حرب غزة ستمتد لأشهر.. والتوتر العسكري يتصاعد في المنطقة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الثلاثاء، إن الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة حماس في غزة ستستمر على الأرجح لعدة أشهر، بينما عبرت الأمم المتحدة وعدد من الدول الغربية عن قلقها إزاء تصاعد الهجمات الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل أكثر من 100 فلسطيني في جزء واحد من القطاع منذ عشية عيد الميلاد.
وقال هاليفي للصحفيين على الحدود مع غزة، في بيان بثه التلفزيون، "ستستمر الحرب شهورا كثيرة وسنستخدم أساليب مختلفة للحفاظ على إنجازاتنا لفترة طويلة".
وأضاف "لا حلول سحرية ولا طرق مختصرة لتفكيك منظمة إرهابية، بل قتال حازم ومتواصل... سننال من قيادة حماس أيضا، سواء استغرق هذا أسبوعا أو شهورا".
وشهدت فترة عيد الميلاد تصاعدا في الحرب، وخصوصا في وسط القطاع حيث طلبت القوات الإسرائيلية من المدنيين مغادرة المنطقة رغم أن الكثيرين يقولون إنه لم يعد يوجد مكان آمن يذهبون إليه.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، سيف ماغانغو، "نشعر بقلق بالغ إزاء استمرار قصف القوات الإسرائيلية لمنطقة وسط غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 100 فلسطيني منذ عشية عيد الميلاد".
وأضاف "يتعين على القوات الإسرائيلية أن تتخذ جميع التدابير المتاحة لحماية المدنيين. الإنذارات وأوامر الإخلاء لا تعفيها من كامل التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي".
وأعلنت الأمم المتحدة اليوم تعيين منسقة للإشراف على شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة في إطار قرار اتخذه مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة لزيادة المساعدات الإنسانية.
وقالت الأمم المتحدة في بيان إن الهولندية، سيجريد كاج، ستكون منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة وستبدأ عملها في الثامن من يناير كانون الثاني.
وأضافت "ستعمل في هذا الدور على تيسير وتنسيق ومراقبة والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية لغزة"، كما أنها ستنشئ "آلية" لتسريع وصول المساعدات إلى غزة من خلال دول غير منخرطة في الصراع.
وتصر إسرائيل على المضي لتحقيق هدف تدمير حماس على الرغم من النداءات العالمية لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 11 أسبوعا، وسط مخاوف من احتمال توسع نطاق الصراع جراء الهجمات المتبادلة بين القوات الأميركية والقوات المتحالفة مع إيران.
ومنذ أن قتلت حماس 1200 شخص وأسرت 240 رهينة في الهجوم الأكثر دموية لمسلحين فلسطينيين في تاريخ إسرائيل، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بهجوم شامل على القطاع الذي تسيطر عليه حماس، مما أدى لتدمير معظم القطاع.
وتقول السلطات الصحية الفلسطينية إن ما يقرب من 21 ألفا من الفلسطينيين تأكد مقتلهم في الضربات الإسرائيلية وإن آلافا آخرين يعتقد بأنهم ما زالوا تحت الأنقاض. ونزح تقريبا كل سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وكثيرون منهم نزحوا عدة مرات.
وتقول إسرائيل إنها تفعل ما في وسعها لحماية المدنيين، وتحمل حماس مسؤولية تعريضهم للأذى بسبب إطلاق هجماتها من مناطق يوجد بها مدنيون، وهو ما تنفيه حماس.
لكن حتى الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، قالت إن عليها بذل المزيد من الجهود للحد من عدد القتلى المدنيين بسبب ما وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه "قصف عشوائي".
كما أعربت وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، عن "قلقها العميق من إعلان السلطات الإسرائيلية تكثيف القتال في غزة وإطالة أمده" في إطار الحرب ضد حركة حماس في القطاع.
وجددت الوزارة في بيان دعوة باريس "إلى هدنة إنسانية فورية تؤدي إلى وقف لإطلاق النار"، مستنكرة "القصف الممنهج الذي أدى مجددا الى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في الأيام الأخيرة".
قال البيت الأبيض إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، سيجتمع في وقت لاحق اليوم مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، لبحث الصراع في غزة وإعادة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل علنا منذ أسابيع كي تقلص حملتها العسكرية في غزة وتحويلها إلى هجمات أكثر دقة وتحديدا تستهدف قادة حماس، لكن إسرائيل تقول إنها لن توقف القتال حتى تقضي تماما على حماس.
وقال مستشار نتانياهو، مارك ريغيف، لشبكة (سي.إن.إن)، الثلاثاء، إن تدمير حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007، "شرط أساسي لمستقبل أفضل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأضاف "لن تصبح غزة خالية من السلاح والتطرف دون تدمير حماس أولا. ولا يمكن إعادة إعمار غزة، وإعادة بناء حياة الناس دون التخلص أولا من حماس".
تصعيد في المنطقةوفي علامة أخرى على توتر الأوضاع في المنطقة، قالت جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران إنها أطلقت طائرة مسيرة باتجاه إيلات بجنوب إسرائيل، لكن الجيش الإسرائيلي قال إن إحدى طائراته المقاتلة اعترضت ما سماه "هدفا جويا معاديا" في منطقة البحر الأحمر قبل أن يصل إلى إسرائيل.
ويهاجم الحوثيون السفن التي يقولون إن لها صلات بإسرائيل عند مدخل البحر الأحمر، أحد أكثر ممرات الشحن استخداما في العالم.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الثلاثاء، أن الجيش الأميركي أسقط طائرات مسيرة هجومية، وصواريخ أطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه سفن شحن في البحر الأحمر.
وأفادت القيادة المركزية الأميركية، في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، أن قواتها أسقطت "12 طائرة بدون طيار هجومية أحادية الاتجاه، وثلاثة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وصاروخين كروز للهجوم الأرضي في جنوب البحر الأحمر التي أطلقها الحوثيون على مدار 10 ساعات".
وتعرضت القوات الأميركية لهجوم من مسلحين تدعمهم إيران في العراق وسوريا بسبب دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على حماس في غزة.
وفي أحدث اشتباك بين الطرفين، نفذ الجيش الأميركي ضربات جوية انتقامية، الاثنين، في العراق بعد هجوم بطائرة مسيرة شنه مسلحون متحالفون مع إيران على قاعدة أميركية في أربيل، مما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود أميركيين أحدهم في حالة حرجة.
وقال الجيش الأميركي إن الضربات الجوية قتلت "عددا من مقاتلي كتائب حزب الله" ودمرت عدة منشآت تستخدمها الجماعة.
وأدت غارة جوية إسرائيلية، الاثنين، إلى مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني في سوريا.
وشكلت حادثة مقتل القيادي الكبير، الأقدم في "الحرس الثوري" الإيراني، رضي موسوي، ضربة كبيرة بالنسبة لطهران وفق مراقبين.
وقتل موسوي في منطقة السيدة زينب بالعاصمة دمشق، وحسب ما أوضح السفير الإيراني في سوريا حسين أكبري، الاثنين، فقد "استهدف منزله بثلاثة صواريخ إسرائيلية"، وبعدما دمر المبنى "وجد جثمانه في ساحة البناء".
وعلى الحدود مع لبنان، قالت إسرائيل، الثلاثاء، إن تسعة جنود إسرائيليين ومدنيا واحدا أصيبوا بصواريخ مضادة للدبابات أطلقت من لبنان باتجاه كنيسة، مما أدى إلى ضربات جوية انتقامية ضد أهداف لحزب الله.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمام المشرعين "نحن في حرب متعددة الجبهات ونتعرض للهجوم من سبعة جبهات: غزة ولبنان وسوريا ويهودا والسامرة (الضفة الغربية) والعراق واليمن وإيران". وكان يشير إلى ستة أماكن ينشط فيها مسلحون مدعومون من إيران بالإضافة إلى إيران نفسها.
وفي الهند وقع انفجار قرب السفارة الإسرائيلية في نيودلهي. وقالت السلطات إنه لم يتسبب في إصابة أي من الموظفين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الولایات المتحدة الجیش الأمیرکی الأمم المتحدة البحر الأحمر حرکة حماس فی العراق حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
حصار البحر والموت في أمواجه.. إسرائيل تدمر قطاع الصيد في غزة
الثورة / متابعات
يعيل عدنان الأقرع، أسرة مكونة من 13 فردًا، وقد ورث مهنة الصيد عن والده وأجداده، لكنه اليوم يقف عاجزًا أمام واقع قاسٍ فرضته حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع الصيد البحري، حيث تغلق سلطات الاحتلال البحر أمام آلاف العاملين فيه.
يمتلك الأقرع ثلاثة قوارب صغيرة (حسكة) يعتمد عليها في إعالة أسرته، ومع ذلك، فإن قيود الاحتلال على الصيد جعلت من العمل في البحر خطرًا يوميًا يهدد حياته وحياة أبنائه.
يقول لأقرع: “كنا نحاول الصيد على بعد بضعة أمتار فقط من الشاطئ، ولكن حتى هذا كان يشكل خطرًا كبيرًا، فالاحتلال لا يريد لنا أن نعيش، ويفرض علينا حصارًا بحريًا خانقًا، ويمنعنا من الصيد، وعندما نحاول العمل في أقرب نقطة إلى الشاطئ، نصبح أهدافًا مباشرة لنيرانه”.
في صباح يوم 10 فبراير 2024م، خرج ابنه محمود، 24 عامًا، لمساعدته في الصيد، ولم يكن يدرك أن هذا اليوم سيكون الأخير في حياته، فعند الساعة السابعة والربع، رأيناه يحاول الابتعاد قليلًا داخل المياه، لكن زوارق الاحتلال كانت له بالمرصاد، حيث أطلقت عليه قذيفتين مباشرة، وعلى مرأى من أعيننا جميعًا، سقط شهيدًا في البحر”.
ويضيف الأقرع: “لم أستطع فعل شيء لإنقاذه، كنت أشاهد ابني وهو يغرق في دمه، بينما كانت الزوارق الحربية تواصل استهداف كل من يحاول الاقتراب”.
ولم يكن مجدي الأقرع، ابن عم عدنان، في وضع أفضل، إذ فقد أربعة قوارب يمتلكها بفعل القصف والتدمير الإسرائيلي، ما جعله يفقد مصدر رزقه الوحيد.
يقول مجدي: “خسرنا كل شيء، استهدف الاحتلال قواربنا وأحرقها بالكامل، ولم يكتفِ بذلك، إذ دمر الشباك والمعدات التي نعتمد عليها في عملنا اليومي. كيف سنعيش الآن؟ ومن أين سنحصل على قوت أطفالنا”.
وتابع “أعيل أسرة كبيرة مكونة من 60 فردًا، تضم إخوتي وأولادهم، واليوم لم يعد لدينا أي دخل، كنا نعيش من الصيد، لكنه لم يعد خيارًا متاحًا، نعتمد الآن على التكايا والمساعدات الإنسانية، لكن إلى متى؟.
دمار ممنهج للبنية التحتية
وبحسب نقيب الصيادين في غزة نزار عياش، فإن جيش الاحتلال لم يكتفِ باستهداف الأفراد، بل عمد إلى تدمير البنية التحتية للصيد بشكل كامل، مشيراً إلى أن جميع موانئ الصيد تدمرت بفعل القصف الإسرائيلي المباشرة، ما أدى إلى تدمير القوارب والمعدات.
ويبين عياش أن الاحتلال دمر خلال حرب الإبادة 144 غرفة معدات، و300 قارب صغير، و80 قاربًا كبيرًا في غزة، أما في شمال القطاع، فقد تم تدمير 10 غرف معدات، و40 قاربًا، وفي وسط القطاع تم تدمير 70 قاربًا مع جميع المعدات. أما في ميناء خان يونس، فتم تدمير الميناء بالكامل، مع 80 قاربًا صغيرًا و14 قاربًا كبيرًا، بالإضافة إلى حرق جميع المحركات والشباك”.
ويضيف أن جيش الاحتلال عمل على تدمير جميع مصانع الثلج التي يعتمد عليها الصيادون لحفظ الأسماك، اثنان منهما في ميناء غزة، ومصنع وحيد في ميناء خان يونس، مشيرا إلى أن هذه المصانع كانت أساسية لحفظ الأسماك وضمان عدم تلفها، والآن لم يعد هناك بديل للصيادين.
كما دمر الاحتلال، تبعا لنقيب الصيادين، أنظمة الطاقة الشمسية التي توفر الكهرباء لموانئ الصيد، ومصادر المياه التي تزودهم باحتياجاتهم الأساسية، مشددا على أن الاحتلال تعمد شلّ قطاع الصيد البحري بالكامل، حتى لا تكون هناك أية فرصة لاستعادة الصيادين لمهنتهم.
وبحسب نقابة الصيادين، فإن عدد الشهداء من الصيادين تجاوز 100 شهيد، بينما يعيش أكثر من 5000 صياد أوضاعاً إنسانية كارثية، ويعيلون أكثر من 50,000 نسمة.
ووفقًا لورقة حقائق صادرة عن القطاع الزراعي في شبكة المنظمات الأهلية، تعرَّض قطاع الصيد في غزة لتدميرٍ كبير خلال الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، مما أدى إلى استشهاد 150 صيادًا، وتضرر وتدمير 87% من مراكب الصيد، بما في ذلك 96 قاربًا مزودًا بمحركات و900 قارب بدون محرك.
وتؤكد الورقة الصادرة في 17 سبتمبر 2024، تضررت البنية التحتية بشكلٍ كبير، حيث تم تدمير ميناء غزة ومرافق الصيد الأخرى، مما خلَّف خسائر غير مباشرة تُقدَّر بحوالي 7 ملايين دولار شهريًا، إضافةً إلى حرمان السكان من الثروة السمكية.
وتشير الورقة إلى أن الصيادين الفلسطينيين يواجهون تحديات متزايدة نتيجة للقيود المفروضة على الصيد وعدم توفر المعدات والوقود، علاوة على فقد آلاف الصيادين مصدر رزقهم وباتوا من أكثر الفئات فقرًا في المجتمع، وتدعو لزيادة الدعم الدولي والمحلي لقطاع الصيد من خلال توفير المساعدات الطارئة وإعادة تأهيل البنية التحتية، بالإضافة إلى تعزيز برامج الإغاثة الإنسانية لضمان وصول المواد الغذائية الأساسية إلى السكان.
ولم يقتصر الدمار على الصيادين فحسب، بل طال مشاريع تمكين النساء، مثل “مطبخ زوجات الصيادين”، الذي كان يوفر دخلاً لعشرات العائلات، فالمشروع، الذي تم تمويله من الحكومة الإسبانية، كان يمنح النساء فرصة للعمل وإعالة أسرهن، لكن الاحتلال دمره بالكامل، لتتسع بذلك دائرة البطالة والفقر.
قيود ما قبل الإبادة
وقبل حرب الإبادة الإسرائيلية، فرضت سلطات الاحتلال قيودًا صارمة على الصيادين في غزة. فوفقًا لاتفاقيات أوسلو الموقعة عام 1995م، كان من حق الصيادين الوصول إلى مسافة تصل إلى 20 ميلاً بحريًا من الشاطئ.
ومع ذلك، قصلت سلطات الاحتلال هذه المسافة لم تكن تسمح قبل حرب الإبادة للصيادين الفلسطينيين بحرية العمل، إذ كانت تضع اشتراطات متعلقة بمساحة الصيد، من أبرزها التضييق في المسافات الشمالية بحيث لا تتجاوز مساحة الصيد ستة أميال بحرية، فيما ترتفع إلى 12 في مناطق غزة والوسط وإلى 15 جنوباً في رفح، وهي نسب قليلة للغاية مع متطلبات الصيادين.
كما سُجِّلت مئات الحالات من إطلاق النار والاعتقالات ومصادرة المعدات خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى ذلك، يعاني الصيادون من منع دخول قطع الغيار ومعدات الصيد، وعدم السماح بإدخال الوقود اللازم لتشغيل المحركات، مما يزيد من معاناتهم ويقلل من قدرتهم على كسب لقمة العيش.
ورغم التفاهمات التي جرت عدة مرات قبيل الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع في أكتوبر 2023م، إلا أن الاحتلال لم يكن يلتزم بها كثيراً، حيث أبقى على ملاحقة الصيادين، ما تسبب في استشهاد وإصابة العشرات منهم في الفترة ما بين 2017م و2023م.
وخلال شهور الحرب، كان عدد بسيط لا يتجاوز العشرات من الصيادين يجازفون بالعمل عبر الشباك البسيطة من أجل صيد ما يمكن صيده من الأسماك لتوفيرها غذاءً للعائلات، في ظل التجويع الذي استخدمه الاحتلال ضد سكان القطاع.
حجم الخسائر
ويعد منع الصيادين من النزول بقواربهم إلى البحر أحد الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة، حيث تؤكد حركة حماس أن سلطات الاحتلال لم تلتزم بحرية عمل الصيادين استناداً للبروتوكولات الإنسانية من المرحلة الأولى للاتفاق.
ويقول منسق اتحاد لجان الصيادين في غزة زكريا بكر إن واقع الصيادين بعد الحرب لم يختلف كثيراً بالرغم من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير2025م، بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي الصيادين من نزول البحر.
ويضيف بكر أن الاحتلال أصدر تعليمات مشددة بعدم الاقتراب من شاطئ البحر، سواء للصيد أو السباحة، وهو ما يبقي قطاع الصيد متوقفاً حتى الآن، وسط ترقب من الصيادين للعودة إلى مهنتهم.
ويوضح منسق اتحاد لجان الصيادين في غزة أن قطاع الصيد شهد توقفاً كاملاً على مدى عام ونصف عام تقريباً، وهي المدة الأطول في تاريخ هذا القطاع من ناحية التوقف عن العمل بشكل كلي جراء حرب الإبادة.
وحسب بكر، دمر الاحتلال كل مقومات الحياة للصيادين الفلسطينيين عبر تدمير بيوتهم وممتلكاتهم ومراكبهم، فضلاً عن أن 85% من الصيادين الفلسطينيين نزحوا من مناطق غزة والشمال باتجاه المناطق الوسطى والجنوبية للقطاع.
وبشأن الخسائر التي طاولت قطاع الصيد، يلفت منسق اتحاد لجان الصيادين إلى أن الخسائر غير المباشرة بفعل التوقف عن العمل تقدر بنحو 120 مليون دولار، فضلاً عن تدمير الاحتلال 95% من ممتلكات الصيادين وجميع المعدات المتعلقة بقطاع الصيد.
ويرجح أن يصل إجمالي خسائر قطاع الصيد بعد انتهاء مرحلة حصر الأضرار إلى أكثر من 200 مليون دولار.