وزير الدفاع الإسباني السابق في حوار حصري مع Rue20: الحل الوحيد لنزاع الصحراء هو الحكم الذاتي وحكومة سانشيز إتخذت القرار الصائب
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
زنقة 20. الرباط
حاوره توفيق سليماني / الترجمة إلى العربية : محمد الشاربي
1- تقلدتم منصب وزير الدفاع داخل الحكومة الإسبانية بين عامي 2004 و 2006. لقد مر تقريبا 20 عاماً على هذا التاريخ. لقد مر 18 شهرا أيضا على المصالحة الكبرى واعتماد خارطة الطريق الإسبانية-المغربية الجديدة الموقعة في 7 أبريل 2022. كيف تقيمون الوضع الحالي للعلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا؟
بصفتي مراقبا للأحداث الجارية واستنادا إلى المعطيات الموضوعية المتاحة لي، أستطيع أن أقول لكم إن العلاقات الثنائية الإسبانية-المغربية تعيش اليوم أفضل اللحظات منذ عقود.
وكان الدافع القوي الذي أبداه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، خلال لقائهما يوم 7 أبريل 2022، عنصرا أساسيا، ونقطة تحول أفادت بشكل كبير أجواء العلاقات الثنائية. ومنذ ذلك الحين، عمل كل من الوزير المغربي ناصر بوريطة والوزير الإسباني خوسي مانويل ألباريس برزانة وفعالية على الارتقاء بالعلاقات بين إسبانيا والمغرب إلى أعلى مستوى. هذه هي الحقيقة.
2- هناك من يقول إن كل شيء بدأ في عهد حكومة الرئيس خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو. وهذا يعني أن الرئيس بيدروسانشيز سار على خطى حكومتكم. لقد تم تحضير قرار دعم مخطط الحكم الذاتي للصحراء على نار هادئة. هل تتفقون مع هذه الفرضية؟
في عهد حكومة ثاباتيرو حدث تقدم لا يمكن إنكاره في الاتجاه الصحيح. يتعين على جارتين مثل إسبانيا والمغرب أن تعملا على تعزيز الصداقة بدلاً من المواجهة. يجب أن نشير إلى أن حكومة أثنار (Aznar) أثارت التوتر بين البلدين: وحادثة جزيرة ليلى هي مثال على رد الفعل المبالغ فيه. تذكر أن ذلك الحدث عرف مشاركة عدة وحدات عسكرية ومروحيات وطائرات وسفن بحرية…
كنت وزيرا للدفاع في حكومة ثاباتيرو وكانت الرغبة في التفاهم مع المغرب هي القاعدة التي فرضناها على أنفسنا. وأذكر أنه في 15 يوليو 2004، استقبلني صاحب الجلالة الملك محمد السادس بطنجة، واقترحت عليه، باسمإسبانيا، مهمة سلام مشتركة في هايتي (MINUSTAH). وهكذا، ولأول مرة في التاريخ، شارك جنود مغاربة وإسبان في بعثة مشتركة للأمم المتحدة. لقد أثبت 200 جندي إسباني ومغربي أننا نعرف كيف ننتقل “من مرحلة المواجهة القاسية والشكوك” إلى مرحلة أخرى من “الثقة المتبادلة” بين البلدين.
وفيما يتعلق بقرار حكومة بيدرو سانشيز بدعم مخطط الحكم الذاتي للصحراء، يجب أن أقول لكم إنه يبدو قرارا صائبا جدا بالنسبة لي. وينبغي مضاعفة الدعم لهذه المبادرة، التي تعتبر “جدية وذات مصداقية” كما يعرفها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة نفسه كل عام منذ عام 2007. لقد سئم الصحراويون بالفعل من حالة الركود التي يعيشونها ويستحقون حلولا لمعاناتهم.
من الضروري إنهاء نزاع الصحراء ومعاناة الساكنة. وكفى من استخدام الصحراويين كذريعة لإنكار الواقع، والحقيقة هي أن المجتمع الدولي يعتبر المغرب كبلد عربي ومسلم مستقر له حكومات تفرزها صناديق الاقتراع. قدم المغرب عرضا جديا للمنطقة، مبادرة الحكم الذاتي. وكان النهج الأولي للأطراف هو ما يلي: يريد المغرب أن تكون الصحراء جزءا من ترابه الوطني مثل باقي أقاليمه، ويريد أن تكون مدينتي العيون أو الداخلة مثل فاس أو طنجة.
جبهة البوليساريو تريد إنشاء دولة مستقلة. الحل هو إقامة منطقة تتمتع بالحكم الذاتي. لقد كنت رئيساً لأحد الأقاليم التي تتمتع بالحكم الذاتي (في إسبانيا) لمدة 21 عاماً، وأعلم أن الحكم الذاتي يوفر قوة عظيمة لهذا النوع من الحكم. فالصحراويون بحاجة إلى حلول أكثر من القرارات وعلى جبهة البوليساريو أن تجلس للتفاوض مع المغرب.
3- أكد كل من وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، ونظيره الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، قبل أسبوعين، أن العلاقات الإسبانية-المغربية تمر بأفضل لحظاتها. انسجام وتنسيق لم يسبق لهما مثيل منذ عقود. هل انتهت الأزمات الدورية بشكل تام أم أنه من الضروري مواصلة العمل بذكاء لحل الملفات الحساسة؟
في العلاقات بين البلدين المتجاورين ستكون هناك دائما مشاكل. ولكن الشيء المهم هو تعزيز الاحترام المتبادل وحسن الجوار والثقة والتعاون. وإذا تم الحفاظ على هذه القيم، فيمكن التغلب آنذاك على الصعوبات.
لم تعد إسبانيا والمغرب ينظران إلى بعضهما البعض بعين الشك أو عدم الثقة. إن المناخ الحالي هو مناخ صداقة وهذا المناخ يصب في صالح مواطني البلدين. إن تعلم الصداقة هو شيء حضاري وتضامني وحداثي جدا، على عكس الخوض في ما فرقنا وجعلنا نواجه بعضنا البعض في الماضي. ومن يسعى للمواجهة بين بلدينا عليه أن يذهب إلى طبيب نفسي أو إلى المدرسة (ليتعلم من جديد).
الجغرافيا تجعلنا جميعًا، الذين نعيش في شبه الجزيرة الأيبيرية وشمال إفريقيا، جيرانًا وإخوة. نحن نشكل منطقتين جغرافيتين في تبادلات مستمرة منذ العصر الحجري القديم. زمن العصا (أو السياط) والقلاع والتهديدات يجب ألا يتكرر.
هناك عدد متزايد من الإسبان يدركون التقدم الذي أحدثه عهد محمد السادس، حيث عزز مجموعة من الإصلاحات التي غيرت واقع المغرب، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. إن المغرب اليوم بلد أكثر انفتاحا وديمقراطية، رغم أنه لا يسلم من بعض التناقضات والمشاكل، كما يحدث في كل مجتمع إنساني.
4- بعد الاعتراف التام للولايات المتحدة بمغربية الصحراء والدعم الإسباني الكامل لمخطط الحكم الذاتي، هل يمكن القول إنها نهاية البوليساريو والنزعة الانفصالية؟
أتحدث معكم دون أي عقدة. أثناء الحكم الديكتاتوري لفرانكو ارتديت رداء المحامي للدفاع عن قادة البوليساريو في محاكم فرانكو. واليوم بنفس الحزم وبقناعة كبيرة، أدافع عن الصحراويين الذين لا يستحقون كل هذه السنوات من المعاناة. إنهم يحتاجون إلى حلول أكثر من القرارات. يجب على الصحراويين أن يفهموا ما هو ممكن وما هو مستحيل، لقد تغير العالم كثيراً منذ قرار الأمم المتحدة.
يتعين على المغرب وجبهة البوليساريو الجلوس للتفاوض حول مخطط الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب، وعلى إسبانيا، التي تتمتع بخبرتها الكبيرة في مجال الحكم الذاتي الديمقراطي، أن تقدم دعمها الكامل في هذه القضية.
ولا يبدو ممكنا وجود دولة أخرى في المنطقة. إن التكرار اليومي لضرورة إجراء استفتاء لتقرير المصير هو أمر ينقص من مصداقية أولئك الذين يتصرفون بهذه الطريقة، علما أنه لا يُسمح حتى بإجراء إحصاء لللاجئين في تندوف.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الحکم الذاتی
إقرأ أيضاً:
المغرب التطواني يقدم روايته حول تصريحات مدربه السابق عزيز العامري واستعداده للجوء إلى المساطر القانونية
قدمت إدارة المغرب التطواني، اليوم الثلاثاء، روايتها حول تصريحات مدرب الفريق السابق عزيز العامري، التي أدلى بها على أمواج راديو مارس، خلال برنامج المريخ الرياضي، أمس الإثنين.
وأوضحت إدارة الفريق التطواني أن « الاختيار صوب إعادة تكليف عبد العزيز العامري مدربا للنادي كان بسبب سلسلة من النتائج الغير مرضية التي عرفها الفريق خلال بداية الموسم الرياضي الجاري من جهة. ومن جهة أخرى نتيجة المسار المشرف الذي حققه السيد العامري مع الفريق سابقا توج بلقبين للبطولة الاحترافية، على أمل استعادة هذا التوهج و إعادة الفريق لسكته الصحيحة ببث الروح الإيجابية في صفوف اللاعبين مع إدماج أبناء المدرسة ، فكان قرار التعاقد معه مرضيا للجميع ».
وتابع المصدر ذاته « خلال فترة تدريب السيد عبد العزيز العامري للنادي لم يحقق الفريق من خلال ثمان دورات سوى فوزين و تعادل واحد و خمس هزائم. بل شهدت هذه الفترة تشنجات كبيرة بينه و مجموعة من اللاعبين أثرت بشكل كبير على علاقته بهم، مما استدعى تدخل المكتب المديري مرارا لضبط الوضع و تفادي هذه الإضطرابات ، بل تأكد بعد ذلك فقدان السيد العامري السيطرة على المجموعة ».
وأردف الفريق « قرار إقالة عبد العزيز العامري فرضته مجموعة من التصرفات المشينة ضد بعض اللاعبين و كذا النتائج السلبية و القلق الكبير الذي عاشته جميع مكونات الفريق و جماهيره و محبيه، بالإضافة إلى عدم قدرته على إخراج الفريق من الوضع الحرج الذي يعيشه و لا تحقيق الأهداف المسطرة معه من قبل المكتب المديري. بالإضافة إلى أسباب أخرى لها صلة بالجانب الأخلاقي المفترض توفره في المدربين، ناهيك عن خيانة الأمانة التي سلمت له ».
وأشار المقدر عينه « خلافا لما تم التصريح به من قبل المدرب العامري بخصوص وكيل اللاعبين، فإن المكتب المديري للنادي يفند هذه التصريحات ويؤكد أنه لا يمثل إلا لاعبين اثنين ضمن الفريق خلال الموسم الجاري. و أن التعامل معه تقتضيه ضرورة حل مجموعة من ملفات اللاعبين السابقين و رفع قرارات المنع المفروضة ضد النادي خلال المركاتو الصيفي وفقا لقوانين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الوطنية لكرة القدم الإحترافية ».
وأوضح المكتب المديري أنه يحتفظ بكل حقوقه في الدفاع عن مصالح النادي ولاعبيه في مواجهة كل الجهات التي تحاول النيل منهم، واستعداده للجوء إلى المساطر القانونية والقضائية حماية لحقوقهم ضد الأكاذيب والافتراءات التي طالتهم من لدن المدرب عبد العزيز العامري، كما يؤكد المكتب المديري توفره على كل الأدلة والحجج التي تؤكد ما جاء في هذا البلاغ.
كلمات دلالية البطولة الاحترافية المغرب التطواني عزيز العامري