ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما ضابط الإسراع الذي يؤثر على صحة الصلاة؟ حيث يقوم أحد المصلين بالإسراع في صلاته، وعندما قمت بالتنبيه عليه بأن هذا الإسراع يُخلّ بصحة الصلاة، قال بأن هذا من قبيل التخفيف ولا يُخلّ بصحة الصلاة؛ فنرجو منكم بيان ضابط الإسراع الذي يُؤثِّر على صحة الصلاة.

فضل الإمامة في الصلاة وخطورتها.

. اعرف شروط التقدم لها لماذا لا يجوز الصلاة عند شروق الشمس؟.. بسبب قرني الشيطان و4 أخرى الإسراع في الصلاة

وقالت دار الإفتاء، إن الإسراعُ الذي يؤثِّر على صحة الصلاة هو أن يأتي المُصَلّي بالركن من غير أن يستقرّ فيه، وهذا الاستقرار يسميه الفقهاء بالطمأنينة، وهي: استقرار الأعضاء زَمَنًا قليلًا في أداء جميع أركان الصلاة، وذلك كأن يطمئن المصلي في ركوعه وسجوده زمنًا يتَّسِع لقوله: (سبحان ربي العظيم) في الركوع، أو (سبحان ربي الأعلى) في السجود- مرة واحدة على الأقل

فإذا أتى بالركن واستقرّت أعضاؤه وسكنت بقدر الطمأنينة فإن ذلك يُجزئه، ولا يكون إسراعًا مخلًّا بصحة الصلاة أو مُبطلًا لها.

وذكرت دار الإفتاء، أن الله تعالى مَدَح مَنْ أَحْسَن أداء الصلاة بأن أتَمَّ أركانها وحافظ على سننها؛ فقال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: 1-2].

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا أَحْسَنَ الرَّجُلُ الصَّلَاةَ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا قَالَتِ الصَّلَاةُ: حَفِظَكَ اللهُ كَمَا حَفِظْتَنِي فَتُرْفَعُ، وَإِذَا أَسَاءَ الصَّلَاةَ فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا قَالَتِ الصَّلَاةُ: ضَيَّعَكَ اللهُ كَمَا ضَيَّعْتَنِي فَتُلَفُّ كَمَا يُلَفُّ الثَّوْبُ الْخَلَقُ فَيُضْرَبُ بِهَا وَجْهُهُ» أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده".

السرعة التي تؤثر على صحة الصلاة

وأوضحت دار الإفتاء، أن إسراع المُصَلّي في صلاته مع حفاظه على الطمأنينة في تأدية أركان الصلاة لا يخلّ بصحتها، ويؤيّد هذا أنّ صلاته صلى الله عليه وآله وسلم كانت تخفيفًا؛ فقد روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أنه قال: «مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلَاةً، وَلَا أَتَمَّ صَلَاةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم».

قال القاضي عياض في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (2/ 386، ط. دار الوفاء): [الحديث يدل أنَّ بعضَها أكملُ من بعض، وأنه لم يكن في بعض أركانها طُول عن غيره متباين جدًا، وهذا -والله أعلم- في آخر عمله في الصلاة، وعلى هذا يحمل حديث جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه: "ثم كانت صلاته بعد ذلك تخفيفًا"] اهـ.

وقد ذمَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مَنْ صَلَّى مُسْرِعًا دون الحفاظ على الخشوع والطمأنينة والأذكار فقال فيما رواه مسلم في "صحيحه": «تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا، لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا».

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإسراع في الصلاة دار الإفتاء الصلاة صحة الصلاة السرعة صلى الله علیه وآله وسلم ر على صحة الصلاة دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

هل توجد عبادة مُحددة مُستحبة في ليلة الإسراء والمعراج.. دار الإفتاء توضح

أكد الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية، أن ليلة الإسراء والمعراج تمثل معجزة كبرى تحمل في طياتها دروسًا مهمة يحتاجها المسلمون اليوم، مثل السعي والاجتهاد في مواجهة المحن والتحديات. 

وأشار إلى أن هذه الليلة المباركة، التي توافق السابع والعشرين من شهر رجب، تذكرنا بأن مع كل أزمة هناك منحة ربانية ينبغي استثمارها بالعمل والتقرب إلى الله.

وأوضح «عاشور» أن من أفضل الأعمال التي يُنصح بها في ليلة الإسراء والمعراج الإكثار من الذكر وقراءة القرآن الكريم والاطلاع على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى صلاة ركعتين قيام ليل باعتبارها معراج القلب إلى الله تعالى، حيث يتقرب الإنسان من خالقه ويشعر بعظمة الرحلة الروحية التي تقربه من ربه.

وشدد على أهمية الصلاة في هذه الليلة، حيث يجد الإنسان فيها موارد الحب الإلهي ويعلن عبوديته لخالقه، مما يفتح أمامه آفاقًا رحبة من الفهم الروحي والقرب من الله.

 وأضاف أن الصلاة ليلًا تمثل نوعًا من الإسراء، في حين أن الانتقال من طاعة إلى طاعة يعد معراجًا روحيًا، مما يرسخ المعنى الحقيقي للمعراج كقرب من الخالق سبحانه وتعالى.

قصة الإسراء والمعراج مختصرة وماذا رأى الرسول في ليلة 27 رجب بالتفصيل؟علي جمعة: رحلة الإسراء والمعراج أخذت بيد النبي ليتجاوز عوالم المكان والزمان

وأشار إلى أن الصلاة تساهم في عودة الوعي والابتعاد عن الذنوب، فهي رحلة للنقاء الروحي ومحاولة للارتقاء بالنفس والتخلص من قيود الماديات والشهوات، لتكون الصلاة وسيلة للتطهر والتقرب إلى الله خمس مرات يوميًا.

وفي سياق متصل، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن ليلة الإسراء والمعراج توافق ليلة 27 من شهر رجب، وهي ليلة مباركة يستحب فيها الإكثار من الأعمال الصالحة، مثل الدعاء والتقرب بالنوافل. 

وأكدت أن صيام هذا اليوم يعد من الأعمال المستحبة، مشيرة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ يَومَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ كَتَبَ اللهُ لَهُ صِيَامَ سِتِّينَ شَهْرًا»، وإن كان الحديث ضعيفًا، إلا أنه يُعمل به في فضائل الأعمال.

كما أوردت الإفتاء أن عددًا من العلماء والفقهاء أكدوا فضل صيام يوم 27 رجب واستحبابه، من بينهم الإمام أبو حنيفة والإمام الغزالي والعلامة خليل وغيرهم، الذين أشاروا إلى عظمة هذا اليوم وما شهده من أحداث كبيرة في تاريخ الأمة الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • الأحداث التي وقعت في رحلة الإسراء والمعراج
  • هل الصلوات فرضت في رحلة المعراج؟.. الإفتاء توضح
  • «الإفتاء» توضح حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج.. توافق الـ27 من شهر رجب
  • هل توجد عبادة مُحددة مُستحبة في ليلة الإسراء والمعراج.. دار الإفتاء توضح
  • شروط الجمع بين صلاتين.. الإفتاء تصحح مفاهيم خاطئة
  • بيان معنى الأمّية في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • الإفتاء: عذاب القبر ونعيمه من الأمور الغيبية تعرف بالوحي فقط
  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • حكم الحلف بغير الله والترجي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • الإفتاء: الإسراء والمعراج معجزات كبرى للنبي وهي من الدلائل على صدقه