يمانيون:
2024-11-05@23:24:40 GMT

يديعوت أحرونوت: الجيش يغرق في مستنقع غزة

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

يديعوت أحرونوت: الجيش يغرق في مستنقع غزة

يمانيون – متابعات
الجيش الإسرائيلي يغوص في مستنقع غزة”.. بهذه الكلمات وصف مراسل الشؤون العسكرية والأمن في صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشع، ما تعيشه قوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة.

ويتفق في وصفه مع التحليلات التي تجمع بأن المعارك البرية تتجه لتكون حرب استنزاف، وهو ما يعكس صمود حركة حماس التي تُكبّد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة بالجنود والعتاد والآليات العسكرية.

وتحمل هذه الكلمات التي لخصها يهوشع بالقول إن “الجيش الإسرائيلي يغوص في مستنقع غزة، وإن وحل غزة بات واقعيا”، في طياتها رسائل تدحض ادعاءات الجيش الإسرائيلي أنه يسيطر على مناطق واسعة شمالي القطاع، وكذلك تعبر عن التحديات التي تواجه القوات المتوغلة، في ظل المعارك الضارية والاشتباكات العنيفة مع فصائل المقاومة الفلسطينية التي توقع قتلى وجرحى بصفوف الجنود يوميا.

وأضاف المحلل العسكري أن الطقس العاصف زاد الطين بلة وصعّب من عمليات التوغل، فيما تفاقمت تعقيدات المعارك البرية المتمثلة بالاشتباك وجها لوجه، المسافة صفر، وإطلاق القذائف والصواريخ المضادة للدبابات والدروع، وأيضا نصب الكمائن وزرع العبوات الناسفة وإلقاء المتفجرات، والتخوف من إطلاق نيران صديقة، وكلها سمات “حرب العصابات”، حسب وصفه.

وأوضح يهوشع أن الجيش الإسرائيلي يواجه سيناريوهات معدة مسبقا من قبل مقاتلي حماس الذين يختبئون بالأنفاق، ويفخخون المنازل ويطلقون القذائف المضادة للدبابات.

وأكد أن هذه السيناريوهات تحولت إلى واقع على الأرض خلال سير المعارك البرية، قائلا إن “هذه الظروف واستعدادات حماس تقودنا إلى أننا ندفع وسندفع أثمانا باهظة في مواجهة مهمة احتلال الأرض وتطهيرها من المسلحين والقضاء على حماس، حتى يتمكن سكان النقب الغربي من العودة إلى بيوتهم”.

والحقيقة البسيطة، يقول المحلل العسكري، “هي أن الغارات الجوية والمدفعية وحدها لن تحقق هذه النتيجة، فقد بنت حماس مدينة تحت الأرض تعمل قوات الجيش الإسرائيلي على تفكيكها، وهو أمر صعب ومؤلم ومكلف”.

وينقل يهوشع عن مصدر عسكري في الجيش الإسرائيلي أن حماس “أقل ميلا إلى الدخول في اشتباكات ومواجهة مباشرة أو شن اقتحامات منظمة، وتفضل إطلاق النار من الخلف، وزرع العبوات الناسفة وألغام ضد المعدات والآليات العسكرية وتفجير وهدم مبان على قوات الجيش الإسرائيلي”.

القراءة ذاتها، استعرضها المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، الذي أكد أن هجمات قليلة تكفي لحماس لتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر بالأرواح والمعدات بشكل يومي حتى في المناطق التي يسيطر عليها الجيش، والتي تشهد معارك ضارية واشتباكات عنيفة.

وأوضح المحلل العسكري أن استمرار العمليات العسكرية البرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ينطوي عليها احتكاك شديد مع التشكيلات الدفاعية التابعة لحركة حماس التي تستمر في محاولات تعقب القوات المتوغلة في المناطق التي سيطر عليها الجيش الإسرائيلي، بينما في الأماكن التي لم تتحقق فيها السيطرة بعد، تكون المقاومة صعبة للغاية.

عندما تهاجم قوات ضخمة القطاع، لا تقل عن 4 فرق، يقول المحلل العسكري “فهذا يعني مساحة احتكاك كبيرة ومعقدة مع العدو، ضمن مناطق مكتظة بالبناء، حيث دُمِّرَت أجزاء كبيرة منها، بينما تحت الأرض، لا يزال نظام الأنفاق نشطا.

ويتم تنفيذ معظم الهجمات المضادة التي تقوم بها حماس بأساليب حرب العصابات”.

الجنود النظاميون والاحتياط الذين قتلوا بالحرب، يقول هرئيل “ذهبوا إلى الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول مع شعور قوي بأنه لا يوجد خيار آخر، سوى توجيه ضربة قوية لحماس، بما في ذلك عملية برية بالقطاع، لمحاولة تقليل بعض الأضرار التي سببها الهجوم المفاجئ، وتحسين الوضع الأمني بالجنوب ولتهيئة الظروف لعودة المختطفين”.

وبعد مرور 80 يوما، يقول هرئيل “مع مرور الوقت، سيجد الجمهور الإسرائيلي صعوبة في تجاهل الثمن الباهظ، وكذلك التشكيك في أن أهداف الحرب لا تزال بعيدة عن التحقيق، وأن حماس لا تظهر أي علامات على الاستسلام في المستقبل القريب”.

وفي ظل تعقيدات المشهد العسكري، وتعزيز التقديرات أن أهداف الحرب لن تتحقق على المدى القريب، ومع اشتداد المقاومة والاشتباكات في كل محاور التوغل، يعتقد مراسل الشؤون العسكرية في الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، يؤاف زيتون، أن المعارك البرية تتجه لتتحول إلى حرب استنزاف.

ويشير المراسل العسكري أن روتين القتال في غزة بدأ يستقر في أنماط ثابتة، متشابهة مع بعضها، قائلا “لقد أصبحت الوتيرة أبطأ لعدة أسباب، عمليات المسح المتكررة للخلايا المسلحة في المناطق التي سيطر عليها الجيش، والخوف من إطلاق نيران صديقة”.

وفي هذه الأثناء، يبدو أن حماس، يقول زيتون “تحقق أيضا في سير الأحداث والعمليات، وتتعلم الدروس، وتبحث عن نقاط الضعف في قوات الجيش الإسرائيلي بعد كل حادث، استعدادا لجولة أخرى من القتال في اليوم التالي”.

ومع ذلك، في معركة التعلم التي لا تنتهي، يقول المراسل العسكري “تظهر حماس صبرا ربما كان مخططا له مسبقا، حيث يلاحظ تضاعف استخدام القناصة ضد الجنود إلى جانب تسلط الضوء على نقاط ضعف الجيش، في وقت تبحث حماس باستمرار عن طرق لتجاوز العوائق التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على أسلحتها”.

أمام هذا الواقع والتطورات الميدانية في ساحات القتال، يقول زيتون إن “الجيش الإسرائيلي لا يشعر بساعة رملية للتوقف أو ضغطا لإنهاء المناورة، لكن معدل تقدم القوات ليس سريعا، حيث يود الجيش إظهار أنه حقق بعض الإنجازات عند الانسحاب للمناطق الحدودية، والحفاظ على الوضع القائم من خلال التوغل البري المحدود وهجمات من الجو”.

وحول سير القتال وتطورات المعارك، يقول زيتون “يتم تمرير تعليمات للمسلحين عبر رسائل ورقية، وسط زيادة استخدام القناصين والعبوات الناسفة المموهة، حيث تخوض حماس معركة تعلم وتدريب قبالة الجيش الإسرائيلي، الذي يستخدم من ناحية أخرى حيلا قاتلة، وهناك في الجيش من يذكرون الحزام الأمني بالجنوب اللبناني، أي نقل النموذج اللبناني إلى غزة”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المعارک البریة المحلل العسکری

إقرأ أيضاً:

يديعوت: عزل شمال غزة قد يستغرق 6 أشهر

اعترف المحلل العسكري الأبرز في صحيفة يديعوت أحرنوت يوآف زيتون بأن قوات الاحتلال تطبّق بالفعل نسخة معدلة من "خطة الجنرالات"، التي تهدف إلى تقسيم قطاع غزة وعزل شماله عن باقي الأجزاء، مشيرا إلى أن هذه الخطة قد تستغرق 6 شهور حتى تتمكن من تحقيق أهدافها.

ويؤكد زيتون أن الجيش الإسرائيلي "بدأ منذ أسابيع بتنفيذ ما يمكن وصفه بتطبيق جزئي لـ"خطة آيلاند"، وهي خطة اقترحها سابقا اللواء المتقاعد غيورا آيلاند رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، وتهدف إلى حصار المناطق الإستراتيجية.

ويضيف أنه "على الرغم من التصريحات الإسرائيلية التي نفت تطبيق هذه الخطة بالكامل، فقد قام الجيش الإسرائيلي بقطع منطقة جباليا عن بقية أجزاء شمال القطاع عبر خط يمتد من الساحل إلى الحدود".

وفيما يشير إلى أن هذا العزل جاء رغم الضغوط الأميركية المكثفة، فإنه يزعم أن إسرائيل اضطرت لإدخال المساعدات الإنسانية للمنطقة، وهو ما نفاه الفلسطينيون مرارا وتكرار، وأكدوا استمرار معاناة سكان جباليا من مجاعة حقيقية.

تكتيكات للجيش الإسرائيلي

وينقل المحلل العسكري عن جيش الاحتلال أنه يواصل تنفيذ عملية واسعة في شمال قطاع غزة، وتحديدا في منطقة جباليا، بهدف تقويض بنية حماس العسكرية وتقييد حركتها هناك، وذلك وفق "تكتيكات ميدانية معقدة تترافق مع قيود مفروضة على المدنيين، ما أدى إلى "حصار جزئي" يهدف لعزل جباليا عن باقي مناطق شمال القطاع".

وأوضح زيتون أن الجيش الإسرائيلي يعتمد نهجا مستداما على مدى زمني طويل، بهدف القضاء على قدرات حماس العسكرية، مع تقديرات عسكرية تشير إلى إمكانية استمرار العمليات لأكثر من 6 أشهر لتحقيق الأهداف.

ويشير زيتون إلى أن "الجيش الإسرائيلي استمر في تحصين مواقع له عند نقاط عزل إستراتيجية في المنطقة، ويعتمد بشكل رئيسي على إنشاء نقاط تفتيش مسيطر عليها عبر تقنيات متقدمة مثل التعرف على الوجوه، وهو ما يتيح له التحكم في حركة السكان وتدقيق الأشخاص الخارجين من جباليا باتجاه مدينة غزة".

ووفقا لتقرير "يديعوت أحرونوت"، تنظر إسرائيل إلى جباليا باعتبارها المعقل الرئيسي لحركة حماس في شمال القطاع، حيث تحتضن عددا من القيادات البارزة في الحركة ومئات المقاتلين.

تكتيكات مكثفة لكتائب القسام

ويشير المحلل العسكري إلى أنه و"مع تقدم الجيش الإسرائيلي في المنطقة، استخدم عناصر حماس تكتيكات دفاعية مكثفة تتضمن مئات الألغام والمتفجرات التي تم زرعها في الطرق والأبنية بشكل عشوائي. ويُعرف عن هذه المتفجرات أنها "غير متطورة"، مقارنة بتلك المستخدمة في مواقع أخرى، حيث تفتقر إلى التحكم عن بُعد أو التوجيه الإلكتروني، ما يجعلها فخاخا تقليدية يصعب رصدها".

وينقل زيتون عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن "معظم المتفجرات المزروعة في جباليا تفتقر إلى التكنولوجيا المتقدمة، فهي متفجرات بدائية موزعة بشكل غير منتظم تحت السجاد وفي الزوايا والأبنية المهجورة"، ويمثل هذا النوع من الفخاخ تحديا للجنود الذين يواجهون مخاطر كبيرة خلال تحركاتهم في المنطقة.

وبالإضافة إلى ذلك، يتناول التقرير أيضا وضع الدعم العسكري الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتمد حاليا على دعم مدفعي وجوي محدود في المنطقة بعد إجلاء جزء كبير من سكان جباليا بسبب اضطراره لتوزيع قواته على عدة جبهات، بما في ذلك جنوب لبنان، كما يلفت الانتباه إلى أن قوات الاحتلال تحاول استهداف مواقع محددة لحماس بدقة "لتجنب استنزاف الذخائر"، ولكنه يتجاهل في الوقت نفسه أن هذه الذخائر تسببت بمقتل المئات من المدنيين الفلسطينيين في المنطقة.

حماس تغير أساليبها

ويسلط زيتون الضوء أيضا على ما يسميه التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في جباليا، وعلى الأخص التعامل مع الكمائن والأنفاق.

ورغم زعمه أنه تم العثور على العديد من الأنفاق القتالية التي كانت تستخدمها حماس لنقل المقاتلين والذخائر، فإنه يعود للتذكير بأن هذه الأنفاق لا تزال من أبرز العقبات التي تسعى إسرائيل للقضاء عليها في عملياتها الحالية، "نظرا للدور الكبير الذي تلعبه في تمكين مقاتلي حماس من التحرك والتخفي".

ويعترف هنا المحلل العسكري للصحيفة أن "المعارك الأخيرة تكشف عن أن حماس تكيفت مع تكتيكات الجيش الإسرائيلي، وبدأت في تغيير أساليبها"، ويضرب لذلك مثالا بحادثة الأسبوع الماضي التي أسفرت عن مقتل 4 جنود من الوحدة متعددة المهام، حيث قال "تم وضع عبوة ناسفة في الطابق الثاني، بعد أن لاحظ مقاتلو حماس أن القوات الإسرائيلية تركز على تفتيش الطوابق الأرضية قبل الاقتحام"، مشيرا إلى أن حماس تسعى إلى زيادة التحديات الميدانية أمام الجيش عبر تكتيكات مختلفة وعبوات ناسفة مرتجلة.

ويلفت التقرير إلى أن "العمليات العسكرية التي يقودها الجيش الإسرائيلي في جباليا للقضاء على البنية التحتية العسكرية لحماس ستحتاج إلى أكثر من 6 أشهر من القتال"، مؤكدا أن الاحتلال "بدأ بالفعل في إنشاء قاعدة ميدانية دائمة بشمال القطاع، مما يشير إلى نية الجيش في الحفاظ على وجود عسكري طويل الأمد في المنطقة، لضمان عدم عودة حماس إلى مواقعها السابقة"، حسب قوله.

ويختم التقرير بالإشارة إلى الأهمية الإستراتيجية لهذه العملية، حيث يشير مصدر عسكري إسرائيلي إلى أن "الهدف من هذا الوجود الدائم هو منع حماس من إعادة بناء قوتها العسكرية في المنطقة، وضمان استقرار المناطق المتاخمة لشمال القطاع (المستوطنات)".

مقالات مشابهة

  • لماذا يستمر الجيش الإسرائيلي في تخفيض أعداد قتلى حماس؟
  • تفاصيل قضية التسريبات في الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يقول إنه قـ.تل أحد كوادر القوة الجوية لـ"حزب الله"
  • الجيش الإسرائيلي ماض في تنفيذ "خطة الجنرالات" رغم نفيه لذلك
  • يديعوت: عزل شمال غزة قد يستغرق 6 أشهر
  • رغم نفيه ذلك - يديعوت: الجيش الإسرائيلي ماضٍ في تنفيذ "خطة الجنرالات"
  • يديعوت أحرونوت: عملية جباليا قد تستمر 6 أشهر
  • ‏يديعوت أحرونوت: تقديرات داخل الجيش الإسرائيلي بأن القضاء على بنية حماس شمالي قطاع غزة سيستغرق 6 أشهر على الأقل
  • تفاصيل فضيحة نتنياهو الجديدة - هندسة وعي الإسرائيليين بالأكاذيب
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل مساعد قائد النخبة في حماس