أبوظبي- الوطن:

وقَّعت دائرة البلديات والنقل – أبوظبي اتفاقيةً مع حكومة مدينة طوكيو، بهدف تعزيز التعاون الاستراتيجي القائم بين المدينتين في مجالات التطوير العمراني.

وقَّع الاتفاقية معالي محمد علي الشرفا، رئيس دائرة البلديات والنقل، ومعالي يوريكو كويكي، حاكمة مدينة طوكيو، بحضور ممثّلين رفيعي المستوى من دائرة البلديات والنقل – أبوظبي، وحكومة مدينة طوكيو، وسفارة اليابان في الدولة.

وتشمل الاتفاقية تبادل المعرفة العملية والخبرات في أصعدة عدة؛ منها التحوُّل الرقمي، والتخطيط العمراني، والتميُّز في الخدمات البلدية، والاستدامة والتخفيف من آثار تغيُّر المناخ والتكيُّف معها.

ويندرج توقيع المذكرة ضمن مساعي الدائرة الهادفة إلى توطيد أسس التعاون المشترك مع حكومة مدينة طوكيو، والاستفادة من المعرفة والخبرات لدعم التنمية الاجتماعية والعمرانية، وتحقيق الريادة في تطوير معايير الاستدامة بما يُسهم في تعزيز جودة الحياة لسكان أبوظبي وطوكيو.

وقال محمد علي الشرفا، رئيس دائرة البلديات والنقل – أبوظبي: «إنَّ الاتفاقية خير دليل على دعمنا للابتكار والتطوير، وأثق تماماً بأنَّ تعاوننا المبني على تبادل المعرفة والخبرات في هذا النطاق الواسع من المجالات سيترتب عليه نقلة نوعية تنعكس آثارها إيجاباً على سكان مدينتي أبوظبي وطوكيو».

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مظاهر العقل ودوافعه المعرفية مع الطفرة الرقمية

استغراقنا في فهم العقل وألغازه وتشريح موجهاته وتوجهاته مهمة لا تنتهي، وحاول فلاسفة كبار منذ فجر التاريخ فهم هذه الماهية العجيبة التي استقلت بفلسفتها الخاصة، وتضاربت الآراء في تفسير كينونة العقل؛ فأخضعتها المدارس الفلسفية القديمة إلى صيرورة ماورائية «ميتافيزيقية» غير قابلة للتأويل المطلق، وركنتها مدارس الفلسفة المادية -الحديثة خصوصا- إلى منطقة الوجود المادي الذي يخضع إلى معايير العلم ومختبراته التجريبية إلى درجة فرضية بعضهم مثل الفيزيائي «ميتشيو كاكو» إلى أن العقل ليس إلا نتاج العملية التطورية التي مرّ بها الإنسان، وأنه في هذه الحالة يعدّ من المخلفات البيولوجية التي تتفرّع من تطوّر الدماغ البشري، ونلفت الانتباه إلى أن العقل عند بعض هؤلاء الفلاسفة يأتي في معنى الوعي، وحينها يتساوى لديهم معنى الوعي والعقل والدماغ، ورغم ذلك فإن المدارس العلمية المتقدمة مثل فيزياء الكوانتم أدركت بعدا آخر للعقل والوعي يجعل منهما كتلة واحدة لا يمكن أن تفسّر بالمنهج العلمي البيولوجي المحض، وإنما هناك أبعادٌ غير مادية لا تدرك بالعلم الطبيعي، ولهذا اقترح عالم الفيزياء المعاصر «روجر بنروز» بعدا كوانتميا للعقل والوعي يمكن بواسطته ترجيح فرضية العقل الكوني الممتد الذي لا يحدّ بالحيّز الزمكاني بل ينتمي إلى الوجود كله زمانه ومكانه دون قيود مادية. لست في صدد السرد المطّول لمفهوم العقل وأبعاده العلمية الفلسفية؛ فهذه قضية سبق أن أشبعتها نقاشا، ولكنها تتجدد بمستجدات العلوم وطوارق الفلسفة وأفكارها. أعمد في هذا المقال أن أتطرق إلى مسوغات توظيف العقل في المسار المعرفي ذي الصبغة الرقمية الذي نال نصيبه الفلسفي والعلمي في مشروعات تتعلق بفلسفة المعرفة؛ فنشأت بواسطتها نظريات كثيرة تتناول سبل صناعة المعرفة وتطوير آلياتها.

تتباين آليات صناعة المعرفة وفلسفاتها؛ فنجد بدءا من المنهج الفلسفي المحض أن الإدراك مرتبط بالعقل والوعي، وأن لهذا الإدراك مصادر يصنّفها بعض الفلاسفة بالقبلية، وعلى رأس هؤلاء الفلاسفة «كانط» الذي يعتقد بالمقولات القبلية، ويقصد بها المدارك المعرفية الأساسية التي تسبق الوجود المادي للإنسان، ومنها تتولد العملية المعرفية التفصيلية التي تتفاعل مع الوجود المادي الحسي، وثمّة من يعتقد بالعقل التجريبي المطلق الذي لا يمكن أن يتصل بعالم معرفي قبلي؛ فالعقل في نظر هؤلاء الفلاسفة -أبرزهم زعيم المدرسة التجريبية «جون لوك»- صفحة بيضاء لا تكتب إلا بالتجربة الحسية التي يكون الوجود الحسي وأحداثه مصدرها الوحيد. يستفيض الكلام عن الرؤى الفلسفية ومدارسها المتعلقة بالعقل والمعرفة، ولست ذاهبا إلى الحديث عن أصول هذه المدارس وتشتيت ذهن القارئ بتكرار ما يمكن أن يجده موجودا في مصادر المعرفة الكثيرة، ولكن أسعى إلى استعراض رأي متعلقٍ بماهية العقل بأبعاده الكثيرة وعلاقته بالصناعة المعرفية العميقة التي تستلزم أقصى حالات النشوة العقلية الواعية، وهذا ما يصب في بناء الإنسان ذاتا واعية وعقلا متجددا منقطع النظير يملك أسباب الصناعة الحضارية التي تأخذ مسلك التطور الإلزامي وفقَ قواعد العقل الكوني وسننه الثابتة؛ فبدءا من الحضارة الزراعية، ومرورا بالحضارة الصناعية، ووصولا -في وقتنا- بالحضارة الرقمية التي وإن تجاوز مفهوم العقل في حقبتها الدلالات التقليدية؛ فأخضع بعضُ الرقميين العقلَ إلى نزعة رقمية تتمثل في الذكاء الاصطناعي، وسبق أن اعترضنا على هذا الإخضاع -المطلق- غير المحكم بالأسس العلمية والمنطقية، ولكن من السهل أن يتسابق هؤلاء المختصون في عقلنة الذكاء الاصطناعي عبر قراءة صادمة للمستقبل الرقمي التي تؤكد تسارع تطويرات الذكاء الاصطناعي وتمكّنه من بلوغ النوع العام، وظهرت قبل أسبوعين النسخة الأحدث لنموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بترقيم جديد «01»، ووصفَ بأنه أكثر عقلانية من النسخ السابقة بما فيها «ChatGPT 4o» نظرا لقدرته على عقلنة إجاباته التفاعلية عبر نظام محاكاة للمنطق والعقلانية، وهذا ما يصرف النظر إلى منحنى فهمنا للعقلانية من المنظور الرقمي -بشكل مجازي- وعلاقته بالمسار المعرفي الذي لا يمكن أن نغفل عن دوره الحاضر في التأسيس المعرفي عن طريق أدوات رقمية قادرة على التفكير والتحليل بالأطر الدماغية نفسها للإنسان، ولكن عبر آلية المحاكاة الذكية، وتتضح معادلة جديدة لظواهر العقل ودوافعه المعرفية، وتأخذ هذه المعادلة شكلها الحديث من الظاهرة الرقمية وطفراتها متسارعة التطوير؛ إذ لا يمكن أن نتجاوز التأثير الرقمي الذي بات منافسا للتوظيف العقلي ومساهما فعّالا في العملية المعرفية، وبوجود هذا التحديث الخاص بالصناعة المعرفية، نجد أننا بحاجة إلى مراجعة شاملة لمنظومتنا التعليمية التي تشمل أساليب التعليم وأدواتها، ويمكن توضيح مغزى مقترح تحديث النظام التعليمي عبر واقعة عشت تجربتها؛ فحدث أنني قبل ما يقرب من سبع سنوات كنت أبحث عن آلية أصل بواسطتها إلى تأسيس خوارزمية رياضية معقّدة -لتشغيل نظام يعمل بالذكاء الاصطناعي- تجتمع فيها مجموعة من قوانين الرياضيات ومعادلاتها، وواجهت صعوبات أخذت مني عدة شهور حتى أمكن لي تحقيق هذه الغاية رغم الاستعانة بوسائل المعرفة المتنوعة بما فيها خبرتي المكتسبة والكتب الإرشادية ومحركات البحث الذكية ومطارحة الحوار مع المختصين، وفي وقتنا الحاضر، أثارت هذه التجربة في داخلي شغف تقمص إعادة التجربة -رغم إنجازها وانتهاء مهمتها- عن طريق الاستعانة بنماذج الذكاء الاصطناعي؛ فاستطعت أن أختصر جهد بناء هذه الخوارزمية الرياضية في ساعات بسيطة لم يتطلب مني إلا عملية حوار بمجريات منطقية مع النموذج التوليدي الذي استدعى كل ملكاته الرياضية والبرمجية في بناء الخوارزمية المنشودة مع مساندة عقلية لتجنّب المسارات الخاطئة وتصحيحها، ولكن تنطوي على هذه التجربة مجموعة من التساؤلات التي نحتاج إلى إدراك نتائجها منها، أيمكن أن يُكسبَ التفاعل بين الدماغ البشري والدماغ الرقمي وفقَ أطر عقلانية سليمة أيَّ خلل في منظومة الصناعة المعرفية؟ ويمكن أن نقترح جوابا لهذا التساؤل بالقول إن الحوار العقلي الذي يمارسه الإنسان في مسار تطوري؛ فكما أنه يعتمد على آلية التفاعل مع المصادر المعرفية المكتوبة -مثل الكتب- والشفهية المسموعة -عبر الحوارات-؛ فإنه كذلك ينتقل إلى مرحلة جديدة متقدمة تتيح له مد جسور التعاون مع الأنظمة الرقمية شرط تجنب حدوث ظاهرة الاعتماد الأعمى والخمول التفكيري الذي يقود إلى تعطيل العقل وكبح إعماله.

بمطالبتنا لتحديث المنظومة التعليمية ووسائلها، لا يعني أننا نطالب بإلغاء دور العقل البشري وإقصائه، بل نسعى إلى مد جسور التعاون بين العقل البشري -الذي يعمل سندا للدماغ البشري- والدماغ الرقمي المتمثل في الذكاء الاصطناعي؛ ولعل المثال الواقعي الذي سقته آنفا يقرّب طبيعة هذا التعاون الذي ينفر منه النظام التعليمي التقليدي خوفا من تجاوزات تخص منظومة المعرفة الأخلاقية التي نطالب بحمايتها وصيانة قوانينها دون الحاجة إلى رفض تفعيل عقلانية النظام الرقمي الذي يملك قوة في تسريع الصناعة المعرفية ورفع مستوياتها.

مقالات مشابهة

  • أهمية القراءة في حياة الإنسان
  • مظاهر العقل ودوافعه المعرفية مع الطفرة الرقمية
  • جولة “اكتشاف القدية” لألعاب الواقع (IRL) تُذهل زوّار معرض طوكيو للألعاب وتقدّم تجاربًا مبتكرة
  • بلدية مدينة أبوظبي تطلق الدورة الـ 9 من جائزة “ارتقاء”
  • جوجل تتعاون مع روبلوكس في لعبة غريبة لتعليم الأطفال سلامة الإنترنت
  • جولة "اكتشاف القدية" تقدم تجارب مبتكرة في معرض طوكيو للألعاب
  • جولة “اكتشاف القدية” لألعاب الواقع (IRL) تُذهل زوّار معرض طوكيو للألعاب وتقدّم تجارب مبتكرة
  • «السلامة الغذائية» تغلق مطعم «بانور» في مدينة محمد بن زايد بأبوظبي
  • «أوقاف مطروح» تتعاون مع «التعليم» لتنفيذ 520 ندوة توعوية بالمدارس
  • دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي تطلق الدورة الثالثة من منصة “ويّاكم” لرصد التحديات ومعالجتها مع المجتمع