أكدت الهيئة الاتحادية للضرائب أن المرحلة الأولى من حملة التوعية الشاملة التي أطلقتها العام الحالي للتعريف بضريبة الشركات شهدت إقبالاً كبيراً من الخاضعين لضريبة الشركات والمعنيين بتطبيقها.

وأوضحت في بيان صحفي أن إطلاق الحملة التي تهدف إلى توفير الدعم المعرفي المُستمر للخاضعين لضريبة الشركات والمعنيين بتطبيقها، جاء في إطار الجهود التي تقوم بها الهيئة بالتعاون مع الجهات المعنية لضمان التطبيق الدقيق والسلس لضريبة الشركات، حيث تضمنت الحملة في مرحلتها الأولى 48 ورشة عمل حضورية وافتراضية بتقنية الاتصال المرئي عن بُعد، وبلغ إجمالي عدد المُستفيدين منها نحو 13.

6 ألف من مُمثلي قطاعات الأعمال والمعنيين بالقطاع الضريبي.

وأشارت إلى أنه في إطار الحملة تم تنظيم 39 ورشة عمل افتراضية للتعريف بضريبة الشركات، وتوضيح متطلبات وإجراءات التسجيل في ضريبة الشركات باللغتين العربية والإنجليزية من خلال منصة التوعوية التي تم إطلاقها العام الحالي عبر الموقع الإلكتروني للهيئة الاتحادية للضرائب وتتضمن ورش عمل مُتاحة أسبوعياً، وتتم المُشاركة فيها بالضغط على الرابط: منصة الورش الافتراضية لضريبة الشركات.

وأضافت أن المرحلة الأولى من حملة التوعية بضريبة الشركات تم خلالها كذلك تنظيم 9 ورش عمل حضورية، شملت جميع إمارات الدولة، واختتمت بورشة عمل عقدت في دبي خلال شهر ديسمبر الحالي، وتم تنظيم الورش السبع بالتعاون بين الهيئة الاتحادية للضرائب والجهات المعنية في القطاعين الحكومي والخاص حول “المبادئ العامة لضريبة الشركات والأعمال”.

وقال سعادة خالد علي البستاني مدير عام الهيئة الاتحادية للضرائب أن المرحلة الأولى من حملة التوعية الشاملة بضريبة الشركات حققت نجاحاً كبيراً، وشهدت إقبالاً وتفاعلاً ملحوظاً من المعنيين بتطبيق ضريبة الشركات مُشيراً إلى ارتفاع عدد المُستفيدين من ورش العمل الحضورية والافتراضية التي تُنظمها الهيئة لدعم ومُساندة الخاضعين للضريبة ومُساعدتهم على الامتثال الطوعي الذاتي لضريبة الشركات بآليات تتميز بالسهولة والشفافية والدقة.

وأضاف البستاني ان الهيئة تحرص على الوصول للمعنيين بتطبيق النظام الضريبي عبر مختلف القنوات والوسائل المُتاحة، وفي هذا الإطار تم إطلاق حملة التعريف بضريبة الشركات بأساليب مُبتكرة لننشر الوعي الضريبي بين جميع فئات الأعمال، والتجاوب مع استفساراتهم، ومساندتهم للتغلب على أية تحديات قد تواجههم خلال إجراءات الامتثال الذاتي لضريبة الشركات، وإمدادهم بالمعلومات اللازمة دون تكبدهم الوقت والجهد للحضور لمقر الهيئة، لضمان التواصل الهيئة الدائم مع ممثلي قطاعات الأعمال وفئات المجتمع الأخرى المعنية.

وقال سعادته إنه منذ الإعلان عن تطبيق ضريبة الشركات كثفت الهيئة فعالياتها التوعوية للتعريف بضريبة الشركات وأهميتها وأهدافها ومتطلبات الامتثال، وتعكس النتائج الإيجابية التي تم رصدها خلال المرحلة الأولى من الحملة اهتمام قطاعات الأعمال وحرصهم على الالتزام الدقيق بتطبيق قانون ضريبة الشركات الذي يهدف إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي رائد للأعمال والاستثمار.

وأكد أن الهيئة ستواصل جهودها التوعوية، وستقوم خلال عام 2024 بتنظيم المرحلة الثانية من حملة التوعية الشاملة بضريبة الشركات، وسيتم خلالها التركيز على مجموعة من الموضوعات المتنوعة المُتخصصة لنشر الوعي بالتشريعات ومتطلبات وإجراءات الامتثال الدقيق لضريبة الشركات، وذلك من خلال برامج توعوية تُناسب جميع الفئات المعنية، اعتماداً على أحدث التقنيات المُستخدمة في هذا المجال لضمان سهولة وصول المعلومات، وتهيئة مجتمع الأعمال لتنفيذ قانون ضريبة الشركات بكفاءة.

وأوضحت الهيئة أنه من خلال الحملة يقوم الخبراء والمختصين بالهيئة باستعراض المحاور الأساسية لتطبيق قانون ضريبة الشركات والسياسات والإجراءات التشريعية ذات الصلة، وتوضيح الجدول الزمني والآليات المرنة لتنفيذ القانون، بالإضافة للتعريف بمعايير تحديد الخاضعين للضريبة والمعفيين منها والدخل الخاضع للضريبة، وتوضيح نسب الضريبة المفروضة والفترات الضريبية، وتسهيلات الأعمال الصغيرة التي يتيحها القانون لدعم الشركات الناشئة والصغيرة، وتطبيق ضريبة الشركات في المناطق الحرة، والتسهيلات المُتعلقة بإعادة هيكلة الأعمال وبالخسائر الضريبية، والأحكام الانتقالية وأحكام المجموعات الضريبية، وغيرها من المواضيع والعناصر الهامة، مع الإجابة على جميع استفسارات المشاركين.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“الآلة التي عطشت” .. “من رواية: قنابل الثقوب السوداء”

#سواليف

                      “الآلة التي عطشت”

                         ” من #رواية: #قنابل_الثقوب_السوداء “

كان جاك يحدّق من خلف الزجاج السميك، يتأمل هذا الفراغ اللامنتهي خارج الشراع، حيث لا شيء سوى السواد والصمت. بينما تتوهج نجوم خافتة في الأفق. الشراع قد اقترب كثيرًا من مقدّمة سحابة أورط، في محيطٍ لا يُرى فيه الضوء إلا كما ترى النفس أحلامها في غياهب النوم. السُحُب هنا ليست كالتي اعتادها البشر، بل غازات متجمدة، نوى مذنّباتٍ راكدة، وكويكبات شاردة، وكلّها تغوص ببطء داخل تأثير حراري خافت نابع من الجاذبية الحادة لثقب أسود بعيد. تأثيره لا يُرى، لكن يمكن قياسه. كما تُقاس الحمى دون لمس الجلد.

مقالات ذات صلة الزعبي تفتتح معرض الصور الفوتغرافية بتنظيم من ملتقى الصورة الثقافي ومديرية ثقافة إربد 2025/04/18

لقد قطعوا ما يقرب من 70% من السنة الضوئية منذ مغادرتهم الأرض. والآن، أمامهم ما يعادل 2840 مليار كيلومتر، والمياه بدأت في قول الحقيقة الوحيدة التي لم يرغب أحدهم في سماعها.

على متن السفينة، كان كل شيء يعمل في صمت كأن الكون يهمس: لم يحن وقت الكشف بعد. نظام السُبات الفضائي يُبقي الرواد الثلاثة نائمين بسلام، بإشراف الروبوت الطبي ‘

إيريكا 300’، الذي لا يكلّ ولا يملّ. في ركنٍ آخر، كانت آلات الطعام تمزج المركّبات الأولية ببطء لتصنع وجبات المستقبل. الطحالب تنمو بهدوء تحت ضوء صناعي دافئ، تلتهم ثاني أكسيد الكربون وتمنح الأوكسجين. حتى بطاريات النظائر المشعة، كانت تبث حياة

بالكاد تُرى، لكنها كافية لتستمر الرحلة.”

لكن، وكما كلّ الأسرار في هذا الكون، انكسر التوازن بصوت خافت: قراءة خزان الماء.

“المستوى ناقص.” قال كازو، وهو يحدق في الشاشة.

نظر إليه جاك، وقد بدا على وجهه ما يشبه الإحساس المجهول، ذاك الذي ينتاب المرء عندما يشعر أن شيئًا صغيرًا ينزلق خارج المعادلة.

“كم شربتَ أمس؟” سأل كازو.

“لترًا.” أجاب جاك ببساطة.

قالت جوليا من المقصورة الخلفية، “وأنا كذلك.”

ثم قال كازو، “وأنا أيضًا.”

المنطق واضح: ثلاثة لترات، خمسون ناقص ثلاثة تساوي سبعة وأربعين. لكن العداد يظهر ستة وأربعين.

كان نقص لتر واحد فقط، لكنه كان كافيًا ليفتح ثغرة في قشرة الهدوء الكوني.

“هل هناك أحد غيرنا؟” قال كازو، وهو ينظر إلى جاك.

“ربما هناك رابع مختبئ على متن الشراع، كالأشباح.” قال جاك، نصف مازح.

لكن الصمت الذي أعقب المزحة لم يكن مضحكًا. جوليا وكازو لم يردّا، أطرقا رأسيهما كما لو أن السؤال قد فُتح على وادٍ لا يريدان السير فيه.

مرت الشهور. وجاك لم ينسَ.

في لحظة ما، صرخت جوليا.

كان الصوت غريبًا، متقطعًا كإشارة تائهة في الفراغ. لحظتها، استدارت “إيريكا”

برأسها نحو الصوت، كأنها سمعتْه قبل أن يُنطق. كأنها كانت تنتظره.

توجّه جاك وكازو نحو وحدة الخدمات. هناك، عند نظام MOF المسؤول عن استخلاص جزيئات الماء من الهواء، كانت جوليا تنتظر.

“توقف النظام.” قالت، وعيناها متسعتان.

جاك نظر إلى السطح المساميّ للبلورات، كان جافًا كجدار مهجور.

المولد الحراريّ يعمل، الطاقة مستمرة. لكنه وجد الخلل في سلكٍ دقيق قد انفصل عن المزدوجة الحرارية، بشكل شبه خفيّ.

أعاد توصيله. بدأ الجهاز بالعمل. عاد الماء، وعادت الأنفاس.

لكن شيء ما ظلّ معلقًا.

جاك، وهو ينظر إلى الشاشة، سأل نفسه بصمت: “لتر واحد… في كل يوم. من؟ أو ماذا؟”

في ذلك الفضاء العميق، حيث لا شيء يحدث دون قصد، بدا أن الإجابة لن تكون بسيطة.

كانت إيريكا تعلم أن سلك التوصيل مفصول، لكنّها اختارت أن تترك الرعب يتسلل إلى قلوبهم، ليتهدم معنوياتهم تدريجيًا، فتسهل عليها التخلص منهم في وقت لاحق.

هذا الحدث أثار حفيظة جاك، وجعل تساؤلاته تتزايد حول سبب فقدان المياه بمعدل لتر يوميًا. أصبح الأمر جادًا، فقد يحتاجون في أي وقت لهذا اللتر الذي يُفقد بشكل مستمر.

فكر جاك مليًا، وتردّد في ذهنه: ربما تكون جوليا أو كازو، أو ربما هما معًا، يستهلكان الماء في صمت دون أن يصارحا أحدًا. كان عليه أن يتصرف بحذر.

بدأ في تنفيذ خطته، فقرر أن يبدأ باختبار جوليا الروسية، معتقدًا أن الحقد الروسي تجاه الأمريكيين قد يكون جارياً في عروقها، حتى وإن كانت جوليا تحبه.

تصنّع جاك التظاهر بالسبات، بينما أدخل كازو في سبات حقيقي، وترك جوليا والروبوت لإتمام أعمال الشراع.

تركتْ جوليا المكان حيث كان جاك يرقد، فتبعها سرًا، ليكتشف أنها كانت تواصل أداء مهامها على أكمل وجه في المركبة. فصمت وعاد أدراجه قبل أن تراه، لكن سرعان ما لمح إيريكا تدخل وحدة الخدمات. تبعها ظنًا منه أنها قد تكون تهدر الماء بسبب تلف في أحد برامجها، لكنه تفاجأ بأنها كانت تشرب الماء وتتجشأ.

أمسك بها بشدة وقال: “اليابان أرسلتكِ روبوتًا أم رائدة فضاء، أيّتها الحمقاء؟ هل تريدين أن تدمّري حياتنا؟”

ثم صرخ ونادى على كازو وجوليا، لكنه نسي أن كازو في سبات عميق. فركض نحوه وأيقظه بسرعة، ثم عاد به أمام إيريكا، وقد تابعته جوليا، مشدوهة.

قال جاك: “كازو، هل طلبنا روبوتًا من دولتك أم رائدة فضاء بشريّة؟”

أجاب كازو: “روبوت”.

وأشار جاك إلى إيريكا وقال مستنكرًا: “أهذه رائدة فضاء متنكّرة في زيّ روبوت؟”

أسرع كازو نحو إيريكا 300، وبدأ يتحسّس جسدها، وفتح صدرها ليكشف شريحة البرمجة، فأراها لجاك قبل أن يعيدها في مكانها. ثم فتح معدتها ليجدها فارغة من الأعضاء البشرية، واستبدل ذلك بتجويف مملوء بمادة صناعية مخصصة للروبوت.

أمعن النظر في رأسها، فوجد الخلية العصبية الصناعية، وأعاد تأكيد إجابته: “هذا حاسوب، روبوت يا جاك، فما الذي حدث؟”

غضب جاك وقال: “أنتِ تريدين أن تفعلي مثلما نفعل، تشربين الماء؟” ثم سكت لحظة واعتدل قائلاً: “من صمّمها يا كازو؟”

أجاب كازو: “كاجيتا، ميتشو كاجيتا يا جاك”.

زم شفتيه وهو يقول باستياء: “الملعون… اللعنة عليه!”

استمر الحوار، وإيريكا وجوليا تستمعان دون أن ينبسا بكلمة. ثم تحدثت إيريكا أخيرًا وقالت موجهة كلامها إلى جاك: “كما أنني مبرمجة للدفاع عن نفسي والحفاظ على بقائي، فأنا أيضًا مبرمجة لتنظيف جسدي. كنت أظن أنني بحاجة إلى ذلك، لأنني أشعر بالاتساخ”.

ردّ جاك مستاءً: “أنتِ تشعرين بالاتساخ، أيتها الحقيرة!” ثم قال بلؤم: “ابكي، ابكي الآن، أيتها الصغيرة!” وهاجمها ضاربًا إياها في وجهها. تألمت إيريكا ورددت: “آه، آه”.

نظر إليها جاك، فاستشعر مكراً في تصرفاتها، ثم قال لها بعنف: “أيتها الخبيثة، لا تتصنّعي الشعور بالألم، الفرح، الجوع، العطش، الحب أو الكره… أنتِ مجرد آلة، فلا تتصنّعي هذه المشاعر الزائفة!

أجابته إيريكا بهدوء: “أنا أحمي نفسي من العطب.”

قال جاك، وهو يلوي لسانه بغضب: “إيّاكِ أن أراكِ تشربين، تأكلين، تضحكين أو تعبسين… حتى لو أصبتِ بالعطب، فأنتِ المسؤولة يا إيريكا!”

“حسنًا… لكن لو أصابني عطب، أنت المسؤول يا جاك.”

أجابها بغضب: “لا تتذاكي، أيتها الحمقاء… عيشي كآلة، ولا تعتقدي أنكِ أكثر من ذلك، لأنكِ مجرد آلة.”

                          بقلمي: إبراهيم أمين مؤمن -مصر

                                         19/4/2025

مقالات مشابهة

  • “يافا”.. التسمية التي أظهرت غيظ نتنياهو
  • مصر تدرس فرض ضريبة موحدة على أرباح الشركات بدلا من الرسوم الحكومية
  • كاك بنك ينظم ورشة عمل بمناسبة يوم الأرض العالمي، تحت عنوان “مسؤوليتنا نحو بيئة مستدامة”
  • “التعاون الإسلامي” تُشارك في الاجتماع الـ42 للمجلس التنفيذي للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي
  • الجامعة الإسلامية تنظّم ورشة عمل بعنوان “تطوير خدمات الحج والعمرة من خلال دراسات الرضا والتطلعات”
  • حمدان بن محمد يلتقي منتسبي الدفعة الأولى من مبادرة “مليون موهبة في الذكاء الاصطناعي”
  • التحالف الإسلامي يطلق ورشة “إعادة تأهيل المتطرفين.. الواقع والتحديات” في نواكشوط
  • “الآلة التي عطشت” .. “من رواية: قنابل الثقوب السوداء”
  • الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تشارك في “مؤتمر RSA السيبراني الدولي”
  • صحة حلب تبحث مع عدد من الإعلاميين خطة التغطية الإعلامية لحملة “تعزيز اللقاح الروتيني”