موقع النيلين:
2025-04-07@01:13:58 GMT

المقاومة الشعبية.. حين آن أوانها

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT


□ لم تتوقف الدعوة للوقوف في جانب القوات المسلحة ونصرتها بالرجال والمال والأقوال والأفعال منذ انطلاقة الرصاصة الأولى في تمرد قوات الدعم السريع على الجيش وحرب المليشيا على الشعب السوداني، ومع ذلك لم يهب الشعب السوداني للدفاع عن نفسه وأمواله وأعراضه مثلما فعل خلال اليومين الماضيين عقب السقوط المدوي لمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في يد عصابات التمرد واستباحتهم لبقية مدن وقرى الولاية.

□ سنحاول في هذا المقال أن نبحث في دلالات الزخم الذي أحدثه إنطلاق المقاومة الشعبية، وما إذا كانت أمراً عابراً أم أنها حدث سيكون له ما بعده.

□ وأبدأ بالتذكير أنه منذ الأسبوع الأول للحرب، أدرك كثيرون أن مخططاً لكسر ظهر السودان والقضاء على ما تبقى فيه من رمزية الدولة بدأ تنفيذه، وأنه يتعين على كل قادر أن ينهض لمقاومة ذلك المخطط بكل ما أوتي من حِيلة. □ وقد سارعت أعداد مقدرة من الشباب وبعض الكهول إلى الإلتحاق بمعسكرات القوات المسلحة في ولاية الخرطوم مقدمين أنفسهم وخبراتهم لخدمة الجيش السوداني، فمنهم مِن قضى نحبه ومنهم مَن ينتظر.
□ وبعد أن أطلق القائد العام للجيش نداءه للاستنفار استجابت مجموعات كبيرة من الشباب السوداني فانخرطت في معسكرات التدريب العسكري وفي جهود الإسناد المدني للمجهود الحربي، ودخل بعضهم ميدان المعركة بالفعل.

□ ولم تكتف قطاعات واسعة من أهل السياسة وأهل الإعلام بالمتابعة والفرجة، بل تصدت منذ الأيام الأولى لما اعتبرته مؤامرة تستهدف بقاء الوطن وأصل وجوده، وبذلت كل معارفها ومقدراتها وعلاقاتها – كل في مجاله – لفضح المخطط والتبصير بخطورته والتصدي لحملات التزييف التي يقودها أنصار التمرد للتغبيش على وعي الرأي العام المحلي والدولي، وإسناد القوات المسلحة، وما تزال هذه الفئة ممسكة بوسائلها كما يمسك المقاتلون ببنادقهم.
لكن هذا كله لم يكن وحده كافياً لكي تنطلق المقاومة الشعبية بالشكل الذي انطلقت به الآن؛ ومن المؤكد أن هنالك جملة من الأسباب تضافرت لتقود إلى ذلك، لكن السبب الأهم في تقديري، والأخطر، هو تعاظم الإحساس لدى قطاعات واسعة من السودانيين أن جيشهم الذي طالما وقفوا بجانبه، غير قادر على تحقيق نصر حاسم على التمرد وبالتالي حمايتهم من الإنتهاكات وأعمال القتل والسلب التي ترتكبها المليشيا، ولا يهم هذه القطاعات كثيراً البحث في أسباب ذلك، وما إذا كان عدم تحقيق نصر حاسم بعد تسعة أشهر من الحرب أمراً مقصوداً في حد ذاته أم هو عجز له أسباب موضوعية !!

لأربع سنوات متتالية، ظلت مجموعة المجلس المركزي في قوى الحرية والتغيير، والقوى الإقليمية والدولية التي تدعمها، تعمل على هدم الصورة الذهنية المشرقة للقوات المسلحة في أذهان السودانيين، في إطار خطتها لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وقد ظلت تتهمها تارة بالوقوف ضد إرادة الشعب في حكم ديمقراطي مستقر، وتارة بعدم القدرة على قتال الأعداء، وتارة بالأدجلة والانحياز السياسي، ولا شك أنها أحرزت تقدماً معتبراً في رسم صورة مشوهة للجيش وجنوده.

□ لكن أداء القوات المسلحة خلال أربعة أشهر من التصدي للتمرد كاد يمحو مجهود السنوات الأربع التي مارست خلالها قوى الحرية والتغيير كافة أشكال التشويه، واستعادت القوات المسلحة صورتها المشرقة في ضوء تصديها للمؤامرة التي كانت تستهدف بقاء الوطن وأصل وجوده، واستبسال أفرادها وضباطها للدفاع عن رمزية الدولة وإفشال محاولات التمرد المستميتة لاحتلال مقر القيادة وحصون القوات المسلحة بالعاصمة القومية.

□ لكن الانتكاسات التي حدثت في دارفور، وانسحاب حاميات الجيش في نيالا والجنينة وزالنجي والضعين، أحدثت أثراً سالباً لدى قطاعات واسعة من الرأي العام، برغم أنها كانت مفهومة، كون تلك الحاميات صمدت لثمانية أشهر في ظل ما يشبه الحصار وانقطاع الإمداد والتموين، غير أن وقع سقوط تلك الحاميات على أهل الوسط والشمال والشرق لم يكن مثل وقع سقوط ود مدني الذي حدث بلا قتال تقريباً، ولهذا جاء الوقع أليم شديد، وهو الذي أرسل رسالة سالبة في بريد الرأي العام أن جيشكم غير قادر على حمايتكم، وربما غير راغب !!
□ تحتاج القوات المسلحة السودانية، كونها الآن الحاكم الفعلي للدولة وكونها الطرف الذي يقود القتال، إلى مجهود خرافي لاستعادة صورتها كحامي لمقدرات الوطن ومدافع عن أملاك وأعراض أهله، وهي مهمة، وإن بدت عسيرة في المدى القصير، لكنها غير مستحيلة على المدى المتوسط، وقد تهيأت لها الظروف الموضوعية بقيام تيارات المقاومة الشعبية في شمال السودان وشرقه، وستقوم المقاومة الشعبية حتى في ولايات الوسط، فهي التي ستشكل الحاضنة السياسية والشعبية لجيش البلاد، وأداته الأبرز في مقاومة السلوك الهمجي والطائش للمليشيا ومقاومة الضغوط والمساومات الخارجية وتحرير أرض السودان كلها من كل غادر وخائن وطامع في خيراتها وفرض هيمنته عليها.

السفير العبيد احمد مروح

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة القوات المسلحة

إقرأ أيضاً:

زيارة عيدية للمرابطين في ذي ناعم بالبيضاء

الثورة نت/..

قام عدد من مدراء وممثلي وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بزيارة عيدية للمرابطون في الجبهات بمديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء بمناسبة عيد الفطر المبارك.

وفي الزيارة، تبادل كادر وحدة التدخلات التهاني مع المرابطين وقدموا لهم قافلة عيدية، مشيدين بالملاحم البطولية والتضحيات الجسام التي سطرها أبطال القوات المسلحة والأمن في الدفاع عن عزة وكرامة الوطن وحماية أراضيه سواء في جبهات محافظة البيضاء أو بقية الجبهات.

وأشار الزائرون إلى المكانة الكبيرة التي يحظى بها المرابطون في قلوب كل أبناء الشعب اليمني.. لافتين إلى أن هذه القافلة هي أقل ما يمكن تقديمه تقديرًا لتضحيات أبطال القوات المسلحة.

من جهتهم، أكد أبطال القوات المسلحة المرابطون في جبهة ذي ناعم ثباتهم على العهد واستعدادهم الدائم وجاهزيتهم الكاملة لمواصلة تنفيذ مختلف المهام المسندة إليهم على أكمل وجه للدفاع عن الوطن ومواجهة اية مخططات قد تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد..منوهين بالروح التي يحملها أبناء الشعب اليمني تجاه المجاهدين في مختلف الجبهات.

وأكدوا أن هذه المبادرة تعزز من الروح المعنوية وتجسد التلاحم القوي بين الجبهة العسكرية والجبهة التنموية.

مقالات مشابهة

  • رويترز: خامنئي يأمر القوات المسلحة الإيرانية برفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • في زحلة.. تحالف بين القوات والكتلة الشعبية لخوض الانتخابات البلديّة بلائحة موحدة
  • أردول..لا اعتقد التنسيق الامني والتحالف العسكري بين الحركة الشعبية الحلو – ومليشيا الدعم السريع باسم (قوات التحالف ) يمكن ان يشكل تهديد كبير
  • «اللواء سمير فرج»: القوات المسلحة لن تسمح بالاقتراب من حدود مصر
  • سمير فرج: القوات المسلحة المصرية جاهزة ومستعدة لخوض أي حرب
  • القوات المسلحة تستهدف يافا المحتلة وتسقط طائرة تجسسية في صعدة
  • زيلينسكي يكشف أول الدول الأوروبية التي سترسل قوات إلى أوكرانيا
  • عيد محور المقاومة الذي لا يشبه الأعياد
  • زيارة عيدية للمرابطين في ذي ناعم بالبيضاء