وضعت الدولة المصرية نصب أعينها خطة طموحة للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز الطبيعي المسال، والمساهمة في تأمين احتياجات الأسواق العالمية، وذلك بعد نجاحها في تحقيق الاكتفاء الذاتي منه، بما تمتلكه من بنية تحتية تتمثل في شبكات ومصانع إسالة وموانئ تؤهلها للقيام بهذا الدور الهام.

وتسعى الحكومة المصرية إلى زيادة قدراتها في إنتاج الغاز في ظل ارتفاع الاستهلاك المحلي، ورغبتها في أن تصبح مركز إمداد إقليمي للغاز، خاصة بعد اكتشافها "حقل ظهر" في عام 2015، والذي ساهم في فتح شهية المستثمرين للعمل في قطاع الغاز المصري، وساعد البلاد على تصدير كميات كبيرة من الغاز المسال.

تصدير الغاز المسال

كشف مسؤول أوروبي أن صادرات الغاز المسال المصرية إلى أوروبا ارتفعت بنسبة 42%، رغم مشكلات التصدير المتعلقة بانخفاض الإنتاج المحلي.

وقال سفير الاتحاد الأوروبي في مصر كريستيان برغر، في تصريحات صحفية، إن الصادرات المصرية للقارة قفزت في النصف الأول من العام الجاري (2023)، مقارنةً بالمدة ذاتها في 2022.

وجاءت تصريحات برغر على هامش فعالية ختام مشروع إستراتيجية مصر للسكان، التي نفّذها صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الوزارات المعنية المحلية، وموّلها الاتحاد الأوروبي منذ 2018، الأسبوع الماضي في القاهرة، بحضور منصة الطاقة المتخصصة.

وخلال العام الماضي بلغت إيرادات مصر من صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى الخارج نحو 8.4 مليار دولار، مقابل 3.5 مليار دولار، في عام 2021، بزيادة بلغت 140%.

وأكد وزير البترول طارق الملا، على هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2023) استئناف تصدير الغاز الطبيعي المسال في أكتوبر 2023، بعد أن توقف خلال شهور الصيف، حيث توجه مصر الغاز عادة في هذا الفصل لصالح الاستهلاك المحلي، وتضررت واردات مصر من الغاز الإسرائيلي بسبب الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس.

وأظهرت بيانات للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" سبتمبر الماضي، أن متوسط إنتاج مصر من الغاز الطبيعي خلال العام المالي الماضي (2022-2023)، بلغ نحو 6.2 مليار قدم مكعبة يوميًا.

وأشار إلى أن شحنات التصدير المستهدفة ستوجه في الأساس إلى الأسواق بأوروبا وبعضها إلى آسيا لتعزيز تدفقات النقد الأجنبي للدولة المصرية. موضحا أن الشحنات ستنطلق من محطتي إسالة إدكو ودمياط إلى الأسواق التي أبدت رغبتها في شراء حصص الغاز المسال المصري.

أوضح أن الغاز الُمسال داخل محطتي "إدكو ودمياط" خلال الـ 6 أشهر الماضية تم توجيهه إلى السوق المحلية، فخلال الصيف تكون هناك موسمية في الطلب، وبالتالي الأولوية تكون للسوق المحلية -بالتحديد محطات الكهرباء- ومع بدء موسم الشتاء ينخفض الطلب ومن ثم تستطيع الدولة تصدير كميات للخارج.

انتاج  الغاز المسال

لفت إلى أن وزارة البترول المصرية تُكثف من جهود الاستكشاف والاستثمار في حقول الغاز لتعويض الحقول المتقادمة بحقول أخرى جديدة. لكن تلك الخطط تحتاج إلى وقت واستثمارات ضخمة. ولحين تحقيق مستهدف زيادة الإنتاج سيكون هناك ضرورة للتعاقد على شحنات غاز من الخارج وإسالته محليا وتوجيه جزء منها للسوق المحلية وتصدير شحنات أخرى للخارج لتعزيز تدفقات النقد الأجنبي.

ويمكن لمحطات الغاز الطبيعي المسال المصرية على ساحل البحر المتوسط أن تصدر 12 مليون طن متري سنوياً، وهو رقم تهدف البلاد إلى الوصول إليه في عام 2025.

وتتوقع شركة إيني الإيطالية للطاقة بدء الإنتاج من بئر غاز أوريون-1 إكس في شرق المتوسط بمصر، تضم احتياطي قدره 10 تريليونات قدم مكعبة خلال ثلاث سنوات وبتكلفة استثمارية 130 مليون دولار.

من جانبه قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة وخبير البترول، إن هناك آليات عديدة تقوم بها الدولة في هذا القطاع، وهي زيادة قدرات معامل الإسالة الحالية، بزيادة السعة الإنتاجية لأكثر من 13 منتجا، وزيادة آليات البحث والتنقيب في كل من شمال وغرب المتوسط.

مفاجأة سارة في يناير.. مصر توفر مليار قدم من الغاز المسال للتصدير مع تزايد الإمدادت من إسرائيل.. مصر تستعد لاستئناف صادرات الغاز الطبيعي المسال

وأضاف القليوبي في تصريحات لـ"صدى البلد" أن مصر الأكثر نمواً في قائمة الدول العربية المصدرة للغاز المسال، حيث قامت بتصدير نحو مليون طن خلال الربع الثالث من 2021، مقابل نحو 0.1 مليون طن خلال نفس الفترة من العام الماضي بنسبة زيادة بلغت نحو 900%.

واشار إلى أن مصر تحولت قبل عامين من دولة مستوردة إلى مصدرة للغاز الطبيعي ولديها فائض قابل للتصدير يزيد على 2 مليار قدم يوميا، وذلك نتيجة للاستراتيجية التي اتخذتها الحكومة خلال الفترات السابقة، بالإضافة إلى ترأس مصر للاجتماع السادس لمنتدى غاز شرق المتوسط واكتشافات الغاز الجديدة التي وطدت من مكانتها الإقليمية بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الغاز الغاز الطبيعى الغاز الطبيعي المسال إنتاج الغاز الغاز المسال تصدير الغاز المسال الغاز الطبیعی المسال الغاز المسال من الغاز

إقرأ أيضاً:

البورصة المصرية تحقق مكاسب جماعية وتربح 15 مليار جنيه

اختتمت البورصة المصرية تداولات جلسة الخميس، آخر جلسات الأسبوع، على ارتفاع جماعي للمؤشرات لليوم الثاني على التوالي.

 وجاءت المكاسب مدعومة بعمليات شراء قوية من المستثمرين المصريين، في حين اتجهت تعاملات المستثمرين العرب والأجانب نحو البيع.

صعود مؤشرات البورصة المصرية بمستهل تعاملات نهاية الأسبوعأداء متباين للبورصة في مستهل تداولات الإثنين

وأظهرت بيانات التداول تحقيق رأس المال السوقي مكاسب قدرها 15 مليار جنيه، ليصل إلى مستوى 2.221 تريليون جنيه، وسط تداولات قوية بلغت قيمتها 3.1 مليار جنيه.

وسجل المؤشر الرئيسي "إيجي إكس 30" ارتفاعاً بنسبة 0.93% ليغلق عند 30011 نقطة، كما صعد مؤشر "إيجي إكس 30 محدد الأوزان" بنسبة 0.98% مغلقاً عند 37223 نقطة. وحقق مؤشر "إيجي إكس 30 للعائد الكلي" زيادة بنسبة 0.91% ليصل إلى 13202 نقطة.

وامتد الأداء الإيجابي إلى مؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث ارتفع مؤشر "إيجي إكس 70 متساوي الأوزان" بنسبة 0.81% مسجلاً 8609 نقطة، بينما صعد مؤشر "إيجي إكس 100 متساوي الأوزان" بنسبة 0.68% ليغلق عند 11731 نقطة. كما سجل مؤشر الشريعة الإسلامية ارتفاعاً بنسبة 0.74% ليصل إلى 3166 نقطة.

وتعكس هذه النتائج الإيجابية استمرار ثقة المستثمرين المحليين في السوق المصري، رغم توجه المستثمرين العرب والأجانب نحو البيع في جلسة اليوم.

مقالات مشابهة

  • مصر تستعين بشل وتوتال لشراء الغاز الطبيعي المسال
  • البورصة المصرية تحقق مكاسب جماعية وتربح 15 مليار جنيه
  • خلال أسبوع واحد.. إتلاف كميات كبيرة من المواد المخدرة في البصرة
  • شراكات اقتصادية كبرى مع دول المنطقة للاستفادة من إنتاج الغاز الطبيعي
  • 95 بئرا جديدة لإنتاج الزيت و10 للغاز بمعدل إنتاج 1.4 مليون برميل يوميا
  • مقابل 45 مليون دولار.. تركيا تستعد لتزويد مصر بكميات كبيرة من «الغاز»
  • الخاسرون من رسوم الصين على واردات الغاز المسال الأميركي
  • المالية: قريبًا.. إطلاق مبادرتي دعم «السيارات» و«الحافلات» للعمل بالغاز الطبيعي والكهرباء
  • وزير المالية: إطلاق مبادرتين لدعم المركبات العاملة بالغاز الطبيعي والكهرباء قريبا
  • سؤال أمام البرلمان بشأن تأخر تنفيذ مشروعات التنمية الخاصة بتوصيل الغاز الطبيعي والصرف الصحي