لم يكن الاحتدام الواسع في المواجهات الميدانية بين حزب الله واسرائيل عند الحدود الجنوبية امس مفاجئا، اذ سبقته تقديرات وتوقعات متخوفة من انفجار أوسع عقب اغتيال أحد كبار المستشارين لدى الحرس الثوري الإيراني في سوريا رضي موسوي، بضربة صاروخية شنّتها إسرائيل على منزله في منطقة السيدة زينب بالقرب من العاصمة السورية دمشق.


وكتبت" النهار": مع ان تبادل المواجهات لم يخرج الى حدود بعيدة عن خطوط المواجهات المألوفة، الا ان اللافت فيها تمثل في استهدافات "نوعية" متبادلة على جانبي خط المواجهة اذ حصدت قتلى في الجانب اللبناني فيما أوقعت الكثير من الجرحى العسكريين في الجانب الإسرائيلي. وتبدو الساحة الجنوبية بذلك مقبلة على "وداع " السنة 2023 بستاتيكو النزف الميداني المفتوح بلا أي افق واضح حيال المدى الزمني لوقف دوامة المواجهات بهدنة ترتبط بهدنة يجري العمل عليها بلا امال كبيرة في غزة، او بتسوية لا يبدو ان طريقها مفتوح لاعادة احياء الروح في القرار 1701 المجمّد او المعلق تنفيذه حتى اشعار اخر.
و جدّد مصدر ديبلوماسي عبر «نداء الوطن»، تنبيهه القيادات اللبنانية، ومعها «حزب الله»، من مغبة «الخضوع للاستفزاز الإسرائيلي المتمادي، الذي تجاوز في تجروئه حدّ توجيه ضربات جوية في عمق يتعدى العشرين كيلومتراً»، كما حصل في الأيام الأخيرة في جبشيت، جبل الريحان وجسر الخردلي، وكلاهما يقعان شمال مجرى نهر الليطاني». وأضاف المصدر: «وبعكس الانطباع السائد، بأن الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة يمتلك القدرة على منع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من توسيع المواجهة من غزة الى لبنان، تبيّن أنّ لا امكانية مطلقة لدى واشنطن في التأثير على نتنياهو، لأسباب أميركية داخلية تتصل بالانتخابات الرئاسية، وبمستقبل نتنياهو الشخصي الذي يقع بين حديّ المحاكمة والخسارة السياسية التامة».
وحذّر المصدر من أنّ «الخشية كبيرة من ان يعمد نتنياهو الى توسيع الحرب في اتجاه لبنان. وحينها ستكون واشنطن أمام خيار تبنّي التوجه الإسرائيلي، وبالتالي فإنّ لبنان بوضعه الحالي المهترئ على كل الصعد، لا يتحمل الدخول في حرب أياً تكن موازين الردع المتبادل».
وأكد المصدر أنّ «من مصلحة لبنان التمسك بتنفيذ القرار الدولي 1701، بعدما صار واضحاً أنّ نتنياهو يريد جرّ لبنان الى حرب تحرج القوات الأميركية في المتوسط، ويجبرها على الدخول في الحرب لعل إيران تدخل الحرب أيضاً، ونصبح أمام عملية تدويل تؤدي الى مسار سياسي جديد يتجاوز عبره نتنياهو كل مشكلاته الداخلية». ودعا لبنان الى «المسارعة في انجاز استحقاقاته، إذ من غير المقبول ان يبقى بلا رئيس للجمهورية».

وكتبت" اللواء": يمكن وصف يوم أمس عسكرياً في الجنوب بأنه يوم نوعي، لجهة استهداف المقاومة لمواقع الاحتلال في الجهة المقابلة للقرى الحدودية الجنوبية، التي ضربت بصواريخ بركان وإلحاق اصابات في صفوف جنوده، ويوم كمِّي لجهة توسع جغرافيا القرى والنطاقات السكنية المستهدفة بالقصف، الى منطقة ما بعد الليطاني وصولاً الى قضاء النبطية، اذ استهدفت جبشيت للقصف لاول مرة منذ اندلاع الحرب في غزة وعلى اهلها الآمنين المساكين، مع بروز تطور نوعي في المواجهة الاقليمية من بر الشام الى سواحل البحر الاحمر.. وإعلان الاحتلال حصول 10 اصابات على الجبهة الشمالية مع لبنان.
وكتبت" البناء": حذّر خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية من أن قواعد الاشتباك الحاكمة على الحدود قد لا تصمد إلى وقت طويل في ظل ضراوة القصف على طول الجبهة الجنوبيّة وحجم التأثير الذي تشكّله عمليات قوات حزب الله على جيش الاحتلال وعلى سكان شمال فلسطين وعلى حكومة الحرب والمستوى السياسيّ الإسرائيليّ، ويُضيف الخبراء لـ«البناء”: صحيح أن حزب الله وجيش الاحتلال يدرسان الضربات على ميزان من ذهب لعدم الانزلاق إلى الحرب الشاملة ولوجود ضابط إيقاع أميركيّ لا يريد التصعيد أكثر، لكن لا يمكن ضبط الوضع كلياً وأي خطوة غير محسوبة قد تأخذ الأمور إلى حرب شاملة.
ويشدّد الخبراء على أن الاحتلال الاسرائيلي ضاق ذرعاً من ضربات المقاومة في الجنوب ومن المعادلات القاسية التي فرضتها ولا يمكن لجيش الاحتلال تغييرها وحتى لو شنّ عدواناً عسكرياً كبيراً في جنوب الليطاني لإبعاد حزب الله. وأوضح الخبراء أن أي عدوان إسرائيلي لن يستطيع إبعاد الحزب الذي بات أكثر قوة من ٢٠٠٦ بأضعاف فيما جيش الاحتلال يغرق في مستنقع الحرب في غزة وتواجهه هزيمة كبيرة.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

مطالبة الأمة مغادرة مربع الصمت.. "حماس" تدين الاستهداف الإسرائيلي للبنان

بيروت - صفا قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن الإرهاب الإسرائيلي المتصاعد ضدَّ الشعب اللبناني الشقيق بسبب إسناده للشعب الفلسطيني ووقوفه ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزَّة، والدماء التي تسيل بفعل هذا الإجرام الإسرائيلي في كلّ من فلسطين ولبنان، يتطلّب من أمتنا العربية والإسلامية مغادرة مربع الصمت، والتحرّك بكل الوسائل وفي كل المحافل الدولية، رفضاً للانحياز والدعم الأمريكي لهذا العدوان الغاشم، وانتصاراً لقيم النخوة والشهامة في الوقوف مع الشعبين الفلسطيني واللبناني ضد مخططات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية. وأدانت "حماس" في بيان لها وصل وكالة "صفا"، يوم الجمعة، بأشد العبارات العدوان والتصعيد الإسرائيلي الوحشي المتواصل ضدَّ الشعب اللبناني الشقيق، عبر الغارات الهمجية، التي كان آخرها غارة إسرائيلية استهدفت مبانيَ سكنية في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، وادعاء الاحتلال استهداف سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. وجددت تضامنها المطلق مع الشعب اللبناني الشقيق والإخوة في حزب الله والمقاومة الإسلامية في لبنان، نشاركهم الألم والأمل بالنصر على هذا العدو الصيهونازي، ونثمّن ونشيد بتضحياتهم و صمودهم في ملحمة الحساب المفتوح إسناداً لشعبنا ومقاومتنا، ورداً ودفاعاً عن الشعب اللبناني الشقيق.  إنَّ الاحتلالَ وقادتَه النازيين يتوهَّمون حالمين؛ أنَّهم بممارستهم أبشع المجازر ضدَّ الشعبين الفلسطيني واللبناني، أو باستهدافهم قادة المقاومة ورجالاتها، سيحقّقون أهدافهم الخبيثة، أو سيحرزون نصراً موهوماً يقضي على جذوة المقاومة وقوّتها واستمرارها، وعلى الحاضنة الشعبية الداعمة والمؤيّدة لها.

مقالات مشابهة

  • حراك دولي لتجنب الحرب الشاملة.. بايدن يحادث نتنياهو ووزير الخارجية الفرنسي في بيروت
  • جهود دولية للتهدئة.. الهجمات الإسرائيلية تفاقم أزمات لبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: «الاحتلال الإسرائيلي» تواصل توسيع هجماتها في الأراضي اللبنانية
  • الطيران الحربي الإسرائيلي يشن سلسلة من الغارات على بلدات لبنان
  • مصادر ديبلوماسيّة لـلبنان 24: وزير خارجية فرنسا في بيروت مساء اليوم
  • تحذير من الجيش الإسرائيلي لسكان البقاع والضاحية الجنوبية
  • تحذير أممي عاجل بشأن اليمن عقب الهجوم الإسرائيلي على لبنان ومقتل معظم قادة حزب الله
  • النازحون مع الغزو الإسرائيلي!.. المواجهات العسكرية الأخيرة والتهديدات المستمرة بطائرات دون طيار من حزب الله أدت إلى زيادة القلق
  • تحذير أمريكي عاجل.. مغادرة لبنان أصبحت ضرورة ملحة لمواطني الولايات المتحدة
  • مطالبة الأمة مغادرة مربع الصمت.. "حماس" تدين الاستهداف الإسرائيلي للبنان