معاك أحمد وأبو أحمد وأم أحمد وخالة أحمد
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
بقلم: هادي جلو مرعي ..
كعادته متيبس الشفاه في ذلك الصيف العراقي الشرير يخرج أحمد بسيارته الصفراء الفاقعة كبقرة بني أسرائيل الى شوارع بغداد بحثا عن راكب أرهقه الحر ليقله الى مكان ما، كان لا يهتم كثيرا للموبايل فمن عساه أن يتصل به وهو المكبل بالهموم والتحديات والغموم، وبرغم أن له ولدا صغيرا واحدا وزوجة تنتظر الأمل، ووالدة متحفزة بحثا عن فرصة للبكاء، لكنه كان يمازج اليأس بالصبر والتحدي والرغبة.
توقف قرب السوق في بغداد الجديدة ليقضي حاجة تخصه، وفجأة رأى ما يشبه الهاتف تحت ورقة، وبعض النفايات وأخذه بيده، وازال عنه ما علق به، وكان الهاتف يرن بين حين وآخر. فرد على أول متصل ليعرف إنه صاحبه الذي توسله أن يعيده إليه مقابل مبلغ من المال، وشرح له حاجته إليه، ولأنه يحتفظ بأرقام مهمة تتعلق بمصالحه. فما كان من أحمد إلا أن قال: تلفونك عندي، تعال وخذه، وأصر الرجل أن يقدم له الهاتف كهدية، وطلب منه الشريحة التي فيه فقط.
عاد أحمد الى منزله، ووضع شريحة قديمة كانت مرمية في مكان ما من المنزل، ونام على أمل صباح جديد، وحين أفاق كانت البقرة الصفراء تنتظره في الباب، لكنها كانت معطلة، وإحتاج الى مساعدة بعض الأشخاص، قاموا بزقها حتى تحركت، وفي أثناء السير في الطريق رن الهاتف، وقال في سره: من هذا البطران الذي يرن بعد عام ونصف من ترك هذه الشريحة البائسة، لكنه صدم حين رأى على الشاشة رقما دوليا، ورد بسرعة بعد أن توقف جانبا.
إنت أحمد؟
من معي؟
إحنا منظمة الهجرة الدولية إنت أحمد؟
صدم أحمد، ورد بعد أن تذكر إنه قدم طلبا للهجرة الى أمريكا منذ سنة وأكثر: نعم أنا أحمد وأبو أحمد وأم أحمد وخالة أحمد.
هاجر أحمد رفقة الأسرة، بينما ودعته الوالدة بدموع حرى في مطار بغداد
هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
استخراج هاتف من معدة سجين بعد 6 سنوات من ابتلاعه .. صور
القاهرة
في واقعة نادرة، تمكن فريق طبي بمستشفى الباطنة التخصصي في جامعة المنصورة بمصر من استخراج هاتف محمول من معدة سجين، بعد أن ظل داخل جسده لمدة ستة أعوام.
وأوضحت استشارية الكبد والجهاز الهضمي، التي قادت الفريق الطبي، أن المريض وصل إلى المستشفى وهو يعاني من آلام حادة في المعدة، قيء مستمر، وفقدان كبير في الوزن، مشيرة إلى أنه حاول سابقًا التخلص من الهاتف دون نجاح.
وأضافت الطبيبة في تصريحات إعلامية أن الأشعة كشفت مكان الهاتف داخل المعدة، وتم استخراجه باستخدام تقنية المنظار، لتفادي أي مضاعفات خطيرة قد تنتج عن التدخل الجراحي، مثل ثقب المعدة.
كما أشارت إلى أن وجود الهاتف طوال هذه المدة تسبب في فقدان المريض 30 كجم من وزنه، إلى جانب معاناته من التهابات وصعوبة في تناول الطعام.
وأكدت أن حالة السجين مستقرة بعد العملية، وغادر المستشفى دون أي مضاعفات.