الصراعات والحروب.. هل الدماء المهدورة دليل اقتراب الساعة؟
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
تسارع الأحداث من حولنا، ولا يزال الصراع القائم هنا، والحرب القائمة هناك، حدود ملتهبة، وقتلى بالآلاف، ربما يموت فيهم الطفلا لا يدري فيما قُتِل، وهكذا الأيام دُول، والله يعلم وأنتم لا تعلمون، هذه اللقطات التي نراها عبر الشاشات من دماء وأشلاء ووضحايا، تعتبر نذير لدمار كبير يواجهه الكثيرون في مطلع العام القادم 2024 الذي نستعد لا ستقباله بعد أيام، ولكنَّ الألباب والعقول تجنح بطبيعتها حول ما يسال عنه الكثيرون من علامات الساعة الصغرى والكبرى، واقتراب يوم القيامة.
في الواقع تظل الأحداث والصراعت قائمة إلى يوم الدين، وربما الصراع - كما يقول بن خلدون - سليقة وطبيعة في نفس الإنسان، فمثلًا قتل قابيل هابيل، وقتل الملك هيرودوس يحيى عليه السلام، وقتل يزيد بن معاوية الحسين، وقتل المأمون أخاه الأمين - ولدا هارون الرشيد - وقتل الكثير الكثير، وقتل الخبيث الطيب. فالدماء التي حرَّمها الله على بني إسرائيل كان قد أُهدِرَت دون وجه حق، وظلَّ الصراع، وظلَّت الحياة.
تتابع بوابة الفجر في السطور القادمة، الأحاديث النبوية والسنة وما جاءت به حول دليل اقتراب الساعة "يوم القيامة"، وعلاقة ذلك بما يشهده العالم من قتل وسفك للدماء، حتَّى تتضح المعالم، ويبقى الفهم السليم من هذا الجانب، وتسبين الألباب حقيقة الربط بين الوقائع التي نعيشها وعلامات نهاية الزمان.
بدايةً يقول العلماء أنَّ ميلاد سيدنا محمدَّد - صلوات الله عليه وسلامه - من أولى علامات الساعة، فقد ذُكِر أن إبليس كان لا يحجب عن السموات، فلما ولد عيسى عليه السلام منع من ثلاث سموات، فلما ولد محمد صلى الله عليه وسلم منع من السموات كلها.فهذا ذكره البغوي في تفسيره (4/ 372)، عن ابن عباس، من قوله، بلا إسناد، ولفظه: " كَانَتِ الشَّيَاطِينُ لَا يحجبون عن السموات وَكَانُوا يَدْخَلُونَهَا، وَيَأْتُونَ بِأَخْبَارِهَا فَيُلْقُونَ عَلَى الْكَهَنَةِ، فَلَمَّا وُلِدَ عِيسَى عليه السلام مُنِعُوا مِنْ ثَلَاثِ سَمَوَاتٍ، فَلَمَّا وُلِدَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منعوا من السموات أَجْمَعَ، فَمَا مِنْهُمْ مَنْ أَحَدٍ يُرِيدُ اسْتِرَاقَ السَّمْعِ إِلَّا رُمِيَ بِشِهَابٍ، فَلَمَّا مُنِعُوا مِنْ تِلْكَ الْمَقَاعِدِ ذَكَرُوا ذَلِكَ لِإِبْلِيسَ، فَقَالَ لَقَدْ حَدَثَ فِي الْأَرْضِ حَدَثٌ، قَالَ: فَبَعَثَهُمْ فَوَجَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُو الْقُرْآنَ، فَقَالُوا: هَذَا وَاللَّهِ مَا حَدَثَ ".
وإن صحت الرواية أو كان بها الضعف، فالأكيد بأنَّ "الساعة آتية لا ريب فيها"، كما ورد في مُحكم القرءان من سورة غافر الآية 59.
القتل وآخر الزمانيظل القتل الأمر الخطير، والخبر الأكثر شؤمًا حين نتداوله في الصحف، والموضوع الأكثر تنبيهًا إذا ذُكِرَ في مجلس، فالقتل جريمة من أشنع الجرائم، وكبيرة في ديننا الحنيف. ولد خبَّرنا رسول الله - صوات الله عليه وسلامه - أنَّه "كلُّ ذنْبٍ عسى اللهُ أن يغفِرَه، إلَّا مَن مات مُشركًا، أو مؤمِنٌ قتل مؤمِنًا مُتعمِّدًا"؛ ليظل هذا الأمر ممنوعًا كل المنع؛ فقد حرَّم الله قتل النفس إلَّا بالحق.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اقتراب الساعة القتل يوم القيامة يوم القيامة الساعة علامات الساعة علامات الساعة الصغرى علامات الساعة الكبرى القتل
إقرأ أيضاً:
من هو الصحابي الذي جبر الله خاطره من فوق سبع سماوات؟.. تعرف عليه
قال الدكتور محمود مرزوق، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة شمال سيناء، إن الله تعالى جبر خاطر سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه، لما قال الحارث بن هشام كلمات جارحة في حق سيدنا بلال (أَمَا وَجَدَ مُحَمَّدٌ غَيْرَ هَذَا الغُرَابِ الأَسْوَدِ مُؤَذِّنًا؟).
وأضاف مرزوق، في خطبة الجمعة التي نقلها التليفزيون المصري من مسجد الروضة بمحافظة شمال سيناء، عن موضوع "أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ"، أنه في هذا الحين جاء الرد الإلهي لجبر خاطر سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه، ونزل قوله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وتابع: هَذَا المَوْقِفَ المَشْهُودَ رِسَالَةُ طَمْأَنَةٍ، وَإِعَادَةُ ثِقَةٍ لِلإِنْسَانِ، نِدَاءٌ لمَن ابْتُلِيَ بِمَنْ يَنْتَقِصُ مِنْ قَدْرِهِ أَوْ يَسْخَرُ أَو يَتَنَمَّرُ بِشَكْلِهِ أَوْ هَيْئَتِهِ أَو طَرِيقَتِهِ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَإنَّ اللهَ -جَلَّ جَلَالُهُ- يُدَافِعُ عَنْكَ كَمَا دَافَعَ عَنْ سَيِّدِنَا بِلَالٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي يَحْمِيكَ مِنْ كُلِّ تَمْيِيزٍ عُنْصُرِيٍّ، فَأَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ.
قالَ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: «لمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الكَعْبَةِ، قَالَ: مَرْحَبًا بِك مِن بَيْتٍ، مَا أَعْظَمَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَلَلْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ».