تأييد مؤيديه ومناصريه والوزراء  المتطرفين، و"أعتقد أن الصفقة ممكنة وقد كانت ممكنة أيضا قبل 8 أشهر".

وأكد لابيد أن نتنياهو لا يريد التوصل إلى صفقة تبادل لأسباب سياسية تخصه تشير إلى رغبة مستمرة في البقاء.

مقالات مشابهة

  • مسؤول إيراني: النظام اقتنع بالتفاوض المباشر مع ترامب
  • خلال لقاءه برئيس المحكمة الاتحادية العليا .. وزير العدل د.خالد شواني يشيد بدور المحكمة في ارساء مبدأ سيادة الدستور
  • تعرف على موعد ومكان عزاء أحمد عدوية
  • سلة الحشد تحقق فوزاً مهماً على الشرطة في دوري المحترفين
  • حرمة المنازل.. مبدأ دستوري يقره النواب يحدد ضوابط تفتيش البيوت
  • لابيد: نتنياهو يضيع كل فرص التفاوض لتبادل الأسرى
  • بحضور نجوم الفن.. تشييع جثمان أحمد عدوية إلى مثواه الأخير| صور
  • وصول مصطفى كامل للمشاركة في جنازة أحمد عدوية.. صور
  • عبد الباسط حمودة ينهار من البكاء في جنازة أحمد عدوية.. شاهد
  • خالد سرحان ناعيًا أحمد عدوية: الجميل في ذمة الله