أهالي حتا: «شِتانا» دفء وبهجة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
فخورون بمنطقتنا وإمكاناتها التاريخية والثقافية
حتا: سومية سعد
أكد أهالي منطقة «حتا» أن فعاليات مهرجان «شتانا في حتا»، تتيح لهم فرصة الاستمتاع بمجموعة متنوعة من العروض الفولكلورية والفنية والفعاليات الموسيقية، إضافة إلى أمسيات الشعر النبطي، وليالي السمر والسهر، ما يجعل المهرجان تجربة فريدة وممتعة، يشعرون معها بالدفء والألفة.
ووجّهوا شكرهم إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي عمل على الخطة التطويرية الشاملة للمدينة، والتي تمثل استثماراً هاماً في رفع مستوى الحياة بالمنطقة، وجعلها واحة من الجمال.
في مقابلات مع «الخليج»، عبّر الأهالي عن فخرهم بدعم سموه لهم، وتفعيل القدرات والمواهب المحلية لبناء مستقبل أفضل، وتسليط الضوء على كنوز حتا، الطبيعية والتاريخية والتراثية، من خلال المواد التي يعدّونها ويشاركونها لأجمل الوجهات السياحية في مختلف أنحاء الدولة.
الصورةيقول عبد الله البدواوي: «في كل يوم نعيش ليالي فرح في قرية حتا للتراث، ولياليها الثقافية، وهي واحدة من أقدم القرى التقليدية التي تم ترميمها في الإمارات، ويعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وتضم برجين للمراقبة ومجلساً وحصناً، إضافة إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود، تقدم لمحة عما كانت عليه الحياة في حتا».
فيما تقول مني الدهماني: «عشنا ليالي الأنس بين زوار حتا الذين يتوافدون ليل نهار، وسعدنا معهم بمعرفة تاريخ المنطقة، وتراثها، وكم سعدنا بأن نرى الفرق الكبير بين حتا قبل الخطة التطويرية، والآن، وزيادة معرفتنا بتفاصيل منطقة حتّا وإمكاناتها التاريخية والثقافية».
أما محمد خلفان البدواوي، فتحدث عن حديقة حتا عسل النحل، وهي أول محطة لتربية النحل في المنطقة، ويتم تقديم جولات في الحديقة، حيث يقوم الخبراء بتثقيف الزوار حول حياة النحل، والسماح لهم بالاقتراب من الخلايا، إضافة إلى جلسات صنع الشموع وتذوّق أجود أنواع العسل المحلي الذي تشتهر به منطقة حتّا، وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مجال إنتاج العسل.
وقال راشد البدواوي: «في وجود الطبيعية والهواء الطلق جلسنا بين مزارعنا التي تكسوها الأشجار والنباتات الطبيعية، جلسنا مع العائلة نتذكر ماضيا وحاضرنا، ونستذكر صعوبات الحياة التي تغلبنا عليها بفضل قيادتنا الرشيدة، ونرى منطقتنا بعيون محبة، ونسعد برؤية زوار حتا، ونرحب بهم كما تعودنا على الترحاب بالزائر وإظهار اهل حتا كرمهم للجميع والصورة التي تليق بدولتنا وهو حدث أسعدنا وأسعد عائلتنا».
الهواء العليل يسعد زوار حتامن جانبه، أكد محمد عبد الله المايدي، أن حتا أصبحت واجهه للسباقات العالمية، ورؤية النجوم العالميين على أرضها، بعد أن تم تطوير البنية التحتية الرياضية فيها، واستقطبت سباقات دولية كبيرة منها سباق «سبارتن حتا»، وهو أحد أصعب سباقات التحمل في العالم، وبمشاركة أكثر من 3500 رياضي ورياضية من مختلف الجنسيات والأعمار والقدرات البدنية، من بينهم 900 متسابق من خارج الدولة.
وأضاف أن السباق جرى بين جبال ووديان حتا، بحضور كبير تجاوز 5000 متابع للسباق الذي نظمه مجلس دبي الرياضي، ضمن الفعاليات التي ينظمها المجلس في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز مكانة هذه المنطقة كوجهة نموذجية لسياحة المغامرات، وبطولات التحدي، وضمن الخطة التنموية الشاملة للمنطقة لتعزيز جاذبيتها وجهة سياحية ورياضية نموذجية، في ضوء ما تمتلكه من مقومات طبيعية، بما يرسّخ مكانة دبي المدينة الأفضل للعيش والعمل والزيارة في العالم.
وتقول زينب حسن، إن المنطقة تحتضن العديد من الوجهات الترفيهية المهمة، والتي تتيح لزوار المهرجان قضاء أمتع الأوقات في أحضان الطبيعة مع الاستمتاع بمرافق خدمية عصرية، وفيها فعاليات ترفيهية وأنشطة فنية ومنطقة تضم عربات طعام تقدم الوجبات السريعة المتنوعة، ومجموعة من المطاعم المحلية لتناول أطيب المأكولات العربية، إضافة إلى المرافق المخصصة للتخييم والمبيت.
ولفت محمد سعيد البدواوي، إلى أن المنطقة تجمع بين الرمال الذهبية والجبال الحجرية والوديان والبحيرات والنباتات الخضراء، كما تضم إحدى أجمل المحميات الطبيعية في الدولة، أما أكثر ما يميز المنطقة جغرافياً، جبلان يعدان من أشهر جبال الإمارات، ويحيطان بها من الحدود الشمالية والجنوبية، إذ تسهم الجبال في تكوين معالم جغرافية أخرى تشمل أحد أبرز السدود في الدولة، وهو «سد حتّا»، ما يدعم زيادة أعداد زوار المنطقة الراغبين في الاستمتاع بالمناظر الطبيعية.
فيما تلقي شيخة علي، الضوء على الفرق الشعبية المتخصصة بالحربية والعيالة واليولة والعازي، وجلسات العزف على الربابة وآلة العود والحكواتي، وغيرها، ما يضفي جواً من البهجة والمتعة.
زوار ليالي حتا الثقافية زوار حتا بين احضان الطبيعة الصورة
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات حتا مهرجانات إضافة إلى
إقرأ أيضاً:
«سايكس- بيكو» الجديدة
هل المنطقة العربية في اتجاهها الي سايكس - بيكو جديدة تقسم الدول العربية وتعيد رسم حدود مرة أخري؟..كل المؤشرات بعد سقوط نظام الأسد تدفع في هذا الاتجاه.
التطورات في سوريا وما حولها تُثير تساؤلات استراتيجية عن مستقبل المنطقة وحدودها الجغرافية والسياسية. ومع إسقاط نظام الأسد وتقليص نفوذ المحور الإيراني فإن الوضع الحالي يشير إلى تحولات قد تساهم في إعادة تشكيل المنطقة، وربما بشكل يشبه اتفاقية سايكس- بيكو، ولكن بظروف مختلفة. بدأت تلك الارهاصات باحتلال إسرائيل للجولان بالكامل وتدمير قدرات الجيش السوري بعد انتهاء حكم بشار.
الولايات المتحدة وروسيا، بالإضافة إلى تركيا تلعب أدوارًا محورية في رسم ملامح سوريا المستقبلية، سواء عبر مناطق النفوذ أو الاتفاقيات العسكرية والسياسية.
هذه القوى تسعى لضمان مصالحها، ما يؤدي إلى تقسيم عملي للنفوذ على الأرض بعد إخراج إيران من المعادلة.
الصراع العرقي والطائفي بين المكونات السورية (العرب، الأكراد، العلويين، وغيرهم) قد يؤدي إلى إعادة النظر في خريطة الدولة السورية بشكل يتماشى مع مصالح تلك الدول.
تقليص نفوذ إيران في سوريا قد يعيد تشكيل التحالفات الإقليمية. ما قد يؤدي إلى تغييرات في البنية الجيوسياسية.
المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد في الشمال الشرقي تشير إلى تقسيم غير رسمي للدولة.
سايكس-بيكو جديدة: إذا استمرت القوى الدولية والإقليمية في تعزيز مناطق نفوذها دون تحقيق تسوية شاملة، فقد نشهد إعادة رسم الحدود الجغرافية أو على الأقل تقسيمًا وظيفيًا يضعف فكرة الدولة المركزية.
استعادة الدولة السورية كاملة وبسلطة مركزية سيناريو يبدو أقل احتمالًا في ظل استمرار الصراع وتقاطع المصالح، لكنه يعتمد على تطورات غير متوقعة مثل تفاهمات إقليمية ودولية واسعة.
تعزيز دور الفاعلين غير الدوليين: استمرار وجود كيانات شبه مستقلة، مثل الإدارة الذاتية الكردية قد يكون مقدمة لتقسيم دائم.
المنطقة قد تكون بالفعل على أعتاب «سايكس-بيكو» جديدة، ولكن بصيغة معاصرة تتوافق مع توازنات القوى الحديثة. الفارق أن هذه المرة القوى الإقليمية (تركيا، وإسرائيل) لها دور أكبر مقارنة باتفاقية سايكس-بيكو الأولى التي كانت غربية بحتة.
[email protected]