تركيا تنهي «المئوية الأولى» بطموحات كبيرة نحو المستقبل
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
أحمد مراد (أنقرة، القاهرة)
أخبار ذات صلةشكل عام 2023 علامة فارقة في تاريخ تركيا بعدما شهدت خلاله عدة أحداث بارزة ومؤثرة، أهمها الانتخابات الرئاسية التي جاءت متزامنة مع ذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية في 30 أكتوبر 1923.
وتنافس على المقعد الرئاسي في «المارثون الانتخابي» الذي جرى في 14 مايو 2023، ثلاثة مرشحين، الأول مرشح «تحالف الشعب»، الرئيس رجب طيب أردوغان، والثاني مرشح «تحالف الأمة»، كمال كليتشدار أوغلو، والثالث، مرشح «تحالف العمل والحرية»، سنان أوغان.
ولأول مرة، تشهد الانتخابات الرئاسية التركية ميلاد عصر التحالفات الحزبية، وانتهاء عصر الحزب الواحد، وهو المشهد الانتخابي الذي من المتوقع أن تظهر عليه الاستحقاقات الرئاسية والتشريعية والبلدية في المرحلة المقبلة.
وكانت نتائج السباق الرئاسي قد أسفرت عن حصول الرئيس أردوغان على نسبة 49.5 % من إجمالي أصوات الناخبين، وحصول أوغلو على نسبة 44.9 %، بينما حصل سنان أوغان على نسبة 5.5 %، وهو ما جعل السباق الرئاسي يذهب إلى جولة إعادة بين أردوغان وأوغلو في سابقة هي الأولى من نوعها في التاريخ التركي.
وشهدت تركيا خلال جولة الإعادة التي جرت في 28 مايو 2023 أقوى منافسة انتخابية في تاريخها، وخلالها فاز الرئيس رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية ثالثة بنسبة 52.12 % من إجمالي أصوات الناخبين مقابل 47.88 % لمنافسه كمال كليتشدار أوغلو.
وتستمر الولاية الثالثة للرئيس أردوغان حتى عام 2028، وتُعد الولاية الأخيرة له حسب التعديلات الدستورية التي جرت في عام 2017 التي أدت إلى تغيير نظام الحكم في تركيا من برلماني إلى رئاسي.
وكان الرئيس أردوغان قد صعد إلى حكم تركيا منذ عام 2004 عندما تولى رئاسة الوزراء للمرة الأولى، ثم أصبح فيما بعد رئيساً للبلاد لديه العديد من الصلاحيات التنفيذية مع تعديل النظام السياسي خلال عام 2017.
وحقق الرئيس التركي خلال العقدين الماضيين نقلة هائلة في الاقتصاد التركي ليصبح الاقتصاد رقم 11 على مستوى العالم، إضافة إلى نجاحه في بناء نفوذ سياسي ودبلوماسي قوي لبلاده إقليمياً وعالمياً.
وجاء فوز أردوغان بالولاية الرئاسية الثالثة قبل أشهر قليلة من الاحتفال الكبير الذي أقيم في أكتوبر 2023 بمناسبة ذكرى مرور 100 عام على تأسيس وإعلان الجمهورية التركية، مدشناً مرحلة جديدة بطموحات المئوية الثانية، وهو ما تجسد في طرح رؤية «مئوية تركيا في القرن الثاني».
وتعتزم تركيا من خلال رؤية المئوية الثانية تنفيذ عدة مشاريع عملاقة، أبرزها قناة إسطنبول المائية، ومحطة أكويو النووية، إضافة إلى تنفيذ مخطط طموح يستهدف وضع تركيا في قائمة أقوى 10 اقتصادات في العالم.
كما تعتزم تركيا خلال الفترة المقبلة إعداد دستور جديد يصلح للمائة عام القادمة، وحتى يكون بديلاً عن دستور عام 1982 الذي سبق أن أُجريت عليه 5 تعديلات، ويأتي ذلك في ظل تمتع الرئيس التركي بأغلبية برلمانية تمكنه من تمرير القوانين وتشكيل الحكومة.
وأعلن الرئيس التركي في 3 يونيو 2023 عن تشكيل حكومته الجديدة المؤلفة من 17 وزيراً، من بينهم 15 وزيراً جديداً، وهو ما وصف بأنها أكبر حملة تجديد للمناصب الوزارية، وقد شمل التغيير وزراء الحقائب السيادية، مثل الدفاع والداخلية والخارجية.
وفيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية الـ28 التي جرت في 15 مايو 2023، فقد أسفرت عن حصول حزب «العدالة والتنمية» الحاكم على 268 مقعداً، بينما حصل حزب «الشعب الجمهوري» على 169 مقعداً، إضافة إلى 61 مقعداً لـ«اليسار الأخضر»، و50 مقعداً لـ«الحركة القومية»، و43 مقعداً لحزب «إيي»، و5 مقاعد لـ«الرفاه الجديد»، و4 مقاعد لـ«العمال».
المشهد السياسي
أوضح الباحث المتخصص في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية كرم سعيد، أن انتخابات الرئاسة التركية التي جرت في مايو 2023، شكلت واحدة من أهم الدورات الانتخابية التي شهدتها تركيا خلال مئويتها الأولى، ومن المتوقع أن تستمر انعكاساتها المختلفة على المشهد السياسي التركي لسنوات عديدة مقبلة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي.
وقال سعيد في تصريح لـ«الاتحاد»: إن انعكاسات الانتخابات الرئاسية تدفع تركيا إلى الاستمرار في سياسة «تصفير الأزمات والخلافات»، وهو ما ظهر جلياً في تعزيز التقارب بين تركيا وبعض الدول الأخرى، إضافة لتعزيز الاتجاه نحو تفكيك القضايا الخلافية مع القوى الغربية، ومحاولة حل الاشكاليات العالقة مع القوى الأوروبية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تركيا الانتخابات التركية رجب طيب أردوغان اسطنبول التی جرت فی مایو 2023 وهو ما
إقرأ أيضاً:
تراكم أخطاء إتفاقيات السلام … وثمارها المرة الحرب الحالية .. 2023 – 2025م .. وفي الحروب التي ستأتي !
تراكم أخطاء إتفاقيات السلام …
وثمارها المرة الحرب الحالية … 2023 – 2025م … وفي الحروب التي ستأتي !
إن هذه الحرب بكل فظاعاتها وإجرامها المرتكب من القوات المتمردة هي نتيجة حتمية للأخطاء التفاوضية الكارثية لكل إتفاقيات السلام منذ 1972م ، ومن هذه الأخطاء مثالا لا حصرا :
+ قبول التفاوض مع الحركات المتمردة.
+ دمج المتمرد في الجيش والأسوأ أن يكون ضابطا في الجيش ويتمرد ثم يعاد دمجه من جديد.
+ تعيين قيادات التمرد في المناصب القيادية في الدولة.
+ السكوت عن إنتزاع إقرار بتجريم استهداف الممتلكات العامة :
في كل الإتفاقيات سكت المفاوض الحكومي عن إنتزاع إقرار واعتذار من الحركات المتمردة عن إستهدافها وتخريبها للبنيات التحتية والممتلكات العامة وهذا التخريب للممتلكات العامة تحديدا ظل ممارسة كل الحركات المتمردة ، وليت الأمر توقف عند ذلك فقد وصل إلى أن يتحول المتمرد السابق إلى مفاوض حكومي في تمرد تال !
+ السكوت عن ترويج المتمرد السابق لسرديته الخاصة وتاريخه الشخصي الذي يسميه كفاحا ونضالا.
فبعد إنضمام المتمرد السابق لأجهزة الدولة تم السكوت عن قيام المتمردين السابقين بالترويج لقتالهم ضد الجيش السوداني باعتباره كفاح ونضال وإسباغ هالات البطولة على قياداتهم ما يعني تجريما ضمنيا للجيش السوداني وهضما لتضحيات ضباطه وجنوده.
كل هذه التفريطات شجعت التكاثر المتزايد للحركات حتى تضخمت أعداد الحركات المسلحة ووصلت العشرات وصارت بارعة في تكتيكات الإنشقاقات بحيث يتفاوض منها جزء وينضم لإجهزة الدولة بيننا يظل شقهم الآخر متمترسا في الميدان.
ولكل هذه الأخطاء المتراكمة لا ييأس التمرد الحالي 2023م – 2025م وداعميه من إرتكاب الجرائم والانتهاكات لأن لديهم سوابق لا يختلف عنها إلا باختلاف القوة والكم وجميعها تم السكوت عنها في مفاوضات السلام بل وتم لاحقا إصدار قرارات بالعفو أو إلغاء العقوبات عن مرتكبيها.
وحتى لا تتواصل دورات الحروب فلا مناص لكل الحركات المتمردة حاليا أو التي وصلت للمناصب من التبروء والإعتذار عن كل ما مارسته من استهداف للممتلكات العامة وتحريضها على الحصار الاقتصادي للسودان والمؤسسات السودانية مع تجريم استخدام مصصطلحات التهميش والعدالة والمساواة كمبررات لحمل السلاح.
#كمال_حامد ????