اعرف من أنت أولًا ثم زين نفسك .. «مأثورات الموضة الرجالية»
تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT
كل رجل له أسلوبه الخاص وطريقته فى اختيار ما يرتديه، وتتجلى هذه الحقيقة فى قراءة الأقوال المأثورة لأيقونات عالم الموضة الرجالية على مر العصور، التى تعكس مدى الاهتمام بأناقة الرجال وأسلوبهم فى اختيار الملابس والأحذية والإكسسوارات.
أخبار متعلقة
موضة البدلة الرجالى هذا الشتاء
البالطو يسيطر على أسبوع الموضة الرجالي في نيويورك (صور)
موضة البدلة الرجالى هذا الشتاء
وهناك أقوال خالدة عن الموضة الرجالية، ومنها «الأزياء تتلاشى، أما الأسلوب فيبقى إلى الأبد، لذا فإن ما أؤمن به هو هذا الخلود لبعض هذه الأشياء.
الموضة الرجالية
وقال أحدهم فى حب موضة الإنجليز: «أنا أحب الأزياء الإنجليزية، بطريقة ما أشعر أنها قريبة منى، فهى عبارة عن فوضى جميلة، إنها مزيج قوى بين الماضى والحاضر»، وهناك مقولة أخرى تفترض أنه «إذا كانت الموضة جيدة فلن يكون لها حقبة زمنية محددة»، بينما تبسط مقولة أخرى عالم الموضة «أنا لا أتابع الموضة بقدر ما أحاول العثور على الملابس التى تجعلنى أبدو جيدًا، لأن هذه الموضة لا تقدم أبدًا».
الموضة الرجالية
وهناك أقوال مأثورة واقتباسات خالدة عن الإكسسوارات الرجالية، ومنها «لن تستطيع أبدا أن ترتدى أكثر مما ينبغى»، و«يعجبنى عندما يكون لدى الرجل إكسسوار قوى واحد، فإذا كانت ساعة فيجب أن تكون كبيرة، وإذا كان لديك حذاء قوى فيجب أن يكون مجرد حذاء، فأنا لا أحب الرجل المبالغ، هذا مجرد ذوق سيئ».
وعلى غرار المثل القائل «ارتدِ ما يعجب الناس»، قيل أيضًا: «من الوهم والغباء أن نعتقد أن الملابس لا تهم حقًا ويجب علينا جميعًا ارتداء ما نريد، لكن معظم الناس لا يأخذون الملابس على محمل الجد، ولكن سواء كان علينا ذلك أم لا، فالملابس مهمة وكثيرًا ما نتخذ القرارات بناءً على مظهر الناس».
وعن تأثير الملابس على الحالة المزاجية للرجال، يقال «قد يكون أى رجل فى مزاج جيد عندما يرتدى ملابس أنيقة»، ويقال أيضًا «يمكن لأى شخص أن يرتدى ملابسه وأن يتألق، ولكن الطريقة التى يرتدى بها الناس فى أيام إجازتهم هى الأكثر إثارة للاهتمام»، وكذلك «ارتدِ ملابسك كما لو كنت تملك البنك، ليس كما لو كنت بحاجة إلى قرض منه».
وهناك أقوال مأثورة تمثّل نصائح لتنسيق الملابس وحسن اختيارها، ومنها: «اعرف من أنت أولًا ثم زيّن نفسك وفقًا لذلك»، و«الموضة تدور حول ارتداء الملابس وفقًا لما هو عصرى، أما الأسلوب فيتعلق أكثر بكونك على طبيعتك»، و«الموضة لا تتعلق بالتسميات، ولا يتعلق الأمر بالعلامات التجارية لكنه يتعلق بشىء آخر يأتى من داخلك»، و«يمكن لأى شخص شراء الملابس لكن الأسلوب يتطلب التمييز ويتعلق بالتفرد».
وهناك اقتباسات أخرى تتعمق فى فلسفة الموضة الرجالية، ومنها: «الملابس لا تعنى شيئًا حتى يرتديها شخص ما»، و«أنا لا أصمم الملابس بل أصمم الأحلام»، و«الموضة هى درع النجاة من واقع الحياة اليومية»، و«الموضة هى فقط محاولة لإدراك الفن فى أشكال الحياة والعلاقات الاجتماعية»، وهناك مقولة تبالغ فى تقدير أهمية الملابس للرجال: «الأزياء تصنع الرجال، والأشخاص العراة لديهم تأثير ضئيل أو معدوم على المجتمع»، وآخر يحذر: «يجب ألا يرتدى الرجل السراويل القصيرة فى المدينة أبدًا، بل يجب ارتداؤها فقط فى ملعب التنس أو على الشاطئ».
وهناك اقتباسات كذلك عن الموضة المتطورة، ومنها: «لقد حدث تغيير فى مواقف الرجال تجاه ملابسهم، فالرجال أصبحوا أكثر وعيا بالموضة»، و«أزياء الرجال تبدأ كلها كملابس رياضية وتتقدم إلى مناسبات الدولة العظيمة، مثل معطف الذيل، الذى بدأ كمعطف للصيد»، و«للحصول على أسلوب خاص فى ارتداء الملابس، يجب أن تبدو سعيدًا تمامًا ومرتاحًا فى ملابسك التى تظهر كجزء منك»، و«كل ما يتطلبه الأمر هو ارتداء الملابس البسيطة، وهناك سر واحد- كلما كان أبسط كان ذلك أفضل».
الموضة الرجالية مأثورات الموضة الرجاليةالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين
إقرأ أيضاً:
امرأة ميّتة برحم حيّ
لم أتفاجأ كثيرًا من أن الطبيبة التي تصرف الأدوية لقريبتي، كانت قد اختارت دون استشارتنا أو العودة إلى المريضة، صرف أنواع محددة من الأدوية، تأخذها المريضة لمرض عصبي مزمن قد يؤدي إلى الموت. هذه هي المرة الأولى التي أحضر فـيها الموقف مع الطبيبة، عادةً ما أكون بعيدة عن المريضة وقت حدوث النوبات الحادة التي تسببت لها مؤخرًا بإغماءة نتج عنها نزيف من جروح عميقة، إثر سقوطها على سطح حاد.
كانت الطبيبة باختيارها تلك الأدوية دون غيرها قد اختارت الحفاظ على فرص بقاء الوظيفة الإنجابية وحيويتها، مع أن المريضة غير متزوجة ولا يتجاوز عمرها الحادية والعشرين. أخذت تُصرح لي ببديهية أنها لا تصرف للمريضات تحديدًا سوى دواءين من أصل مجموعة أدوية قليلة أصلا لمعالجة هذا المرض. وذلك لمجرد أنهن نساء. عادت بي الذاكرة للفور إلى تقرير عملتُ على تحريره قبل سنوات عن وضع الخدمات الصحية المقدمة للنساء فـي الخليج العربي. وعن الكتابات القليلة حول فاعلية «التمييز الجنسي» فـي تسويغ الكثير من الممارسات الطبية الشائعة والمقدمة للنساء، لا فـيما يتعلق بصحتهن الإنجابية فحسب، لأن هذا طيف من مساحة هائلة رُسخَ فـيها آليات مجحفة ولا مبالغة أن قلنا قاتلة بحق النساء.
يمكن بالقليل من البحث قراءة عشرات الدراسات الحديثة التي تفحص مسألة أن النساء أكثر عرضة للعلاج غير الكافـي أو الوصول للعلاج المناسب لألمهن. هنالك أسباب تتعلق بطبيعة وبمسلمات تعتبر المرأة سريعة فـي التعبير عما تشعر به حتى وان كان بسيطًا، فهي هستيرية تميل للمبالغة، درامية فـي تعاملها مع ما تشعر به. وأسباب تخص قدرة النساء على الإبلاغ عن آلامهن وما يشعرن به. فهن غير دقيقات عند الحديث عن أوجاعهن، إذ أنه يُتوقعْ منهن على الدوام أن يكن أكثر قدرة على تحمل الألم والتمتع بمهارات أفضل للتعامل معه.
فـيما يشتكي الرجال وقت مرضهم من آلامهم بسهولة أكبر وهم أكثر هدوءًا فـي التحدث عن ألمهم لمقدمي الرعاية الصحية. هذا ما تبدأ به مثلًا دراسة ديان أي هوفمان وأنيتا جيه ترزيان حول «التحيز ضد المرأة فـي علاج الألم». ويعود التفكير فـي هذه المسألة إلى سؤال ما إذا كان الرجال والنساء يعانون من الألم بشكل مختلف؟. وهو أمر نتحدث عنه كثيرًا فـي حياتنا اليومية. إذ درجنا على القول إن الرجال يسقطون صرعى نوبة زكام بسيطة، فـيما تتحمل النساء آلامًا عظامًا لا يتخيلها الرجل. عموما يقول الباحثان إن الدراسات حول الاستجابة للألم بين الرجال والنساء تزايدت فـي السنوات الأخيرة مدفوعة جزئيًا بتشريعات فرضت منتصف التسعينيات لإلزام إدراج النساء فـي البحوث الصحية والدوائية - وهو أمر ينبغي الإشارة إليه إذ إن نسبة تمثيل النساء فـي تجارب صناعة الأدوية ضئيلة بالمقارنة مع الرجال.
تقدم هذه الدراسة تفاصيل كثيرة حول التمييز فـي الاستجابة لألم المريض والمريضة، ومن بين نتائجها التي دعمتها البيانات أن الرجال يتعرضون لمعاملة أفضل فـي خدمات العلاج خلافًا للنساء وذلك بسبب قناعة مقدمي الرعاية الصحية أن النساء اعتدن على تكرار شعورهن بالألم وهن حسّاسات وعاطفـيات تجاه إحساسهن به، مما يجعلهن أكثر ميلا للإبلاغ المباشر عن ذلك، فـيتم التعامل معهن من قبل مقدمي الرعاية الصحية بقدر أقل من الجدية التي يحظى بها الرجال. وعن سبب استمرار هذه الممارسات حتى وإن بغير وعي، فـيمكن العودة للتاريخ الذي قرأ أجساد النساء إما كأجساد رجولية غير مكتملة، واعتبار الرحم سببًا لهستيريا النساء وهوسهن وبذلك تكون أجساد الرجال هي النماذج المعيارية التي يتم بها التعامل مع النساء. من الصعب بما كان النظر إلى هذه الأفكار كمحطات اندثرت خصوصًا إذا عرفنا أن الجسم التناسلي للمرأة مثلًا لم يشرح كما هو الحال بالنسبة للرجل إلا فـي مرحلة متأخرة جدًا بدأت فعليًا فـي التسعينيات أي قبل وقت قريب فحسب.
تدرس نيكولا ستورجن فـي كتابها «نساء غير مرئيات» هيمنة الرجال على الكثير من دوائر العمل ومراكز الأبحاث والمؤسسات عمومًا وأثر ذلك على اعتبار تجربة الرجال هي المعيار الذي تقاس به الأشياء. وإذا ما اعترضت المرأة على ذلك وحاولت مقاومة هذه الممارسات فإنها ستتهم بالسلبية والعدائية الأمر الذي يجعلها غير مقبولة أو محبوبة فـي الوسط الذي تحاول فـيه المقاومة.
يمكن القول إذن إن هنالك طبقات من التفكير حول أمراض النساء حتى القاتل منها، فمن ناحية لا تتوفر بيانات كافـية كما تفند ستورجن فـي كتابها للحكم على تجارب النساء الخاصة دون اعتبار الرجال القاعدة لكل شيء حتى فـيما يتعلق بالأمراض الفسيولوجية، وثانيها الاستعداد الثقافـي والاجتماعي وتصوراتنا الذهنية عن كل من الرجال والنساء، وحاجتهم للتعبير عن ألم المرض والتضامن من الآخرين، واعتبار هذه الحاجة «مجندرة» أي تختص بنوع اجتماعي دون غيره والتي تترتب عليها الطريقة التي يتعامل بها مقدمو الرعاية الصحية مع الحالات التي يتعاملون معها. أظن أن هذا الحديث ينبغي أن يكون نقاشًا عامًا وطنيًا، فربما تموت قريبتي قبل أن تتزوج لكي تنجب، إلا إذا كنتم تريدون نساء ميّتات بأرحام طازجة مستعدة لأن تؤدي الدور الوحيد الذي تقرؤون فـيه حياة المرأة، وهي أن تُنجب فقط.