موقع النيلين:
2024-10-02@12:23:42 GMT

المقاومة الشعبية.. حين آن أوانها

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT


□ لم تتوقف الدعوة للوقوف في جانب القوات المسلحة ونصرتها بالرجال والمال والأقوال والأفعال منذ انطلاقة الرصاصة الأولى في تمرد قوات الدعم السريع على الجيش وحرب المليشيا على الشعب السوداني، ومع ذلك لم يهب الشعب السوداني للدفاع عن نفسه وأمواله وأعراضه مثلما فعل خلال اليومين الماضيين عقب السقوط المدوي لمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة في يد عصابات التمرد واستباحتهم لبقية مدن وقرى الولاية.

□ سنحاول في هذا المقال أن نبحث في دلالات الزخم الذي أحدثه إنطلاق المقاومة الشعبية، وما إذا كانت أمراً عابراً أم أنها حدث سيكون له ما بعده.

□ وأبدأ بالتذكير أنه منذ الأسبوع الأول للحرب، أدرك كثيرون أن مخططاً لكسر ظهر السودان والقضاء على ما تبقى فيه من رمزية الدولة بدأ تنفيذه، وأنه يتعين على كل قادر أن ينهض لمقاومة ذلك المخطط بكل ما أوتي من حِيلة. □ وقد سارعت أعداد مقدرة من الشباب وبعض الكهول إلى الإلتحاق بمعسكرات القوات المسلحة في ولاية الخرطوم مقدمين أنفسهم وخبراتهم لخدمة الجيش السوداني، فمنهم مِن قضى نحبه ومنهم مَن ينتظر.
□ وبعد أن أطلق القائد العام للجيش نداءه للاستنفار استجابت مجموعات كبيرة من الشباب السوداني فانخرطت في معسكرات التدريب العسكري وفي جهود الإسناد المدني للمجهود الحربي، ودخل بعضهم ميدان المعركة بالفعل.

□ ولم تكتف قطاعات واسعة من أهل السياسة وأهل الإعلام بالمتابعة والفرجة، بل تصدت منذ الأيام الأولى لما اعتبرته مؤامرة تستهدف بقاء الوطن وأصل وجوده، وبذلت كل معارفها ومقدراتها وعلاقاتها – كل في مجاله – لفضح المخطط والتبصير بخطورته والتصدي لحملات التزييف التي يقودها أنصار التمرد للتغبيش على وعي الرأي العام المحلي والدولي، وإسناد القوات المسلحة، وما تزال هذه الفئة ممسكة بوسائلها كما يمسك المقاتلون ببنادقهم.
لكن هذا كله لم يكن وحده كافياً لكي تنطلق المقاومة الشعبية بالشكل الذي انطلقت به الآن؛ ومن المؤكد أن هنالك جملة من الأسباب تضافرت لتقود إلى ذلك، لكن السبب الأهم في تقديري، والأخطر، هو تعاظم الإحساس لدى قطاعات واسعة من السودانيين أن جيشهم الذي طالما وقفوا بجانبه، غير قادر على تحقيق نصر حاسم على التمرد وبالتالي حمايتهم من الإنتهاكات وأعمال القتل والسلب التي ترتكبها المليشيا، ولا يهم هذه القطاعات كثيراً البحث في أسباب ذلك، وما إذا كان عدم تحقيق نصر حاسم بعد تسعة أشهر من الحرب أمراً مقصوداً في حد ذاته أم هو عجز له أسباب موضوعية !!

لأربع سنوات متتالية، ظلت مجموعة المجلس المركزي في قوى الحرية والتغيير، والقوى الإقليمية والدولية التي تدعمها، تعمل على هدم الصورة الذهنية المشرقة للقوات المسلحة في أذهان السودانيين، في إطار خطتها لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وقد ظلت تتهمها تارة بالوقوف ضد إرادة الشعب في حكم ديمقراطي مستقر، وتارة بعدم القدرة على قتال الأعداء، وتارة بالأدجلة والانحياز السياسي، ولا شك أنها أحرزت تقدماً معتبراً في رسم صورة مشوهة للجيش وجنوده.

□ لكن أداء القوات المسلحة خلال أربعة أشهر من التصدي للتمرد كاد يمحو مجهود السنوات الأربع التي مارست خلالها قوى الحرية والتغيير كافة أشكال التشويه، واستعادت القوات المسلحة صورتها المشرقة في ضوء تصديها للمؤامرة التي كانت تستهدف بقاء الوطن وأصل وجوده، واستبسال أفرادها وضباطها للدفاع عن رمزية الدولة وإفشال محاولات التمرد المستميتة لاحتلال مقر القيادة وحصون القوات المسلحة بالعاصمة القومية.

□ لكن الانتكاسات التي حدثت في دارفور، وانسحاب حاميات الجيش في نيالا والجنينة وزالنجي والضعين، أحدثت أثراً سالباً لدى قطاعات واسعة من الرأي العام، برغم أنها كانت مفهومة، كون تلك الحاميات صمدت لثمانية أشهر في ظل ما يشبه الحصار وانقطاع الإمداد والتموين، غير أن وقع سقوط تلك الحاميات على أهل الوسط والشمال والشرق لم يكن مثل وقع سقوط ود مدني الذي حدث بلا قتال تقريباً، ولهذا جاء الوقع أليم شديد، وهو الذي أرسل رسالة سالبة في بريد الرأي العام أن جيشكم غير قادر على حمايتكم، وربما غير راغب !!
□ تحتاج القوات المسلحة السودانية، كونها الآن الحاكم الفعلي للدولة وكونها الطرف الذي يقود القتال، إلى مجهود خرافي لاستعادة صورتها كحامي لمقدرات الوطن ومدافع عن أملاك وأعراض أهله، وهي مهمة، وإن بدت عسيرة في المدى القصير، لكنها غير مستحيلة على المدى المتوسط، وقد تهيأت لها الظروف الموضوعية بقيام تيارات المقاومة الشعبية في شمال السودان وشرقه، وستقوم المقاومة الشعبية حتى في ولايات الوسط، فهي التي ستشكل الحاضنة السياسية والشعبية لجيش البلاد، وأداته الأبرز في مقاومة السلوك الهمجي والطائش للمليشيا ومقاومة الضغوط والمساومات الخارجية وتحرير أرض السودان كلها من كل غادر وخائن وطامع في خيراتها وفرض هيمنته عليها.

السفير العبيد احمد مروح

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة القوات المسلحة

إقرأ أيضاً:

بنكيران: استشهاد نصر الله لن يزيد المقاومة وحاضنتها الشعبية إلا صمودا

رأى حزب العدالة والتنمية في المغرب أن إقدام الاحتلال الإسرائيلي على اغتيال أمين حزب الله السيد حسن نصر الله، بتؤكد ما لا يدع مجالا للشك الطبيعة الإجرامية والدموية والاستعمارية لهذا الكيان، ودعا الأمتين العربية والإسلامية إلى توحيد الصفوف لمواجهة الاحتلال.

ونعى "العدالة والتنمية" في بيان له اليوم حمل إمضاء أمينه العام عبد الإله بنكيران، ونشره على صفحته الرسمية على منصة "فيسبوك"، السيد حسن نصر الله، وقال: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا في حزب العدالة والتنمية بالمملكة المغربية، نبأ استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، على إثر غارة غادرة للكيان الصهيوني المجرم على الضاحية الجنوبية ببيروت بلبنان الشقيق".

وأضاف: "بهذه المناسبة الأليمة، فإننا نتقدم  بالتعازي لحزب الله اللبناني قيادة وقواعد، وللشعب اللبناني الشقيق، وللشعب الفلسطيني ولكل الشعوب العربية والإسلامية التواقة للانعتاق من الغطرسة الصهيونية، وإلى كل أحرار العالم".

وشدد بيان العدالة والتنمية على أن "اغتيال القائد الشهيد حسن نصر الله، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك الطبيعة الإجرامية والدموية والاستعمارية لهذا الكيان الغاصب، لكن هذا العمل الإجرامي الجبان وغيره من عمليات الغدر والتقتيل لن تزيد المقاومة وحاضنتها الشعبية إلا صمودا ومزيدا من التضحية والجهاد على طريق تحرير فلسطين والقدس الشريف والأقصى المبارك، أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وأنهى بيانه بالقول: "إننا في هذه الظروف العصيبة، نجدد بإصرار دعوتنا الصادقة والغيورة لكل أمتنا العربية والاسلامية ولزعمائها إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة ونبذ الفرقة والخلاف لمواجهة هذا العدو الغاشم الذي هو عدو لكل أمتنا ولكل دولها ولكل شعوبها وبدون استثناء"، وفق البلاغ.



وكان الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في المغرب عبد الإله بنكيران، قد أعرب في وقت سابق عن تقديره الكبيرلا للتضحيات التي تقدمها إيران وحركات المقاومة عموما في إسناد غزة في مواجهة حرب الإبادة.

كما دعا بنكيران أول أمس السبت إلى إعادة النظر في اتفاق التطبيع بين بلاده وإسرائيل، معتبرا أنه "لم يعد له مبرر أخلاقي".

جاء ذلك في كلمة مصورة خلال اجتماع الأمانة العامة لحزبه بالعاصمة الرباط بثتها الصفحة الرسمية للحزب على موقع فيسبوك.

وقال بنكيران ـ الذي شغل سابقا منصب رئيس الحكومة ـ إن "الاتفاقات التي تجمع دولتنا بما تسمى إسرائيل لم يعد لها مبرر معقول أو منطقي أو أخلاقي".

وأضاف: "لا بد أن يعاد النظر في اتفاقات التطبيع بين المغرب وما تسمى إسرائيل".

وبشأن الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، قال بنكيران "حتى وإن كان الناس ساكتين فإنهم يشعرون بأن هذه الرصاصات اخترقت أجسادهم وأنها قتلت إخوانهم".

وظُهر أول أمس السبت، أعلن حزب الله "استشهاد" أمينه العام حسن نصر الله، في غارات إسرائيلية استهدفت ضاحية بيروت الجنوبية، مساء الجمعة.

وقبل ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي تمكنه من "القضاء" على نصر الله، في غارة جوية شنتها مقاتلات "إف 35" على هدف بمنطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لـ"حزب الله".

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه "تخلي" كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره أوكرانيا "تدخلا" في شؤونها.

إقرأ أيضا: معلومات عن حياته السرية.. ما لا تعرفه عن حسن نصر الله (بروفايل)

مقالات مشابهة

  • المتحدث العسكري لـ الراديو 9090: أسطورة الجيش الذي لا يقهر تحطمت تحت أقدام المصريين
  • الفريق أحمد خليفة يلتقي قائد قوات الدفاع الشعبية بأوغندا
  • المتحدث العسكرى المصري: الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقي قائد قوات الدفاع الشعبية بدولة أوغندا
  • رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقي قائد قوات الدفاع الشعبية بدولة أوغندا
  • الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة يلتقي قائد قوات الدفاع الشعبية بأوغندا
  • الفريق أحمد خليفة يلتقي قائد قوات الدفاع الشعبية بدولة أوغندا
  • نبارك الرد الإيراني الذي طال بضربة قاصِمة على رؤوس الاحتلال المُجرم
  • ???? المقر الوحيد الذي لم تسرقه مليشيا التمرد في الخرطوم أو تنهبه هو مقر سفارة الإمارات بالسودان
  • بنكيران: استشهاد نصر الله لن يزيد المقاومة وحاضنتها الشعبية إلا صمودا
  • نفس الزول الأقسم أنه مصفاة الجيلي اتحررت أقسم يوم الخميس أن الجيش دخل توتي