شعراء ينشدون للوجه الآخر للحياة في أمسية بيت الشعر بالشارقة
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء، نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية يوم الثلاثاء الموافق 26 ديسمبر 2023، شارك فيها الشعراء: جاكيتي الشيخ سك، وهبة شريقي، وعبدالله العبد، ومحمد الأمين جوب، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت.
قدم الأمسية الإعلامي يوسف الغضبان الذي أشاد بما قدمه بيت الشعر من فعاليات إبداعية تعود عليها الجمهور الحاشد الذي ملأ ساحة البيت، وألفها طوال العام، مثمنًا الدعم اللامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي سجلت مبادراته الثقافية حضورًا مشعًا على امتداد الزمن، بما يعكس مدى اهتمام سموه بالشعر والشعراء.
وقد حلقت قصائد الشعراء في فضاءات الدهشة، وعبرت عن فلسفة الحياة، ودارت في فلك الذات، فأثرت بطابعها الوجداني في الحضور، إذ تغنوا بالحب ومواجده، والتحموا بذائقة الجمهور الذي تفاعل مع مشاعرهم وكلماتهم التي عبرت عن نماذجهم الإبداعية، ومدى قدرتهم على بلورة أحساسيهم في تجسيد معاني الفقد والعتاب، واستعادت الذكريات، ومن ثم برع بعضهم في كتابة المدائح النبوية في ظل حضور كثيف ونوعي من قبل محبي الشعر.
افتتح القراءات الشاعر جاكيتي الشيخ سك الذي ألقى قصيدة" بساط النور" التي أظهرت عفويته ببعدها الجمالي، وهو يترجم ببوح صادق في واحدة من مدائحه النبوية أساليب التعبير المبتكر في تضفير الصورة، وحملها على محمل الجمال، فيقول:
يا من قصدتكَ كي تُبدِّدَ حَيرتِي
فإذا بذاتي منك تنهلُ كَوثرَا
وإذا بأنفاسي تُرَتِّلُ شَجوَهَا
وكأنَّ داوودا بها قد زمَّرَا
فلقد عبرتَ الدهرَ كُنْهَ بشارة
وانداحَ بالغفران ذكرك مذ سَرَى
وواصل القرءاة بقصيدة أخرى حملت عنوان "معراج" التي تفيض بالمشاعر النبيلة، إذ يخاطب فيها الشاعر وجه آخر للحياة وهو مستبشر بما ينسج من معاني رقيقة وعذبة ،فيقول:
يا مَن بحضنِ جمالِكِ المسحوقِ
وطنٌ يُؤَذّن معلنا تطويقي
وطنٌ تلُوحُ على مَدَى بصماتِه
مِنّي الجذورُ فيستثيرُ بَريقِي
يا مَن بحضنكِ كلُّ ما أمَّلتُه
مُذ جئتُ في فلك الحياة طَريقِي
وقرأت الشاعرة هبة شريقي أولى نصوصها الشعرية الذي حمل عنوان "عكس السراب" ويحمل دلالات مرهفة تخضع للتأمل، فهي تبوح بما في داخلها من مواجد من خلال هذه الكلمات:
مُستصغِرًا كُلَّ المخاوفِ قلبي
يعدو غزالًا في أقاصي الحُبِّ
لمْ يلتفِتْ أبدًا مخافةَ غادرٍ
بل كي يُطمئنَني بأنَّكَ قُربي
في الأمسِ وشوشَتِ الطيورُ فِراخَها:
"بعضُ القلوبِ تطيرُ عكسَ السّربِ"
ثم قرأت قصيدة أخرى بعنوان " شيءٌ يكرهُ الأشياء" التي عبرت فيها بجسارة عن لذع البوح في جمل متتابعة تستحضرها من عبق الذاكرة فتقول:
هُمْ أحرقوكَ وهُمْ رشّوا عليكَ الماءْ..
هُم لم يسيؤوا، ولكن أنتَ مَن يستاءْ!
مُذْ صرتَ لُعبتَهُمْ تبكي بلا سببٍ
وتستحيلُ إذا أغضبتَهُمْ أشلاءْ..
يجمّعونَكَ لو حنّوا إليكَ، عليـ
كَ.. يختفي منكَ شيءٌ بعدَ كُلِّ رجاءْ..
وقرأ الشاعر عبدالله العبد ثالث شعراء الأمسية قصيدة بعنوان "اللؤلؤة" التي تشف عن أشجان يجترها الشاعر من معين حكاياته، عبر لوحات وصفية تفيض بالشجن، فيقول:
خذيني حيث شئتِ وأنتِ أدرى
بما لا أستطيع عليه صبرا
ولا ترضي عن الشعراء حتى
يقولوا كل شيء عنكِ شعرا
ولا ترضي عن الشمس التي لم
تقل لكِ كلما أشرقتِ: شكرا
ثم قرأ قصيدة أخرى بعنوان "سيرة ذاتية" التي حفز من خلالها ذاكرته، فعبر عما استقر في وعيه من أشجان، فهو يلتقط مشاعره المختفية في الذات ويبلورها في هذه الإيقاعات، فيقول:
سموك عبد الله كنتَ فراشةً
للشمس عبد الله لا للظلِّ
سموك في ملأٍ يجرُّ عقيقةً
ونسوك وانشغلوا بذاك الحفلِ
ماذا سيبكي الماء يا ابن ثلاثةٍ
ماذا سيبكي والبكاء تخلِّ
وألقي الشاعر محمد الأمين جوب آخر شعراء الأمسية قصيدة بعنوان "آخر مقامات التجلي" التي تعبر عن ثرائه الجمالي، وإرادته المتنامية وهو يمدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بأسلوب جمالي خالص فيقول:
إن قِيلَ: أَحْمَدُ يُصْغِي الكَوْنُ أَحْرُفَهُ
وحَيْثُ نَادَى تُلَبِّي أمَّةٌ وَقُرَى
مُحَمَّلًا بِهُمُومِ الآخَرِينَ لَهُ
قَلبٌ إذَا نَامَ يَغفُو يَحْضنُ السُّوَرَا
سَعَى إلَى الله مُنذُ المَهْد يحملُ في
صحْرَاء مكّةَ قَلْبًا أبيضًا نَضرَا
ثم قرأ قصيدة أخرى حملت عنوان "سليل الأُغْنيَات" التي يعبر من خلالها عن أبعاده الرمزية في صياغة واقعه بمفردات مشوقة، فيقول:
أَنَا يَا سَلِيلَ الأُغْنِيَاتِ غَزَالَةٌ
تَرَكَتْ وَرَاءَ المُتْعَبِينَ نَشَامَى
أَنَا مُتْرَعٌ جِدًّا وَمُزْدَحِمٌ دَمِي
يَرْتَجُّ والدُّنيَا تَهبُّ لِمَامَا
قَالُوا مَن البطل الكَبِيرِ فقل لهمْ
أَنَا فِي الهَوَى بَطَلٌ بِهِ أَتَسَامَى
وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي، شعراء الأمسية ومقدمها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بيت الشعر الإمارات حاكم الشارقة
إقرأ أيضاً:
الموت يغيب الشاعر السوداني محمد مريخة صاحب «طبيق العسل»
غيب الموت الشاعر السوداني محمد مريخة بمدينة أم درمان، بعد رحلة إبداع قدم فيها الكثير للساحة الشعرية السودانية.
الخرطوم: التغيير
نعى الناعي يوم الأربعاء الشاعر السوداني المعروف محمد مريخة الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى بمدينة أم درمان في العاصمة الخرطوم، وهو صاحب كلمات الأغنية الأشهر “طبيق العسل” المعروفة بـ”شقيش قول لي يا مروح”.
وتغنى لمحمد مريخا عمالقة الفن السوداني مثل فنان كردفان الراحل عبد الرحمن عبد الله “بلوم الغرب” والمرحوم مصطفى سيد أحمد وغيرهما.
ورحل مريخة بأم درمان، وهو المولود بغربي وسط السودان في مدينة بارا بكردفان.
قدم الراحل محمد مريخة لمصطفى سيد أحمد عملين هما “كيف أنساك” التي لحنها الموسيقار الراحل بدر الدين عجاج، وأغنية صابرين.
ويعد مريخة من الذين تعرَّف عليهم الفنان عبد الرحمن عبد الله لاحقاً في تجربته الفنية، بالاضافة للشاعر عبد الله الكاظم.
وتقاسم الشاعران مريخة والكاظم معظم أعمال عبد الرحمن عبد الله التي أتى بها للإذاعة للسودانية.
ونشأ الشاعر الراحل محمد مريخة فى نفس الحي الذي احتضن عبد الرحمن عبد الله وهو حي الركابية.
تميزت أشعار مريخة بالبساطة وإبراز التراث الكردفاني الأصيل، ومن أشهر ما كتب محمد مريخة “طبيق العسل” أو شقيش قول لي مروّح (غناء عبد الرحمن عبد الله).
ونعاه الفنان علاء الدين سنهوري بالقول:
رحم الله شاعر المعلم والمعلمة والمنديل والسباتة وكيف أنساك وصابرين وكميات من الأغاني وتغنى له عبد الرحمن عبد الله ومصطفى سيد أحمد.
فيما كتب الشاعر مدني النخلي:
إنا لله وإنا إليه راجعون، تقبله الله قبولا حسنا وجعل قبره روضة من رياض الجنة.
وأضاف: مريخة إنسان رائع ومثالي ومبدع نشهد له بذلك.
ولانقول الا ما يرضي الله.
أما الشاعر أزهري محمد علي فقال: كم كان جميلا وودودا وناكرا لذاته في زهده الصوفي الحليم.. العزاء لأهله واصدقائه وأحبابه.
أغنية كيف أنساككلمات محمد مريخة
كيف أنساك.. وانت الجرح النازف منو خريف العتة
خريف المحل المابتدارك
ونجم الطالع شيّل ختّ
رحل الديرة وهج وديره
وفرع الحناء النور حتّ
جرحك نيلة وسيرة طويلة
وشافي البلسم أبى يتختّ
الوسومبارا شقيش قول لي يا مروح عبد الرحمن عبد الله عبد الله الكاظم كردفان محمد مريخة مدني النخلي مصطفى سيد أحمد