عندما يقترب جنود المليشيا من منطقة، يخشى حتى القحاطي على روحه وماله وعرضه
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
▪️ كلما غزا الدعم السريع منطقةً أصر على تقديم نفسه لأهلها مجرماً لئيماً بغيضاً .. لا يمكن “التعايش” معه .. يأخذ إلهامه من الشيطان .. من إبليس شخصياً .. بل حتى من عرمان نفسه !
▪️ عندما يقترب جنود المدنية من منطقة، أو تسري شائعات عن اقترابهم منها، يخشى حتى القحاطي على روحه وماله وعرضه، فيتخذ الاحتياطات اللازمة .
▪️الذي يقتلك إذا بدر منك ما يعكِّر صفو فرحته لحظة أخذه لسيارتك ومالك وربما عرضك، يريد أن يقنعك بأن تحريرك من كل ما يدفعك لتقول له لا هو أولى خطوات تحريرك من دولة ٥٦ !
▪️ كما يضرب القحط كل المعاني عندما تستخدمها قحت المركزي، كذلك يضرب تعبير ( تفاوض “غير مشروط” )، فهو، في السياق القحطي الحالي، يأخذ معنى تفاوض لا يهتم بمعاناة المواطنين، وبحجز منازلهم ومرافقهم الخدمية رهائن عند المتمردين حتى يحققوا بالتفاوض كل ما أرادوا تحقيقه بالانقلاب والتمرد !
▪️يحتاج الأمر إلى تشوه في تصورك لمعاني الحق والعدالة والمساواة مساوٍ أو أكبر من ذلك المتوفر لقحت المركزي، لتعتقد أن جنود الدعم السريع لا يخونونها إلا بـ “تفلتات” محدودة لا تمنع التحالف معهم لتحقيقها !
▪️ لا يستطيع #الدعم_السريع أن يقوم باستعراضات تطهرية/ تجميلية كالتي يقوم بها المتمرد #كيكل إلا بشيء يزيد في فضحه، كالوعود الكاذبة بإرجاع المنهوبات وردع ومحاسبة “المتفلتين” الذين هم، في الحقيقة، كل ضباط وجنود الميليشيا، بمن فيهم صاحب الوعد نفسه !
▪️ أو بشيء ملوث تماماً، كـ ( الهدايا ) من الأموال المنهوبة التي يقدمها لبعض المشايخ والقساوسة الذين يستلمونها وهم محرجين، ولا يستطيعون، لخوفهم من المجتمع، إعلان رضاهم . ولا يستطيعون، لخوفهم من انتقام الميليشيا، إعلان اضطرارهم !
#ابراهيم_عثمان
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني: بين الواقع والمأمول
كتب الدكتور عزيز سليمان أستاذ السياسة والسياسات العامة
الصراع السوداني الممتد يمثل أحد التحديات الأعقد في تاريخ البلاد الحديث، حيث تشابكت الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، وبرزت مطالب عاجلة للسلام والاستقرار. ومن بين القضايا المطروحة اليوم بإلحاح من قِبل إدارة الرئيس الأمريكي بايدن هي إمكانية دمج ما تبقى من قوات الدعم السريع في الجيش السوداني بهدف إنهاء النزاع وتحقيق الاستقرار. يطرح هذا الطرح تساؤلات عدة، بين جدلية الاندماج وتأثيره على النسيج الوطني، مرورًا بمسألة المحاسبة والعدالة، وصولاً إلى مواقف الإسلاميين والقوى السياسية والعسكرية التقليدية، ومدى قبول السودانيين أنفسهم لهذه الخطوة بعد كل هذه البشاعات التي قامت بها هذه المليشيات متعددة الجنسيات..
الأبعاد الجدلية لعملية الدمج
قوات الدعم السريع ليست مجرد تشكيل عسكري عادي؛ فهي تتسم ببنية إدارية وتاريخ خاص له ارتباطات مع محاور* ذات أحلام وأمال عراض في موارد السودان وأراضيه وموانئه، نشأت أصلاً كقوة مسلحة شبه مستقلة تحت قيادة منفصلة تحت امرة الرئيس المخلوع البشير كقوات باطشة ومؤمنة للرئيس لضمان حمايته وبقاءه في السلطة، مما أكسبها مكانة فريدة من نوعها، ولكنها مثيرة للجدل داخل الأوساط السودانية. ولعل العامل الأكثر تعقيدًا في عملية دمج هذه القوات هو تاريخها المرتبط بنزاعات عنيفة وارتكاب انتهاكات جسيمة في دارفور وأماكن أخرى، حيث أُلقي على عاتق هذه القوات جرائم كبرى تُصنف تحت بند جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية..
إن مسألة دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني تتطلب، بلا شك، حلاً جذريًا لهيكلية هذه القوات وإعادة تنظيمها بما يضمن ولاءها التام للمؤسسة العسكرية الوطنية، وتحت قيادة مركزية موحدة. يرى البعض أن الاندماج قد يكون سبيلًا لإنهاء النزاعات الداخلية وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات الأمنية. لكن في المقابل، يعتبر آخرون أن أي خطوة نحو دمجها دون محاسبة واضحة وشفافة ستكون تضحية بقيم العدالة وسيادة القانون.
موقف السودانيين ومسألة احقاق العدالة
يشكل الرأي العام السوداني عاملًا محوريًا في تحديد ملامح هذا الدمج. فالشعب السوداني الذي عانى من سنوات من القمع والحرب والانتهاكات، يطمح إلى تحقيق العدالة قبل السلام. والمحاسبة، في نظر الكثيرين، هي شرط أساسي قبل التفكير في إدماج أي طرف متورط في انتهاكات حقوق الإنسان في نسيج الجيش الوطني.
ومما لا شك فيه أن الإصرار على تحقيق العدالة قد يؤدي إلى صعوبة تطبيق خيار الدمج، فالمواطنون السودانيون لا يرغبون في رؤية من ارتكبوا الجرائم بحقهم وقد انضموا إلى المؤسسة العسكرية دون خضوعهم للمساءلة. ويرى كثيرون أن تجاهل هذه النقطة قد يؤدي إلى فقدان الثقة الشعبية في الجيش كمؤسسة، مما يعرقل تحقيق الاستقرار المنشود.
موقف الإسلاميين والمؤسسة العسكرية
المشهد السياسي السوداني يسيطر عليه توازن حساس بين القوى المدنية والعسكرية والإسلامية. يتجلى موقف الإسلاميين بشكل خاص في النظر إلى قوات الدعم السريع كمنافس وتهديد، بل ويسعى بعضهم إلى تفكيك هذه القوة، في حين يحاول الجيش أن يستعيد دوره التاريخي في حفظ النظام والأمن.
أما الجيش السوداني، فإن خيار الدمج قد يعزز من سيطرته على الوضع الأمني في البلاد، لكنه أيضًا قد ينطوي على تحديات كبرى، خاصة إذا لم يلتزم قادة الدعم السريع بالهيكلية العسكرية الوطنية وبالقوانين المنظمة لعمل الجيش. إن المؤسسة العسكرية السودانية، التي كانت في يوم من الأيام تمثل العمود الفقري للأمن القومي، تجد نفسها اليوم في وضع حرج، يتطلب منها توخي الحذر في التعامل مع أي قوة عسكرية ذات توجهات أو قيادات مستقلة، لتجنب أي انشقاقات مستقبلية.
خاتمة: معادلة السلام أم تسوية سياسية؟
في النهاية، يبدو أن دمج قوات الدعم السريع او اياً من الحركات المسلحة في الجيش السوداني يمثل معادلة معقدة تحتاج إلى توازن دقيق بين تطلعات السودانيين للسلام وضرورة المحاسبة. وعلى القوى الوطنية السودانية والقادة العسكريين أن يتبنوا خطوات صارمة نحو
ضم او الحاق أي فصيل مسلح يحتكم لأسرة في حالة الدعم السريع او لقبيلة او منطقة في حالة بعض حركات الكفاح المسلح لضمان عقيدة جيش الدولة بعيداً عن الاستقلالية الفردية والولاءات الجانبية. فإذا أُحسن التعامل مع هذا الملف بعد التحقق من السودانوية (الجنسية) ، قد يكون الدمج و التسريح خطوة نحو تعزيز الأمن الوطني وتوطيد الاستقرار.
*المحور المقصود هنا هو دولة الامارات العربية المتحدة
quincysjones@hotmail.com