قال خبراء ومحللون، إن حديث إسرائيل عن مرحلة ثالثة من الحرب على قطاع غزة يعدّ هروبا للأمام من الإخفاق العسكري، بينما تباينت آراؤهم حول رد إيران ومكانه المحتمل على اغتيال مستشارها العسكري البارز في سوريا.

ويرى الخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، أن حديث الاحتلال عن مرحلة جديدة في حرب غزة هروب للأمام بعد الإخفاق في تحقيق الأهداف، ومحاولة تخفيف الضغط الشعبي على حكومة بنيامين نتنياهو بسبب خسائر جيش الاحتلال.

ويضيف الخبير أن معدل الضباط القتلى بصفوف الجيش الإسرائيلي هو الأعلى في تاريخ حروب تل أبيب، مشيرا إلى أن إسرائيل تأمل أن تخفف المرحلة الجديدة من الحرب عبء التداعيات الاقتصادية، وتكلفة استدعاء جنود الاحتياط، كما أنها تأتي في إطار توجه نتنياهو لإطالة مدة الحرب.

وبيّن أن نتنياهو طرح في مقال رؤيته للحل السياسي عبر 3 نقاط؛ وهي: القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتحويل غزة لمنطقة منزوعة السلاح، وتثقيف الفلسطينيين حول ما يدعيه "حب الحياة"، مما يعني عمليا احتلالا طويلا لقطاع غزة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن الجيش الإسرائيلي يستعد للانتقال إلى المرحلة الثالثة في القتال بغزة خلال الأسابيع المقبلة، وتشمل "إنهاء المناورة البرية في القطاع، وتخفيض القوات، وتسريح جنود الاحتياط، واللجوء إلى غارات جوية مركزة، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة".

بدوره قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور خليل العناني، إن هناك خلافا إسرائيليا أميركيا حول شكل الحرب ومدتها الزمنية، ومرحلة ما بعد الحرب، إذ يرفض نتنياهو عودة السلطة الفلسطينية خلافا لرغبة واشنطن.

ومع ذلك يؤكد العناني أن حسابات انتخابية دفعت الرئيس الأميركي جو بايدن للسير بشكل أعمى خلف نتنياهو والاستسلام لتوجهاته، خاصة أن الأول ضعيف ومهزوز رغم رغبته بإنهاء الحرب بأسرع وقت.

من جانبه يوضح الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، أنه لا يوجد فواصل حقيقية بين مراحل حرب غزة، وهذه المراحل التي يُتحدث عنها لا تنسجم مع المعايير التي تدرَّس بالمعاهد العسكرية؛ لأنه لم تُحقق أهداف معينة للانتقال إلى أخرى.

ويضيف أن القتال في شمالي قطاع غزة لا يزال مستمرا، وما حدث فعليا فصل بين العملية البرية ما قبل الهدنة المؤقتة وبعدها، من خلال بدء مرحلة برية في خان يونس جنوبا، معتقدا أن التصور يدور حول شكل الحرب بالمرحلة المقبلة.

اغتيال موسوي

وحول تداعيات اغتيال رضي موسوي أحد مستشاري الحرس الثوري الإيراني في سوريا، قال دكتور مهند، إن هناك نوعا من الاطمئنان الإسرائيلي بالنظر لتاريخ الصراع مع إيران، متوقعا أن يكون الرد عبر "أذرع إيران"، مرجحا تكثيف المواجهات على الجبهة الشمالية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.

لكن العناني يرى أن طهران قد تستخدم الجبهة اليمنية كونها رخوة وأكثر حيوية من جبهات لبنان وسوريا والعراق، خاصة بظل تحركات جماعة أنصار الله الحوثيين في البحر الأحمر، وملاحقة السفن المتجهة لمواني إسرائيل.

بدوره قال الخبير العسكري فايز الدويري، إن قتل المستشار الإيراني لن يلقي بظلال كبيرة على الواقع الحالي، مستحضرا عمليات تصفية جرت بحق جنرالات إيرانية وآخرين بالداخل السوري، ولم تكن الردود الإيرانية بمستوى التصريحات.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ارتفاع قياسي بالإنفاق العسكري العالمي خلال عام 2024.. الأكبر منذ الحرب الباردة

كشف تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام "سيبري"، أن الإنفاق العسكري العالمي بلغ 2.72 تريليون دولار في عام 2024، مسجلا زيادة بنسبة 9.4 بالمئة مقارنة بعام 2023، في أكبر ارتفاع سنوي منذ نهاية الحرب الباردة.

وأوضح المعهد، الاثنين، أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة أدت إلى زيادة الإنفاق العسكري في جميع أنحاء العالم، لا سيما في أوروبا والشرق الأوسط.

وقال المعهد إن "أكثر من 100 دولة حول العالم رفعت إنفاقها العسكري في عام 2024"، مشيرا إلى أنه "مع تزايد إعطاء الحكومات الأولوية للأمن العسكري، وغالباً ما يكون ذلك على حساب مجالات الميزانية الأخرى، يمكن أن يكون للمقايضات الاقتصادية والاجتماعية تداعيات كبيرة على المجتمعات لسنوات قادمة".


وقال شياو ليانغ، الباحث في برنامج "الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة" في معهد "سيبري"، إن "هذا يعكس بوضوح التوترات الجيوسياسية الشديدة. إنه أمر غير مسبوق. إنها أكبر زيادة منذ نهاية الحرب الباردة".

وساهمت الحرب في أوكرانيا والشكوك بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي "الناتو" في ارتفاع الإنفاق العسكري في أوروبا، بما في ذلك روسيا، بنسبة 17 بالمئة ليصل إلى 693 مليار دولار.

وخصصت روسيا نحو 149 مليار دولار لجيشها في 2024، بزيادة قدرها 38 بالمئة عن العام السابق، أي ضعف ما كان عليه في 2015، وذلك يعادل 7.1 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا و19 بالمئة من إجمالي إنفاقها الحكومي.

في المقابل، نما الإنفاق العسكري الأوكراني بنسبة 2.9 بالمئة ليبلغ 64.7 مليار دولار، وهو ما يعادل 43 بالمئة من الإنفاق الروسي، حيث خصصت كييف 34 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع، مما جعل العبء العسكري لأوكرانيا الأعلى في العالم خلال العام الماضي.

وقال معهد ستوكهولم إن "أوكرانيا تخصص في الوقت الراهن جميع إيراداتها الضريبية لجيشها. في مثل هذا الحيز المالي الضيق، سيكون من الصعب على أوكرانيا الاستمرار في زيادة إنفاقها العسكري".
وفي السياق ذاته، أشار التقرير إلى أن ألمانيا شهدت ارتفاعا لافتا في ميزانيتها الدفاعية بنسبة 28 بالمئة لتصل إلى 88.5 مليار دولار.

وقال ليانغ إنه "للمرة الأولى منذ إعادة توحيدها، أصبحت ألمانيا أكبر مساهم في مجال الدفاع في أوروبا الوسطى والغربية".

أما الولايات المتحدة، فقد واصلت تصدرها قائمة أكبر الدول إنفاقا عسكريا، بزيادة نسبتها 5.7 بالمئة ليصل إجمالي إنفاقها إلى 997 مليار دولار في عام 2024، أي ما يمثل 37 بالمئة من الإنفاق العسكري العالمي و66 بالمئة من إنفاق دول "الناتو".


وفي الشرق الأوسط، سجلت دولة الاحتلال الإسرائيلي أكبر قفزة في إنفاقها العسكري منذ حرب عام 1967، حيث ارتفع بنسبة 65 بالمئة ليصل إلى 46.5 مليار دولار.

وفي المقابل، أشار المعهد إلى أن إنفاق إيران العسكري تراجع بنسبة 10 بالمئة ليبلغ 7.9 مليارات دولار في عام 2024، رغم مشاركتها في نزاعات إقليمية، موضحا أن "تأثير العقوبات حد بشدة من قدرتها على زيادة الإنفاق".

أما الصين، ثاني أكبر منفق عسكري عالميا، فقد واصلت تعزيز قدراتها العسكرية. 

ولفت التقرير إلى أن الصين باتت تمثل نصف الإنفاق العسكري في آسيا وأوقيانوسيا، مع زيادة ميزانيتها الدفاعية بنسبة 7 بالمئة في عام 2024 لتصل إلى 314 مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • سموتريتش: لا وقف للحرب قبل تهجير سكان غزة وتفكيك سوريا (شاهد)
  • البرهان يحسم أمر إدارة الاسلاميين للحرب .. المجد للبندقية
  • الإنفاق العسكري العالمي يسجل أعلى مستوى له منذ نهاية الحرب الباردة
  • عاجل. لابيد: حديث نتنياهو عن عملية "البيجر" هو كشف غير ضروري وغير مسؤول
  • القضاء على حماس والنصر المطلق.. ماذا يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون؟
  • تجاوز 2.72 تريليون دولار.. الإنفاق العسكري العالمي يسجل أرقاماً قياسية
  • العالم يدخل مرحلة تسلح غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة
  • 2.72 تريليون دولار.. الإنفاق العسكري العالمي نحو أعلى زيادة منذ الحرب الباردة
  • ارتفاع قياسي في الإنفاق العسكري العالمي خلال عام 2024.. الأكبر منذ الحرب الباردة
  • ارتفاع قياسي بالإنفاق العسكري العالمي خلال عام 2024.. الأكبر منذ الحرب الباردة