القدس المحتلة- على أراضي بلدة صور باهر جنوب القدس، تعتزم سلطات الاحتلال بناء حي استيطاني جديد يضم 450 وحدة سكنية على مساحة 12 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع).

ووفقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن مخطط المشروع الاستيطاني الجديد سيُطرح على اللجنة المحلية للتخطيط والبناء، بالتزامن مع استكمال الإجراءات التنظيمية و"القانونية" للمنطقة المخصصة للمشروع الذي ستنفذه شركة عقارات يديرها مستوطن يميني.

ومن المفترض أن يكون هذا المشروع واحدا من أكبر المشاريع الرامية لتعزيز الاستيطان في شرقي القدس، وسيضاف إلى مشاريع أخرى تندرج في إطار المشروع الأمني الأشمل الذي يطلق عليه "التطويق والاختراق والتشتيت".

مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي، استهل حديثه للجزيرة نت بالقول إن المنطقة المستهدفة بالحي الاستيطاني الجديد تقع وسط بلدة صور باهر، ويحدها من الجنوب مستوطنة جبل أبو غنيم ومن الشمال حي تلبيوت ومن الغرب القدس الغربية ومن الشرق الشارع الأميركي.

وهكذا تم الانتهاء من تطويق هذه البلدة بالشوارع الاستيطانية والمستعمرات، وفُصلت عن البلدات المقدسية المجاورة لها كجبل المكبر وبيت صفافا، وأصبحت معزولة عنهما.

المستوطنون تغلغلوا داخل أحياء بلدة سلوان (الجزيرة) تغلغل في قلب الأحياء

وبالإضافة إلى سياسة التطويق، تتبع سلطات الاحتلال سياسة الاختراق المتمثلة بالبناء الاستيطاني داخل البلدات العربية، وهذا ما سيحصل في حال بُني الحي الجديد في صور باهر والذي سيضم مئات الوحدات الاستيطانية على مساحة 12 دونما.

وفيما يتعلق بجزئية التشتيت، أوضح التفكجي أنه يتم من خلالها تحويل كل بلدة في شرقي القدس إلى حي ضمن المستوطنات الإسرائيلية، وأكبر مثال على ذلك ما حدث في بيت صفافا التي طُوقت بالمستوطنات والشوارع الضخمة من كل الجوانب، والآن تنفذ السياسة ذاتها في كل من بلدتي شعفاط وجبل المكبر وحي الشيخ جراح.

وأضاف خبير الخرائط والاستيطان أنه "تم تطويق بلدة شعفاط من الناحية الشرقية بمستوطنة بسجات زئيف ومن الناحية الغربية بمستوطنة رامات شلومو، وأحيطت بالشوارع، واليوم يوجد مشروع لبناء بؤر استيطانية لنائب رئيس البلدية أرييه كينغ".

ولم يغفل التفكجي التطرق إلى خطورة الوضع في بلدة سلوان التي تغلغل فيها المستوطنون داخل الأحياء، حيث يبلغ عدد البؤر التي تتراوح بين غرفة وبناية في سلوان 34 بؤرة، يتركز عدد كبير منها في حي وادي حلوة القريب من المسجد الأقصى المبارك.

الاحتلال منذ 1987 فصل بين بلدات القدس وأحيائها لقتل أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية (الجزيرة) رؤية قديمة

وعاد التفكجي إلى بدايات طرح هذه الرؤية الأمنية، عندما تنبه الاحتلال عام 1987 لقضية التواصل الجغرافي بين بلدات القدس وأحيائها، فبدأ تقطيع الأحياء وفصلها بهدف قتل أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ذات تواصل جغرافي.

ولا يمكن فصل بناء المستوطنات وتوسعة بعض الأحياء الفلسطينية عن مشروع "شارع الطوق" (الأميركي) الاستيطاني الضخم الذي يهدف لربط المستوطنات الإسرائيلية الواقعة شمال وجنوب وشرق القدس ببعضها، ويمتد من مستوطنة جبل أبو غنيم جنوبا إلى معاليه أدوميم شرقا.

وبرز هذا المشروع الاستيطاني الذي يحمل رقم 4585 عام 1994 بتكلفة 500 مليون دولار أميركي، ولتنفيذه تمت مصادرة 1070 دونما.

ويبدأ الشارع من مستوطنة جبل أبو غنيم حتى الشيخ سعد في جبل المكبر، ثم يصعد بجسر فوق طريق وادي النار، ومن هناك ستمر المركبات عبر نفقين أسفل بلدتي أبو ديس وجبل الزيتون لتصل إلى حاجز الزعيّم العسكري.

وأنجز المقطع الأكبر من هذا الشارع الاستيطاني حتى الآن، والذي يبدأ من مستوطنة أبو غنيم مرورا بصور باهر وأم طوبا، وصولا لمنطقة الشيخ سعد.

الطريق الأميركي يخترق بلدة جبل المكبر ولافتة تدل على تغيير اسم الحي (الجزيرة)

وبعد وضع اللمسات الأخيرة على المشروع الأمني الضخم الذي يتضمن "التطويق والاختراق والتشتيت"، ستصبح الأحياء الفلسطينية مجرد فسيفساء داخل أحياء يهودية ضخمة وفقا للتفكجي، وبالتالي تصبح إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية من المستحيلات.

ولا يؤثر هذا المشروع الأمني الضخم على الحل السياسي فحسب، بل على العامل الديمغرافي، إذ يسعى الاحتلال لحسم الديمغرافيا في شطري المدينة لصالح اليهود.

ومن خلال بناء 15 مستوطنة في شرقي القدس، بات عدد المستوطنين الآن 230 ألفا يشكلون ما نسبته 39% من إجمالي عدد السكان، بعدما كان عددهم عند اندلاع حرب عام 1967 "صفرا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: القدس الشرقیة

إقرأ أيضاً:

حزب الله اللبناني: استهدفنا ٢٣ موقعا للجيش الاسرائيلي.. تفاصيل

 

استمرار للمواجهات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني فقد كشف حزب الله اللبناني، اليوم السبت، عن استهداف 23 موقعًا للجيش الإسرائيلي في القطاعين الشرقي والغربي من جنوب لبنان.

محلل سياسي يكشف عن مخطط إسرائيل لتفريغ جنوب لبنان (فيديو) أطباء لبنان: نطالب منظمة الصحة والأمم المتحدة بوقف المجزرة الإسرائيلية

ووبحسب ما أوردته وكالة سبوتنيك، اوضح حزب الله في بيانه، اليوم السبت، أن عناصره "قصفوا أمس الجمعة 23 موقعًا للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، حيث استهدفوا دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا في محيط موقع المالكية، وقصفوا مرابض مدفعية إسرائيلية في جنوب مستوطنة كريات شمونة بصلية صاروخية، وقصفوا قاعدة إيلانيا الإسرائيلية بصلية صاروخية كبيرة، وقصفوا تجمعات لجنود الجيش الإسرائيلي في مستوطنة كريات شمونة، وتجمعًا آخر في مستوطنة كرمئيل، وفي محيط موقع البغدادي، وفي محيط أفيفيم، وشرق دوفيف".

وأوضح البيان، أنهم "قصفوا قوة للجنود أثناء تقدمها باتجاه بيادر العدس غرب يارون، وقاعدة نفح، وفي سهل مارون الراس، وقصفوا قاعدة إيلانيا، ومدينة ‏صفد، واستهدفوا قوة جنود في سهل مارون الراس بقذائف المدفعية وأوقعوا فيهم ‏إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح، وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا، ومستعمرة كرمئيل، وتجمعًا لآليات وجنود الجيش الإسرائيلي في سعسع بصاروخ بركان ثقيل".

وأشار أحد البيانات إلى أن الطيران الإسرائيلي "استهدف بـ3 غارات معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا على الطريق الرئيسي بالاتجاهين، وعدد من المناطق في منطقة البقاع، كما استهدف عددًا من القرى والبلدات جنوبي لبنان".

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس"، إن قوات لواء 188 مدرعات الإسرائيلي نفذت خلال الأيام الماضية عمليات قتالية برية مركزة في جنوب لبنان، حيث داهمت القوات بشكل خاص مجمعات لحزب الله. 

مقالات مشابهة

  • في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى.. الفصائل الفلسطينية تجدد تأكيدها على استمرار المقاومة حتى تحرير القدس
  • الفصائل الفلسطينية تجتمع بغزة في ذكرى طوفان الأقصى
  • تفاصيل اجتماع مهم عقدته الفصائل الفلسطينية في غزة
  • تصريح صحفي صادر عن الفصائل الفلسطينية في ذكرى معركة طوفان الأقصى
  • بير نبالا بلدة فلسطينية يحاصرها جدار الفصل الإسرائيلي
  • 3 شهداء... طائرة إسرائيليّة استهدفت منزلاً في بلدة زوطر الشرقية
  • حزب الله اللبناني: استهدفنا ٢٣ موقعا للجيش الاسرائيلي.. تفاصيل
  • الشرقية.. إنجاز مشاريع تنموية تهدف لتغطية 90% من الأحياء
  • صحيفة لبنانية تكشف تفاصيل جديدة حول “كمائن حزب الله” ضد جيش الاحتلال / فيديو
  • لمحاولته التقدم عند بوابة فاطمة.. «حزب الله» يستهدف تجمعا لجنود الاحتلال في مستوطنة «يرؤون»