«4 أيام عمل فى الأسبوع» ينفع تطبق عندنا؟
تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT
أصبحت البرتغال أحدث دولة تطبق نظام العمل لمدة 4 أيام في الأسبوع، على غرار دول مثل بلجيكا والمملكة المتحدة وغيرهما، ويقضى هذا النظام بمنح الشركات مساعدة من الحكومة. وثبت أن العمل 4 أيام في الأسبوع يزيد من رضا العمال والإنتاجية، لذا تدعو النقابات العمالية في جميع أنحاء أوروبا الحكومات إلى تنفيذ هذه المبادرة، ولكن ما الدول التي تبنت الفكرة، وكيف تسير هذه الخطة حتى الآن؟
أخبار متعلقة
لتعزيز صحة الموظفين وسعادتهم.
كانت بلجيكا أول دولة أوروبية تطبق نظام العمل 4 أيام في الأسبوع، وفاز الموظفون البلجيكيون بالحق في أداء أسبوع عمل كامل في 4 أيام بدلًا من الخمسة المعتادة بنفس الراتب في فبراير 2022، ودخل القانون الجديد حيز التنفيذ في 21 نوفمبر 2022، وهذا لا يعنى أنهم سيعملون أقل، لكنهم يكثفون ساعات عملهم في أيام أقل.
وبعد نجاح البرامج التجريبية الأخرى في القارة، اتخذت البرتغال زمام المبادرة وطبقت نظام العمل الجديد، وكجزء من المشروع التجريبى الذي تموله الحكومة في بداية يونيو 2022، قامت 39 شركة خاصة بالتسجيل للمشاركة في المبادرة بالشراكة مع مجموعة المناصرة غير الربحية «4 Day Week Global». كما تخطط الشركات في المملكة المتحدة لتطبيق النظام الجديد بعد أن أشادت بالتجربة، وشاركت العشرات من الشركات في البرنامج التجريبى لمدة 6 أشهر في يونيو 2022، لدراسة تأثير ساعات العمل الأقصر على إنتاجية الشركات ورفاهية عمالها، وكذلك التأثير على البيئة والمساواة بين الجنسين، وقررت الغالبية العظمى من الشركات التي شاركت في التجربة الحفاظ على سياسة الأسبوع لمدة 4 أيام بعد الفترة التجريبية، مشيدة بهذا النظام باعتباره «تقدمًا كبيرًا».
وفى أسكتلندا، من المقرر أن تبدأ الحكومة تطبيق المبادرة هذا العام، بينما أعلنت حكومة ويلز في مايو الماضى أنها تفكر في تطبيقها أيضًا، وجاء القرار تتويجًا لوعد الحملة الانتخابية للحزب الوطنى الأسكتلندى الحاكم، وسيتم تخفيض ساعات العمل للعمال بنسبة 20%، وسيحصل الموظفون على نفس الراتب، وستدعم الحكومة الشركات المشاركة بنحو 10 ملايين جنيه إسترلينى، وبدأت بعض الشركات الأسكتلندية بالفعل أسابيع العمل المقتطعة.
وفى إسبانيا، أعلن الحزب اليسارى الصغير «ماس باييس» عام 2021 أن الحكومة وافقت على طلبهم بإطلاق برنامج تجريبى لمدة 4 أيام عمل في الأسبوع، وبعدها أطلقت إسبانيا مشروعًا تجريبيًا يساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة في تقليص أسبوع عملها بمقدار نصف يوم على الأقل، دون تخفيض الرواتب، والبرنامج التجريبى هو اختبار لمعرفة ما إذا كان يمكن زيادة الإنتاجية مع عدد ساعات عمل أقل، وقالت وزارة الصناعة الإسبانية إن الشركات التي تنضم إلى الاتحاد يمكن أن تحصل على مساعدة من صندوق حكومى بقيمة 10 ملايين يورو، لكن يجب عليها تصميم طرق لزيادة الإنتاجية التي تعوض عن تجاوزات تكلفة الأجور.
وبين عامى 2015 و2019 أطلقت أيسلندا تجربة لتقليل عدد ساعات العمل إلى 35- 36 ساعة في الأسبوع (بعد أن كانت 40 ساعة تقليدية) دون خفض الأجور، وشارك نحو 2500 شخص في مرحلة الاختبار، وأدت التجربة إلى تخفيض ساعات العمل لنحو 90% من السكان، ووجد الباحثون أن إجهاد العمال والإرهاق كلما قل كان هناك تحسن في التوازن بين الحياة والعمل.
وفى السويد، تم اختبار أسبوع العمل لمدة 4 أيام بأجر كامل عام 2015 مع نتائج مختلطة، حيث كان الاقتراح هو تجربة أيام عمل مدتها 6 ساعات بدلًا من 8 ساعات دون خفض الراتب، لكن لم يكن الجميع مسرورًا بفكرة إنفاق الأموال على التجربة، وحتى الأحزاب اليسارية اعتقدت أن تنفيذ ذلك على نطاق واسع سيكون مكلفًا للغاية، ولكن لوحظت نتائج إيجابية داخل وحدة جراحة العظام في مستشفى جامعى، والتى حولت 80 ممرضًا وطبيبًا إلى العمل لمدة 6 ساعات يوميًا وطلب موظفين جدد لتعويض الوقت الضائع. وتعد ألمانيا موطنًا لواحد من أقصر متوسط أسابيع العمل في أوروبا، إذ يبلغ متوسط أسبوع العمل 34.2 ساعة، رغم أن النقابات العمالية تطالب بمزيد من التخفيضات في ساعات العمل بحجة أنها ستساعد في الاحتفاظ بالوظائف وتجنب تسريح العمال.
وفى بلدان أخرى مثل اليابان، تغامر الشركات الكبرى بتطبيق هذه التجربة، بعد إعلان الحكومة اليابانية عن خطة لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة في جميع أنحاء البلاد عام 2021، موضحة أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل هذا الأمر مفيدًا للجميع، حيث يؤدى الموت بسبب إرهاق العمل إلى حصد العديد من الأرواح. وفى 2019 جربت شركة «Microsoft» العملاقة للتكنولوجيا النموذج من خلال تقديم عطلات نهاية الأسبوع لمدة 3 أيام للموظفين لمدة شهر، وعززت هذه الخطوة الإنتاجية بنسبة 40%، وأسفرت عن عمل أكثر كفاءة.
وفى الولايات المتحدة أظهر مسح أن 92% من العمال الأمريكيين يؤيدون تقليص أسبوع العمل، حتى لو كان ذلك يعنى العمل لساعات أطول، مشيرين إلى أن ذلك سيُحسن من صحتهم العقلية ويزيد الإنتاجية. وفى كندا وجد بحث أن 41% من أرباب العمل يفكرون في جداول هجينة بديلة وأساليب عمل جديدة، وأن 51% من الشركات الكبيرة التي تضم أكثر من 500 موظف من المرجح أن تنفذ أسبوع عمل لمدة 4 أيام.
البرتغال أحدث دولة تطبق نظام العمل لمدة 4 أيام فى الأسبوع 4 أيام عمل فى الأسبوعالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين ساعات العمل فی الأسبوع
إقرأ أيضاً:
ندمت حين لا ينفع الندم
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بداية ارجو ان لا توجع حروفنا قلوبا ليس لها ذنب. . ندمت كثيرا عندما اكتشفت ان معظم الذين عشت معهم في العقود السابقة سرقوا مني الكثير، أو ربما لأني أعطيتهم كل شيء من تلقاء نفسي. فقد بلغت من العمر عتيا ولم اعد اكترث لما اخذوه مني وما تركوه لي. عشت أصعب أيامي بمفردي، أما الآن فلم يعد يهمني من يبقى ومن يرحل. لكنني ندمت كثيرا لأني أعطيتهم قيمة اكبر مما يستحقونه. فقد عشت معهم بلا قيود وبلا أقنعة في الوقت الذي كانت أقنعتهم مطبوعة على بطاقاتهم الشخصية. كان روبرت غرين يكرر مقولته: (عليك أن لا تكون ساذجاً، فتخطئ وتظن ان مظهر الناس يعكس حقيقتهم). ومع ذلك كانت اخطائي تتكرر بسبب طيبتي وسذاجتي. لم أتعلم القسوة إلا بعدما عاقبتني الأيام على طيبة قلبي. نحيا دائما بعواطفنا ولا نلجأ للعقل إلا بعد ان يصدمنا الخذلان فنعرف من هم احبابنا ومن هم رواسب اختياراتنا الخاطئة ؟. .
في الحقيقة أحتاج إلى خمسين عاما لكي اشرح باختصار خطواتي المتعثرة في دروب الحياة، ولكن لا وقت لدي الآن. .
أدركت متأخراً وانا في العقد السابع: ان المبالغة في منفعة الناس وكثرة الاختلاط بهم تفقد المرء هيبته، وتجعله مألوفا مستهلكا متوفرا لخدمتهم، كان ينبغي ان احتفظ بالكثير من نفسي لنفسي. وكلما تقدمت بالعمر ضعف البصر واتضحت الرؤية. .
الحياة مواقف وتجارب. فيها شهد النحل وسموم العقارب، وفيها شهامة غريب وخذلان قريب. هناك مواقف أيقظتنا وصنعتنا من جديد، وهناك علاقات توقعنا منها الكثير ووجدنا منها القليل. هناك دروس لم تكن بالحسبان لكنها علمتنا الانتباه، وهناك مواقف تُجبرك أن تضع حاجزاً لمن كان قريباً منك. .
ختاماً: سوف أبقى اردد في عزلتي: حسبي الله على بشر جعلوني اكره طيبتي، وأرغموني على اختيار العزلة والعيش في المنافي البعيدة. لقد أخرستني الحياة بعدما كانت أحاديثي لا تنتهي. . . .
كم هو مؤسف ان نضع من كان اقرب للروح من الروح في قوائم المستبعدين والمنتهية صلاحيتهم. .