صحيفة البلاد:
2025-03-13@00:47:12 GMT

مفهوم الأخلاق

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

مفهوم الأخلاق

من ملاحظة هيرودوت، يمكننا القول بأنه إذا أتيح لأي شخص فرصة الاختيار بين مجموعة المعتقدات التي يعتقد بأنها الأفضل، فإنه سيختار مجموعة المعتقدات التي يعتقد بأنها الأنسب له، فقد قطعت النسبية الأخلاقية شوطاً طويلاً منذ ذلك الحين ،حيث شهد القرن العشرين والثورة الصناعية، جنباً إلى جنب مع العولمة المتنامية صعوداً ،فالفلاسفة الأخلاقيون كفرانز بواس وروث بنديكت، ألهموا واستلهموا أعمال علماء الأنثروبولوجيا الثقافية مثل مارغريت ميد، وساهموا بمجال النسبية الأخلاقية ووضعوا أعمال تشرح ضرورة السياق الثقافي والتاريخي والمجتمعي لتقييم ما إذا كانت المبادئ الأخلاقية والسلوكيات المعينة جيّدة للبشر أم سيئة.

هناك العدمية الأخلاقية ،وهي اعتقاد أن المبادئ الأخلاقية لا يمكن تصنيفها على أنها جيدة أو سيئة، لأن جميع مبادئ الجسم أو القرارات المتعلقة بالسلوك غامضة وبدون تعريف أو إحساس بالالتزام الأخلاقي، وهي ذات جذور من المتشكِّكين باليونان القديمة، من الذين أيد فلاسفتهم الأخلاقيون أن المعرفة الحقيقية من المستحيل معرفتها ،وهو ما يترتب عليه أنه لا يمكن تعريف السلوك الأخلاقي أو المعنوي الصحيح حقًا للبشر، وظلت العدمية الأخلاقية يدافع عنها بعض الفلاسفة كفريدريش نيتشه وألبرت كامو وكثيرون حيث زعموا أنه لا يوجد التزام أخلاقي تجاه الآخرين بمجتمعهم ،وإن فكرة البحث عن تعريف مبدأي صحيح، هو بالأساس أمر عقيم ، فالفكرة الشاملة القائلة بأنه لا يوجد شيء حقيقي أو منظَّم بشكل موضوعي في العالم تؤدي إلى استنتاج مفاده أن الأخلاق لا يمكن أن تكون صحيحة أو منظمة، قد يبدو ظاهر الأمر محبطًا، إلا أن كامو كتب عن نوع من الحرية التي تأتي مع قبولها في مقالته أسطورة سيزيف، حيث حيث قال أنه حتى الشخص الذي يعيش حياة خالية من التقدم أو المعنى الملحوظ ، يمكن أن يكون سعيدًا بالسعي لخلق معناه من خلال ذلك.

هناك الكثير من الأفكار المتنافسة والمتناقضة بين فلاسفة الأخلاق فيما يتعلق بالتعريف الصحيح للمبادئ الأخلاقية والخطأ والصواب ،ويجب على كل شخص أن يختار لنفسه تعريف المبادئ الذي سيلتزم بها بحسب مجتمعه ، لأن الإحساس الأخلاقي بالصواب والخطأ ،يجعل البشر يتماثلون مع مبدأ أخلاقي واحد واضح يرتكز عليه السلوك، فالشخص الذي يؤمن ويلتزم بما يعتبره معيارًا أخلاقيًا عالميًا ،قد لا يتقبَّل هذا التعريف للمبادئ الأخلاقية مع عائلته لأنه يدرك التزامه الأخلاقي سواء كان مطلقًا أو حتي غير موجود، فمن المستحيل تحديد تعريف واحد صحيح للمبدأ الأخلاقي، والمغزى من ذلك هو أن مبادئنا الأخلاقية تحدّد كيفية تصرفنا تجاه أنفسنا والآخرين، فمن المهم أن يعيش الإنسان مع نفسه ومع الآخرين في وئام فنحن بحاجة لاستكشاف مبادئ الأخلاق ،وهذه الطريقة ستجعلنا قادرين على تحديد وشرح كيف ولماذا نتصرف بهذه الطريقة ،وستؤدي إلى فهم مبادئ الأخلاق والتعبير، وفهم أفضل لأنفسنا وسلوكياتنا ، وفهم الآخرين وسلوكهم.
وبشكل عام سيسمح وجود أساس قوي في المبادئ الأخلاقية للبشر، بأن يعيشوا حياتهم كأشخاص صالحين.

NevenAbbass@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

مشروع أحاسنكم أخلاقا لطلاب قسم العلاقات العامة بجامعة الأزهر

 طلاب قسم العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة الأزهر مشروع تخرجهم تحت عنوان "أحاسنكم أخلاقا "، حيث تناولوا القضية من زوايا متعددة، شملت الجوانب الأخلاقية والرياضية والاجتماعية. 

الجامع الأزهر كامل العدد في ختام الثلث الأول من شهر رمضانالطالب النابغة.. كفيف يؤم المصلين في الجامع الأزهر ويصبح حديث الملايين |فيديوبث مباشر.. نقل صلاتي العشاء والتراويح من الجامع الأزهر ليلة 11 رمضانعالم أزهري: الجن والشياطين مخلوقات موجودة بلا سلطان على الإنسانشيخ الأزهر في ذكرى العاشر من رمضان: انتصار شاهد على أن جيشنا درع الوطنالأزهر يعلن عن إصدار أول مصحف مرتل بأصوات 20 طالبا.. فيديوإعلان وظائف قيادية بالأزهر الشريف.. قدم الأنرئيس جامعة الأزهر يشهد احتفالية الأوقاف بالذكرى 52 لانتصار العاشر من رمضانرئيس جامعة الأزهر: القرآن أبدع في تصوير المعاني البلاغية العميقةلليوم الثاني.. الطالب الأزهري محمد حسن يؤم المصلين بالجامع الأزهر ليلة 10 رمضان

وسعى الطلاب من خلال بحثهم إلى تسليط الضوء على أهمية القيم الأخلاقية في مختلف مجالات الحياة.

وفي ظل تهميش الدور الأخلاقي للمجتمع، سعى فريق "أحسنكم أخلاقًا" إلى توعية المجتمع وتثقيفه، بهدف زيادة الوعي بأهمية الأخلاق من خلال دورها في بناء مجتمع متماسك.

إضافةً إلى توجيههم إلى التحفيز والتغيير السلوكي للمجتمع، وتشجيع الأفراد على تبني سلوكيات إيجابية وتطبيق القيم الأخلاقية في حياتهم اليومية.

وفي إطار جهود الفريق لترسيخ قيم الأخلاق لدى الأفراد في المجتمع، أجروا لقاءات متنوعة مع كوادر من مختلف المجالات.

كما زاروا المدارس لربط التعليم بالقيم الأخلاقية، والتقوا بالمهندس محمود وحيد للحديث عن العمل الإنساني، كما استضافوا شخصية مؤثرة في المجال التربوي والنفسي.

ولم يغفلوا الجانب الديني، حيث أجروا عدة لقاءات لتعزيز رسالة الحملة في بناء مجتمع قائم على الأخلاق.

ويمتد تأثير المشروع ليشكل دعامة أساسية لمجتمع أكثر تماسكًا ورقيًا، حيث تُزرع القيم الأخلاقية وتترسخ مبادئ الثقة والتعاون، ليكون المستقبل أكثر إشراقًا وأملًا للجميع.

مقالات مشابهة

  • شيخ الأزهر: نصيب العبد من اسم الله "الحسيب" يكون بالبذل والعطاء ومساعدة الآخرين
  • تعريف “المستشفى” من قبل البابا فرنسيس
  • مهلةُ القائد.. بين هندسة الوعي وإعادة تعريف القوة الناعمة
  • رئيس جامعة بنها: حريصون علي تعزيز مفهوم التكافل الاجتماعي
  • هذا هو ثمن عدم تحييد لبنان نفسه عن حروب الآخرين على حدوده وعلى أرضه
  • التعليم.. و تطبيق تجارب الآخرين
  • مشروع أحاسنكم أخلاقا لطلاب قسم العلاقات العامة بجامعة الأزهر
  • بذكرى يوم الشهيد.. نشأت الديهي: مصر لن تنسى أبنائها ولن تنسى من ضحوا
  • شهامة رجال عدن.. مواقف تتحدث عن الأخلاق قبل الكلمات
  • ميثاق ودستور تأسيس .. هل من عاصم من تفتيت وحدة البلاد وشعبها؟