قرى خاوية بجنوب لبنان في مرمى نيران إسرائيل
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
تستمر حدة التوترات في التصاعد يوميا بين إسرائيل و»حزب الله» على خلفية الاشتباكات المتواصلة منذ 8 من أكتوبر، على الحدود الجنوبية للبنان، والبالغ طولها حوالي 120 كلم من مرتفعات الجولان السوري شرقا الى بلدة الناقورة غربا.
وخلفت هذه المواجهات المسلحة التي لم تصل لذروة «الحرب»، قرى خاوية في الجنوب اللبناني وطرقات مهجورة من المارة والسيارات، إضافة إلى عشرات القتلى والمصابين والمنازل المدمرة.
وهاجم «حزب الله» مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية وطائرات مسيرة بالأسلحة المناسبة، حتى وصل مؤخرا الى استخدام صواريخ «بركات» التي يصل وزنها الى 500 كيلوغرام من المتفجرات في استهداف مواقع إسرائيلية، وفق مراسل الأناضول. ومنذ أن دخل «حزب الله» على خط حرب غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر على إثر عملية «طوفان الأقصى»، عبر قصف مواقع عسكرية إسرائيلية على الحدود مع لبنان، والرد العنيف من قبل تل أبيب باستهداف بلدات لبنانية جنوبية، تزايدت المخاوف بشأن احتمالات نشوب «حرب شاملة» بين البلدين.
ومنذ 8 أكتوبر، قتل جراء القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، 26 مدنيا لبنانيا، بينهم 3 صحفيين و3 أطفال، إضافة إلى 126 عضوا في «حزب الله».
وعلى الجانب الآخر، تسببت الهجمات التي ينفذها «حزب الله» في مقتل 5 مدنيين إسرائيليين، و8 جنود إسرائيليين، وفق ما يعلنه الجيش الإسرائيلي والسلطات في تل أبيب.
وفي 6 ديسمبر الحالي، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بإبعاد «حزب الله» إلى ما وراء نهر الليطاني جنوب لبنان، «سواء بترتيب سياسي دولي أو بتحرك عسكري استنادا إلى القرار الأممي 1701»، ما أدخل «التسوية الدولية» في معادلة التوتر الراهنة، بجوار «الحرب الشاملة».
غير أن تقارير إعلامية عبرية أشارت إلى وجود «ضغط أمريكي وفرنسي» على تل أبيب من أجل «عدم توسيع الصراع إلي الشمال أو الخوض في حرب شاملة مع قوات حزب الله في لبنان».
ومع تصاعد حدة الاشتباكات في جنوب لبنان مؤخرا، اضطر حوالي 60 ألف مدني إلى مغادرة منازلهم في مناطق التوتر في جنوب لبنان، في الفترة بين 8 أكتوبر و5 ديسمبر واللجوء إلى أماكن أكثر أمنا، حسبما أفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة. وفي السياق، أجرى مراسل الأناضول جولة في القرى الحدودية، ورصد تحول الطريق المحاذي للجدار الحدودي بين لبنان وإسرائيل، إلي منطقة «محفوفة بمخاطر كبيرة»، بعد استهداف إسرائيل المدنيين على طول هذا الخط، وتسببها في مقتل 26 مدنيا بينهم 3 صحفيين. كما رصد مراسل الأناضول، ترك سكان هذه القرى الحدودية لمناطقهم حتى باتت «فارغة من سكانها»، بعد التصعيد الإسرائيلي، وتوثيق استهدافات طالت بعض المنازل بشكل مباشر.
وعلى هذا النحو، عاين فريق الأناضول بلدة كفرشوبا التي تعرضت لقصف إسرائيلي مكثف خلال الأيام الأخيرة، تسبب في تدمير عدد من المنازل بشكل كلي. ولاحظ فريق الأناضول أن سكان كفرشوبا «هجروها، ولم يبق سوى 10 مدنيين فقط (من أصل 2100 نسمة) كانوا يعيشون فيها».
وتراقب إسرائيل كافة التحركات في نطاق كفرشوبا، انطلاقا من المواقع العسكرية المقامة على التلة المطلة على البلدة، ويمكنها بسهولة استهداف المركبات «المشبوهة» أو الأفراد الذين يتحركون أو يدخلون إليها. وتعد قيادة السيارة على الطرقات الداخلية في القرى المحاذية للشريط الحدودي ولا سيما من كفرشوبا (جنوب شرق لبنان) إلى الناقورة (جنوب غرب) «أمرا خطير للغاية، ويزيد من احتمالية التعرض لإطلاق النار من قبل إسرائيل»، وفق مراسل الأناضول.
ولتفادي التعرض لنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، يستخدم المواطنون والصحفيون الذين يتنقلون في بلدات وقرى الجنوب اللبناني، الطرقات الداخلية، مما يضاعف من الوقت الذي يستغرقونه للوصول إلى المناطق المرجوة بفعل زيادة المسافات.
دمار كبير
وبالإضافة إلى بلدة كفرشوبا، قال مراسل الأناضول إن هناك بلدات أخرى في الجنوب اللبناني «كانت أكثر عرضة» للقصف الإسرائيلي، وشهدت تدمير عدد كبير من المنازل سواء بشكل كلي أو جزئي. وأوضح أن من بين هذه البلدات هناك «كفركلا، وعيترون، وعيتا الشعب، ومركابا، ورامية، ورميش، ويارون والضهيرة وعلما الشعب والخيام وميس الجبل وبليدة وميس الجبل».
وبالنسبة لمناطق جنوب الليطاني، وثق مراسل الأناضول أن الطرقات في الفترة الأخير «باتت خالية تماما من السيارات أو المارة، باستثناء دوريات خاصة بقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفل) وسيارات الصحافة، التي تقلصت أيضا مؤخرا، بسبب استهداف القوات الإسرائيلية للصحفيين».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: لبنان حزب الله جنوب لبنان مرتفعات الجولان جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
صحيفة: الجيش الإسرائيلي يسعى لتسوية في لبنان لتجنب هذا الأمر
قالت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، اليوم الأحد 17 نوفمبر 2024، إن القيادة العسكرية في إسرائيل تعتبر أن الجيش أنهى "المهمة" التي حددتها القيادة السياسية في جنوب لبنان، وبات يسعى إلى "الحفاظ على إنجازاته العسكرية".
وبحسب الصحيفة فإن ذلك يأتي وسط ترقب للتوصل إلى تسوية سياسية تجنبه التورط في الوحل اللبناني، في ظل التباين بين الجدول الزمني العسكري المتسارع والقرارات السياسية التي تتخذ بوتيرة أبطأ.
إقرأ أيضاً: الجيش الإسرائيلي يزعم البدء بإزالة المظاهر العسكرية على الحدود مع لبنان
وأضافت أن "الجيش الإسرائيلي يعتمد على أسلوب التعتيم الإعلامي والمعلوماتي في إدارة العمليات البرية جنوبي لبنان، وذلك بهدف إرباك قوات حزب الله التي ما زالت بعيدة عن فقدان قدراتها القتالية".
وأفادت الصحيفة بأنه رغم إعلان الجيش الإسرائيلي عن توسيع عملياته البرية في جنوب لبنان، إلا أن القوات الكبيرة التي حشدها على الجبهة الشمالية تنفذ عمليات "محدودة" في قرى جنوب لبنان في إطار التوغل البري "في نطاق الكيلومتر الرابع والخامس من الحدود".
إقرأ أيضاً: بالفيديو: تفاصيل ما جرى أمس داخل ساحة منزل نتنياهو
ورغم غياب التصريحات الرسمية، أكدت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن قيادة المنطقة الشمالية "أكملت المهمة التي كُلّفت بها قبل حوالي أسبوعين"، والمتمثلة في "إزالة تهديد تسلل قوات وحدة "الرضوان" التابعة لحزب الله إلى منطقة الجليل".
وبهدف "رفع معنويات جنوده وتهدئة الجبهة الداخلية المرهقة"، ينشر الجيش مقاطع فيديو تحمل رسائل متشابهة في لبنان و غزة .
إقرأ أيضاً: مجازر جديدة: عشرات الشهداء والإصابات في غارات إسرائيلية على قطاع غـزة
وتضمنت الرسائل عبارات مثل "الجيش الإسرائيلي لا يتعب"، التي وجهها رئيس الأركان هرتسي هليفي، للجنود في غزة، و"لم تنفد قوتنا"، كما قال قائد كتيبة 51 من لواء غولاني لجنوده في جنوبي لبنان.
وتشير القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى أن الهدف العسكري الحالي في جنوب لبنان هو "الحفاظ على الإنجازات" واستهداف منصات إطلاق الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى التابعة لحزب الله، والتي تهدد مناطق مثل حيفا والكرمل.
وخلال العمليات البرية المستمرة منذ حوالي شهر ونصف، قُتل 68 جنديًا ومواطنًا إسرائيليًا، مقارنة بخسائر قد تصل إلى نحو 25 ضعفًا في الجانب اللبناني، وفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلي التي أوردتها صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وتتقدم القوات الإسرائيلية إلى "خط القرى الثاني"، مع تجنب اجتياح المدن الكبرى مثل مرجعيون وبنت جبيل. وتشدد مصادر عسكرية على أن الوضع الحالي يُعدّ "مثاليًا" من حيث الإنجازات، رغم التحديات المرتبطة بعمليات طويلة الأمد وسط ظروف شتوية قاسية متوقعة.
وباتت قيادة الجيش الإسرائيلي، بحسب التقرير، تشجع الحكومة على التوصل إلى تسوية توقف إطلاق النار في لبنان، مما يتيح البدء بإعادة إعمار البلدات الإسرائيلية الحدودية وإعادة السكان إلى منازلهم، وذلك إثر "إنجاز المهمة العسكرية".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية قولهم إن "القرى الشيعية في جنوب لبنان مثل تقيح يمكن العبث به لسنوات بواسطة جنود غولاني وألكسندروني، لكننا في أفضل نقطة الآن من حيث الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش الإسرائيلي".
وفي هذه السياق، فوجئت قيادات في الجيش الإسرائيلي بالتقرير الأميركي الذي يفيد بأن الحكومة الإسرائيلية قد تنتظر حتى دخول الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، لتقديم له "هدية" تتمثل بوقف إطلاق النار في لبنان.
وفي هذه الأثناء، تحذر قيادات عسكرية من تداعيات استمرار العمليات البرية جنوبي لبنان في ظل الطقس الشتوي القاسي في المنطقة، ويحاولون تجتب "الغوص في الوحل اللبناني في شتاء غير مخطط له، بعد 14 شهرًا من المعارك على مختلف الجبهات".
واعتبرت الصحيفة أن "نهاية الحرب في الشمال، والانتقال إلى حرب طويلة الأمد قد تستمر لسنوات في قطاع غزة، سواء تم الإفراج عن الرهائن أم لا، ستشكل نهاية الحرب الطويلة التي كانت الحكومة تأمل في إطالتها".
كما سيؤدي ذلك، وفقا للتقرير، إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وهي خطوة تخشى منها حكومة بنيامين نتنياهو ، وقد تشمل أيضًا الذهاب إلى انتخابات مبكرة، ما يعكس التباين في الجدول الزمني للجيش الذي يسعى لتحويل "إنجازاته العسكرية" إلى واقع أمني وإستراتيجي جديد، وبين القيادة السياسية المعنية بإطالة أمد الحرب.
وقالت الصحيفة إنه "لم يعد التوقيت العسكري، متناسقًا مع التوقيت السياسي البطيء والذي يطمح إلى حرب مستمرة". وتساءلت "يديعوت أحرونوت": "هل سيتمكن رئيس الأركان، هرتسي هليفي، من كشف هذه الحقيقة للجمهور؟".
بالتوازي مع عمليات التوغل البري جنوبي لبنان، يكثف الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية على لبنان. ففي نهاية الأسبوع الماضي، تم تنفيذ حوالي 200 غارة استهدفت مبانٍ متعددة الطوابق ومواقع في بيروت وضاحيتها الجنوبية ومدن ساحلية أخرى جنوب العاصمة، بالإضافة إلى مناطق في جنوب لبنان.
وفي ما يتعلق بالعمليات البرية، يعتمد الجيش الإسرائيلية على عمليات محددة تستهدف القرى الحدودية، حيث يتم تنفيذ الهجمات بتشكيلات عسكرية كبيرة يشارك فيها فريق أو اثنين من الفرق القتالية اللوائية، وتمتد لعدة أيام (لمدة خمسة أو ستة أيام تقريبا)، قبل الانسحاب السريع لتجنب التمركز المفرط.
وربما تعود القوات الإسرائيلية إلى بلدة نفذت فيها عمليات في السابق، بهدف نسف وتدمير المباني؛ وبحسب التقرير، من المحتمل أن يتجاوز عدد المنازل والمباني التي دمرها الجيش الإسرائيلي في القرى اللبنانية القريبة من الحدود إلى عدة آلاف، ما يعني أن مئات الآلاف من اللبنانيين "سيجدون أنفسهم بلا مأوى".
وتدعي قيادة الجيش الإسرائيلي أن نسبة الإصابات بين الجنود في المواجهات مع حزب الله كانت محدودة، حيث انتهت معظم المواجهات في أكثر من 200 اشتباك مسلح مباشر مع مقاتلي حزب الله، "دون خسائر بشرية كبيرة".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48